سيّد بورويلة، باعتبارك رئيس القسم الرياضي، الجمهور الرياضي يتساءل عن سبب عدم تغطية مواجهات “الخضر” في كأس أمم إفريقيا للمحليين، فهل لك أن توضّح لنا الأسباب؟ عندما لا تملك حقوق البث لا يمكن أن تبث مباريات منافسة لم تشتر حقوقها من المالك، وللأسف مالك الحقوق هي “الجزيرة الرياضية” التي تفرض ديكتاتوريتها علينا، حيث اشترطت أن تبيعنا كلّ مباريات الدورة بثمن 20 مليون دولار، ولكننا رفضنا وأصررنا على اشتراء فقط مباريات المنتخب الجزائري ولقاءات نصف النهائي والنهائي، أي سبعة مباريات، ولكنهم رفضوا تخفيض المبلغ واشترطوا أن ندفع نفس مبلغ كلّ مواجهات الدورة (أي 20 مليون دولار)، وهو ما رفضناه طبعا لأنه مبالغ فيه ويتجاوز إمكاناتنا. لكنكم لم ترسلوا أيّ فريق لتغطية على الأقل “الكواليس”؟ ليكن في علمك أننا نختلف عن الصحف في التغطية، التلفزيون لا يهمّه تغطية الكواليس في الفندق أو القيام بأحاديث مع اللاعبين خارج الميدان، وإنما نريد تصوير ما يجري في الملعب، وهو نفس حال الإذاعة الوطنية التي لم ترسل أيّ فرقة لتغطية هذه الدورة. لا تنس أنه بالإضافة إلى تكاليف حقوق البث، هناك مصاريف لنقل المباريات و«البلاطوهات” الجاهزة التي تجبرنا على صرف أموال طائلة. ولكني أودّ الإشارة إلى نقطة مهمّة.. تفضّل... لم أفهم كيف تكتب بعض الأقلام الصحفية وتنتقد التلفزيون دون أن تعرف حقيقة ما يجري، التلفزيون كان الوسيلة الأولى التي كانت ترافق النخب الوطنية وتغطي كلّ الأحداث الرياضية قبل كلّ وسائل الإعلام الأخرى، ولكن المعطيات تغيّرت بسبب “المافيا” التي تسيطر على الوضع منذ بضع سنوات، ويؤسفني أكثر أن يصرّح المدرب بن شيخة أن “الجزيرة” هي الرياضة رغم أنها حرمت الجمهور الجزائري من متابعة هذه الدورة.. تقصد قناة “الجزيرة”، ما هي أسباب مساومة هذه القناة في كلّ مرّة تعلق الأمر بالجزائر؟ هذا الموقف نابع من موقف القناة ككلّ من الدولة والشعب الجزائري، للأسف هناك صحفيون جزائريون متواطئون معها ويعملون لفائدتهم وليس من أجل خدمة الشعب الجزائري، هذه “المافيا” تحيط بالكونفدارلية وب “الفيفا”، وهناك مصالح كبيرة في هذا الشأن. كنا نرغب في أن يشاهد الجزائري مواجهات “الخضر” في هذه الدورة، ولكن كيف يشترطون عليّ مثلا اشتراء مباراة السودان أمام النيجر؟ من هي القناة التي تعرض مواجهات كأس أمم إفريقيا للمحليين؟ يجب على الصحفيين إطلاع الرأي العام ببعض الحقائق كعلاقة حياتو وبلاتير بهذه القناة و«المافيا” التي تسيطر على الوضع.. لهذا السبب نريد منك معلومات لإعلام القرّاء والمشاهدين بحقيقة ما جرى، إذن المشكل يبقى قائما بالنسبة للمنافسات الأخرى القادمة؟ لقد اشترينا مباراة نصف نهائي كأس اسكتلندا التي عرضناها مؤخرا ب 30 ألف دولار فقط، ولكن هذه القناة ترفع قيمة الحقوق عندما يتعلق الأمر بالتلفزيون الجزائري، بدليل أنهم باعوا كلّ مواجهات كأس إفريقيا الأخيرة ب أنغولا لدول تحت الحوض الساحلي بنفس ثمن مباراة واحدة خاصة بالمنتخب الجزائري. لقد بدأنا التحرّك لتغيير التقسيم الجغرافي لنصبح في نفس مكانة بقية البلدان الإفريقية الفقيرة في مسألة بيع حقوق البث، لأن الجزائر ليست في نفس إمكانات بعض البلدان العربية الغنيّة. وقد استغلينا الدورة الأخيرة التي جمعت تلفزيونات وإذاعات إفريقيا والتي يرأسها سيادة مدير الإذاعة الجزائرية، لتحقيق هذا الهدف ونعامل رفقة تونس، مصر وموريتانيا والمغرب، كما تعامل بقية البلدان الإفريقية في مسألة بيع حقوق البث.