السودان 0 الجزائر 0 كسب المنتخب الوطني للمحليين، أمس، تأشيرة التأهّل إلى الدور ربع النهائي لبطولة أمم إفريقيا للمحليين المقامة حاليا بالسودان، بعدما فرض منطق التعادل السلبي على المنتخب المستضيف لهذه الدورة الثانية السودان، وهي نتيجة كانت كافية للنخبة الوطنية لحجز مكان في الدور المقبل. دخل المنتخب السوداني المباراة بكل قوة، حيث وظّف المدرّب عبد الله مازدا أوراقه الهجومية، وبدا واضحا منذ البداية أن أصحاب الأرض يبحثون عن النقاط الثلاث لإنهاء الدور الأول بثلاثة انتصارات، رغم أن المنتخب السوداني ضمن بلوغه الدور ربع النهائي قبل مواجهته المنتخب الجزائري. ورغم أن المدرّب مازدا أعفى خمسة لاعبين أساسيين، إلاّ أن المنتخب الوطني واجه ضغطا كبيرا خلال اللّحظات الأولى من المباراة، واستفاد المنتخب السوداني من دعم جماهيره الغفيرة، وحاول قدر الإمكان تسجيل هدف السبق لإسعاد الجماهير الحاضرة. وكانت أخطر لقطة من جانب ''صقور الجديان'' في الدقيقة 15 بعد تنفيذ ركنية، نحو رأس سيف الدين، غير أن كرته اصطدمت بالعارضة الأفقية، لتعود الكرة لأحد المهاجمين، لكن قذفته مرت بعيدا عن المرمى. رد فعل المنتخب الجزائري كان في الدقيقة 19 بعد عمل فردي رائع من عبد المومن جابو، غير أن قذفته تصدّى لها الحارس السوداني بهاء الدين. وتمكن المدرّب بن شيخة من غلق كل المنافذ أمام السودانيين، عندما أشرك في خط الوسط حاج عيسى ومسعود وجابو ومترف ولموشية، في وقت وجد المهاجم العربي هلال سوداني نفسه معزولا في كثير من الأحيان، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. ولم يكترث مدرب السودان لانتقادات الجماهير بسبب عقم الهجوم الذي لم يسجل أمام الجزائر طيلة 45 دقيقة، وواصل الاعتماد على اللّعب الهجومي في الشوط الثاني، في وقت سارع المدرب الجزائري إلى غلق المنافذ والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، حيث أتيحت فرصة من ذهب في الدقيقة 75 للمهاجم سوداني غير أن قذفته القوية تصدى لها الحارس المتألق بهاء الدين الذي لم يتلق أي هدف في الدور الأول. وعاش المنتخب الوطني نهاية المباراة على الأعصاب، خاصة حين علم أن الغابون متقدّم في النتيجة أمام أوغندا، ليعلن الحكم إيدي مايي عن نهاية المباراة بالتعادل السلبي، الذي يؤهّل المنتخبين الجزائري والسوداني إلى ربع النهائي. البطاقة الفنية ملعب الخرطوم الدولي، جو معتدل، أرضية معشوشبة اصطناعيا، جمهور غفير جدا، تحكيم للسيد إيدي مايي من السيشل بمساعدة جايزن دامو من السيشل وفليسيان كاباندا من رواندا، الحكم الرابع كومان كوليبالي من مالي، محافظ المباراة باراسانانيي موزس من بورندي. ؟ الإنذارات يخلف د 45 من الجزائر علي علاخدير د 63 من السودان ؟ التشكيلتان السودان: محمّد عبد الله بهاء الدين، محمّد بخيت عمر، ربيع عبد النبي أمير (عثمان محمّد د 46)، علي علاخدير محمّد، عمر معز مصعب، مصطفى كرار هيثم (قائد)، علي إدريس سيف الدين، جبير كورتوكايلا بالة، أحمد حمّودة خليفة (بشير محمّد د 77)، الطيب محمّد مدثّر، عمر أحمد عبد الله نصر الدين. المدرّب: عبد الله مازدا الجزائر: محمّد لمين زماموش، عبد الرحمان حشّود، محمّد يخلف، نصر الدين خوالد، عادل معيزة (قائد)، خالد لموشية، حسين مترف، لزهر حاج عيسى (مصطفى جاليت 75)، محمّد مسعود (أحمد قاسمي د 92)، العربي هلال سوداني، عبد المومن جابو (سيد علي يحيى شريف د 85). المدرّب: عبد الحق بن شيخة أصداء انقطاع التيار الكهربائي قبل المباراة انقطع، أمس، التيار الكهربائي بملعب الخرطوم الدولي لحظات قبل دخول المنتخب الوطني أرضية الميدان للقيام بعملية التسخين. وبما أن موعد المباراة كان ليلا، فإن النخبة الوطنية شرعت في عملية التسخين في الظلام، لمدة خمس دقائق، بينما دخل المنتخب السوداني أرضية الميدان قبل عودة الكهرباء بنحو دقيقة واحدة. ''الخضر'' يحيّون الجماهير رغم أن عددا من الجماهير السودانية، قامت بالتصفير على اللاّعبين الجزائريين حين دخلوا أرضية الميدان، إلا أن لاعبي المنتخب الوطني قابلوا ذلك برفع الأيدي لتحية الجماهير الحاضرة، ما جعل السودانيين يصفقون بعدها على رفقاء خالد لموشية. تاسفاوت ينفي انتقاده للمنتخب السوداني تفاجأ عبد