بعد خروج المنتخب التونسي لكرة القدم من الدور الأول في كأس إفريقيا التي جرت وقائعها في أنغولا، تعالت الأصوات التي كانت تطالب بإقالة المدرب فوزي البنزرتي من على رأس العارضة الفنية لمنتخب “نسور قرطاج”، إلا أن الرد كان سريعا بتجديد الثقة في المدرب السابق لنادي الترجي التونسي الذي سيبقى إلى إشعار آخر.. وبما أن “الكارثة” كوفي كوجيا سبق له أن أدار مباراة زملاء الدرّاجي أمام الغابون، استغلت “الهدّاف” الفرصة من أجل أن تأخذ رأيه حول طريقة التحكيم التي يتميز بها كوجيا وكانت من بين أسباب خروج تونس من الدور الأول.. “نحن التونسيين كنا نعرف أن كوفي كوجيا راح يهلك المنتخب الجزائري هل يمكن في البداية أن تبدي لنا رأيك عن مشوار “الخضر” في كأس إفريقيا الأخيرة؟ المشوار الذي قطعته الجزائر في كأس إفريقيا كان إيجابيا إلى حد بعيد، وهو ما يدل على أن تأهل الجزائر إلى كأس العالم كان مستحقا، وبإمكانها أن تحقق كذلك نتائج طيبة، كما أن الحكم كوفي كوجيا كان من بين الأسباب التي كبحت جماح الجزائر. على ذكر كوجيا، ماذا يمكن أن تقول بخصوصه خاصة أنكم كنتم من بين ضحاياه؟ كوفي كوجيا كسّر تونس في كأس إفريقيا، وكان دائما ضد الأندية التونسية في المنافسات الإفريقية، كما حصل للنادي الصفاقصي في النهائي أمام الأهلي المصري في العاصمة تونس، بالإضافة إلى النجم الساحلي، وحصل إجماع على أن هذا الحكم لن يدير المباريات التي يلعبها أي نادٍ تونسي. حسبك، لماذا يقوم كوجيا بمثل هذه التصرفات؟ لا أعرف بالضبط، إلا أن الأكيد هو أن مثل هؤلاء الحكام يستطيعون الوصول إلى مبتغاهم بسهولة، وعلى كل الفرق أن تحذر منه كثيرا لأنها ستدفع الثمن غاليا. وماذا فعل في مباراتكم أمام الغابون؟ كان “حيلي” إلى درجة كبيرة، على العموم لم يكن الوحيد الذي كان يريد أن يكسّر تونس، لأنه حتى أمام الكاميرون عانينا أمام الحكام. “الكاف” تعين حكاما قريبين من البلدان التي نواجهها، وهذا غير قانوني، وعلى بلدان شمال إفريقيا الثلاثة وهي تونس، الجزائر والمغرب أن تتضامن فيما بينها لإيقاف مثل مهازل كوجيا. وماذا عن لقاء الجزائر أمام مصر؟ سأحكي لك حدثا طريفا وقع لي. قبل لقاء مصر والجزائر، وبعد أن عيّنت “الكاف” الحكم كوفي كوجيا لإدارة اللقاء، كل التونسيين أجمعوا على أن الجزائر ستودع المنافسة وهو ما حصل فعلا، وشخصيا كنت متشائما قبل المباراة وقلت إنه من غير المعقول أن ينتهي طموح الجزائريين في الدور نصف النهائي، وفي النهاية كان تحكيمه كما توقعت لئيما جدا. أحد الصحفيين الكامرونيين صرّح في أنغولا أن كوفي كوجيا هو الابن المدلل للمصريين، ما رأيك؟ حتى أنا كنت أعلم ذلك قبل اللقاء، وكل التونسيين كانوا يتقاسمون الفكرة نفسها. هل يمكن أن تحدثنا عن بعض الهفوات التي وقع فيها “كوفي كوجيا” في مباراة الجزائر- مصر؟ هذا الحكم “حيلي”. فقد منح إنذارا مجانيا لحليش في بداية اللقاء، وبعدها صفر ركلة جزاء أرى أنها لم تأت في وقتها وطرد معها مدافع “الخضر”. وبما أنه منح الركلة فلم يكن داع ليطرد معها حليش. خلاصة القول، هي أن “كوجيا” أفسد المباراة، وباستثناء الطرد المستحق الذي تلقاه بلحاج فإن البطاقتين الأخريين ليستا في محلّهما. هل يمكن القول إن “كوجيا” خدم مصالح المصريين؟ الشيء الأكيد هو أنه يخدم مصالح أطراف معينة. بالنسبة لنا نحن سكان المغرب العربي يجب أن نأخذ حذرنا، ولا يجب أن نقبل بأي حكم ليدير مبارياتنا. ألا تعتقد أن الأمر غريب أن يتم الوقوع في الهفوات نفسها كلما تعلق الأمر بأحد منافسي مصر كما حصل للكاميرون أم هو مصادفة فقط؟ —أمر مريب أن يتم ارتكاب الأخطاء نفسها كلما تعلق الأمر بمصر. ويجب على القائمين على الكرة في بلداننا أن يكونوا مؤثرين في “الكاف” وأن يتجنبوا أن يكونوا الضحية في كل مرة أمام تجاوزات أصحاب البدلة السوداء.