ملعب الخرطوم: جمهور غفير، جو منعش، تنظيم محكم، إنارة جيدة، أرضية صالحة. التحكيم للثلاثي: ايدي ماييه - دامو جاسن - كابندا سيليسيان. الإنذارات: يخلف (د44) من الجزائر - علي محمد (د58) من السودان. تأهل المنتخب الجزائري سهرة أمس إلى ربع نهائي كأس إفريقيا للمحليين بعد تعادله سلبيا أمام المنتخب السوداني. المباراة كانت تنافسية للغاية وشهدت اندفاعا بدنيا قويا من التشكيلتين، وعرف أشبال بن شيخة كيف يتعاملون معها ويخطفون التأهل، حيث احتلت الجزائر المركز الثاني خلف السودان برصيد 5 نقاط، ليتأهل المنتخبان معا إلى الدور ربع النهائي، وتنهي السودان الدور الأول دون تلقي أي هدف. بداية قوية ل”الخضر” والقائم يحرم معيزة من هدف بداية اللقاء كانت دون مقدمات من المنتخبين، خاصة من جانب المنتخب الوطني الجزائري الذي أراد لاعبوه افتتاح باب التسجيل منذ البداية وحسم الأمور، حيث نفذ مترف مخالفة في (د2) حوّلها الحارس بهاء الدين بكل صعوبة إلى الركنية. هذه الركنية نفذها مسعود ناحية معيزة في القائم الثاني ودون انتظار وجه تسديدة قوية اصطدمت بالقائم الأيسر وخرجت إلى ركلة مرمى، وهي اللقطة التي أكدت أن الجزائريين دخلوا من أجل الفوز لا غير. رد السودانيين جاء في (د6) عن طريق الطيب المدثر الذي سدد قذفة جانبية أخرجها زماموش بصعوبة إلى الركنية. رد سوداني قوي والعارضة تنقذ زماموش البداية القوية للمنتخب الجزائري حركت المنتخب السوداني، الذي خرج من منطقته بسرعة وحاول تهديد مرمى زماموش من أجل التأكيد أنه سيلعب من أجل الفوز رغم أنه متأهل قبل انطلاق اللقاء، وكاد السودانيون يسجلون الهدف الأول في (د14) بعد تنفيذ ركنية من نصر الدين عمر وارتقاء رائع من سيف الدين علي لكن رأسيته اصطدمت بالعارضة، لتضيع هذه الفرصة. الرد كان سريعا من الجزائريين، حيث انفلت جابو في (د18) وقام بعمل فردي من وسط الميدان مراوغا عدة لاعبين ليجد نفسه وجها لوجه أمام الحارس السوداني الذي تألق مرة أخرى وتصدى لتسديدة جابو، لتنخفض بعدها وتيرة اللعب نوعا ما، حيث تمركز اللعب في وسط الميدان، مع محاولات عشوائية من الجانبية، إلى غاية (د30) توزيعة من يخلف من الجهة اليسرى رأسية سوداني الذي كان متحررا مرت فوق الإطار بقليل. بعدها لم نشاهد أي لقطة خطيرة، إلى غاية إعلان الحكم إيدي ماييه انتهاء الشوط الأول مثلما بدأ دون أهداف. سوداني لا يسجل أمام السودان بداية الشوط الثاني كانت مماثلة للشوط الأول، حيث بدأها الجزائريون بتهديد مرمى المنتخب السوداني في (د46) بعد ركنية من مسعود ناحية سوداني لكن رأسيته رغم أنه كان في وضعية سانحة للتسجيل مرت فوق الإطار. بعدها حاول السودانيون الرد على هذه اللقطة، وكان ذلك في (د57) بعد توزيعة من الجهة اليسرى ناحية أحمد خلفية الذي كان في وضعية سانحة حاول تسديد الكرة على الطائر لكن كرته خرجت جانبية. وتيرة اللعب كانت منخفضة نوعا ما، ولم يتمكن أي فريق من فرض طريقة لعبه، وراح كل منتخب يحاول صنع هجمات منسقة من أجل تسجيل هدف وحيد