ملعب 19 ماي 56 بعنابة، أرضية صالحة، تنظيم محكم، جمهور قياسي، تحكيم للثلاثي: سيشون، فاركريشتا، شوتوري قاناش من جزر موريس الإنذارات: لحسن (د51)، مهدي مصطفى (د76) من الجزائر السليماني (د40) هرماش، (90+3) من المغرب الأهداف: يبدة (ر. ج د7) للجزائر الجزائر: مبولحي مهدي مصطفى مصباح بوزيد عنتر يحيى (مجاني د71) لحسن لموشية يبدة (حاج عيسى د90) غزال بودبوز (بلحاج د81) جبور المدرب: بن شيخة المغرب: المياغري بصير بن عطية القنطاري السليماني هرماش بلهندة (السعيدي د90+1) بوصوفة خرجة تاعرابت (يوسف العربي د73) الشماخ المدرب: إيريك ڤيريتس أخيرا تمكن المنتخب الوطني من إضفاء البسمة من جديد على شفاه كل الجزائريين بعد أن فرض نفسه على المنتخب المغربي الشقيق في مواجهة غلب عليها الطابع التكتيكي، وكان الهدف الذي سجله يبدة بمثابة القطيعة النهائية بين النتائج السلبية التي لازمت "الخضر" وأحيى حظوظ المنتخب الجزائري بشكل كبير في التصفيات التي ستكلمها كتيبة "الجنرال" بن شيخة بمعنويات مرتفعة جدا، حيث أصبح رصيدها 4 نقاط في المجموعة الرابعة. بودبوز في أول تهديد ويبدة يجسّد ولم تنتظر العناصر الوطنية الكثير حتى تدخل في صلب الموضوع حيث استفاد قلب الهجوم رفيق جبور من مخالفة على مشارف منطقة العمليات تولى تنفيذها بودبوز في (د5) لكنها ارتطمت بالحائط البشري ثم أبعدها الحارس المياغري بصعوبة إلى الركنية التي لُعبت بشكل سريع فلمست الكرة يد أحد مدافعي المنتخب المغربي، ليعلن بعدها الحكم "الموريسي" عن ركلة جزاء تولى تنفيذها يبدة بنجاح. يبدة كاد يفعلها من جديد والشماخ ينتفض وتواصلت السيطرة الجزائرية على مجريات اللقاء وكان هدف يبدة بمثابة دافع إضافي لزملائه، وفي (د16) لاعب نابولي الإيطالي يتوغل على الجهة اليمنى ويسدد بقوة بعد أن راوغ أحد المدافعين لكن كرته وصلت سهلة للحارس المياغري، لنشاهد الرد المغربي في (د22) لما استفاد الشماخ من كرة في العمق إلا أنها ذهبت إلى الحارس مبولحي الذي كان أسرع من لاعب أرسنال الإنجليزي. غزال وبودبوز يفوّتان فرصة الهدف الثاني وبعد ذلك عرف اللقاء ركودا طفيفا من الجانبين مع حذر شديد منهما، وقبل نهاية المرحلة الأولى بخمس دقائق استفاد غزال من كرة جميلة من يبدة لكنه ضيّع وجها لوجه أمام المياغري، لتصل الكرة إلى يبدة الذي لم يكن أنانيا وقدمها ل بودبوز الذي كان في وضعية حسنة إلا أنه لم يُحسن التعامل مع الكرة التي خادعته وذهبت بعيدة. تاعرابت يسيل العرق البارد ل "الخضر" ومبولحي يُنقذ الجزائر وعرف أداء المنتخب المغربي في الشوط الثاني تحسنا ملحوظا حيث قاد تاعرابت، الشماخ وبوصوفة ومن وراءهم المخضرم خرجة العديد من الهجمات التي كانت بدايتها في (د64) لما استقبل تاعرابت كرة طويلة بالصدر وسدد إلا أن كرته ذهبت بين أحضان مبولحي، وفي (د69) الخطير تاعرابت يتوغل دائما على الجهة اليسرى ويوزع ناحية الشماخ الذي ضيّع أمام العودة الموفقة ل مصباح الذي أنقذ "الخضر" من هدف محقق، وبعد ذلك سدّد بوصوفة بقوة إلا أن مبولحي