تنقلنا صبيحة أول أمس إلى المركّب الرياضي لنادي الوداد البيضاوي هنا في مدينة الدارالبيضاء المغربية من أجل تغطية المباراة الودية بين مولودية وهران والوداد بفريقه الثاني، ووجدنا الفريق الأول للقلعة البيضاء يتدرب في الملعب المجاور ولمحنا حينها الحارس الأساسي للوداد وللمنتخب المغربي نذير المياغري الذي يعتبر من بين ركائز أسود الأطلس بالنظر الى الخبرة التي يتمتع بها، واقتربنا منه بعد انتهاء الحصة التدريبية وفرح كثيرا لما علم بأن الأمر يتعلق بصحفي جزائري، وتطرقنا معه في هذا الحوار الشيق للمباراة المرتقبة نهاية شهر مارس بين المنتخبين الجزائري والمغربي.. كيف أحوالك نذير ؟ بخير الحمد لله. معك صحفي من جريدة “الهدّاف” الجزائرية بودي أخذ بعض الدقائق من وقتك لطرح بعض الأسئلة ؟ مرحبا بك هنا في المغرب بلدك الثاني، وبالتأكيد يمكنك طرح الأسئلة التي تريدها فأنا في الخدمة تفضل. في البداية ما الذي تفعله هنا مع الوداد البيضاوي والمنتخب المغربي يجري تربصا في مدينة مراكش ؟ المدرب غيريتس تحدث مع مسيري الوداد من أجل توجيه الدعوة لي للتواجد في التربص لكنهم طلبوا منه أن يعفيني من هذا التربص بالنظر إلى حاجة الوداد إلى خدماتي قبل السفرية التي كانت منتظرة إلى غانا لإجراء لقاء الإياب من الدور التمهيدي لرابطة الأبطال الإفريقية. لكن اللقاء تم تأجيله، أليس كذلك ؟ نعم تم تأجيله في آخر لحظة، فنحن كنا نتأهب لشد الرحال إلى غانا لكن الكونفدرالية الإفريقية أجلته وهذا ما أقلقني كثيرا وجعلني أتحسر على عدم الالتحاق بالمنتخب المغربي. كيف ذلك ؟ لو كنت أعلم بأن لقاء غانا مؤجل من قبل لتواجدت مع رفاقي في المنتخب الوطني والدخول في التربص الذي تخللته مباراة النيجر. وعن هذه المباراة، هل تراها محطة تحضيرية مهمة قبل المباراة المرتقبة أمام المنتخب الجزائري ؟ لا يجب استصغار هذا المنافس لأنه يملك لاعبين في المستوى وتمكنوا من التغلب على المنتخب المصري بأرمادته من اللاعبين والخبرة التي يتمتعون بها، وفي حقيقة الأمر لا تهم قيمة المنافس بقدر أهمية الوجه الذي سنظهر به في هذا اللقاء وتطبيق تعليمات المدرب (الحوار أجري قبل لقاء المغرب مع النيجر). قبل استئناف التصفيات، تكونون قد لعبتم مبارتين مع المدرب الجديد إيريك غيريتس، هل ترى أنهما كافيتان قبل مباراة الجزائر ؟ بمجرد قدوم المدرب إيريك غيريتس فهذا بحد ذاته تحفيز إضافي بالنسبة لنا لأن الأمور تغيّرت كثيرا داخل المنتخب المغربي بحيث فرض انضباطا شديدا داخل المجموعة، وجميع اللاعبين أصبحوا سواسية ما بين المحترفين والمحليين. الكثيرون يتحدثون عن انشقاق كبير موجود بين المحليين والمحترفين، كيف تتعاملون مع الوضع داخل المنتخب المغربي ؟ صحيح أنه كانت هناك بعض الانشقاقات فيما يتعلق بالمحترفين والمحليين لكن منذ مدة زال هذا المشكل لأن لاعبينا المحترفين يحبون بلدهم وأدركوا بأن روح المجموعة هي التي ترفع الفريق عاليا، وحتى مع المدرب غيريتس كلٌ له نفس المكانة مثلما قلت لك من قبل. كيف هي علاقتكم مع المدرب غيريتس ؟ العلاقة رائعة مع هذا المدرب من دون مبالغة، فمن الوهلة الأولى التي أشرف فيها علينا اكتشفنا مدى تواضعه وهو الذي يحاول الاقتراب من كل لاعب والتحدث معه. وماذا قال لك عندما تحدث معك ؟ أكد لي بأنني من ركائز المنتخب وعليّ أن أواصل العمل بكل جد حتى أحافظ على مكانتي الأساسية في المنتخب الوطني، وطلب مني مساعدة اللاعبين الجدد على التأقلم وهو ما أسعى للقيام به دائما. هل تتحدثون أنتم اللاعبين فيما بينكم عن اللقاء القادم مع الجزائر ؟ نعم، فأنا على اتصال دائم مع رفاقي من المنتخب، وكلما تسنح لنا الفرصة نتحدث عن اللقاء المقبل الذي سيجمعنا مع المنتخب الجزائري ونحاول تحفيز بعضنا البعض حتى نحقق شيئا ما في هذا اللقاء. شيء ما.. مثل ماذا ؟ (يضحك) مثل تحقيق الفوز، فهذا هو هدفنا الأول لأننا لن نذهب إلى الجزائر في ثوب الضحية وسمعتنا لا تسمح لنا بالتفكير بتلك الطريقة، فنحن نمثل منتخبا عريقا في كرة القدم، ولا يجب أن نستصغر الأمر. الكل يتحدث عن هذا اللقاء منذ أن أسفرت عنه القرعة، ألا ترى بأن الضغط يزداد من يوم إلى آخر ؟ معك حق، الضغط يزداد من يوم إلى آخر، فبعد الإعلان عن القرعة كلنا تأسفنا لوقوعنا مع المنتخب الجزائري في نفس المجموعة لأننا بكل بساطة أردنا تفادي المنتخبات العربية في التصفيات لكي نتأهل جميعنا الى كأس إفريقيا القادمة في غينيا الاستوائية والغابون 2012. ألم تخش مواجهة المنتخب الجزائري لأنه كان من بين المتأهلين إلى المونديال ؟ سأكون صريحا معك، والجميع في المغرب يفكّر بهذه الطريقة، الجزائر عادت بكل قوة وتمكنت من التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا والوصول إلى الدور نصف النهائي ناهيك عن تأهلها التاريخي إلى المونديال والتفوّق على المنتخب المصري بطل إفريقيا في النسخات الثلاث الأخيرة، وهذا ليس بالشيء الهيّن ومن الطبيعي أن نخشى مواجهة المنتخب الجزائري لكنني أريد التنويه إلى شيء مهم. ما هو ؟ كنا نخشى مواجهة الجزائر قبل المونديال، لكن الآن تغيّرت المعطيات والموازين ليست هي نفسها لأن مستوى المنتخب الجزائري تراجع وهو الذي لم يفز لحد الآن في هذه التصفيات، والضغط شديد على لاعبيه، ناهيك عن أننا نحتل المرتبة الأولى في مجموعتنا ونوجد من موضع قوة وسنلعب من دون ضغط، وهذه كلها أمور في صالحنا. تتحدث دائمًا عن هذا اللقاء، ألا تخشى الضغط باللعب في الجزائر أمام عشرات الآلاف من الأنصار ؟ لا، إطلاقا، لديّ الخبرة التي تسمح لي بالتغلب على الضغط في أي مباراة، وأؤكد لك أن اللاعب الذي شارك في داربي الوداد البيضاوي مع الرجاء لا يمكنه أن يخشى ضغط اللعب في الجزائر أو في أي مكان آخر في العالم، لأن الضغط بكل بساطة شديد عندنا هنا في المغرب خاصة في الداربي. لكن الأمور تختلف في مباراة الجزائر ؟ لا أعتقد أن الأمور مختلفة والضغط في الملاعب كله متشابه، وخلاصة القول أن لا شيء يخيفنا في الجزائر وسنكون في المستوى إن شاء الله. تتحدّث عن خبرتك، لكن هناك العديد من زملائك في الفريق لم يسبق لهم اللعب تحت ضغط شديد، ما هي الرسالة التي ستوجهها لهم بما أنك قائد المنتخب ؟ صحيح أن العديد من رفاقي في المنتخب لم يسبق لهم اللعب تحت ضغط شديد لكنني سأحاول الرفع من معنوياتهم، والمدرب دائما يؤكد لنا جميعا بأن لقاء الجزائر عادٍ ولا يجب أن نعطيه أكثر من حجمه لا أكثر ولا أقل. إذن نفهم من كلامك أنكم ستتنقلون للجزائر من دون ضغط ومستعدون لتلقي الهزيمة، أليس كذلك ؟ لا، أنا لم أقل بأننا مستعدون لتلقي الهزيمة لكننا نحاول تفادي الضغط لأنه يزداد من يوم إلى آخر، وهدفنا في المباراة يبقى الظهور بوجه مشرف يليق بسمعة الكرة المغربية، ومن جهة أخرى عدم تلقي أي هدف والعودة بالفوز أو على الأقل بالتعادل من الجزائر الذي سيكون بمثابة نتيجة كبيرة بالنسبة لنا، ولن نخشى أي شيء في الجزائر لأننا سنكون في بلدنا الثاني. لكن الأمور تختلف هذه المرة لأن المباراة مصيرية ؟ لا، هذه المباراة ليست مصيرية بالنسبة لنا لأننا نملك في رصيدنا أربع نقاط ومن الجانب الآخر الجزائر تملك نقطة واحدة فقط، وحتى لو انهزمنا فإننا سنكون بنفس الرصيد مع الجزائر والعكس بالنسبة للجزائريين، لأن هذه المباراة مصيرية بالنسبة لهم وأي نتيجة من غير الفوز تعني خروجهم المبكر من هذه التصفيات لا غير. موازاة مع الأحداث التي تشهدها مختلف البلدان العربية، ألا تعتقد بأن الجماهير ستسعى لاستغلال هذا اللقاء من أجل شحن العلاقات بين الجزائر والمغرب لا، أبدا، أقولها بصوت مرتفع المغربيون والجزائريون إخوة ولا شيء يفرق بينهم، ونحن سنأتي من أجل لعب مباراة في كرة القدم والسياسة لا تعنينا إطلاقا ولسنا مستعدين للدخول في متاهات جديدة نحن في غنى عنها، ها أنت مثلا هنا في المغرب والجميع يرحب بك وبالأندية الجزائرية التي تأتي لتتربص هنا من دون أي مشكل. لكن هناك من يُلمّح إلى تكرار ما حدث بين الجزائر ومصر في هذه المباراة ؟ لا، صدقني كل من يتحدث عن هذا الجانب فإنه يريد إشعال نار الفتنة، وأؤكد لك أنه لا شيء سوف يحدث ونحن اللاعبين سنقدم أحسن صورة فوق الميدان عن الأخوة، وما حدث بين الجزائر ومصر يبقى عار بين الإخوة، ونأمل أن تعود العلاقات إلى سابق عهدها، ومن جهتنا فالعلاقة بين الجزائر والمغرب أقوى من أن تهزها مباراة في كرة القدم لا تسمن ولا تغني من جوع. هل تعرف بعض اللاعبين الجزائريين ؟ أنا لا أعرفهم شخصيا، لكنني تابعتهم جيدا في كأس إفريقيا وكأس العالم وأعرف بذلك زياني، بوڤرة، حليش ومطمور، وكلنا هنا في المغرب كنا نناصر الجزائر في المونديال. وهل تعرف حراس المرمى بما أنك أنت من يشغل هذا المنصب ؟ نعم أعرف بالخصوص شاوشي الذي أبهرني في المباراة الفاصلة التي جمعت منتخبكم مع مصر في السودان أين أدى مباراة كبيرة وشارك بعدها في كأس إفريقيا وفي المونديال، لكنني لم أره في المباراتين السابقتين للجزائر أمام تنزانيا وإفريقيا الوسطى، على ما أعتقد أنه لا يزال صغير السن وقادرًا على العطاء أكثر. لقد أبعده المدرب فقط.. إذا كان الأمر يتعلق بخيارات المدرب فهنا لا أحد يمكنه أن يناقشه. سبق لحارس جزائري أن لعب من قبل في المغرب وبالضبط في الوداد... (يقاطعنا) إنه الحارس عبد السلام بن عبد الله، إنه حارس كبير وترك صورة حسنة هنا في المغرب، ويبقى اسمه ساطعا لدى كل محبي الوداد ونفس الشيء بالنسبة لنظرائنا من الرجاء الذين كانوا ينزعجون منه لأنه كان يتفوق عليهم دائما. لماذا لم تحترف في أوروبا واكتفيت بتجربة في الخليج من قبل ؟ كانت لدي بعض العروض وكان أحد المناجرة يلح عليّ للعب في فرنسا لكن لم يتحقق ذلك واحترفت في نادي الوحدة الإماراتي على مرتين لكنني فضلت العودة إلى المغرب لأن المستوى هنا أحسن، وهدفي كان دائما البقاء مع المنتخب المغربي لأطول مدة ممكنة وتحقيق الانجازات. مثلا التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا، أليس كذلك ؟ هذا هدف وليس إنجازًا لأن المغرب لطالما تواجدت في كأس إفريقيا والإنجاز الذي أريد تحقيقه هو التتويج بكأس إفريقيا قبل نهاية مشواري ولمَ لا التأهل إلى نهائيات كأس العالم القادمة في البرازيل. لكن سنّك قد لا يسمح لك بذلك ؟ لا، أنا أبلغ حاليا 34 سنة وبالنسبة لحارس مرمى فلا يزال أمامي أربع سنوات أو خمس في حال حافظت على لياقتي العالية. في الأخير، ما هي الرسالة التي توجهها للجماهير الجزائرية من خلال هذا المنبر ؟ أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لي كي أطالب بالتهدئة، لأن الأمر يتعلق بمباراة في كرة القدم، فمثلما بإمكاننا الفوز في الجزائر فباستطاعتنا الخسارة في ملعبنا في لقاء العودة، ولا أحد يمكنه أن يتوقع ما يحدث، ونحن إخوة وعلينا أن نحافظ على علاقتنا قدر المستطاع، والمهم أن نمنح صورة مشرفة عن البلدين والأحسن هو الذي تكون له الكلمة الأخيرة وهنيئا له. -------- بوصوفة: “أنا سعيد بتسجيلي الثنائية” كان لاعب أندرلخت الألماني المهاجم مبارك بوصوفة رجل المباراة الودية أمام النيجر، وكان حاضرا في الندوة الصحفية عقب المباراة حيث أكد أنه في قمة السعادة بمساهمته في الفوز وإحرازه الثنائية، وراح يقول: “أظن أن الفوز في هذه المباراة يزيدنا ثقة في النفس، وقد حققنا الأهم في هذه المباراة وهو الفوز بالنتيجة والأداء”، قبل أن يضيف حول الثنائية قائلا: “سجلت هدفين والفضل كله يعود لزملائي، والأهم من كل هذا أننا لعبنا مباراة قوية وجيّدة من الناحية الجماعية”. أول مشاركة لكارسيلا: “الأمور مرت بشكل جيّد بالنسبة لي” كانت أول مباراة للاعب مهدي كارسيلا الذي دخل في الشوط الثاني، حيث كان أول ظهور له بألوان منتخب أسود الأطلس : “اندماجي في المجموعة كان بشكل عادٍ جدّا، الأجواء رائعة والأكثر من هذا أننا حققنا الفوز، إذن كل الأمور مرت بشكل جيّد بالنسبة لي” قال الشاب القادم من نادي ستاندار دو لياج، قبل أن يضيف: “كنت أبحث عن بداية جيدة، وهو ما حصل فعلا ويشجعني لأكون أحسن في المستقبل”. الحكم نسي إعلان نهاية اللقاء يبدو أن الحكم البوركينابي الذي أدار مباراة المغرب النيجر قد نسي إنهاء المباراة، فقد أضاف الحكم ثماني دقائق كاملة، قبل الإعلان عن نهاية اللقاء، وقد أضاف المنتخب المغربي الهدف الثالث خلال الوقت بدل الضائع، وكان عن طريق مخالفة من القنطاري. ------------ أربعة لاعبين فقط في منطقة التصريحات اللاعبون خيّبواالصحافة المحلية عبّر عدد من الصحفيين عن أسفهم من الوضعية التي عاشوها عقب المباراة، ففي الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه خروج اللاعبين من أجل إجراء حوارات لم يخرج إلا أربعة فقط، في حين غاب بقية نجوم منتخب أسود الأطلس، فبالإضافة إلى اللاعب بوصوفة الذي كان حاضرا رفقة المدرب غيريتس في الندوة الصحفية، حضر كل من كارسيلا، سعيدة والقنطاري، وبقي الصحفيون ينتظرون خروج بقية اللاعبين غير أنهم لم يتمكنوا من رؤية أي لاعب كون العناصر المغربية توجهت مباشرة إلى الحافلة، وهو ما خلق نوعا ما الاستياء لدى العديد من وسائل الإعلام. حلاقة جديدة لحاجي لم يتعرّف العديد من الجماهير المغربية على اللاعب يوسف حاجي لاعب نادي نانسي، حيث غيّر حلاقته التي تعوّد على الظهور بها، وقد ظهر بحلاقة جديدة عادية جدًا، ومن أجل التعرّف عليه يجب أن تقترب منه جيّدا، لكن الشيء الذي لم يتغيّر في اللاعب هو أنه بقي يحمل القميص رقم 20.