على الأقل، وفي (د69) جابو يقوم بلقطة فردية يتوغل من وسط الميدان يمرر لسوداني لكن تسديدته مرت جانبية. دقيقة بعد ذلك حاج عيسى أن يمرّر لسوداني الذي كان وجها لوجه أمام الحارس يسدد بقوة لكن المتألق بهاء الدين يصد الكرة ويحرم سوداني من التسجيل على المنتخب السوداني. زماموش كاد يتسبب في هدف ضد “الخضر” ورغم أن النتيجة مهما كانت تساعد المنتخب السوداني، ورغم أن التعادل يجعل السودانيين في المرتبة الأولى، إلا أن أشبال مازدا حاولوا القيام بهجمات لتسجيل هدف يضمنوا به المرتبة الأولى ويؤكدوا من خلاله قوتهم ولعبهم من أجل نيل الكأس، وكاد محمد بالا أن ينجح في التسجيل في(د78) بعد قذفة جانبية مخادعة كادت تزور شباك زماموش الذي اعتقد أنها متوجهة للمهاجمين وخرج لالتقاطها قبل أن تدور ناحية الشباك، ولحسن حظه أنها جانبت القائم الأيمن بقليل، وإلا لكان “الخضر” قد تلقوا هدفا قاتلا. بقية أطوار اللقاء لم نشاهد فيها الكثير، وتمركز اللعب في وسط الميدان، مع كرات عشوائية من الجانبين، إلى غاية إعلان الحكم إيدي ماييه نهاية اللقاء بتأهل الجزائر والسودان معا إلى الدور ربع النهائي. ------ الملعب امتلأ 4 ساعات قبل اللقاء أهمية بالغة أعطاها السودانيون للمواجهة التي جمعت منتخبهم بالمنتخب الجزائري، لا سيما أنها تلعب على أرضهم، كما أن المنافس هو أحد المنتخبات المرشحة لنيل اللقب، حيث أرادت الجماهير أن تشاهد مستوى منتخبها أمام أحد المنتخبات القوة، وهو ما جعل الجماهير تتوافد بقوة ومنذ الظهيرة، حيث امتلأ الملعب عن آخره على الساعة 16:00 أي 4 ساعات قبل انطلاق اللقاء. الدخول كان مجانيا من بين الأمور التي جعلت الملعب يكتظ عن آخره هو قرار المنظمين بجعل الدخول مجاني للملعب، حيث أن الجماهير التي دخلت من المدرجات المقابلة للمنصة الشرفية والمنعرجين لم تدفع أي جنيه، بينما كان الدخول إلى المدرجات المحاذية للمنصة الشرفية ب10 جنيهات، وهذا لأنها مدرجات تحتوي على كراس. وقد خلقت الجماهير الحاضرة أجواء مميزة، وفرضت ضغطا رهيبا على أشبال المدرب عبد الحق بن شيخة الذين عرفوا كيف يتعاملون مع هذا الضغط ولا يتأثروا به كثيرا. السودانيون لا يتهاونون في الصلاة الكل يعرف أن الجهة الشمالية للسودان فيها الأغلبية المسلمة، وقد لاحظنا أن السودانيين متمسكون بالدين كثيرا، ولا يتهاونون في أداء الصلاة، فقبل انطلاق المباراة، وحين رفع على مسامع الحضور أذان المغرب، توجه معظم الأنصار إلى تأدية الصلاة، وهو ما يؤكد أن السودانيين “ما يلعبوش” بالصلاة. ------ ^ مازدا: “التعادل كان منطقيا وعملنا على تفادي البطاقات الصفراء” “عملنا على تفادي فقدان اللاعبين الذين يملكون بطاقات صفراء تحسبا للدور ربع النهائي، وهو ما جعلنا لا نشرك أربعة لاعبين أساسيين. ورغم أن التعادل يساعدنا إلا أننا حاولنا خلق فرص في الهجوم وتسجيل هدف، لكن الأمر لم يتحقق. الأداء لم يكن متميزا من جانبنا، وهذا متوقع بسبب غياب عدد من اللاعبين الأساسيين، لكننا قدمنا شوطا أول جيدا. منتخب