لم يجر لقاء “الداربي” بين شباب قسنطينة ومستضيفته مولودية باتنة بعدما قرر الحكم زروقي عدم إعطاء صافرة البداية نظرا للأحداث التي وقعت بملعب أول نوفمبر بباتنة واستنكرتها إدارة الشباب بشدة، خاصة أنّ أنصار “سي. أس. سي” تعرضوا لمخاطر بالجملة مما جعل الرجل الأول في الفريق يطلب منهم مغادرة الملعب من أجل سلامتهم.... تنقل الأنصار بعدد كبير يؤكد حسن نية “السنافر” تنقل عدد كبير من أنصار الشباب قدروا بحوالي 9000 مناصر إلى باتنة بنية مساندة فريقهم مثلما جرت عليه العادة في جميع تنقلات الفريق هذا الموسم، ولم يكن في الحسبان ما حدث حيث أنّ منذ بدء وصولهم إلى مدينة باتنة تعرضوا للكثير من المضايقات، ورغم ثمن التذاكر الذي وصل إلى 300 دينار في السوق السوداء (التذاكر قديمة ومكتوب عليها 40 دينار) إلا أنّ “السنافر” اقتنوها مبدين حسن نية. المكان المخصص لهم لم يسعهم ورغم علم إدارة مولودية باتنة بعزم أنصار الشباب التنقل بأعداد كبيرة إلا أنها أبت أن تخصّص لهم مكانا لائقا في الملعب يسعهم، حيث خصصت لهم المدرج المكشوف الموجود على يسار المنصة الشرفية الذي لم يسعهم ورغم محاولات الرجل الأول في الشباب بو الحبيب من أجل زيادة وتوسيع مكان جلوس “السنافر” إلا أنّ مسيري المولودية ومسؤولو الأمن رفضوا ذلك رفضا مطلقا، رغم أنّ إدارة الشباب في مقابلة الذهاب خصصت كل شيء من أجل وضع أنصار “البوبية” في راحة تامة وقابلهم أنصار الشباب بالتصفيق وجلسوا معهم جنبا إلى جنبا. نقص الأمن زاد الأوضاع سوءا وما زاد الأوضاع سوءا غياب الأمن في الملعب رغم أنّ الأمر يتعلق بلقاء “داربي” يستوجب توفير أعداد كبيرة من رجال الأمن نظرا لأهميته والقاعدة الجماهيرية الكبيرة للفريقين، حيث أنّ رجال الأمن لم يكونوا حاضرين بالعدد الذي يستطيع أن يوفر الأمن لأنصار الفريقين حسب تصريحات مسؤولي الشباب، وهو ما دوّنه الحكم زروقي في تقريره بعد اللقاء الذي يأمل إداريو الشباب أن ينصف أنصار فريقهم الذين عاشوا أمسية لن ينسوها. الفريق المستضيف هو المسؤول عن التنظيم والأمر الذي لابد أن نشير إليه هو أنّ تنظيم المقابلة من صلاحيات الفريق المستضيف ونقصد به مولودية باتنة، وهو ما يعني أنّ غياب الأمن والتنظيم الكارثي الذي حدث يتحمّل مسؤوليتهما الفريق المضيف، كما أنّ الكارثة حسب شهود عيان أنّ أعوان التنظيم الذين كانوا يرتدون صدريات مميزة كانوا يطالبون أنصار المولودية بالذهاب نحو أنصار الشباب من أجل الاعتداء عليهم وهو ما تسبّب في وقوع مصادمات. “السنافر” خرجوا من الملعب بطلب من الإدارة وما يؤكد العلاقة المتينة بين الأنصار والإدارة وعلى رأسها بوالحبيب هو خروج الأنصار من الملعب في حدود الساعة الثالثة وربع بعد أن طلب منهم بو الحبيب ذلك من أجل سلامتهم وعدم التسبب في أي مشكل، وهو ما يؤكد