حاولنا جس نبض الشارع الجزائري ومعرفة آراء مختلف شرائح المجتمع، حول المواجهة المرتقبة التي ستجمع منتخبنا الوطني بشقيقه المغربي يوم 27 مارس الجاري بعنابة لحساب الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم إفريقيا، المقرر إجرائها في الغابون وغينيا الاستوائية السنة القادمة... لكننا لم ننزل إلى الشارع للقيام بذلك، وإنما اكتفينا بنشر المقال الذي كتبناه أمس عن الجماهير المغربية التي تعد واثقة من فوز منتخبها في موقع "الفايسبوك" الاجتماعي، وبالضبط في مجموعة "ألجيريا فوريفار" الذي يملك جمهورا قياسيا فاق 100.000، فلقي المقال العديد من التعاليق وردود الأفعال صبت كلها في فكرة واحدة، وهي أن المنتخب الوطني سيحقق الفوز وسيبقي على الزاد كاملا في الديار لمواصلة المسار نحو تحقيق التأهل لهذه المنافسة، التي بلغ "الخضر" مربعها الذهبي في طبعتها الأخيرة. ثقة كبيرة في رفقاء زياني للظفر بالنقاط الثلاث ورغم أن التشكيلة الوطنية تعثرت في المباريات الأخيرة خاصة داخل الديار في المواجهة الأولى، حيث حققت التعادل أمام المنتخب التانزاني وضيعت نقطتين ثمينتين، كما أنها تعثرت في إفريقيا الوسطى وخسرت أمام منتخب مغمور لعب أول مباراة رسمية له مع "الخضر"، إلا أن أنصار المنتخب الوطني تثق في رفقاء الماسيترو كريم زياني، ومتأكدة من أنهم سيتمكنون من تحقيق الفوز في عنابة أمام المنتخب المغربي، لأن "الخضر" يظهرون دائما بوجه قوي أمام المنتخبات القوية وفي المواجهات المصيرية الكبيرة، مثلما عودوهم على ذلك في المناسبات السابقة لما تمكنوا من تحقيق التعادل في المواجهة التي خاضها أمام المنتخب الانجليزي القوي، في منافسة كأس العالم الأخيرة، وكل ذلك لكسب ثلاث نقاط ثمينة تعيد المنتخب إلى الواجهة في جدول الترتيب. الأنصار يعترفون بقوة التشكيلة المغربية لكن لا يخشونها وفي سياق آخر، فإن المناصرين الجزائريين يعترفون بقوة المنتخب المغربي الذي يملك أرمادة من اللاعبين، الذين ينشطون في أقوى الأندية الأوروبية في صورة مروان الشماخ مهاجم نادي أرسنال الانجليزي، وحسين خرجة الذي يتألق حاليا مع فريقه إنتير ميلانو متصدر بطولة "الكالتشيو"، وغيرهم من اللاعبين الممتازين القادرين على منح الإضافة لمنتخبهم، وقد أثبتوا ذلك في المواجهتين السابقتين فبعد أن حققوا التعادل أمام إفريقيا الوسطى في المغرب، تمكنوا من العودة بفوز ثمين من دار السلام بعد أن فازوا على المنتخب التانزاني في المواجهة الثانية، الأمر الذي مكنهم من احتلال صدارة المجموعة رفقة منتخب إفريقيا الوسطى. لكن هذا لا يعني حسب الجمهور الجزائري أن الأمور قد حسمت مسبقا ل "أسود الأطلس"، لأن ساعة الحسم ستكون في ملعب 19 ماي بعنابة يوم 27 مارس، ويأمل الأنصار الجزائريين أن تعود الكلمة النهائية ل "الخضر". "لديهم الشماخ والحمداوي.... لدينا بودبوز ويبدة" ولا يختلف اثنان على أن التشكيلة المغربية تضم لاعبين ممتازين، لكن التشكيلة الجزائرية هي الأخرى تملك لاعبين كبار حققوا المعجزات في السنوات الأخيرة وأعادوا الكرة الجزائرية إلى الواجهة، خاصة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكأس إفريقيا السابقة. حيث فاز رفقاء بوقرة في جل مبارياتها سواء في الجزائر أو في أدغال إفريقيا، وتمكنوا حتى من الصمود في القاهرة في ملعب شهد حضورا قياسيا للجماهير المصرية التي قدرت ب 100.000 متفرج، وحققوا الفوز في المواجهة الفاصلة في السودان التي تأهلوا على إثرها للمونديال، وواصلوا تألقهم في منافسة كأس إفريقيا بعد ذلك واحتلوا المركز الرابع، وحتى في منافسة كأس العالم ظهروا بوجه جيد وتمكنوا من مجابهة أقوى المنتخبات العالمية. ويعتقد الكثير من الجزائريين أنه رغم التعثرات الأخيرة إلا أن يبدة وزملاءه سيعودون بقوة ابتداء من المواجهة المقبلة. يعشقون "الخضر" حتى النخاع وعازمون على غزو ملعب عنابة وأكد العديد من المناصرين أنهم سيغزون ملعب 19 ماي بعنابة بقوة، لمناصرة المنتخب الوطني أمام شقيقه المغربي، وأنهم سيقفون جنبا لجنب مع بودبوز ورفقائه ويدفعونهم لتحقيق نتيجة ايجابية تمكنهم من الإبقاء على الحظوظ كاملة للبقاء في السباق نحو التأهل. لأن الخسارة حسب الأنصار في المواجهة المقبلة تعني الخروج المكبر من السباق، ولا سبيل غير غزو المدرجات بقوة ورفع الرايات الوطنية وترديد شعارات "معاك يالخضرا"، التي تحفز اللاعبين للظهور بوجه قوي لتجاوز التعثرات الأخيرة وتحقيق نتيجة ايجابية. لا أحد يرغب في تكرار سيناريو لقاء مصر- الجزائر ومن خلال التعاليق وردود الأفعال المختلفة، تبين أن الجميع في الجزائر يتمنى مشاهدة مواجهة كبيرة تسودها الروح الرياضية العالية سواء فوق المستطيل الأخضر بين مختلف اللاعبين، أو في المدرجات بين أنصار المنتخبين. لأن المواجهة ستجمع بين الأشقاء ومن غير المعقول أن تحدث بيننا الشحناء لأن لا أحد يريد أن يعيش السيناريو التي عاشته الجزائر ومصر السنة الماضية، والتنافس سيكون رياضيا إلى أبعد الحدود وهنيئا للفائز في الأخير.