يتحدث في هذا الحوار حارس المنتخب الوطني فوزي شاوشي عن عقوبة مقابلات الثلاث التي سلطتها عليه لجنة الانضباط التابعة ل”الكاف”، وعودته للفريق الوطني في الفترة القادمة بعقلية أكثر جدية، وتفادي الأخطاء السابقة التي وقع فيها. هل يمكن أن نقول في البداية “مبروك عليك” عقوبة 3 مقابلات فقط؟ يمكن قول هذا لأن العقوبة خرجت “سلامات”، لأنني تخوفت كثيرا في الفترة السابقة من إمكانية قيام الحكم كوفي كوجيا بتقرير إضافي، لكن التطمينات التي تلقيتها من رئيس “الفاف” وما قاله في الندوة الصحفية التي عقدها قبل مباراة صربيا أن “الفاف” تتابع الملف حتى لا يقع لشاوشي ما وقع من قبل لعبدوني كلام أراحني كثيرا. كيف تلقيت خبر العقوبة؟ فرحت كثيرا، لأن الحديث الكثير في الفترة الماضية جعلني جد متخوف من عقوبة كبيرة، فرغم التطمينات التي تلقيتها، إلا أن “بالي ما هناش” إلا لما سمعت سهرة الجمعة الأخير أن “الكاف” سلطت عليّ عقوبة 3 مقابلات، وما زاد من فرحتي شيء آخر. ما هو؟ إن العقوبة ستكون سارية المفعول في التصفيات المقبلة لكأس إفريقيا، أي أمام تنزانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى بعد أن استنفدت عقوبة مقابلة من قبل أمام نيجيريا في المواجهة الترتيبية. لكن هناك قول بأن عقوبتك معقدة؟ لا يوجد أي تعقيد، فقد تحدث معي رئيس “الفاف” سهرة الجمعة الأخير، وأكد لي أن الملف أغلق ولا يوجد أي تقرير إضافي، لأن حكم المباراة أمام مصر قدم تقريره في الفترة الماضية، بل إن “الفاف” هي التي قدمت طعنا في العقوبة من أجل إمكانية تخفيض عقوبتي بلقاء آخر. من هو أول من أعلمك بالعقوبة؟ رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة هو أول من أعلمني بخبر العقوبة، حيث اتصل بي هاتفيا سهرة الجمعة الأخير في الوقت الذي كنت فيه مع الوفاق في فندق شيليا بباتنة، إذ أعطاني المسؤول الأول عن “الفاف” المعلومة بخصوص مدة العقوبة. ماذا قال لك أيضا؟ قال لي إن الأمور مرت معك بالخير هذه المرة، وعليك تفادي مثل هذه التصرفات مستقبلا، وبطريقة “راك سلكتلها وما تزيدش تعاود”. ألا ترى أن اتصال روراوة بك لإعلامك بالعقوبة معناه اهتمام “الفاف” الدائم بك للتواجد ضمن “الخضر”؟ قبل أن أجيب عن هذا السؤال أؤكد أن رئيس “الفاف” يعاملنا نحن اللاعبين على الدوام مثل أبنائه، فقد سبق له أن اتصل بي في قضية سابقة لما سجل حكم مواجهة الوفاق أمام الشلف اسمي على ورقة اللقاء، وفي اليوم الموالي اتصل بي روراوة هاتفيا وطلب مني استفسارات حول ما حدث. إذن هذا معناه أنك ستعود إلى “الخضر”؟ بإذن الله إذا كتب ربي، فشاوشي دوما تحت تصرف الفريق الوطني وفي خدمة بلده، ومثلما اعترفت أنني أخطأت عندما فقدت أعصابي أمام مصر، فأنا أعد الجميع بأن العودة ستكون بعقلية أفضل. الجمهور تضامن معك بقوة في مواجهة صربيا، ماذا تقول له؟ حتى قبل المواجهة أمام صربيا، كان التضامن معي كبيرا في كل الأماكن التي أذهب إليها، خاصة لما تنقلت مع الوفاق إلى وهران، أين سببت يومها مشكلا للشرطة في تنظيم الأنصار أمام غرف الملابس بعد اللقاء، وأمام باتنة أيضا في المواجهة الأخيرة، دون نسيان التضامن الكبير من أنصار الوفاق في المرحلة السابقة. وأمام صربيا كيف وجدت تضامن الأنصار؟ بصراحة فرحت كثيرا للهتاف باسمي وطلب الأنصار لخدماتي، وهو ما زادني إعجابا بهذا الجمهور وبأن التضحية التي قدمتها من أجلهم باللعب مصابا أمام كوت ديفوار ومصر في كأس أمم إفريقيا كانت في محلها. والأكيد أن هتاف كل ملعب 5 جويلية باسمي يزيدني مسؤولية في العودة وأعدهم بمستوى آخر أفضل في المرحلة القادمة بإذن الله، لأنه ليس من السهل أن يهتف باسمك 100 ألف مناصر. كيف شاهدت المواجهة وما سبب ما حصل للفريق الوطني؟ المواجهة أمام صربيا في 5 جويلية كانت أول مواجهة يلعبها الفريق الوطني في الجزائر منذ مقابلة أم درمان، لذلك كانت الأجواء احتفالية أكثر، وهو الأمر الذي أفقد اللاعبين تركيزهم، وجعل الفريق ككل يمر جانبا. وماذا تقول عن أداء ڤاواوي؟ كما قلت الفريق ككل مر جانبا وليس ڤاواوي فقط، خاصة أن المعني عائد إلى المنافسة بعد أكثر من شهرين من إجرائه العملية الجراحية، ما يجعل الوقوف معه واجبا، خاصة أنه كان على الدوام في خدمة المنتخب الوطني ولم يتأخر يوما، وأشير بالمناسبة إلى نقطة هامة. تفضل؟ ڤاواوي أكثر من أخي وكان دوما إلى جانبي في المرحلة السابقة، ودائما كان يتصل بي ويطمئنني قبل صدور العقوبة، كما أشكر أيضا لاعبي المنتخب الوطني الذين كانوا يداومون على رفع معنوياتي في الفترة السابقة. ماذا ينتظر شاوشي من الجزائر في المونديال؟ حتى وإن كان الجمهور يرى أن ما حصل أمام صربيا “كارثة” فيمكن أن نعتبر هذا شيئا إيجابيا، لأنه بمثابة الدرس وإعادة مراجعة الحسابات، لأن المهمة في المونديال لن تكون سهلة تماما، وما زال أمامنا الوقت من أجل التحضير الجيد لأن 3 أشهر كاملة تفصلنا عن المونديال. لكن الأكيد أننا لو وضعنا مستوانا أمام كوت ديفوار في أنغولا كمعيار، فالمؤكد أننا سنؤدي دورة في المستوى لأن مستوى الفريق الإيفواري عالمي. شاوشي- مرسيليا كثر الحديث في هذه القضية، ماذا حصل؟ القضية هذه يهتم بها مناجيري الخاص، وكل ما أقوله إن “القضية فيها خير” في الفترة المستقبلية، المهم أني تركت مهمة دراسة العرض لوالدي ولمناجيري الخاص، أما أنا فتركيزي كله في الفترة الحالية مع فريقي الوفاق، وكذا العودة للفريق الوطني. ما تعليقك على قرار المدرب الوطني سعدان بإبعاد 6 لاعبين دفعة واحدة؟ لا تعليق لي على هذه القضية. ومع الوفاق كيف ترى الوضعية؟ مع الوفاق أعرف أن أنصاره ينتظرون مني أشياء كثيرة، وإن كنت غبت لفترة هامة لتواجدي مع الفريق الوطني، وبعدها الإصابة وكذا عدم تأهيلي في بداية الموسم في منافسة كأس “الكاف”. فمنذ عودتي في المدة الأخيرة صارت الأمور أفضل وأعد الأنصار بالأحسن في البطولة الوطنية، كأس الجمهورية ورابطة الأبطال الإفريقية لكي نظيف لقبا آخر على الأقل لسجل الوفاق بعد تتويجنا في بداية الموسم بلقب كأس شمال إفريقيا. ماذا تضيف في الأخير؟ أشكر أنصار الكرة الجزائرية على مساندتهم لي، إلى درجة أنه مرات تحصل لي مواقف محرجة، كما حصل عندما تنقلنا مع وفد الوفاق إلى وهران لتعزية مدرب الحراس بن شيحة في وفاة والدته رحمها الله، حيث التف العشرات من المناصرين أمام المنزل لأخذ صور تذكارية رغم أن الموقف كان للعزاء.