حسن نية أنصار الشباب الذين صرّحوا بأنهم تنقلوا من أجل مساندة الفريق فقط وأنهم في غنى عن مثل هذه الأعمال وعبّروا عن سخطهم بعد الاعتداءات التي كانوا عرضة عليها. إدارة الشباب تؤكد حيازتها أدلة تنصف أنصارها وكشف الرجل القوي بو الحبيب أنه يملك أدلة تؤكد براءة “السنافر” من كل ما حدث وأنّ المتسبب في ذلك أنصار المولودية ونقص قوات الأمن، وأكدت إدارة الشباب حيازتها على أدلة وقرص مضغوط صوّر فيه كل شيء لحظة بلحظة إضافة إلى تسجيلات التلفزيون التي ستكشف أمورا كثيرة في حصة “دوري المحترفين” اليوم. تقريرا الحكم ومحافظ اللقاء يؤكدان ذلك ومن بين أهم العوامل التي ستساعد إدارة الشباب أنّ تقريري محافظ اللقاء والحكم زروقي يؤكدان على أنّ الأمور كانت غير ملائمة للعب، وهو ما يعني غياب الأمن مما سيجعل إدارة “البوبية“ في ورطة لأن فريقها كان المستضيف. إدارة الشباب تثق في الرابطة وعبّرت إدارة الشباب عن ارتياحها خاصة بعد مغادرة أنصارها الملعب بأقل الأضرار وأكدت أنّ سلامة أنصار فريقها هي الأهم في مثل هذه الظروف وأنها ترحب بأي قرار ستتخذه الرابطة لأن لديها ثقة مطلقة في مسؤولي كرة القدم الجزائرية. --------- إدارة “السنافر“ تركز على نقطة نقص الأمن كانت أنظار كل متتبعي بطولة الرابطة المحترفة الثانية موجهة ظهيرة أول أمس الجمعة إلى قمة الجولة التي كانت مقررة بملعب أول نوفمبر بباتنة بين المولودية المحلية ورائد الترتيب شباب قسنطينة، إلا أنّ العرس لم يتم والمقابلة لم تلعب نتيجة ما حدث من مناوشات وفوضى عارمة في المدرجات وأرضية الميدان أخّرت إجراء اللقاء بساعة كاملة قبل أن يتم الإعلان عن عدم إجرائه خوفا من تفاقم الأوضاع ولتجنّب حدوث كارثة بعد أن خرجت الأوضاع عن حالتها الطبيعية. عدم توفّر الأمن بشكل كافٍ كان قنبلة موقوتة وحسب شهادة كثيرين فإنّ الجانب الأمني كان سيئا وغير كافٍ لإجراء مثل هذه القمة وهذا النوع من المقابلات الذي يحمل نوعا من الشحنة والحماس الزائد نظرا لوضعية الفريقين في سلم الترتيب، حيث لم تكن قوات الأمن حاضرة بالقدر الذي يسمح بالتحكم في الأنصار وكان الوضع شبيها بقنبلة موقوتة لو لعبت المقابلة أو تطوّرت الأحداث أكثر. ... وعدم إجراء المقابلة كان قرارا صائبا واتخذ الحكم قرار عدم إجراء المقابلة لمنع تفاقم الأوضاع بعد المناوشات التي حدثت قبل إنطلاق اللقاء بين أنصار الفريقين والتي تطورت بعد ذلك لتصبح خطيرة وتسفر عن سقوط عدد معتبر من الجرحى ومن رجال الشرطة نتيجة الرشق المتبادل بالحجارة، وبالتالي كان قرار عدم اللعب صائبا لأنه جنّب وقوع أحداث أخطر. بوالحبيب ينفي أن يكون قد ضغط حتى لا يجرى اللقاء وفي حديث جانبي مع المدير الرياضي لشباب قسنطينة محمد بو الحبيب بعد إعلان عدم لعب المقابلة نفى أن يكون قد طلب من الحكم والمسؤول