الجزائر منتخب جيد وعرف كيف يسير اللقاء، التعادل منطقي وسنعمل على تقديم مستوى أحسن في المباريات القادمة”. ^ لموشية: “التعادل يرضينا وسنركز على الدور ربع النهائي” “المباراة كانت قوية، وشهدت اندفاع بدنيا قويا من الجانبين، لقد حاولنا الضغط على المنافس منذ البداية من أجل تسجيل هدف يريحنا في بقية أطوارها، لكننا ضيعنا العديد من الفرص، لكن الأهم أننا عرفنا كيف نتعامل مع اللقاء ولم نتلق أي هدف، لأننا كنا نعلم أن التعادل يكفينا. أعتقد أن نتيجة صفر مقابل صفر منطقية ومستحقة للمنتخبين، الآن سننسى الدور الأول وسنركز على الدور ربع النهائي“. ------ بن شيخة: “لعبنا تحت ضغط شديد وأحيي السودانيين على أدائهم ونزاهتهم” أكد المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة عقب نهاية اللقاء بين المنتخب السوداني والجزائري أنه راض عن الأداء المقدم من لاعبيه، بما أنه يتفهّم الصعوبة التي واجهوها فوق أرضية الميدان أمام منافس قوي للغاية خلق لهم العديد من الصعوبات، خاصة أنه لعب متحررا من أي ضغط، عكس الجزائريين الذين كانوا مطالبين بتحقيق نتيجة التعادل على الأقل من أجل التأهل، وأضاف: “لقد لعبنا اللقاء تحت ضغط شديد لأننا كنا مطالبين بتحقيق الفوز أو التعادل على الأقل لتحقيق التأهل، وهو ما أثّر فينا وفي أداء اللاعبين، عكس المنتخب السوداني الذي لعب مرتاحا ودون أي ضغط بما أنهم متأهلون قبل بداية اللقاء. المنتخب السوداني منتخب قوي للغاية ولعب بنهج تكتيكي ممتاز وهو ما يؤكد قوة مدربه. لقد خلق لنا العديد من الصعوبات وأحيي هذا المنتخب على لعبه بنزاهة ومحاولته تحقيق الفوز رغم أنه متأهل، لكن لاعبينا عرفوا كيف يتعاملوا مع اللقاء وخطفوا التأهل”. “أشكر اللاعبين على مجهوداتهم وأنا راض عن الأداء” كما كشف بن شيخة أنه يعتبر هذا التأهّل انجاز اللاعبين لأنهم رفعوا التحدي في ظروف صعبة، وتمكنوا من تحقيق النتيجة اللازمة من أجل تأهيل الجزائر إلى الدور ربع النهائي، وأوضح أن الهدف سيبقى نفسه وهو التأهل إلى الدور النهائي ونيل اللقب، وقال: “أشكر اللاعبين كثيرا على المجهودات الجبارة التي بذلوها فوق الميدان، حيث قدموا مباراة بطولية ولعبوا بكل حرارة وهو أمر إيجابي للغاية، أنا راض عن الأداء وسعيد لأننا أدخلنا الفرحة في قلوب الجزائريين الذين أعرف أنهم يجتمعون كلهم لمشاهدة مبارياتنا وهم يقفون خلفنا، هدفنا سيبقى هو نفسه ولن نغيّره”. “أهم شيء أن نرتاح الآن ولدينا الوقت الكافي للتحضير للربع النهائي” في الأخير ختم بن شيخة كلامه بالحديث عن ربع النهائي، والذي أكد أنه لديه الوقت الكافي للتحضير له ومعاينة منافسيه كما ينبغي، لكن أهم شيء هو أن يرتاح هو ولاعبيه قبل كل شيء، بعد التعب الذي نال منهم، وقال: “لدينا كل الوقت للتحضير للدور ربع النهائي ومعاينة كل منافسينا، فنحن نملك كل أشرطة المباريات للمجموعة الثالثة وسنعمل على معاينتها كما ينبغي حتى نعرف كيف نقف في وجه منافسنا في ربع النهائي، لكن الأهم من كل هذا هو أن