تعود تشكيلة مولودية سعيدة بعد أسبوع من فوزها ب»الداربي» الأخير أمام بلعباس إلى أجواء المنافسة، حيث ستجدّد العهد مع مواجهاتها خارج الديار لمّا تحل غداً ضيفة على اتحاد بسكرة في لقاء يبدو منذ الوهلة الأولى صعبا للمولودية، فالسعيديون سيرمون بكل ثقلهم لتحقيق الفوز الثاني لهم خارج الديار من أجل الحفاظ على صدارة الترتيب وتعميق الفارق عن أقرب الملاحقين، عكس اتحاد بسكرة الذي فقد كل حظوظه في لعب ورقة الصعود وسيلعب هذا الموسم من أجل ضمان البقاء. الرغبة في الفوز وحرارة «الداربي» مفاتيح الفوز كل المعطيات تشير إلى أن المولودية لن تجد فرصة أفضل من لقاء الغد لتحقيق الفوز والعودة بالزاد كاملا أمام بسكرة. فالمعنويات من جهة في السماء بفضل الفوز الذي حققته التشكيلة السعيدية أمام بلعباس وتعميقها فارق النقاط عن أقرب الملاحقين، كما أن تحضيرات التشكيلة جرت في أجواء مميزة والجميع يدرك أن الفوز في بسكرة سيكون أحد أهم الخطوات لتحقيق حلم الصعود. يبقى فقط على التشكيلة السعيدية أن تدخل لقاء بسكرة بالإرادة التي لعبت بها الشوط الثاني من «الداربي»، وأن تحدوها الرغبة في الفوز لأن توفّر هذين العاملين سيجعل المولودية في أفضل رواق لتحقيق الفوز ولن يتمكن أي فريق من إيقاف زحفها. الفوز مطلوب للاقتراب من الصعود يدرك السعيديون أهمية النقاط التي ستسعى التشكيلة للظفر بها في بسكرة، فمواجهة الغد ستكون بست نقاط، لأن فوز المولودية سيعزز من جهة مركزها الريادي وقد يمكنها من جهة أخرى من إقصاء فريقين على الأقل من صراع الصعود من خلال تعميق فارق النقاط عن الملاحقين، فالمباريات الأخرى التي ستلعبها فرق المقدمة صعبة للغاية والمفاجأة التي أحدثها وداد بن طلحة في مستغانم في الجولة الماضية واردة جدا وقد تتكرر غدا مع إتحاد سطيف الذي سيواجه تموشنت، واتحاد حجوط الذي سيلعب في بارادو، وبن طلحة التي ستتنقل إلى بلعباس، لذلك يجب على السعيديين أن لا يفوتوا فرصة احتمال حدوث أي مفاجأة وأن يحققوا الفوز الذي يسمح لهم الاقتراب شيئا فشيئا من تحقيق الصعود. اللاعبون جاهزون ويتخلّصون من إرهاق «الداربي» كان مدرب المولودية في عدد أمس أكد أن التشكيلة السعيدية عانت كثيرا في «الداربي» الأخير من التعب والإرهاق، بعد المجهود الذي بذلته خاصة في الشوط الثاني والذي لعبوه بعشرة لاعبين. وقد عمد حموش خلال الحصص التدريبية التي برمجها هذا الأسبوع أن يخلّص لاعبيه من ذلك الإرهاق فبرمح الكثير من حصص الاسترجاع، وهو ما مكن التشكيلة من استعادة لياقتها البدنية المعهودة حيث تخلّص رفقاء الحارس بن شريف بشكل نهائي من الإرهاق وسيكون الجميع جاهزا يوم الغد من الناحية البدنية خاصة بعد تنقلهم المبكر إلى بسكرة. تذبذب نتائج بسكرة يحفز السعيديين نقطة أخرى قد تكون حافزا للاعبي المولودية حتى يتسنى لهم العودة بالزاد كاملا من بسكرة، وهي أن الاتحاد المحلي وإن كان قد عاد بقوة في نهاية مرحلة الذهاب وحقق نتائج ممتازة إلا أنه تراجع بشكل رهيب في بداية مرحلة العودة، حيث لم يعد ذلك الفريق القوي فوق أرضية ميدانه بدليل أن اتحاد سطيف فاجأ البسكرية في عقر دارهم وألحق بهم الهزيمة في الجولة ما قبل الماضية، ليواصل بعدها الاتحاد نتائجه المخيّبة حيث تعرض في الجولة الماضية إلى هزيمة قاسية أمام «الصام»، وهو الأمر الذي سيكون في صالح المولودية على الأقل من الناحية النفسية باعتبار أنها حققت فوزين متتاليين أمام بن طلحة وبلعباس، وبسكرة تعرضت إلى هزيمتين متتاليتين أمام سطيف و»الصام». اقتسام الصدارة مع تموشنت أمر مرفوض يتخوّف أنصار ومحبو المولودية من أن يتعثر فريقهم في جولة