الأمني عدم إجراء اللقاء، وقال إنه ليس من يقرر إجراء المقابلة من عدمها وإنما كان ممثلا فقط لشباب قسنطينة ولم يطلب أي شيء. اعتبر الحكم صاحب القرار بسبب نقص الأمن وأضاف بوالحبيب أنّ حتى مسؤول الأمن ليس من صلاحياته اتخاذ قرار إجراء المقابلة من عدمه وإنما دوره يقتصر على تقديم تقريره الأمني للحكم، وأكد محدثنا أنّ في مثل هذه الظروف يوجد قانون واضح يجب أن يُطبّق فعدم توفر الأمن يعتبر أحد أسباب عدم إجراء المقابلة حسب قوانين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والقوانين المعمول بها من قبل “الفيفا“، وأعطى مثالا بأن عدم توفر الأمن هو بنفس درجة عدم توفر سيارة الإسعاف أو سوء أرضية الميدان أو عدم توفر الكرات. وختم بوالحبيب حديثه معنا بعد اللقاء بأنّ قرار إجراء المقابلة أو تأجيلها يعود أولا وأخيرا إلى الحكم بناء على ما يشاهده وعلى التقرير الأمني، مشدّدا على أنّ لا إدارة الشباب ولا إدارة مولودية باتنة ولا المسؤول الأمني لهم الحق في اتخاذ القرار أو التدخل في عمل الحكم. ------ سكيكدة 2009 وباتنة 2011 .. ما أشبه اليوم بالبارحة شبّه العديد من الأنصار الذين تنقلوا إلى باتنة الأحداث التي وقعت لهم هناك بتلك التي عاشوها قبل ثلاث سنوات في سكيكدة عقب اللقاء الذي جمع الفريق بشبيبة سكيكدة، وذلك لوجود عدة عناصر متشابهة أهمها الشهر فمقابلة سكيكدة جرت في شهر مارس وفي يوم جمعة، كما أنّ ملعب ملعب بوثلجة بسكيكدة يشبه كثيرا ملعب أول نوفمبر كما أنّ فريقي شبيبة سكيكدة ومولودية باتنة يرتديان زيا باللونين الأسود والأبيض. أول ظهور ل لكحل كأساسي لم يُكتب له لم يتمكّن اللاعب الشاب لكحل من تسجيل الظهور الأول له هذا الموسم كأساسي بعدما قرّر الحكم عدم إجراء المقابلة، لكنه سيحاول استغلال أي فرصة تأتي مستقبلا. الشباب دخل ببذلة جديدة دخل لاعبو الشباب أول أمس ببذلة جديدة رائعة من إنتاج الممول الرئيسي للشباب “كاسياس“، غير أنه لم يُكتب لهم اللعب بها. لاعبو الشباب غادروا الملعب على الساعة 17:40 غادر رفقاء القائد كابري ملعب أول نوفمبر بباتنة على الساعة 17:40 بعدما قرر الحكم عدم إجراء اللقاء، حيث انتظروا حتى تهدأ الأمور من أجل العودة في ظروف حسنة وتفادي أي طارئ وعادت الحافلة دون تسجيل أي مخاطر. إدارة الشباب زارت الأنصار بمستشفى باتنة بعد إعلان الحكم زروقي عدم إجراء المقابلة تنقل أعضاء من إدارة الشباب إلى المستشفى المركزي بباتنة من أجل الاطمئنان على الأنصار الذين تعرضوا إلى إصابات متفاوتة الخطورة والمقدر عددهم في حصيلة أولية ب 30 مناصرا. أكبر تنقل جماهيري في البطولة المحترفة شهدت المقابلة التي كان من المقرر أن تجري أول أمس أكبر تنقل جماهيري على مستوى البطولة المحترفة بقسميها الأول والثاني، حيث قُدّر عدد أنصار الشباب الذين