عادت تشكيلة مولودية باتنة أمس إلى باتنة بعد إنهائها تربص حمام بورڤيبة الذي دام 8 أيام، وأجمعت الآراء على سير هذه الفترة التحضيرية في أجواء جيدة من كل النواحي وخصوصا في ظل الجو الأخوي والعائلي بين اللاعبين أنفسهم ومع المسيّرين... وهي المعطيات التي تشير إلى نجاح التربص وتجعل التفاؤل مشروعا في شبّان أكدوا أن الأسماء والأموال ليست وحدها من تصنع النتائج وإنما الرغبة في العمل وتحقيق النجاح المعنوي. خسارة ودية ثانية لكن المهم الاستفادة وقبل مغادرة حمام بورڤيبة صبيحة أمس، كانت تشكيلة “البوبية“ قد أجرت مواجهتها الودية الثانية أمام اتحاد عنابة وهي المواجهة التي عرفت انهزام رفقاء زياد للمرة الثانية بعد الهزيمة الأولى أمام جندوبة التونسي، لكن هذه النتائج لا تهم كثيرا بقدر ما يهم أن يكون شبان المولودية قد استفادوا من هذه المواعيد التحضيرية الهامة بما أن الأمر يتعلق بمواجهات ودية فقط. بن جاب الله دخل بالتشكيلة الأساسية وبالعودة إلى مواجهة عنابة، فقد أقحم المدرب الباتني بن جاب الله في الشوط الأول تشكيلة تتكون في معظمها من اللاعبين الأساسيين الذين لم يواجهوا جندوبة في اللقاء الأول، وكانت التشكيلة على النحو الآتي: بولطيف، شواطي، عليلي، زغيدي، زقرور، بلهادي، يعقوب، زياد، معوش، عقيني وقارش. لم يجر تغييرات كثيرة وأول تبديل كان في (د60) ويكون بن جاب الله قد أراد تجريب التشكيلة الأساسية التي سيواجه بها شبيبة سكيكدة في استئناف البطولة، وهو ما يفسره عدم قيامه بتغييرات كثيرة في مواجهة عنابة، حيث لم يجر أول تغيير إلا في (د60) من عمر المباراة بدخول بوراوي مكان قارش، وتأخر التغيير الثاني إلى (د75) بدخول عمراني مكان معوش، ثم دخل عش زقاق مكان عقيني، وحسينات مكان زغيدي. ليتيم لم يشارك بسبب تفاقم إصابته في الكاحل وكان مدرب “البوبية“ قد استدعى 18 لاعبا لمواجهة عنابة، أشرك منهم 16 لاعبا فيما لم يشارك أحد لاعبي الأواسط والحارس ليتيم الذي تفاقمت إصابته في الكاحل وهو على دكة البدلاء، قبل أن يضطر للمغادرة عائدا إلى الفندق وهو لا يقوى حتى على المشي بصورة طبيعية. الشوط الأول سار بنفس سيناريو مواجهة جندوبة وبالعودة إلى الأداء ومجريات اللقاء، فقد سارت المرحلة الأولى بنفس السيناريو تقريبا الذي عرفته المرحلة الأولى من مواجهة جندوبة، حيث كان الأداء متوسطا مرة أخرى وأنهت “البوبية“ الشوط الأول متخلفة في النتيجة بهدف دون رد من إمضاء الظهير الأيسر لعنابة مكاوي إثر مخالفة مباشرة يتحمل فيها الحارس بولطيف جزءا من المسؤولية بسبب سوء التمركز. خطأ آخر تستغله عنابة وبولطيف أنقذ أهدافا محققة وكان السيناريو يمكن أن يكون مطابقا تماما لمواجهة جندوبة، خصوصا بعد أن أضافت عنابة الهدف الثاني في منتصف المرحلة الثانية إثر عمل ثنائي جميل على الجهة اليسرى اختتمه بوعيشة في شباك بولطيف الذي أنقذ فرصا أخرى خطيرة للغاية لهجوم عنابة على