الغد، فالهزيمة أمام بسكرة ستفتح الباب على مصراعيه لبقية الفرق حتى تبعث حظوظها من جديد وتتشبث بأمل الصعود، كما ستسمح للملاحق شباب عين تموشنت الذي يبدو في أفضل رواق لتحقيق الفوز يوم الغد على سطيف باقتسام الصدارة مع المولودية، وهو ما سيعيد أشبال المدرب حموش إلى نقطة الصفر بعد أن عززوا حظوظهم في الصعود، لذلك ينبغي على لاعبي المولودية المحافظة على المكسب الذي حققوه في الجولة الماضية وأن يستغلوا فرصة مواجهة بسكرة كما ينبغي، لتعميق الفارق عن شباب تموشنت أو إبقائه على ما هو عليه على الأقل. نحو الاعتماد على التشكيلة التي واجهت بلعباس من البديهي أن يلجأ مدرب المولودية يوم الغد إلى إقحام التشكيلة التي لعبت «الداربي» في الجولة الماضية وأن يتبع في ذلك القاعدة التي تقول: «التشكيلة التي تفوز لا تُغيّر»، ومع ذلك سيكون حموش مضطرا إلى إجراء تغييرات بسيطة بسبب الإصابات التي تعرض لها بعض اللاعبين وكذا عقوبة عاتق وشويح، ففي الحراسة ستوكل المهمة للحارس دحماني، في حين سيكون كل من بسباس وبختاوي في المحور الدفاعي مع إمكانية إقحام حجاري في منصب مدافع أيمن وبوطابية في الجهة اليسرى، أما في الوسط الدفاعي فتشير المعطيات إلى أن حموش سيجدّد الثقة في دلالو وعدادي مع الاعتماد على بن طوشة في منصب صانع ألعاب وشرايطية وبن عبد الله في الهجوم. شويح يعاقب بأربع مباريات قرّرت لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية حرمان الحارس شويح من أربع مباريات كاملة، بعد أن أشهر الحكم دوالة الذي أدار «الداربي» السعيدي - البلعباسي البطاقة الحمراء في وجه الحارس في غرف حفظ الملابس بسبب مناوشات حدثت بينه وبين مدافع اتحاد بلعباس شيخاوي، وبذلك لن يتمكن الحارس شويح من العودة إلى الميدان إلا خلال اللقاء الذي سيجمع المولودية بمروانة وهو ما سيجعل التنافس حول الحراسة محصورا بين دحماني وبن شريف الذي سيكون الحارس الثاني في المباريات القادمة. ... وعاتق يعود بعد بسكرة كما عوقب لاعب الوسط الدفاعي عاتق بحرمانه من لقاء واحد فقط بعد أن تلقى هو الآخر البطاقة الحمراء في لقاء بلعباس، وبذلك سيكون عاتق الغائب الأكبر عن لقاء الغد وسيسقط من حسابات المدرب حموش الذي سيلجأ إلى دلالو وعدادي أو درار لتغطية الفراغ الذي سيتركه عاتق في الوسط.يذكر أن عاتق سيكون حاضرا بملعب 13 أفريل في اللقاء الذي ستستضيف فيه مولودية سعيدة نظيرتها القسنطينية. مشاركة معيشي وبلحول لم تتأكد بعد سبق للمدرب حموش أن أكد أن المدافع المحوري معيشي لم يتعاف بعد من الإصابة التي تعرض لها مؤخرا، شأنه شأن المدافع الأيمن بلحول. وبدا حموش غير متأكد من إمكانية مشاركتهما، رغم أن اللاعبين أكدا ل»الهدّاف» أنهما جاهزان لمساندة زملائهما في لقاء بسكرة وأنهما على أتم الاستعداد للمشاركة، ليبقى أمر إقحامهما في يد المدرب حموش الذي سيفصل اليوم دون شك في أمرهما، رغم أن كل المؤشرات توحي أن الطاقم الفني لن يغامر بإقحامهما منذ البداية وقد يكونان في كرسي الاحتياط. بلحول: «مستعد للمشاركة وهدفنا سيكون الفوز» وتحدث قائد الفريق بلحول عن الشكوك التي حامت حول مشاركته في لقاء الغد، حيث قال: «تعرضت في اللقاء الأخير لإصابة على مستوى الركبة، لكن بعد أن كثفت العلاج خلال هذا الأسبوع يمكنني القول إنني جاهز. ويبقى أمر مشاركتي من عدمها بيد الطاقم الفني والمدرب حموش. أنا مستعد للمشاركة ومساعدة زملائي في لقاء بسكرة الذي نعلق عليه آمالا عريضة للاحتفاظ بالصدارة وتعميق الفارق عن بقية الملاحقين. هدفنا سيكون الفوز ونحن على أتم الاستعداد للفوز والعودة بالزاد كاملا إلى سعيدة».