تنقلوا إلى باتنة بحوالي 9 آلاف. الأنصار عادوا في موكب كبير عاد أنصار الشباب في موكب كبير من باتنة مما جعل الطريق الرابط بين المدينتين يشهد زحاما شديدا، حيث كانوا يهتفون باسم النادي ورئيسه بو الحبيب وعبّروا عن سعادتهم بعودتهم إلى منازلهم سالمين بعد الأحداث المؤسفة التي عاشوها في باتنة. الاستئناف اليوم بملحق ملعب حملاوي يعود اليوم أبناء الهادي خزار إلى أجواء التدريبات بملحق ملعب الشهيد حملاوي على الساعة الثانية زوالا، وذلك لبدء التحضير للقاء المقبل أمام إتحاد بلعباس. --------- بوالحبيب: “أملك قرصا مضغوطا فيه كل شيء، أنا لا أتهم مجانا وأتكلّم بالملموس” في اتصال هاتفي جمعنا بالمدير الرياضي لشباب قسنطينة بو الحبيب عبّر لنا عن استيائه من الأحداث التي وقعت لأنصار الفريق في باتنة، مؤكدا أنّ الإدارة بحوزتها الأدلة التي تنصف فريقها. كيف هي أحوال اللاعبين والمناصرين بعد الأحداث التي شهدها لقاء اليوم (الحوار أجري ليلة أول أمس)؟ اللاعبون والطاقم الفني والإداري على أحسن ما يرام لكن الأنصار بعضهم أصيب بإصابات متفاوتة الخطورة والحصيلة سنتأكد منها غدا (أمس) بعد الإطلاع على عدد المصابين. المقابلة لم تلعب ما هو السبب في نظركم كإدارة؟ هذا راجع لعدة أسباب أهمها نقص الأمن في الملعب مما لم يسمح بحماية مناصرينا واللاعبين، والحكم شاهد على ذلك وهو ما جعله يقرر عدم إجراء المقابلة. إدارة المولودية وعلى رأسها زدام حمّلت “السنافر“ تلك الأحداث، ما ردك؟ كيف يحمّل أنصارنا المسؤولية، أنصارنا تنقلوا أينما لعبنا ولم يبدر منهم أي تصرف غير رياضي والدليل على ذلك هو لقاء الكأس أمام مولودية وهران حينما خسرنا بنتيجة (3-1) وفي نهاية اللقاء صفّقوا للفريق، وأريد أن أضيف شيئا. تفضّل ... أنصارنا تنقلوا بعدد كبير إلى الملعب نفسه عندما واجهنا شباب باتنة وانهزمنا بهدف لصفر ولم يحدث أي مشكل وجرت المقابلة في ظروف جيدة وصفّق الأنصار لفريقهم رغم الخسارة. هل تعتقد أنّ تنقل الأنصار بذلك العدد هو السبب رغم أنكم من قبل طالبتموهم بعدم التنقل؟ طلبنا الدائم من أنصارنا بتفادي التنقل إلى خارج الديار راجع لعدة أسباب وليس خوفا منهم بل العكس فهم رياضيون لأبعد الحدود أضف إلى ذلك أننا لم نحصل على أي إنذار هذا الموسم بل على العكس تلقينا تحفيزات وشهادات تقدير من أعلى الجهات مما يدل على قيمة أنصارنا وتحليهم بالروح الرياضية، وأنا دائما أقول الوقاية خير من العلاج لهذا طلبنا منهم عدم التنقل وتفادي كل ما يمكن أن يحصل. ألا تتخوّف من خسارة الطرفين للقاء على البساط؟ نحن نتقبّل قرار الرابطة مهما كان لكن ليس خسارتنا على البساط لأن لدينا كل ما يثبت أنّ أنصار شباب قسنطينة لم يكونوا السبب فيما حدث فلدينا لقطات فيديو موجودة في قرص مضغوط موجود بحوزتي وكاميرا التلفزيون ستؤكد ما أقول أيضا لأن لدينا كل الثقة في التلفزيون الوطني، كما أننا سنعد تقريرا مفصلا بالإضافة إلى تقريري الحكم ومحافظ اللقاء وبإذن الله الرابطة ستنصفنا ويجب أن تعالج المرض الذي تعيشه بعض الملاعب وهو مرض خطير خاصة أننا نتجه نحو الاحتراف، وعلى كل حال أفضّل أن لا أتكلم كثيرا ولا أخطئ مثلما فعل بعض الإخوة في الفريق المنافس لما تجنّوا على أنصارنا دون أي حجة أو دليل وأنا أفضّل الملموس. الحكم تأخر في إعلان عدم إجراء اللقاء، لماذا؟ هذا صحيح، الحكم لم يقم إلا بواجبه حيث طلب من مدير الشرطة توفير الأمن وانتظر فترة زمنية مقدرة بساعة وحينما تأكد من غياب الأمن طبّق القانون وأعلن عدم إجراء اللقاء، وهو ما يؤكد صحة كلامنا فيما يتعلق بغياب الأمن في الملعب. دار حديث مطوّل بينك وبين محافظ اللقاء وزدام في وسط الميدان، عن ماذا تحدثتم؟ كان المحافظ يدرس إمكانية اللعب وينتظر قدوم الأمن من أجل إعطاء صافرة الانطلاق، لكن لم يكن بإمكاني أن أغامر بلاعبي فريقي في تلك الظروف المشحونة التي شاهدها الحكم والمحافظ لهذا لم يعلن الحكم عن بدء اللقاء من أجل الحفاظ على سلامة الجميع لأنه السؤول الأول عن سلامة كل اللاعبين. أنصار الشباب غادروا الملعب قبل إعلان الحكم عدم إجراء اللقاء، هل طلبتم منهم ذلك؟ نعم، طلبنا منهم ذلك حفاظا على سلامتهم خاصة بعد التصرفات غير الرياضية من أنصار “البوبية“ التي لا نقبلها بتاتا ونحن هنا من أجل النهوض بالكرة الجزائرية وتصرف أنصارنا وخروجهم قبل إعلان الحكم عن عدم إجراء اللقاء خير دليل على ذلك، فرغم تحمّلهم لمصاريف التنقل إلا أنهم خرجوا من الملعب من أجل مصلحة الفريق رغم أنّ بعضهم كان يظن أن اللقاء سيلعب دون حضورهم. ماذا تضيف في الأخير؟ أود أن أتقدم بالشكر لأنصارنا الذين تنقلوا بأعداد كبيرة إلى باتنة وكانوا رائعين وصنعوا الفرجة التي ربما لم يتقبلها بعض مناصري الفريق المستضيف، ونحن متأكدون من أنّ الرابطة الوطنية ستنصفنا ولدينا كل الثقة في المسؤولين على شؤون الكرة في البلاد وسنتقبّل أي قرار بصدر رحب لأنّ الشباب معروف بروحه الرياضية وسنؤكد احترافيتنا في المقابلات القادمة ونطلب من أنصارنا مواصلة مساندتهم لنا. ------- اللاعبون يتأسّفون عمّا حدث ويعتبرون سلامة الأرواح أهم من كلّ شيء! في حديث مع بعض لاعبي شباب قسنطينة عن رأيهم وشعورهم والأفكار التي كانت تدور في ذهنهم قبل أثناء وبعد ترسيم تأجيل المقابلة من طرف حكم اللقاء، أجمع الكل على أنهم كانوا مستعدّين لإجراء المباراة التي كانوا سيدخلونها من أجل الفوز، لكن تفاجأوا بما حدث في المدرجات وقرار عدم اللعب والفوضى التي سادت أرضية ميدان ومدرجات ملعب باتنة. ياسف: “بعد 45 دقيقة أدركت أن المباراة لن تجرى” كان حمزة ياسف أوّل اللاعبين الذين سألناهم عن الطريقة