غرار الانفراد التام الذي كان لبن شعبان بعد الهدف الثاني. بوراوي يحصل على ركلة جزاء، يغادر مصابا وزياد يقلص الفارق وبعد وصول الفارق إلى هدفين لصالح عنابة، تفطن لاعبو “البوبية“ مثلما حدث أمام جندوبة وهو ما أثمر عن حصول البديل بوراوي على ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة إثر عرقلته في منطقة العمليات، تولى تنفيذها زياد بإحكام مقلصا الفارق. للإشارة فإن بوراوي لم يكمل اللحظات الأخيرة من المواجهة بعد إصابته في الكاحل وعوضه بختتو. يعقوب رواغ كل دفاع عنابة و”الساهلة ما دارهاش” وكان يمكن أن تخرج “البوبية“ متعادلة من هذه المواجهة لولا الهدف المحقق الذي أضاعه لاعب الأواسط يعقوب، الذي قام باستعراض رائع من المراوغات داخل منطقة العمليات راوغ فيه كل دفاع عنابة تقريبا لكن “الساهلة ما دارهاش” بعد أن رفض التسديد باليسرى رغم أنه كان على بعد مترين على الأكثر من خط المرمى، وهو ما علّق عليه بن جاب الله صارخا: “بخشم الصباط تدخل”. عموما الأداء كان أفضل من جندوبة ورغم الخسارة أمام عنابة، إلا أن تشكيلة “البوبية“ قدمت وجها أفضل من المواجهة الأولى التي كانت أمام جندوبة وعرفت أخطاء كثيرة بدليل الأهداف الثلاثة التي دخلت مرمى المولودية، لكن هذه الأخطاء تقلصت ولو بشكل جزئي في مواجهة عنابة التي كان من الممكن أن تخرج “البوبية“ متعادلة منها. حضور روح الجماعة يبقى الأهم ويبقى أهم ما سجلناه في مواجهتي جندوبةوعنابة رغم الخسارة، أن روح المجموعة وروح التحدي المعروفة لدى الشباب كانت حاضرة لدى “البوبية“، وهو ما يعتبر أهم من أي نتيجة أخرى لأن الأكيد أن هذه الروح هي التي ستفصل لصالح الفريق في المواجهات الرسمية مثلما كان عليه الحال في مرحلة الذهاب. “البوبية“ متعودة على الخسارة وديا لكن في المباريات الرسمية “تفرح” وهناك مفارقة أيضا بالنسبة لمولودية باتنة التي تعودت على الخسارة في المواجهات الودية، لكن في المباريات الرسمية تحقق المطلوب، وخير مثال على ذلك ما حدث قبل انطلاق الموسم حيث خسرت “البوبية“ كل لقاءاتها تقريبا في تربص حمام بورڤيبة لكن عندما انطلقت البطولة كانت النتائج مغايرة تماما والدليل أن الفريق أنهى مرحلة الذهاب في المرتبة الثالثة، وهو ما جعل الجميع غير متخوفين من خسارتي جندوبةوعنابة ويتفاءلون بإياب على شاكلة الذهاب. “انتظرونا وسترون”... هذا ما يقوله لكم شبان “البوبية“ وقبل مغادرة الوفد الباتني لحمام بورڤيبة، أصرّ علينا الشبان وكل أسرة الفريق على توجيه رسالتهم إلى كل المحبين والمنافسين في الجزائر تقول: “انتظرونا، رانا جايين” في تحد صارخ لكل من استصغر إمكانات الشبان، وهي الرّوح الحماسية الكبيرة التي ستكون سلاح الفريق من دون شك مثلما كانت عليه في ذهاب البطولة الذي فاجأت به المولودية كل المتتبعين للبطولة. ------ بعد اختتام التربص، بن جاب الله يقيّم... “جاهزون بنسبة 85 %، سندخل العودة