أنقذ مرماه من هدف محقق وأثبت أنه حارس المنتخب الوطني الأول. جبور وتاعرابت يُنهيان مسلسل الفرص الضائعة ومع التعب الذي كان باديا على عناصر التشكيلتين لم نشاهد الكثير ماعدا توزيعة يبدة في (د76) إلا أن رأسية جبور وصلت سهلة للحارس المياغري، وتوغّل تاعرابت على الجهة اليسرى في (د77) إلا أن كرته لم تكن قوية ووصلت سهلة للحارس مبولحي الذي صد بعدها بروعة مخالفة بوصوفة بعد أن ارتقى فوق الجميع، ليعلن الحكم بعدها بدقائق نهاية اللقاء بفوز هام جدا ل "الخضر" الذين أعادوا الفرحة إلى شوارع الجزائر بعد أشهر عجاف، وكسب بذلك بن شيخة نقاطا إضافية ستمكنّه من إعادة الهدوء إلى البيت وستسمح ل "الخضر" باستئناف التصفيات في ثوب المرشح للتأهل. ======== رجل اللقاء مبولحي كان رائعا أمام الشمّاخ وخرجة حتى وإن كان كل لاعبي المنتخب الوطني قد أدّوا ما عليهم ولم يدخروا أي جهد لأن المهم كان كسب النقاط الثلاث ومشاركة المغرب، تانزانيا وإفريقيا الوسطى في الصف الأول بأربع نقاط، إلا أنّ رايس مبولحي كان رجل اللقاء بالنظر إلى أنّه أوقف كل محاولات الشمّاخ وخرجة وزملائهما خاصة في الشوط الثاني، حيث اكتسب ثقة في إمكاناته بمساندة الأنصار برغم نقص المنافسة الذي كان يعاني منه مع فريقه الروسي. حدث اللقاء الجزائر تفوز على المغرب بعد 31 سنة الحدث في هذه المواجهة المحلية كان عودة "الخضر" إلى الانتصارات أمام الأشقاء المغاربة بعد 31 سنة من آخر فوز حققه "الخضر" أمام "أسود الأطلس"، حيث انتظر الجمهور الجزائري كل هذه المدّة وبالضبط منذ سنة 1980 عندما فاز منتخبنا بهدف لصفر من تسجيل بلومي في كأس إفريقيا للأمم في نيجيريا، كما فاز "الخضر" أمام المغرب في نهائيات كأس إفريقيا للأمم سنة 1988 في المقابلة الترتيبية من أجل المركز الثالث لكن بركلات الترجيح بعد نهاية اللقاء بالتعادل (1-1). بطاقة حمراء الليزر باتجاه المياغري في (د40) البطاقة الحمراء أردنا أن نوجّهها للمناصرين الذين صوّبوا أشعة الليزر نحو وجه الحارس المغربي المياغري في لقطة تنفيذ بودبوز مخالفة في (د40) بنية التأثير عليه، وهو الأمر الذي دفع بالحكم الرئيسي إلى التوجه إلى محافظ اللقاء ليطلب منه التدخل لوقف هذا التصرف فتدخل أحد المنظمين لتوجيه نداء إلى الأنصار بمكبر الصوت للكف عن هذا التصرف الذي تمنعه "الفيفا" منعا باتا. لقطة اللقاء عنتر يحيى يطلب دعم الجمهور في (د31) بعد الصمت الذي خيّم على المدرجات بعد مرور 20 دقيقة من البداية وبداية المغاربة في شن هجماتهم التفت القائد عنتر يحيى إلى المدرجات لكي يشير بيديه إلى الجمهور ويطلب منه مواصلة تشجيعاته في تلك الأوقات الحرجة، وقد تجاوب معه الأنصار ونهضوا دفعة واحدة لمؤازرة اللاعبين ودفعهم إلى الأمام بنية الوصول إلى شباك المياغري مرة ثانية. بن شيخة: "الجزائر وشعبها الغالي كانا في حاجة إلى هذا الفوز" "قبل أن أتحدث عن الأداء ومستوى المباراة بودي أن أهدي هذا الفوز إلى كل الشعب الجزائري الذي كان في أمسّ الحاجة إلى هذا الإنتصار، شعبنا