التي عاش اللحظات التي سبقت اللقاء والفوضى التي عمّت الملعب ظهيرة الجمعة بباتنة، وأكد أن كل الظروف كانت مهيّأة لإجراء اللقاء بحيث قال: “دخلنا لإجراء التسخينات بشكل عادٍ، وكنت رفقة زملائي مركزين كما ينبغي للمقابلة ،وعند العودة لغرف تغيير الملابس لإجراء آخر اللمسات وتغيير اللباس لدخول المقابلة، تمّ إعلامنا أن الفوضى عمّت أرضية الميدان”. وقال ياسف إنهم بقوا هناك إلى غاية مرور 45 دقيقة من الوقت المحدد لانطلاق اللقاء، وهو الوقت القانوني لتأجيل المقابلة، وهو ما أدركه جيدا هو ورفاقه والطاقم الفني بأن المقابلة ستلغى ومن المستحيل العودة للميدان مرّة أخرى. زميت: “لم نعلم بما حصل إلا بعد أن منعنا الحكم من العودة للميدان” وفي السياق نفسه، قال زميت إن كل شيء كان يبدو طبيعيا قبل المقابلة بحيث دخلوا للتسخينات بشكل عادٍ ولم يعطوا أهمية كبيرة للمنافس، بما أن الشباب يلعب بكل أريحية بحكم مرتبته الريادية وفارق النقاط عن المنافسين، وقال إن عودة الفريق لغرف تغيير الملابس كانت كذلك عادية إلى حين رجوعهم مجددا إلى أرضية الميدان، أين منعهم حكم اللقاء بحجة اجتياح الأنصار، وهو ما يشكل خطرا على اللاعبين. وقال إنه وزملاءه لم يكونوا على علم بتفاصيل ما جرى، وأن همّهم الوحيد كان المحافظة على تركيزهم للمقابلة إلى غاية إعلان قرار التأجيل من الحكم. دراحي: “السيناريو مُفتعل لأن المنافس تخوّف منا” أما دراحي فقد ذهب بعيدا لمّا أكد لنا أن “السيناريو” كان مُبرمجا ومُفتعلا من طرف مسيّري مولودية باتنة، لكي يستفزوا “السنافر” ويخرجوا المقابلة عن إطارها الرياضي، وهو الشيء الذي نجحوا فيه “.. والبداية كانت بفندق “الشيليا” أين استعانوا بمناصرين أحدثوا فوضى وظلوا يضربون الطبل من أجل إزعاج لاعبي الشباب وإفقادهم للتركيز بطرق “قديمة” لا تحصل إلا في إفريقيا، وواصلوا استفزازاتهم في الملعب محاولين إثارة جمهور “السنافر” ودفعهم للخروج عن الإطار الرياضي، وكلّ هذا بسبب الضغط الذي فرضته إدارة “البوبية” على لاعبيها، مما اضطرهم للجوء لطرق غير رياضية من أجل التأثير فينا، وكلّ هذا يبيّن خوفهم منا. فريقنا كان عازما على الفوز ولا غير ذلك، لكن للأسف حدث ما حدث”، قال دراحي. كابري: “ما حدث شيء مُؤسف.. وسلامة الأرواح أهمّ من كلّ شيء” أما القائد كابري فقال إن ما حدث شيء مُؤسف رغم أن اللاعبين لم يشاهدوا شيئا وكانوا كلهم داخل غرف تغيير الملابس، وأضاف: “لقد تأثرنا لمّا سمعنا بما حدث. والحكم منعنا كلية من دخول الميدان. ونتأسف كثيرا لمثل هذه المشاهد التي لا تشرّف الكرة الجزائرية بتاتا. إن سلامة الأرواح والمحافظة على صحة جميع الأنصار أهم من لعبة كرة القدم. الرياضة فوز وهزيمة واللاعبون يتصافحون في النهاية، ويجب على الجماهير الإقتداء وفعل الشيء نفسه، لأن