يبدو أن الثورة الأخيرة التي عاشتها تونس لا زالت تلقي بظلالها على كل شيء حتى على الكرة، وعلى منتخب تونس الذي يشارك في كأس إفريقيا للأمم الجارية بالسودان حيث يتداول الكل من لاعبين ومسؤولين ومدربين لغة خطاب واحدة، مفادها أن الكأس تونسية وستزور كل ولايات بلادهم ال 24 خاصة التي انطلقت منها شرارة الثورة، لتكون بالتالي هذه قضية سياسية أكثر منها شيئا آخر. لاعبو تونس أعلنوا موقفهم السياسي منذ أول مباراة وكان لاعبو منتخب تونس من البداية قد أعلنوا أنهم يساندون الثورة التي أسقطت النظام في بلادهم، من خلال قيام اللاعبين بكتابة جزء من النشيد القومي على قمصان توجهوا بها من النزل إلى الملعب قبل أول لقاء في الدورة، إذ حملوا على صدورهم جملة “وإذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر” التي أصبحت رمزا للثورة، وشعارا يتغنى به الكل في إشارة إلى أن تونس أرادت الحياة من جديد بعد تاريخ 14 جانفي (مغادرة الرئيس المخلوع للبلاد) وأن الله استجاب لهم، ومعلوم أن هذه المبادرة كانت شخصية من اللاعبين. كل التصريحات عن الثورة، الشهداء والشعب كما سجلنا أن أغلب تصريحات لاعبي منتخب تونس أو حتى رئيس الاتحادية تدور حول 3 محاور، وهي الثورة التي يباركها الجميع، الشعب التونسي الذي يصر الكل على إرجاع البسمة له بعد الأيام العصيبة التي قضاها، إضافة إلى الشهداء الذين خلفتهم الانتفاضة، وهي تصريحات أطلقت منذ الدور الأول وحتى الآن وكان ستطلق أيا كانت هوية المنافس سواء كان منتخبنا أو غيره. رئيس الجامعة يؤكد أن الكأس ستزور سيدي بوزيد ولم يتردد رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم علي الحفصي في إطلاق تصريحات مليئة بالتفاؤل مفادها أن الكأس ستكون من تصيب تونس، إلى درجة أنه لم يتردد عند نهاية لقاء الكونغو في القول إنها (كأس الأمم الإفريقية للمحليين) ستزور سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة الأحداث عندما أقدم الشاب البطال محمد البوعزيزي على إحراق نفسه، مشيرا إلى أن العملية ستعمم على باقي الولايات الأخرى. الحفصي: “هذا أقل شيء نقدمه لأرواح الشهداء” وقال الحفصي عن التأهل: “فرحة لا مثيل لها عشناها اليوم، في أحلى أيام تمر بها تونس وهو إنجاز نهديه للثورة التونسية وللشهداء الذين سقطوا خلالها كأقل ما يمكن تقديمه، الكونغو كما تعرفون لنا تاريخ معها واليوم تمكنا بالرجال والقلب من أن نفوز عليها بكل جدارة ومن دون هدايا”، ليضيف: “الكأس ستكون تونسية وستزور كل ولايات الوطن من سيدي بوزيد إلى القصرين”. “بالأمس كانت ثورة شعب واليوم ثورة لاعبين” وواصل رئيس الجامعة كلامه عندما قال إن الثورة الميمونة كما وصفها كانت فأل خير على المنتخب الذي وصل إلى نصف النهائي، ليضيف: “أشكر اللاعبين كثيرا، فقبل أيام قليلة كانت هناك ثورة شعب، واليوم هي ثورة لاعبين اتفقوا على كلمة واحدة، وهي أن الكأس ستعود معهم إلى تونس في الطائرة، كأقل شيء يمكن أن يواسوا به عائلات الضحايا”. القصداوي: “الثورة مصدر قوتنا” وقال القصداوي لاعب المنتخب التونسي الذي يحمل ألوان شبيبة القيروان وكان بمثابة اكتشاف خلال هذه الدورة، إن سر قوة منتخب بلاده وفوزه على منتخب الكونغو الذي صنفه من بين أقوى المنتخبات المشاركة في الدورة يعود إلى أن اللاعبين منذ الثورة الأخيرة صاروا بمثابة رجل واحد، ليوضح أكثر: “التوانسة الذين فرقتهم الظروف تجمعوا كلهم واتحدوا بعد 14 جانفي مثلما كنا نحن على كلمة واحدة، قبل قدومنا عندما كنا في المغرب اتفقنا على أن لا نفرط في الكأس”. الغربي: “الكأس ستكون أجمل هدية إلى الثوار في تونس” من جهته، قال فاتح الغربي الذي يحمل ألوان النادي الصفاقسي إن المباراة أمام الجزائر صعبة للغاية، مشيرا إلى أن المباريات المغاربية غالبا ما لا تعتمد على منطق، ليضيف: “قبل بداية الدورة لم يكن أحد في تونس مهتما، لكننا نجحنا في تحويل الأنظار إلى الخرطوم، وسنواصل في اللقاء القادم وبعده إلى أن نعود باللقب ونشارك التونسيين فرحتهم، خاصة الثوار الذين سنمنحهم أجمل هدية”.