كانت الأمور عادية جدا في بداية رحلة وفاق سطيف سهرة أول أمس باتجاه العاصمة البوركينابية "واقادوقو"، حيث سارت الأمور بصفة طبيعية في المطار وعند امتطاء الطائرة لكن لا أحد كان يعلم بأن يواجه السطايفية مفاجأة مدوية في الجو بعد مدة قصيرة من إقلاع الطائرة. حمّار وقمبور كانا في التوديع وقبل إقلاع طائرة الوفاق كانت الأمور تسير بصفة أكثر من عادية، وهو ما يعكسه تواجد الرئيس حسان حمّار وقمبور إلى جانب اللاعبين، أين كانا في التوديع بعد الوقوف على السير الحسن لكافة الإجراءات على مستوى مطار هواري بومدين. حمّار تحدث مع ديلاكاسا لربع ساعة وأمام الظروف الطبيعية التي سارت عليها الأمور في مطار هواري بومدين، كان تفكير الجميع في مواجهة "أسفا أنيقا"، حتى أن حمّار تحدث مع المدرب ديلاكاسا لحوالي ربع ساعة، ويكون محور الحديث من دون شك قد دار حول المواجهة وغيرها من الأمور المتعلقة بالتشكيلة. التاسعة ليلا.. الطائرة تقلع وسط أجواء عادية وبعد إتمام الإجراءات اللازمة على مستوى مطار هواري بومدين وتوديع التشكيلة من طرف حمّار، أقلعت طائرة الخطوط الجوية الجزائرية بتأخر نسبي في حدود الساعة التاسعة ليلا، وكان تفكير وتركيز الجميع على موعد الوصول إلى "واقادوقو" والمهمة التي تنتظر الفريق لأن الأجواء كانت عادية جدا ومثل الرحلات السابقة. اللاعبون يتعشون والخبر يصل وبعد دقائق من إقلاع طائرة الخطوط الجوية الجزائرية من مطار هواري بومدين، تواصلت الأجواء العادية وشرع مضيفو الطائرة في تقديم وجبة العشاء للاعبين، وفي تلك الأثناء وصل خبر غلق مطار "واقادوقو". رحو أول من سمع بالخبر وكان أول من سمع بخبر غلق مطار العاصمة البوركينابية "واقادوقو" اللاعب المخضرم رحو سليمان الذي كان في تلك الأثناء مع قائد الطائرة في غرفة القيادة، وكان ذلك في حدود الساعة التاسعة ونصف ليلا، ومباشرة بعد سماعه بالخبر سارع رحو إلى إعلام بقية زملائه. اللاعبون "حطوها" كذبة أفريل وبعد أن أعلم رحو بقية زملائه بالخبر، استقبل اللاعبون الأمر بعدم جدية وظنوا أن الأمر يتعلق بكذبة أفريل مادام أننا في نهاية شهر مارس، وكان الاعتقاد الأولي السائد هو أن رحو يمزح مثلما اعتاد على ذلك، وهو ما جعل اللاعبين غير مصدقين. بعدها بدقيقتين قائد الطائرة يعلن الخبر عبر مكبر الصوت وبقي اللاعبون غير مصدقين لما قاله لهم رحو، إلى غاية إعلامهم من طرف قائد الطائرة دقيقتين بعد رحو بالخبر عبر مكبر الصوت، مؤكدا أن برج مطار هواري بومدين أعلم طاقم الطائرة بغلق مطار "واقادوقو". اللاعبون "مافهمو والو" وأصيبوا بالاضطراب وبعد تصديقهم الأمر بقي اللاعبون يحاولون استيعاب الفكرة لأنهم لم يفهموا ما كان يحدث بالضبط بسبب عدم تلقيهم توضيحات كافية حول أسباب إلغاء الرحلة، وهو ما جعل العديد من عناصر التشكيلة يصابون بالاضطراب والقلق أمام هذه الوضعية. الطائرة عادت من السماء وهبطت في المطار على 22:40 وأمام المعطيات والتعليمات التي تحصل عليها طاقم الطائرة، قام الربان بتحويل الطائرة بعد 50 دقيقة من التحليق والعودة مباشرة صوب مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائر والذي كان الوصول إليه في حدود الساعة العاشرة و40 دقيقة ليلا، حيث استغرق الذهاب والإياب 100 دقيقة إجمالا. اللاعبون قالو تعشينا في السماء وعدنا ورغم هذه الوضعية غير المتوقعة إلا أن ذلك لم يمنع من وجود مواقف طريفة، حيث علق اللاعبون على التحليق في الجو لمدة 50 دقيقة ثم العودة في المدة نفسها إلى مطار هواري بومدين بأنهم ذهبوا فقط ليتعشوا في المساء ثم يعودون إلى الأرض. وأكدوا أن حمّار "فاقلها" مسبقا كما أشار اللاعبون في تعليقاتهم الساخرة على الموقف الذي واجهوه إلى عدم تنقل حمّار مع الوفد، واعتبروا أن الرئيس السطايفي "فاقلها" مسبقا ورفض التنقل إلى