الرياضة أخلاق وتربية قبل كلّ شيء”. -------- تذاكر مزوّرة أو أكثر من طاقة الملعب كانت سبب أحداث العنف في باتنة كشف لنا العديد من أنصار شباب قسنطينة المتنقلين إلى باتنة أول أمس الجمعة عن وجود تذاكر مزوّرة بيعت لهم على مستوى الملعب اقتنوها بقيمة 300 دج وبشكل عادي، حيث أكدوا لنا أن التذاكر مكتوب عليها مباراة مولودية باتنة - رائد القبة وقيمتها 40 دينار فقط، وهي تذاكر لمقابلة سابقة تم إعادة وضعها في السوق وقام البعض بتزويرها من جديد طالما أن الآلاف من “السنافر” اشتروا التذاكر ولم يتمكنوا من الدخول إلى الميدان ما جعلهم يتفطنون إلى حدوث التزوير أو بيع عدد من التذاكر فوق طاقة إستيعاب الملعب. الملعب ممتلئ والتذاكر متوفرة بالآلاف الأمر غير الطبيعي هو الوفرة الكثيرة للتذاكر على مستوى الملعب رغم أن سعته لا تتعدى 15 ألف متفرج (إدارة “البوبية“ وضعت 12 ألف تذكرة في السوق) كما أنه امتلأ ساعتين قبل انطلاق اللقاء، إلا أن بيع التذاكر كان لا يزال مفتوحا والأنصار ظلوا يقتنوها بشكل طبيعي ولكن منع معظمهم من الدخول ومشاهدة المقابلة بحكم أن الملعب كان سينفجر في المدرجات، ما يؤكد سوء التنظيم الذي ميز المواجهة وأيضا يطرح ألف تساؤل في قضية التذاكر المزوّرة وسبب بيع تذاكر تحمل مباراة أخرى بسعر 40 دينار وعن الجهة التي زوّرت هل هي إدارة “البوبية” التي أرادت استغلال اللقاء لوضع أكبر ما يمكن من عدد التذاكر في السوق للحصول على عائدات مالية أفضل، أم أن الأمر كان من جهة أخرى. التذاكر كانت سببا مباشرا في الفوضى وكانت هذه التذاكر سببا في تلك الفوضى والعنف الذي حدث بعد أن وجد “السنافر“ أنفسهم بأعداد غفيرة جدا مقارنة بالمكان المخصص لهم وتسبب في حدوث مناوشات مع نظرائهم من أنصار مولودية باتنة تجاوزت الحدود وخلقت فوضى عارمة وعنف فوق أرضية الميدان وعلى المدرجات والتي أخّرت بداية المقابلة ثم إلغائها بسبب المناوشات وانعدام الأمن واختلاط الحابل بالنابل بسبب سوء التنظيم الذي له علاقة مباشرة بالتذاكر. نعمون يتهم “السنافر” بطريقة مضحكة بالتزوير وكان زدام نعمون بعد إعلان عدم إجراء اللقاء قد تحدث مع مسؤولي “السنافر“ وقال إن أنصار شباب قسنطينة قاموا بتزوير التذاكر، وهو اتهام يدعو إلى الضحك لأنه لا يعقل لمناصرين تنقلوا في يوم اللقاء لقرب المسافة (120 كلم) أن يزوروا وفي يوم جمعة تغلق فيه أغلب مقاهي الأنترنت وحتى بقية المحلات أبوابها، إضافة إلى ذلك فإن بيع تذاكر باسم مباراة أخرى يدعو فعلا إلى الشك أن العملية كان مخططا لها. ------ موقع الأنصار يرد على نعمون كان ل “السنافر“ رد فعل على تصريح مسير مولودية باتنة نعمون في الإذاعة الوطنية بعد اتخاذ قرار عدم إجراء اللقاء عندما حملهم المسؤولية كاملة فيما حدث، حيث ردوا عليه في موقعهم على شبكة الأنترنت