كان في أمس الحاجة إلى من يعيد له البسمة، شعبنا يستحق أن يفرح دوما لاسيما في ظل ما يحدث مؤخرا في البلدان العربية الشقيقة، إنه فوز هام لبلادنا، أما عن مجريات اللقاء فأعتقد أننا كنا مطالبين بتحقيق الفوز مهما كان الثمن، لم يكن بوسعنا البحث عن الأداء والتكتيك لأننا لم نفز منذ فترة ثم أننا لعبنا منقوصين من خدمات العديد من العناصر الأساسية في صورة بوڤرة المصاب وزياني الذي فقدته لحظات قبل انطلاق اللقاء، وحتى يحيى ضاع مني خلال المرحلة الثانية بالإضافة إلى لاعبين آخرين كانوا أساسيين ولم نستدعهم لهذه المباراة". "اللاعبون كانوا تحت ضغط شديد" "الهدف المبكر الذي وقعناه لم يخدمنا كثيرا لأنه جعل لاعبينا بطريقة غير مباشرة يتراجعون إلى الخلف من أجل الحفاظ على النتيجة، ثم أن عدم فوزهم منذ فترة طويلة جعلهم يلعبون تحت ضغط شديد أثر على مردودهم، ومع ذلك فإن المهم أنّنا فزنا والفارق صنعوه بالإرادة والشجاعة". "نحن في الريادة وبحظوظ متكافئة مع المنتخبات الأخرى" "اليوم نحن بفضل هذا الفوز في الريادة وبحظوظ متكافئة رفقة المنتخبات الأخرى، آمل أن أستفيد في الفترة المقبلة من استرجاع كافة العناصر الأساسية التي افتقدتها اليوم كثيرا، لقد عانيت من ارتفاع ضغط الدم اليوم والسكّر طاحلي لذلك سأستفيد من راحة قليلا وبعدها سيكون لي الوقت الكافي للتفكير في المرحلة المقبلة". :"لم نخيّب الجمهور العريض والفوز جاء بالقلب و الإرادة" "الحمد لله فلقد تمكنا من تحقيق هذا الفوز الذي جاء في وقته. وعلى الرغم من النتيجة التي انتهى عليها إلا أنه كانت تهمنا النقاط الثلاث أكثر من أي شيء آخر. والحمد لله لأننا لم نخيّب الجمهور العريض الذي تنقل إلى ملعب عنابة من أجل مساندتنا والوقوف إلى جانبنا إلى غاية آخر دقيقة. لا أحد يمكنه أن يخفي أن هذا الفوز جاء بالقلب والإرادة، وعلينا المواصلة على هذا النحو حتى نعزّز حظوظنا في التأهل إلى كأس إفريقيا القادمة إن شاء الله". "اللاعبون عرفوا كيف يسيرون اللقاء" "اللقاء كان صعبا للغاية من كل النواحي ومن جهتنا فقد حاولنا تقديم أحسن ما لدينا. لكن الضغط كان شديدا على اللاعبين وأشكرهم بالمناسبة على التضحيات التي قاموا بها والمردود الذي قدّموه لأنه ليس من السهل تحقيق الفوز في هذه المباراة. اللاعبون عرفوا كيف يسيّرون اللقاء وتحقيق الفوز في نهاية المطاف وعلينا المواصلة على هذا النحو ونضاعف المجهودات حتى نكون في المستوى المطلوب". ---- يبدة: "تحمّلت المسؤولية وكنت واثقا من تسجيل الركلة" "كنا ندرك من البداية أن مهمتنا لن تكون سهلة عند مواجهة المنتخب المغربي بالنظر إلى المعطيات التي سبقت اللقاء، ومن البداية وضعنا في أذهاننا ضرورة تحقيق الفوز والظفر بالنقاط الثلاث وبتسجيلنا للهدف مع البداية فإن ذلك أزاح كامل الضغط الذي كان علينا، ومن جهتي فقد تحملت المسؤولية وكنت واثقا من تسجيل ركلة الجزائر ومن البداية اخترت الجهة التي أسدد منها، وقد عرفنا كيف نحافظ على تفوّقنا إلى غاية الدقيقة الأخيرة وبالمناسبة أشكر