لا يفصلنا الكثير عن المواجهة الكبيرة التي ستجمع المنتخب الجزائري بشقيقه المغربي، لحساب الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2012 والتي سيكون ملعب 19 ماي بعنابة مسرحا لها... ولاشك أن كل الأنظار ستتجه نحو هذه المباراة ساعة انطلاقها لأنها تعتبر مصيرية للطرفين، فالتعثر فيها يعني توديع المنافسة بنسبة كبيرة. لذلك بدأت حمى المباراة تزداد من يوم لآخر خاصة في الصحف اليومية والمواقع الالكترونية، بين مختلف الفئات سواء لاعبين، مختصين في مجال الساحرة المستديرة أو المناصرين الذين يعتبرون طرفا حساسا في هذه المواجهة. لذلك ارتأينا أخذ آراء وانطباعات الجماهير المغربية والجزائرية الموجودة بقوة في عاصمة الجن والملائكة باريس، حيث أكد لنا جميع من تحدثنا معهم عبر الهاتف والانترنيت أن الجزائر والمغرب بلد واحد، وأن لا قوة في العالم يمكنها أن تغير ذلك خاصة مباراة في كرة القدم. "ماڤراب يونايتد" هو شعارنا" العبارة الوحيدة التي يتغنى بها الجزائريون والمغاربة المقيمون بفرنسا هي "ماڤراب يونايتد" أو الوحدة المغربية، التي تعتبر شعار مغني الراب الجزائري "ريمكا 113"، الذي لطالما دعا في معظم أغانيه إلى الوحدة بين الجاليات المغربية المقيمة في فرنسا، سواء الجزائرية أو المغربية أو التونسية. وأصبح هذا الشعار بمثابة قانون للجزائريين والمغربيين، يسيرون وفقه للتعاون فيما بينهم والتظافر قصد مواجهة مختلف الصعاب والمشاكل اليومية التي تواجههم في حياتهم بفرنسا. "نحن إخوة وأشقاء والاختلافات السياسية لا تهمنا" وأكد لنا المناصرون من الطرفين الجزائري أو المغربي، الذين كان لنا حديث معهم عبر الانترنت، أن الجزائر والمغرب بلد واحد ودولة واحدة وأن الجزائريين والمغاربة إخوة وأشقاء والتاريخ يشهد على ذلك، ويشهد على أن الروابط بيننا متينة وقوية ولا سبيل لذكرها لأنها لا تعد ولا تحصى. كما أقر بعضهم بوجود بعض الاختلافات السياسية بين الدولتين، لكنهم أكدوا أنهم لا يعيرونها أي اهتمام لأن لديهم أمورا أخرى يركزون عليها في حياتهم اليومية. "المغاربة ناصرو الخضر واحتفلوا كثيرا بعد تأهلهم للمونديال" ولاشك أن العديد منا يتذكر تلك الصور الجميلة التي صنعها المناصرون الجزائريون والمغاربة، عشية تحقيق المنتخب الوطني الجزائري التأهل للمونديال بعد أن تغلب على المنتخب المصري في أم درمان. حيث خرج الآلاف يحتفلون ويتظاهرون في شوارع العاصمة باريس، وفي مختلف المدن الفرنسية معربين عن سعادتهم وفرحتهم الكبيرة بالانجاز الذي حققه "الخضر". ورأينا جميعا الرايات الوطنية المغربية إلى جانب الرايات الجزائرية وسط الاحتفالات البهيجة، وأكد لنا المغاربة الذين تحدثنا معهم أن فرحتهم في تلك الليلة ربما فاقت فرحة الجزائريين لأنهم كانوا يعشقون "الخضر" كذلك حتى النخاع، وناصروهم بقوة في مواجهات التصفيات وكأن منتخب المغرب هو الذي كان يلعب. "سنشاهد المباراة معا وسنصفق للفائز في الأخير" كما أكد لنا جميع المناصرين الذين كان لنا حديث معهم سواء الجزائريين أو المغاربة، أنهم يريدون أن تكون المواجهة المرتقبة يوم 27 مارس بمثابة عرس كروي سواء فوق المستطيل الأخضر بين اللاعبين، الذين يعرفون بعضهم جيدا خاصة أن معظمهم ترعرع وتكون معا في مدارس التكوين الفرنسية، أو في المدرجات بين المناصرين. كما أكدوا أنهم سيشاهدون المواجهة معا سواء في المقاهي أو في منازلهم، وسيضعون الرايات الوطنية المغربية والجزائرية جنبا إلى جنب، ويتمنون كذلك مشاهدة عروض كروية جميلة لأن التشكيلتين تضم أرمادة من اللاعبين الجيدين، سواء الذين ينشطون في أقوى البطولات الأوروبية وحتى المحليين، الذين يتمتعون بإمكانات فنية وبدنية كبيرة وأكدوا أنهم سيصفقون للفائز في الأخير. "مستحيل أن يحدث بيننا ما حدث بين الجزائر ومصر" ويعلم الكثير أن التنافس فوق المستطيل الأخضر سيكون قويا وسيحتدم بين الطرفين، لأن كل واحد منهما سيحاول الظفر بالنقاط الثلاث. فالمنتخب الجزائري الذي شارك في الأمس القريب في أقوى تظاهرة كروية في العالم ألا وهي كأس العالم، سيحاول الفوز في المباراة قصد إنعاش حظوظه للتأهل من جديد وإسعاد الجماهير التي ستغزو مدرجات 19 ماي، في حين أن المنتخب المغربي الذي غاب عن المنافسات القارية والدولية في السنوات الماضية، عازم على العودة من جديد وإعادة الكرة المغربية إلى الواجهة. وهي مؤشرات توحي بأن هذه المقابلة المصيرية والحساسة ستكون قوية للغاية، لكنها يجب أن تبقى في الإطار الرياضي مثلما يتمنى مناصرو المنتخبين الذين أجمعوا على أنه من المستحيل أن يحدث بين الجزائر والمغرب ما حدث في الأمس القريب بين الجزائر ومصر.