الحفيظ تاسفاوت، مناجير المنتخب الوطني واللاعب الدولي الأسبق، باعتبار صحيفة ''الأهرام'' السودانية بأنه انتقد المنتخب السوداني على غرار المدرّب شعيب. وتفاجأ تاسفاوت أكثر حين كتب صاحب المقال بأنه يتعين على ''صقور الجديان'' الردّ على تاسفاوت فوق الميدان، حيث قال محدثنا ''على أي أهرام تتحدثون، أهرام مصر أم السودان''، مضيفا ''لم يسبق لي أن أدليت بأي تصريح ولم أنتقد أبدا المنتخب السوداني ولم أصفه بالضعيف، ولا حتى المدرّب محمّد شعيب، ولا أدري كيف تم نسب مثل هذا الكلام إلى شخصي''. السودانيون طلبوا رايات جزائرية لم يفوّت عدد كبير من السودانيين، ممّن التقينا بهم قبل مباراة السودان والجزائر، الفرصة لمطالبتنا بمنحهم رايات الجزائر. وقال جميعهم بأنهم رفعوا رايات الجزائر أمام مصر في موقعة أم درمان، وبأنهم يحبّون الجزائر والجزائريين، وبأنهم يريدون مساندة الجزائر، ليس ضد السودان، وإنما لمؤازرة المنتخب الجزائري حتى يضمن ترشحه للدور الثاني برفقة ''صقور الجديان''. خوالد يعوّض العيفاوي وبلكالام اختار المدرّب الوطني عبد الحق بن شيخة عدم المغامرة بإشراك المدافع المحوري ساعد بلكالام أساسيا لتعويض المدافع والقائد عبد القادر العيفاوي المعاقب. وبما أن بلكالام لم يتعاف نهائيا من إصابته، فقد فضّل بن شيخة إشراك المدافع نصر الدين خوالد أساسيا في المباراة، فيما حمل المدافع معيزة شارة القائد. بوعزة في الاحتياط أدرج المدرّب عبد الحق بن شيخة اسم لاعب الوسط فاهم بوعزة في قائمة البدلاء في آخر لحظة، بعدما كان مقررا عدم مشاركته في المباراة لتعرّضه لزكام خلال اليومين الأخيرين وغيابه عن التدريبات. وتم اتخاذ قرار توجيه الدعوة للاّعب بوعزة في آخر لحظة، بعدما شعر بنوع من التحسن قبل ساعات عن انطلاق المباراة. إشراك حشّود وحاج عيسى على خلاف المقابلتين الأولى والثانية، فإن المدرّب الوطني، أجرى تعديلات طفيفة على تشكيلته، حيث قام بتغيير ثلاثة لاعبين. فباستثناء الغياب الاضطراري للقائد والمدافع عبد القادر العيفاوي المعاقب الذي عوّضه نصر الدين خوالد، فإن المدرّب الوطني أشرك لزهر حاج عيسى في مكان مصطفى جاليت والمدافع عبد الرحمان حشّود بدلا عن محمّد ربيع مفتاح. مازدا يبعد الضغط عن لاعبيه فضّل عبد الله مازدا، مدرّب المنتخب السوداني، مغادرة غرف تغيير الملابس قبل ساعة عن انطلاق المباراة، بعدما أعلن عن التشكيلة الأساسية. وخلال التقائنا به بالقرب من غرف تغيير الملابس قبل انطلاق المباراة، قام مازدا بتحيتنا، وقال بأنه يفضّل ترك اللاّعبين يركّزون. روراوة لم يحضر مع المنتخب كان مقررا أن يصل محمّد روراوة، رئيس ''الفاف''، إلى الخرطوم قبل انطلاق المباراة، بعدما غادر السودان قبل يومين باتجاه سويسرا. ولم يحضر رئيس الاتحادية مع المنتخب عند وصوله إلى ملعب الخرطوم الدولي، حيث انتظر الوفد الجزائري وصول محمّد روراوة بين الفينة والأخرى. المنظّمون يوزّعون رايات السودان حرص المنظّمون على توزيع رايات السودان على الأنصار بملعب الخرطوم الدولي، حيث تم إحضار عدد كبير من الرايات الصغيرة، بالمنصة الشرفية، وتم توزيعها على الحضور لمؤازرة ''صقور الجديان''. ''الخضر'' باللّون الأبيض مثلما كان مقرّرا قبل انطلاق مباريات المجموعات، فإن المنتخب الوطني واجه المنتخب السوداني باللّون الأبيض وهو اللّون الذي يفضّله الجزائريون، رغم أن شهرة المنتخب اقترنت باسم ''الخضرا''. ولعب المنتخب السوداني باللّون الأحمر، وكان المنتخب الجزائري قد واجه أوغندا والغابون باللّون الأخضر. الراية المصرية حاضرة دائما حضر عدد قليل من الجالية المصرية المقيمة بالسودان، التي تابعت مباراة المنتخب السوداني في الجولات الثلاث الأولى، وناصرت المنتخب السوداني ومنافسي المنتخب الجزائري. ولم يكن للراية المصرية ولا المناصرون المصريون أي صدى في المدرّجات. مصريون يحتفلون بسقوط مبارك جابت سيارات شوارع العاصمة الخرطوم، ليلة أول أمس، احتفل أصحابها بسقوط الرئيس المصري حسني مبارك ونظامه. واستقبل المصريون المقيمون بالسودان تنحّي مبارك عن السلطة بارتياح كبير، حيث أطلقوا العنان للهتافات ورفعوا رايات مصر وجابوا الشوارع الرئيسية بالخرطوم على صوت الأهازيج ومنبهات السيارات.