حققت مولودية سعيدة أول فوز خارج الديار منذ انطلاق بطولة هذا الموسم وذلك خلال المواجهة التي جمعتها بمستضيفها وداد بن طلحة، حيث تمكن رفقاء المتألق بن عبد الله من العودة بالزاد كاملا من براقي بعد أداء مشرف للغاية تمكنوا على أثره من تحقيق الفوز بثلاثية. وبذلك ردت تشكيلة مولودية الاعتبار لنفسها بعد سلسلة النتائج المتواضعة التي سجلتها منذ بداية مرحلة الإياب واستطاعت أن تعتلي صدارة الترتيب من جديد مستغلة هزيمة اتحاد بلعباس فوق أرضه أمام ترجي مستغانم الذي أصبح المنافس المباشر للمولودية، كما استطاعت التشكيلة أن ترد بقوة على المشككين الذين اتهموا إدارة المولودية بالكولسة من خلال فوزهم بنتيجة عريضة وأداء ممتاز. من يريد الحديث عن الكولسة فليقل ما يشاء بعد الاتهامات الكثيرة وجهتها بعض الإطراف لإدارة المولودية بمباشرة الكولسة للفوز على بن طلحة، كان الرد قاسيا من لاعبي المولودية الذي أغلقوا أفواه المشككين بفوز باهر ومستحق وبالنتيجة والأداء، وبعد أن استعاد السعيديون صدارة الترتيب سيتركون الكلام الزائد لأصحابه فمن يريد الحديث عن الكولسة فليتحدث ومن يريد أن يقول إن المولودية دفعت مقابل نقاط بن طلحة فليقل، لكن المولودية عازمة على أن تقصف بالثقيل فوق أرضية الميدان ابتداء من الجولة القادمة أمام بلعباس. أول فوز خارج الديار و”ما زال الخير القدام” وبفوزها الأخير أمام وداد بن طلحة استطاع المولودية التخلص من العقدة التي لازمتها منذ بداية الموسم وكسرت الحاجز النفسي الذي منعها في الكثير من المباريات من تحقيق أي فوز خارج أرضها، فالانتفاضة الأخيرة لتشكيلة المدرب حموش ستكون بادرة خير للمولودية حتى تحقق الفوز في المباريات القادمة التي ستلعب خارج سعيدة لأن معظم اللاعبين سبق لهم أن أكدوا أن الفوز في لقاء واحد خارج الديار سيفتح الشهية وسيمنحهم الثقة لتحقيق انتصارات متوالية في الخرجات القادمة. سيطرة مطلقة للمولودية لم يكن السيناريو الذي حصل في بداية اللقاء مرغوبا فيه عند السعيدين حيث تمكن المحليون من تسجيل هدف السبق عن طريق ركلة جزاء رغم أن السيطرة كانت لصالح المولودية منذ بداية الشوط الأول، لكن ذلك الأمر لم يؤثر في معنويات اللاعبين بدليل أن بن طوشة تمكن من معادلة النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، لتتواصل بعدها السيطرة السعيدية التي أثمرت هدفين في الشوط الثاني وكادت الحصيلة أن تكون أكبر لولا الفرص الكثيرة التي ضيّعها رفقاء بن عبد الله. بن عبد الله رجل اللقاء لا أحد يستطيع إنكار المستوى الرائع الذي قدمه لاعبو المولودية خلال المواجهة الأخيرة حيث قدّم رفقاء عاتق أداء مشرفا وأظهروا مستوى ممتازا، كما يجب عدم إنكار الدور الذي قام به بن عبد الله بدليل أنه كان أحسن عنصر فوق أرضية الميدان وكان وراء كل الأهداف التي سجلتها المولودية بدءا بتمريرته إلى بن طوشة الذي عادل النتيجة إضافة إلى تسجيله الهدف الثاني ومساهمته في الهدف الثالث الذي سجله بلعواد. تجدر الإشارة إلى أن بن عبد الله أصبح هداف الفريق رفقة بوزياني برصيد 7 أهداف لكل منهما. بن عبد الله: “عانينا كثيرا حتى نتخلّص من العقدة” وعن رأيه في مواجهة بن طلحة الماضية قال بن عبد الله: “تخلّصنا من العقدة التي لازمتنا منذ عدة أشهر، فقد عانينا