نأخذ قسطا من الراحة فاللاعبون تعبوا كثيرا، أنا شخصيا تعبت، وبالتالي يجب أن نرتاح ونسترجع قوانا قبل الانطلاق في شق جديد من المنافسة”. ------ بوعزة لم يكن معنيا باللقاء صحيح أن بن شيخة استدعى كافة لاعبيه للقاء، إلا أن وسط الميدان فاهم بوعزة لم يكن معنيا به، حيث لم يرتد بذلته مثل سائر اللاعبين، واكتفى بالجلوس معهم على كرسي الاحتياط فقط. يذكر أن بوعزة لم يخض آخر حصتين تدريبيتين بسبب الإصابة، وهو ما جعل بن شيخة لا يجازف به حتى في الاحتياط. بن شيخة ومازدا بالأحضان استقبل بن شيخة ومازدا بعضهما البعض بالأحضان قيل انطلاق اللقاء، وألقيا التحية على بعضهما، قبل أن يتمنى كل طرف للآخر حظا موفقا في المباراة. يذكر أن الحضور في المدرجات صفقوا كثيرا لهذه اللقطة وأكدوا أن الروح الرياضية هي التي ستنتصر في نهاية اللقاء مهما كان الفائز. جابو دافع كثيرا هذه المرة بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهت له في لقاءي الغابون وأوغندا بسبب عدم عودته إلى الخلف لمساعدة زملائه، عمل اللاعب بالنصائح المقدمة له، وقام أمس بدوره الدفاعي، حيث كان يعود في كل مرة إلى خط الوسط للمساهمة في الاسترجاع رفقة لموشية ومترف، فضلا عن قيامه بواجباته الهجومية على أكمل وجه. يخلف تفادى الطرد وصار مهددا تفادى الظهير الأيسر محمد يخلف الطرد في لقاء أمس، بعدما مسك أحد مهاجمي المنافس من القميص في وضعية كان فيها هو (يخلف) آخر لاعب، ما كان سيكلفه البطاقة الحمراء منطقيا، غير أن الحكم تساهل معه ومنحه البطاقة الصفراء فقط، ومع ذلك هو الآخر مهدد بالغياب عن أي مباراة إن هو تلقى البطاقة الثانية في الدور ربع النهائي. ----- لقطة المباراة تجمع لاعبي “الخضر“ للاحتفال بالتأهل في نهاية اللقاء فور انتهاء اللقاء عمت فرحة عارمة لاعبي المنتخبين، وبينما توجه لاعبو المنتخب السوداني لتحية جماهيرهم الغفيرة التي حضرت المباراة، تجمع لاعبو “الخضر” في وسط الميدان سواء الذين شاركوا في المباراة أو الاحتياطيين وشكّلوا حلقة توسطهم فيها أعضاء الطاقم الفني، وهذا للاحتفال بالتأهل إلى الدور ربع النهائي الذي يعتبر حدثا مهما بالنسبة لهؤلاء اللاعبين. ---- حدث اللقاء أول تعادل بين المنتخبين المباراة بين المنتخبين الجزائري والسوداني سهرة أمس كانت العاشرة في تاريخ المنتخبين، حيث تواجها 9 مرات قبل هذه المباراة وانتهت كلها بفوز أحد المنتخبين، لكن لقاء الأمس كان الوحيد الذي ينتهي بالتعادل بين الجزائر والسودان، وهو الحدث الأبرز، إلى جانب تأهل المنتخبين معا إلى الدور ربع النهائي من كأس إفريقيا للمحليين. ----- رجل اللقاء جابو صال وجال ولم يسجل رغم أن المباراة انتهت دون فائز ودون أهداف، إلا أن اللاعب عبد المؤمن جابو تألق كعادته في هذه المباراة وأظهر مستوى ممتاز، رغم عدم تمكنه من تسجيل أي هدف، لكنه صال وجال كعادته ومرر العديد من الكرات الجميلة لزملائه خاصة للاعب هلال سوداني، كما أمتع جابو الحاضرين بمراوغاته المعتادة والتي أقلقت المدافعين.