بقوة، لست قلقا من الإصابات والتشكيلة لن تتغير“ “بوراوي في حاجة للمنافسة، على عمراني أن يوظف إمكاناته للفريق ولم يمكنني الحكم الوناس“ “ثقوا في الشبان وإن شاء الله سيكون للبوبية مستقبل زاهر” اختتم تربص “البوبية“ في حمام بورڤيبة التونسية بتجاوز الفريق سقف 11 حصة تدريبية بين الميدان وحصص التقوية في القاعة، ومواجهتين وديتين زائد مواجهتين تطبيقيتين، وهي الحصيلة التي يقيمها المدرب بن جاب الله إلى جانب تقييمه لمردود بعض اللاعبين... انقضى الآن تربص الفريق (بعد مواجهة عنابة)، ما هو تقييمك للعمل المنجز؟ أبدأ من مواجهة اليوم أمام عنابة، حيث لعبنا بتشكيلة مكتملة تقريبا ورغم الخسارة إلا أن الأداء تحسن كثيرا مقارنة بالمواجهة الأولى أمام جندوبة، حتى ولو أننا أدينا لقاء لا بأس به أمام الفريق التونسي وتلقينا أهدافا على إثر هفوات دفاعية، هذه كرة القدم لولا الأخطاء فلن تكون هناك أهداف، أما بالنسبة للعمل المنجز وبالخصوص الجانب البدني أقول إن الفريق جاهز بنسبة تصل 85 % . على ضوء هذا التقييم، كيف تتوقع وجه الفريق في مرحلة العودة؟ بإذن الله سندخل المنافسة بقوة ودون مقدمات بالنظر إلى مستوى الجاهزية الذي نحن فيه الآن من أجل مواصلة المشوار الذي كان في مرحلة الذهاب. سيكون الموعد مع امتحان صعب أمام سكيكدة. صحيح، سنستقبل سكيكدة ثم نتنقل إلى بارادو وهما لقاءان مهمان، لأنه ومن أجل دخول مرحلة العودة بقوة يجب أن نحقق نتيجتين إيجابيتين في اللقاءين المتبقيين من عمر مرحلة الذهاب. لاحظنا أن هناك إصابات كثيرة في نهاية هذا التربص، ألست قلقا؟ والله لست قلقا لأنها إصابات خفيفة وأنا شخصيا أتعمد لما أشعر بأن اللاعب يعاني من إصابة ولو خفيفة أن لا أجازف به في المباريات والتدريبات، وأتركه ليرتاح لأنه من الأحسن “يريّح” حتى يشفى نهائيا ويعود بكامل إمكاناته، وبالنسبة للعناصر التي نعول عليها أساسية في استئناف المنافسة فكلها تقريبا تتواجد في صحة جيدة. هل ستكون هناك تغييرات في التشكيلة الأساسية في أول لقاء؟ نفس العناصر الأساسية ستبقى في التشكيلة خاصة وأن الجدد ليس لهم الحق في المشاركة إلا ابتداء من مرحلة الإياب، وبالتالي فنفس التشكيلة ستدخل غمار المنافسة الرسمية، لكن مع تأهيل الجدد وعودة المصابين سيكون هناك تغيير إن شاء الله. كانت لك فرصة أخرى أمام عنابة للحكم على الجدد، كيف وجدت هذه العناصر؟ بطبيعة الحال، كنت قد صرحت بأنهم أظهروا مستوى لا بأس به لكن مازالت هناك نقائص ولو أن هذا المستوى للجدد قادر على أن يمنح إضافة للفريق بمرور الأيام لكن النقائص تبقى موجودة وفي حاجة إلى التصحيح. بوراوي حصل على ركلة جزاء أمام عنابة. هذا اللاعب لم يلعب 6 أشهر كاملة وهو في حاجة إلى المنافسة كي يستعيد إمكاناته وهذا ما جعلني أشركه في لقاءين. وبالنسبة لعمراني؟ بالنسبة إلى عمراني لا يجب أن ننسى أنه شاب من مواليد 1992، له إمكانات تقنية جد عالية لكن عليه أن يوظف إمكاناته في صالح الفريق وهو الشيء الذي يفتقد إليه في الوقت الحالي، وسنحاول في المستقبل أن نعمل معه في هذا الاتجاه. والوناس؟ الوناس لم يمكنني معاينته جيدا لأنه أتى مصابا وتعرض في الحصص التدريبية الأولى لشد عضلي ولم يشارك في اللقاءين الوديين لكن ستأتي الفرصة لمعاينته بما أنه لن يشارك في اللقاءين الأولين من البطولة، حيث سأحاول متابعته في الأسبوعين المتبقيين إن شاء الله. ألست قلقا خسارة لقاءين في هذا التربص؟ لست قلقا تماما، لأن “البوبية“ هكذا دائما، في المواجهات الودية تخسر وفي اللقاءات الرسمية تحقق المطلوب، حيث وفي التربص الصيفي لم نفز بأي لقاء ودي تقريبا لكن في البطولة لم نخسر سوى لقاءين وأنهينا الشطر الأول في المرتبة الثالثة وهو ما نعول على تكراره إن شاء الله في العودة. كلمة أخيرة. “كيما يقولو ناس بكري، رانا نخدمو بالنية”، ما نراه نقصا نحاول تحسينه لرفع مستوى الفريق، ولا ننسى أننا نملك فريقا شاب بدليل أننا اليوم (أمام عنابة) أشركنا 5 لاعبين من الأواسط لذلك امنحونا الوقت، اصبروا علينا ولا تضغطوا على الشبان وبإذن الله سيكون هناك مستقبل زاهر لمولودية باتنة. ------------------ زدام تكفل بمستحقات الحكام لوحده في مبادرة شخصية قام العضو الفاعل في مولودية باتنة الحاج زدام بتسديد مستحقات الحكام الذين أداروا مواجهة “البوبية“ وعنابة أول أمس كاملة، رغم أن مستحقات الحكام تدفع مناصفة بين الفريقين، وهي مبادرة استحسنتها عنابة وأكدت مرة أخرى طيبة شخص زدام ووطنيته. المواجهة لعبت ب50 دقيقة في كل شوط كان إجمالي دقائق مواجهة “البوبية“ وعنابة أول أمس 100 دقيقة، وذلك بناء على الاتفاق الذي حصل بين مدربي الفريقين قبل اللقاء بلعب 50 دقيقة في كل شوط، من أجل منح الفرصة للاعبين للعب لأطول مدة بما أن الأمر يتعلق بمجرد مواجهة ودية. ---------------- رزدام: “أنا الوحيد الذي رفضت تسهيل مهمة الكاب، وروراوة هنأني على احترام قيم المنافسة” “جابو، مترف، حاج عيسى ومسعود أحسن اللاعبين في الجزائر” “أتمنى صعود الكاب لأنني رجل مصالحة وأحب كل الأوراس والجزائر” “منحة الصعود قد تصل 50 مليون لكنني لا أريد أن يفكر اللاعبون فيها وينسوا التحديات” “اعتمدنا على الشبان لأن اللاعبين السابقين كانوا تاع دراهم ومادارولنا والو” “لوكيلي ورزيوق أموالهم حلال... البقية لا والدليل أنهم أسقطوا الفريق“ “لو لا الظلم الذي تعرضنا له من حكام لقاءات بلعباس، مستغانم والموك لكنا في الصدارة“ “الذين اشتكونا للجنة المنازعات بقيت لهم مبالغ ضئيلة وجهناها للضرائب“ “يجب أن نعلم الشبان كيف يكونون مثل ماجر وبلومي“ “لا يوجد لاعب يستحق أكثر من 300 مليون في الجزائر” الحاج زدام ليس الرئيس الشكلي فقط لمولودية باتنة، لأن ما يقوم به هذا الرجل في “البوبية“ يتعدى ما يقوم به رئيس أي فريق. هذه الشخصية المعروفة والمحبوبة كثيرا في الساحة الكروية الجزائرية، تتحدث بكل صراحة عن العديد من الأمور الخاصة بها، بالبوبية وبالكرة الجزائرية بصفة عامة. أولا نبدأ من التربص، كيف سارت الأمور؟ التربص سار كما ينبغي خاصة أننا وفرنا كل شروط النجاح للاعبين، فالإقامة جيدة والجو عائلي. على ضوء ما تقول، كيف تتوقع أن يكون الفريق خلال مرحلة العودة؟ المولودية ستظهر بوجه مغاير سيكون أحسن من الذهاب. لكن حتى مرحلة الذهاب كانت جيدة فعلا، كانت جيدة لكننا نتمنى دائما الأحسن، فأنا إنسان يهوى التحديات والإنسان الذي لا يكون له هدف “ما يعيش خير” لأنه لا أمل له، ومن ليس له أمل ليس فيه شيء من الحياة. بالعودة إلى البطولة، ما تقييمك لمشوار البوبية في الذهاب؟ لو لا المباريات التي حدثت لنا فيها مشاكل لكنا الآن في صدارة الترتيب حاليا، فكما يعلم الجميع في آخر مواجهتين أمام مستغانم ومولودية قسنطينة أضعنا 5 نقاط. أمام الموك “ضرنا” الحكم وفي لقاء بلعباس كذلك لعب الحكم دورا كبيرا لحرماننا من الفوز، ونقاط هذين اللقاءين كان وزنها ذهبا. تبدو من طريقة حديثك غير راض عن المرتبة الثالثة أكيد أنني متحسر عندما أشاهد حقي يضيع، فلو لعبت مقابلة وهزمني المنافس كرويا “ما يغيضنيش الحال” وأتحمل أخطاء فريقي، لكن أن تلعب أفضل من منافسك وتكون النتيجة لك، والحكم “يدوّر” المقابلة إلى جهة مغايرة فهذا غير مقبول. لكن فريقك صنع المفاجأة باحتلاله المرتبة الثالثة لكونه فريق في مقتبل العمر كنت أتوقع هذا المشوار لأننا في الموسم الماضي بدأنا مع نفس الشبان الحاليين، وفزنا على العديد من فرق القسم الأول ومنها فرق قوية، وكل الجزائريين أصبحوا يستشهدون بفريقنا. من ناحية ماذا يستشهدون بالبوبية؟ من ناحية الإيمان بقدرات الشبان والكرة الجميلة، حيث غيّرنا السياسة واعتمدنا على أواسط الفريق. لماذا هذا التغيير السريع في سياسة الفريق والتوجه نحو الشبان كلية؟ التشكيلات السابقة للفريق كانت تضم لاعبين خلقوا لنا الكثير من المشاكل، ولم يأتوا من أجل اللعب ولكن قصد الحصول على الأموال لا غير. حيث يأخذون الأموال و”ما عندهمش القلب” لتقديم شيء للفريق، وأنا أقدر وأحترم اللاعب الذي يلعب ويأخذ أمواله “حلال”. هل لك أن تذكر لنا اسم أحدهم على سبيل المثال؟ لا يسعني المجال لذكرهم، وعلى العموم كل لاعب سيبقى يحتفظ في ذاكرته بما قام به في مشواره، خاصة اللاعب الذي “يعرق” ويتعب من أجل أمواله، والأمثلة كثيرة على اللاعبين الذين كانوا في مستوى الفريق مثل لوكيلي الذي هو حاليا قائد فريق “لازمو”، هذا “أمواله حلال”، حيث كان منضبطا في التدريبات و”يقتل روحو“ في اللقاءات، وهناك رزيوق أيضا... هاذان اللاعبان ورغم أنهما في سن متقدمة إلا أنهما أفضل من شبان كثر، كانا يحترمان الفريق ولاعب مثل رزيوق خرج بشرف رغم أنه كان قائد الفريق، ولوكيلي أيضا له تحية تقدير على صرامته وجديته ومن يكون جديا “يلحق” عندما يسطر هدفا لأنه يعمل، و”ما شي بالراقدة ولا بالقاعدة” تكون نجما في عالم كرة القدم. واللاعبون الذين لم تذكرهم، هل أموالهم حرام؟ بالتأكيد أموالهم ليست حلالا لأنهم لم يكونوا منضبطين، حيث كانوا يأتون متأخرين ولا يعطون حق الفريق و”يعرفو غير الصوارد“، يطالبون بالحقوق والواجبات لا وعندما تحاسبه “ تلقاه ما مد والو” للفريق. والدليل أن الفريق سقط بهؤلاء لكن الحمد لله أننا واصلنا الطريق، ولم نفشل وآمنا بالشبان الموجودين لدينا، ويكفينا أن كل الجزائر تشيد بفريقنا الشاب وأينما نذهب “يقولولنا أتهلاو في الشبان” لأنهم المستقبل. وماذا تقول عن اللاعبين الذين اشتكوا البوبية للجنة النزاعات حول المستحقات؟ هناك لاعبون “سلكو وباغيين يزيدو يدو وهذي سرقة عيناني”، وهناك آخرين وجدوا مستحقاتهم ناقصة لكنهم نسوا الضرائب حيث بقيت لهم مبالغ صغيرة وجهناها لمديرية الضرائب، لأننا كنا مطالبين بذلك من طرف مصلحة الضرائب، وإلا ما كنا لنتمكن من القيام باستقدامات في الميركاتو. تلك المبالغ كانت زهيدة لكنهم بقوا يطالبون بها و”ربحو العيب”، ولم يتركوا أماكنهم نظيفة مثلما يجب أن يفعل الإنسان عندما يمر بأي مكان. لكن الحمد لله أن المولودية لها جمهور يعرف كرة القدم جيدا ويحبها، والدليل أننا أول جمهور يتوج بكأس الروح الرياضية في الجزائر، وهذا أمر يشرفنا ونفتخر به في وقت كان العنف متفشيا في ملاعبنا. كما منحنا درسا للجزائر كلها الموسم الماضي، وهذا إنجاز لا يقدر بأي ثمن ولم ينتظره أي أحد في الجزائر حيث لعبنا “كار اللعب” دون أي خلفية. ألم تتخوف من المغامرة بتكوين فريق شاب في وقت تعرف الكرة الجزائرية الاعتماد على النجوم وأكثر اللاعبين خبرة في الجزائر وخارجها؟ أخذت الثقة من الموسم الماضي ومن مرحلة الذهاب، حيث تأكدت أنه بهؤلاء الشبان باستطاعتنا الذهاب بعيدا يعني “نبنيو دارنا بأولادنا” وبعجينة الفريق، وذلك بالحفاظ على الشبان الذين لهم نفس العقلية وكلهم تقريبا من باتنة، وهو ما يخفف المصاريف مقارنة بالماضي حين كنا نخسر أموالا طائلة دون نتائج. وهل ترى أن هؤلاء الشبان قادرون على تحقيق نتائج؟ بالتأكيد وأتمنى أن نحقق الصعود وأنا متفائل كثيرا. هل الصعود هو هدف الفريق؟ نحن نسعى لنكون ضمن الثلاثة الأوائل ليكون هذا درسا لكل الشعب الجزائري، حتى يتأكد أنه بالإمكان الاعتماد على الشبان. ويجب على كل الفرق أن تلتفت إلى أبنائها وكفانا من “هاذي تاع لاعب مانيش عارف قداش يسوى”، ولا يمنح شيئا فهذا ليس عدلا. هل يعني هذا أنك ضد السياسة الحالية في البطولة الجزائرية؟ لست ضد أحد، لكن انظروا إلى أين وصلت الكرة عندنا حيث أصبحت قضية أموال، لكن الشبان “ماهومش متربيين على الصوارد”، يجب أن تربيه على أن يكون لاعبا مثل ماجر بلومي وباقي اللاعبين القدامى، وهذا ما أردته في “البوبية“ لأنني إنسان وطني وأحب بلدي وعندما أتحدث عن باتنة أتحدث عن الجزائر ككل. أحبذ أن ينتج كل فريق لاعبيه من شبانه وعندنا في “البوبية“ مدرسة كبيرة من الأصاغر إلى الأكابر، وهذه هي سياسة الكرة الحديثة ويجب أن نزيل حمى المال. هل من توضيح أكثر؟ لا يوجد لاعب جزائري حاليا يستحق الأموال التي يتلقاها، وعلى الأكثر نسبة 1% فقط يستحقون ما يتقاضونه من أموال، أما البقية فلا ويأخذون أموالا لا بركة فيها ولا تدوم. حيث تجد أحدهم يشتري منزلا ثم يضطر لبيعه من بعد، وآخر يسارع إلى شراء سيارة “ما نعرف تسوى مليار ولا قداش”، ولو يقدر الله ويتعرض لحادث مرور “راح المليار في كيل الزيت”. هل نفهم من كلامك أنك ضد سرار، حناشي وغيرهما من الرؤساء الذي يجلبون لاعبين بالملايير؟ حناشي وسرار صديقاي لكنني أتحدث عن السياسة، ورؤيتي الخاصة هي أن “الصوارد يفسدو اللاعب” وخاصة الشاب لأننا نبحث عن لاعبين “نخدمو بيهم” على امتداد 10 سنوات، وفي كل موسم يكون التطور ويصبحون لاعبين من طراز عالي. وهذه هي سياسيتنا في باتنة، ولا للمال الذي لا يستحقه اللاعب لأنه من غير المعقول أن تجد لاعبا يتقاضى أكثر من رئيس الجمهورية، فلو كان يقدم المردود المطلوب والإضافة المرجوة “نقبلوها” لكنه لم يجلب كأس العالم، ولاعب مثل مهاجم الريال رونالدو يستحق ما يتقاضاه لأنه “كي يقولك يڤلب الماتش، يڤلبو”. وهذا ما قادنا لأن نضع للاعبين سلما في المنح والمستحقات، حيث أن اللاعب الذي يساهم في الفوز تكون له منحة زائدة مقارنة بباقي زملائه ليكون هناك تنافس. أغلى لاعب جزائري برأيك، بكم يقدّر؟ الأسعار الحالة للاعبين “ما تدخلش في راسي” وأتأسف كثيرا عندما أقرأ الجرائد وفي رأيي “من 300 مليون ما يفوتش”. من هو أحسن لاعب حاليا في الجزائر برأيك؟ هناك جابو وحاج عيسى ليس لأنه ابن باتنة فقط، بل لأني أراه قادرا على العودة رغم التراجع، وهناك أيضا لاعب الشلف مسعود، ومترف إلى جانب عدة لاعبين آخرين. إلى جانب المغامرة بالشبان، غامرت بمدرب مغمور مع كل الاحترام له، كيف ذلك؟ بن جاب الله هو المدرب الذي تتبع مسيرة اللاعبين الحاليين منذ الصغر، وعندما يكون الاستقرار ويكون هناك جيل تتابعه من موسم لآخر حتما ستكون على دراية كبيرة بهذا الفريق، وهذا ما تركنا نعتمد على بن جاب الله والحمد لله أن الجو الداخلي للفريق في تحسن دائم والأداء يتحسن من لقاء لآخر. لكننا لا نريد أن نطالب اللاعبين بتحقيق الصعود حتى لا نوترهم، فقط نقول لهم يجب تسيير المرحلة القادمة لقاء بلقاء، والدليل أننا “ببلاش” وجدنا أنفسنا في المرتبة الثالثة. كم هي القيمة الإجمالية للاعبي البوبية؟ الراتب الشهري الإجمالي للاعبين يتراوح ما بين 250 و300 مليون شهريا، في وقت نجد فرقا أخرى تمنح لاعبيها راتبا شهريا بالمليارات. لكن لو تتوفر لدينا الإمكانات المادية سنرفع المنح والمنح الخاصة. هل هناك منحة خاصة لتحقيق الصعود؟ إن شاء الله بكل تأكيد. كم ستكون؟ لم نحدد قيمتها بعد لكنني أؤكد أنها ستكون “مليحة”، لا نريد الكشف عنها للاعبين في الوقت الحالي لأن اللاعب عندما تكون أمامه الأموال يفكر فيها وينسى ما ينتظره من تحديات. لتعد إلى مواجهة الموسم الماضي أمام الكاب، ماذا تقول عن هذا اللقاء الذي أحدث ضجة في الجزائر ككل؟ اللقاء كان عاديا بالنسبة لنا، حيث احترمنا مبدأ الروح الرياضية والمنافسة وأعطينا درسا لكل الشعب الجزائري، والحاج روراوة شخصيا وجه في اجتماع المكتب الفدرالي تحية خاصة لمولودية باتنة على الدرس والمثال الذي أعطته للكرة الجزائرية. في كل موسم “نخرجو خرجة” مرة بالفريق الشاب، مرة باحترام القيم الرياضية ومرة بنيل جائزة الروح الرياضية للأنصار وهذه المرة الصعود إن شاء الله. هل صحيح مورست عليكم ضغوطات لتتنازلوا لصالح “الكاب”؟ نعم، تعرضنا لضغط شديد “باش نمدولهم” المقابلة. من من كانت تلك الضغوط؟ ضغوط من كل الجهات. هل لك أن تسمي لنا بعض الأشخاص؟ لا أستطيع ذكر الأسماء، واكتفي بالقول إن الضغوطات كانت من كل جهة، والأفضل عدم العودة إليها ونسيان الماضي. يقال إن كل باتنة كانت تريد فوز الكاب، وأنت الوحيد الذي رفض التنازل، لماذا عارضت؟ عارضت لأننا تعرضنا لإهانات من الكاب وفي كل داربي بيننا كانوا ينشرون مناشير تسيء إلينا، وتقول إن مولودية باتنة “ولاد الڤومية” (يعني حركى) وطلبت من رئيس الشباب ونائبه تقديم اعتذارات والقيام بالصلح، لكن ذلك لم يحدث وكانوا يقولون لنا “ اي باي، ما نتلاقاوش على 49 سنة”، فجددت طلبي لهم بالاعتذار لكنهم لم يعتذروا. كانوا يقولون لكم “العام الجاي تلعبو مع مروانة” هل هذا أثر فيكم أيضا؟ نحن نقدّر أمل مروانة ونعتز به كفريق يمثل باتنة في الرابطة الثانية المحترفة وأتمنى له النجاح، ويكفينا شرفا أن لنا 3 فرق تمثل باتنة في بطولة الدرجة الثانية، أما في لقاء الموسم الماضي “فخدمنا خدمتنا برك” بكل نزاهة. بكل صراحة، لو لم تكن هناك استفزازات من الكاب، هل كنتم ستمنحونهم نقاط اللقاء؟ كيف يمكن أن نقبل بذلك؟ لقد لعبنا اللقاء بالأواسط ولا تستطيع أن تقول لطفل صغير تساهل مع المنافس، هذا من المستحيل لأنه لا يوجد أب يربي ابنه على فعل شيء قبيح، لو أقول للاعب “هز رجلك” يبقى “هازها” طيلة 15 سنة أو 20 سنة و”تروح عليك”. بصراحة، هل فرحت لسقوط الكاب أم لا؟ فرحت فقط بالمقابلة التي أداها شباننا والهدف الجميل الذي سجل، وفوزنا نتيجة وأداء بشبان صغير. هل تتمنى صعود الكاب هذا الموسم؟ أتمنى ذلك لأنني أرغب في رؤية كل فرق باتنة في أعلى مستوى، فأنا إنسان “تاع مصالحة” أحب ولاية الأوراس بما فيها باتنة، مروانة، بريكة، أريس، عين توتة بدليل أنني أتابع كل الرياضات على غرار كرة اليد، وكنت رياضيا في المصارعة اليابانية وهذا ربما ما يجهله الكثيرون. فأنا ابن مولدية باتنة وبدأت “الجودو“ وعمري 3 سنوات، لعبت مع فريق كرة اليد الذي توج بكأس إفريقيا وأتمنى الخير لكل الجزائر، وبالخصوص أتمنى أن يتحسن التحكيم الذي هو مضرة حقيقية للكرة الجزائرية.