كثيرا قبل ذلك لدرجة أننا أصبحنا نشكّ في قدراتنا كلما لعبنا خارج الديار، لكن اليوم وبفضل إرادتنا فوق أرضية الميدان ورغبتنا في الفوز تمكّنا من العودة بالزاد كاملا وسنعود إلى سعيدة لنباشر تحضيراتنا للقاء بلعباس الذي لن يفلت منا لأننا لن نكرر الخطأ الذي ارتكبناه أمام مستغانم، بلعباس ستترك النقاط في سعيدة لأننا لسنا على استعداد للتفريط في الصدارة مجددا”. معيشي وبلعواد يتعرضان لإصابة لم يكن باستطاعة المدافع المحوري معيشي مواصلة اللقاء الأخير بسبب تعرضه لإصابة في فخذه الأيمن فاضطر المدرب حموش لإخراجه وإقحام بلحول قبل نهاية الشوط الأول، بينما لم يستطع بلعواد إكمال اللقاء حيث خرج من أرضية الميدان دقائق قبل نهاية اللقاء بسبب إصابته في الكاحل وهو ما جعل المولودية تلعب ب 10 لاعبين نظرا لأن المدرب حموش كان قد استنفد كل تغييراته، وأكد بلعواد أنه سيجري فحصا بالأشعة لمعرفة مدى خطورة إصابته رغم أنه بدا متفائلا بإمكانية مشاركته أمام بلعباس، فيما أكد معيشي أنه ورغم إصابته في الفخذ إلا أنه سيكون جاهزا أمام بلعباس. معيشي: “لن أفوّت فرصة المشاركة أمام بلعباس” وعقب اللقاء اتصلنا بالمدافع معيشي وسألناه عن الإصابة فقال: “في نهاية الشوط الأول شعرت بآلام في الفخذ الأيمن ولم يكن بإمكاني مواصلة اللقاء، لكن إصابتي لا تدعو إلى القلق ولن أفوّت فرصة المشاركة أمام بلعباس، سأعود يوم الأحد (يقصد اليوم) لمباشرة تحضيراتي لأكون جاهزا نهاية الأسبوع، بالنسبة للقاء الأخير حققنا الفوز وتخلصنا من العقدة ونعد الأنصار بانتصارات أخرى مستقبلا، بقي علينا أولا تحقيق الفوز أمام بلعباس ثم التفكير في بقية المباريات”. نتائج الجولة في صالح المولودية يبدو أن الصعود لن يفلت من السعيدين هذا الموسم حيث أن نتائج الجولات في كل مرة تصب في صالحهم، ففي الجولة الأخيرة استطاعت المولودية أن تستعيد صدارة الترتيب بفضل فوز مستغانم على اتحاد بلعباس بهدف يتيم، كما استطاع السعيديون أن يعمّقوا الفارق عن الكثير من الفرق مثل نادي بارادو الذي تعثر للمرة الثانية على التوالي فوق أرضية ميدانه وتعادل أمام البجاويين، أما شباب تميوشنت فلم يستطع استغلال الفرصة لاعتلاء الصدارة بعد هزيمته أمام رائد القبة. ويبقى أن نشير إلى أن أمل مروانة يقترب في صمت من كوكبة المقدمة حيث أصبح على بعد نقطتين فقط من الرائد مولودية سعيدة. الهدف القادم تعميق الفارق عن بلعباس إلى 5 نقاط حتى وإن كان الفوز المحقق أمام بن طلحة قد أعاد الثقة للاعبين إلا أن المطلوب اليوم هو نسيان كل ما فات حيث يجب عليهم أن يتفادوا الغرور وأن يدركوا بأن الصعود يحتاج لمجهودات أكبر من تلك التي بذلوها أمام وداد بن طلحة، لذلك يجب أن تركز التشكيلة السعيدية كل اهتماماتها على “الداربي” القادم أمام اتحاد بلعباس، وأن يكون الهدف المسطر نهاية هذا الأسبوع إقصاء هذا الأخير من المنافسة على الصعود وذلك بتحقيق الفوز وتوسيع الفارق بينه وبين المولودية إلى خمس نقاط. الاستئناف مساء اليوم من المنتظر أن تعود تشكيلة مولودية سعيدة إلى أجواء التحضيرات ابتداء من مساء اليوم، حيث سيشرف مدرب المولودية على حصة الاستئناف ليباشر بذلك تحضيرات فريقه للقاء الهام والمصيري الذي ينتظره التشكيلة نهاية هذا الأسبوع أمام اتحاد بلعباس.