ووصفوا هذه الخرجة بالغريبة وغير المفهومة، متسائلين عن سبب اتهامه لهم بتعمّد الفوضى بما أن كل شيء كان واضحا –حسبهم- وسبّب عدم إجراء اللقاء كان عدم توفر الأمن. “سي. أس. سي رائد بفارق 9 نقاط عن فريقك“ وجاء في موقع “السنافر” أنّ شباب قسنطينة رائد ترتيب بطولة الرابطة المحترفة الثانية بفارق 8 نقاط عن أقرب ملاحقيه وبفارق 9 نقاط عن مولودية باتنة فريقه قبل الجولة الماضية في انتظار ما ستسفر عنه قضية المقابلة، كما ذكّر نعمون بالمشوار الرائع لرفاق ياسف والذين لم يتلقوا إلا هزيمة واحدة في 16 مقابلة وقال الأنصار إنّه لا يوجد عاقل يتصوّر أن شباب قسنطينة هو الذي سيحسب ألف حساب لمنافسيه ويثير المشاكل بسبب تخوفه من الفرق المنافسة وهو الذي وضع قدما في القسم الأول –حسبهم-. “السنافر علامة مسجلة والكل يشهدون بذلك” وتابع “السنافر“ ردّهم على مسير مولودية باتنة بأن النتائج تتحدث لوحدها وذهبوا إلى نقطة أخرى، وأكدوا عبر الموقع أنهم علامة مسجلة في الجزائر والدليل عدم حدوث أي مشكل مع أي فريق هذا الموسم رغم تنقلاتهم بأعداد كبيرة إلى العاصمة في مواجهتي النصرية وبارادو وحتى في خرجاتهم إلى وهران، المحمدية وبلعباس، وذكّروه بتنقلهم قبل أشهر للملعب نفسه لمواجهة “الكاب“ بعدد بلغ 7 آلاف سنفور ورغم الهزيمة إلا أنهم أبانوا عن روح رياضية عالية جسدوها في لقاء الكأس أمام مولودية وهران الذي كان متلفزا وعرف هزيمة الشباب ب 3 أهداف مقابل هدف واحد في قسنطينة والطريقة الحضارية التي صفقوا بها للاعبيهم بعد نهاية اللقاء، مؤكدين أن كل ذلك دروس في التشجيع يجب على نعمون حفظها ومراجعتها –حسبهم- لكي لا يخطئ مستقبلا. “خاطينا المشاكل ولا نعتدي على ضيوفنا“ وتابع الأنصار مقالتهم بأنهم لا يعتدون على ضيوفهم في ملعب حملاوي وكل من يأتي إلى قسنطينة يكرم ويعزّز ويوضع فوق الرأس من قبلهمن مؤكدين أنه لم يسبق لأحد أن اشتكى من “السنافر“ في قسنطينة وكل من مروا بملعب حملاوي يمكنهم تأكيد ذلك، وحتى أنصار “البوبية“ شاهدون على ذلك في لقاء الذهاب أين جلسوا مع أنصار الشباب في مدرجات واحدة وبكل روح رياضية. “أين هي الكوارث التي تحدث عنها؟“ وكرد على نعمون الذي قال إنّ “السنافر“ معروفون بإثارة المشاكل أينما حلوا تساءل الأنصار عن تلك الكوارث الوهمية التي تحدث عنها وطلبوا منه إثبات كلامه الذي قاله خوفا من ملاقاة فريق بحجم شباب قسنطينة. “أنصار البوبية خاوتنا ونعمون لا يمثلهم“ وختم “السنافر“ ردّهم في موقعهم بأنّ أنصار “البوبية“ يبقون إخوانهم رغم ما حدث وأنّ المسؤولية تقع على الطرفين، واستنكروا بشدة خرجة نعمون الذي فتح عليهم النار وقالوا إنه لا يمثل إلا نفسه وأنصار مولودية باتنة أكبر منه وأنه لا يحق له انتقاد أو اتهام جمهور كبير معروف بروحه الرياضية مثل “السنافر“.