الأنصار على مساندتهم لنا طيلة المباراة والأهم بالنسبة لنا أننا لم نخيّبهم هذه المرة، وبهذا الفوز استرجعنا كامل حظوظنا في التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم القادمة وسيزيدنا ثقة في النفس أكثر فيما تبقى من مشوار". ڤيريتس:"رأيت أشياء غريبة من الحكم، وتفاجأت لغياب زياني" "أفضل ألا أتحدث عن أخطاء الحكم لأني شاهدت أشياء غريبة منه فاجأتني كثيرا، ولا أدري ما الذي أصابه بالضبط، حضرنا مباراة عبة باغتنا فيها الجزائريون بهدف مبكر صعب مهمتنا منذ البداية، وكان من الصعب جدا علينا أن ندخل في اللقاء بعد تسجيل ركلة الجزاء، حضرنا أيضا صراعات ثنائية قوية من الجانبين، والجزائر كانت أقوى منا وفازت تقريبا بأغلبية الصراعات، في المرحلة الثانية حاولنا بفضل التغييرات أن نعود إلى أجواء المباراة، وأتيحت لنا بعض الفر لتعديل النتيجة ضيعناها للأسف الشديد، ومع ذلك أهنئ الجزائر على فوزها هذا." "الجزائر منتخب جائع للإنتصارات" " وقفت اليوم على الإرادة الكبيرة التي لعب بها المنتخب الجزائري، الذي بدا لي منتخبا جائعا للإنتصارات التي لم يتذوقها منذ فترة، لكن الحظ وقف معه لأنه فاز علينا من ركلة جزاء، دون أن أنكر أن لاعبيه كانوا أقوياء فوق الميدان وحضروا في جميع اللقطات" "لن ألوم أشبالي ولماذا غاب زياني" ليضيف قائلا:" لن ألوم أشبالي على هذه الخسارة، لأنهم قاموا بدورهم على أكمل وجه، وحاولوا التعديل في أكثر من مناسبة، لا يفوتني أن أؤكد أن غياب زياني فاجأني كثيرا، لأني وبعدما اطلعت على ورقة اللقاء وجدته ضمن التشكيلة، ولا أدري إلى حد الآن لماذا غاب؟" "الصراع في المجموعة ازداد حلاوة وشراسة أيضا" "الآن وبعدما رنا كلنا في الريادة بأربع نقاط، أعتقد أن السباق نحو التأهل سيبدأ من جديد خلال مرحلة العودة، وشخصيا أتوقع أن يكون التنافس أكثر حلاوة وشراسة، وأي منتخب سيخطئ سيضطر إلى مغادرة السباق" في الأخير سئل الرجل عن أسباب إقصائه الحمداوي من حساباته فرد غاضبا:" لا تسألوني عن الحمداوي، لأن الوقت غير مناسب". ---- جبور: "الفوز ثمين جدا ويعيدنا مجددا إلى السباق" "لم يكن اللقاء سهلا أمام منافس عنيد لكن الحمد لله أدينا مباراة في المستوى وتمكنا في نهاية المطاف من تحقيق فوز بفضل الهدف الوحيد الذي سجلناه، صراحة نحن سعداء جدا بهذا الفوز، تعرفون جيدا إننا كنا بحاجة ماسة إلى نقاط هذه المباراة وأقول أيضا إنّ هذا الفوز سيعيدنا إلى سباق التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا". مجاني: "إرادتنا كانت قوية ونستحق الفوز" "رغم أنّ اللقاء لم يكن سهلا إلا أننا قدّمنا أداء بطوليا، كنا نعرف جيدا أهمية نقاط هذه المواجهة التي أعادت لنا الأمل في التنافس على تأشيرة التأهل، الحمد لله دخلنا اللقاء بإرادة قوية وتمكنا من تسجيل هدف ثمين، ونستحق الفوز بالنقاط الثلاث، حقيقة الآن يمكن القول إننا عدنا مجدّدا إلى سباق التأهل ولا يمكن على الإطلاق أن تتصوّروا فرحتنا خاصة من أجل الجمهور الكبير الذي تنقل إلى الملعب".