بوركينافاسو لشعوره بأن الأجواء غير آمنة هناك ولو أن هذا الكلام من باب التعليقات المضحكة وفقط. طراوري اتصل بأهله مباشرة بعد هبوط الطائرة وكان أول شيء قام بها الوفد السطايفي عند نزوله إلى مطار هواري بومدين من جديد، هو اتصال اللاعب البوركينابي طراوري كو بأهله في بوركينافاسو بإلحاح من اللاعبين حتى يتقصى الوضع هناك. "ماجاب حتى خبر" لكن أهله أكدوا له سوء الأوضاع ولم يغير الاتصال الذي جمع طراوري بعائلته الشيء الكثير، لأنه لم يتحصل على أية معلومة بخصوص الحركة الجوية ببوركينافاسو، وكل ما أكده أفراد عائلة طراوري هو أن الوضع في بوركينافاسو ليس على ما يرام وفقط. كان أكثر المتأثرين بإلغاء الرحلة ويبدو أن طراوري لم يعجبه إلغاء الرحلة، حيث بدا متأثرا بعدما كان سعيدا بعودته إلى بوركينافاسو مع الوفاق ورؤية أفراد عائلته، وقد بقي طراوري يسأل باستمرار عن مصير رحلة الوفاق إلى بوركينافاسو طيلة فترة تواجد الوفد في المطار. جرودي اتصل برجراج وعلم بوجود حضر من التاسعة إلى الخامسة صباحا وبما أن الوفاق أرسل مسبقا موفدين إلى العاصمة البوركينابية، فقد اتصل جرودي مباشرة بعد الوصول إلى مطار هواري بومدين بالأمين العام رشيد رجراج المتواجد في "واقادوقو" منذ الإثنين رفقة بورحلة وعلم الوفد السطايفي من خلال هذه المكالمة أن هناك حضرا للتجوال من التاسعة ليلا إلى الخامسة صباحا في العاصمة "واقادوقو". رجراج أكد أن مسؤولين من وزارة الشباب والرياضة البوركينابية كانوا في الانتظار كما أكد الأمين العام للوفاق رشيد رجراج من العاصمة البوركينابية أن ممثلين عن وزارة الشباب والرياضة البوركينابية كانوا في انتظار الوفد السطايفي على مستوى مطار "واقادوقو" لتسهيل مهمة الوفاق في الهبوط على أرضية المطار وتسهيل الإجراءات رغم الحضر الجوي المفروض، وبالتالي قال رجراج كان من المفترض على الوفد السطايفي أن يواصل رحلته بشكل عاد. الوفاق استفاد من إلغاء الختم في مطار هواري بومدين وبعد إلغاء رحلة واقادوقو في الجو والعودة إلى العاصمة، فقد قامت مصالح مطار هواري بومدين بإلغاء الختم الموجود على جوازات سفر اللاعبين والمتعلق بتاريخ الخروج والدخول الدوليين حتى لا يجد الوفد السطايفي مشكلة في حال السفر مجددا إلى بوركينافاسو. الطائرة كانت تضم وفد الوفاق و11 مسافرا آخر وبالعودة إلى الطائرة التي عادت من الجو بعد 100 دقيقة من التحليق، فقد فكانت تضم إلى جانب الوفد السطايفي 11 مناصرا آخر، منهم 3 جزائريين و4 بوركينابيين كانوا متوجهين إلى "واقادوقو" إضافة صحفيي "الهداف" وطاقم الطائرة بطبيعة الحال. ساعتان في المطار وسط القلق والاضطراب وبالنسبة للوفد السطايفي الذي عاد إلى مطار هواري بومدين، فقد بقي لمدة ساعتين كاملتين في المطار ينتظر المستجدات والقرار الرسمي وسط اضطراب وقلق لدى الجميع في ظل غياب المعلومات اللازمة حول ما يجب القيام به. نشرة "TV 5 " أكدت محاولة انقلاب فاشلة في بوركينافاسو وفي الوقت الذي كانت الحيرة تسيطر على جميع أعضاء الوفد السطايفي في مطار هواري بومدين، وصلت معلومات تفيد بأن حالة الاضطراب التي تعرفها العاصمة البوركينابية سببها محاولة انقلاب فاشلة للاستيلاء على السلطة، وهو ما كشفته النشرة الإخبارية للقناة الفرنسية "TV 5 " عن طريق مراسلها من "واقادوقو". ديلاكاسا أصيب بالقلق وفضل عدم المغامرة وكان المدرب ديلاكاسا من أكثر أعضاء الوفد السطايفي قلقا واضطرابا، حيث كان متخوفا نوعا ما باعتبار أنها المرة الأولى التي سيسافر فيها إلى أدغال إفريقيا، حتى أنه فضل عدم السفر والمغامرة خصوصا في ظل الأخبار التي تفيد بوجود محاولة انقلاب في "واقادوقو". مسؤولو الخطوط الجوية الجزائرية أكدوا تلقيهم "تيلكس" يفيد بغلق المجال الجوي في بوركينافاسو إلى 2 أفريل ومن جهتهم فقد أكد مسؤولو الخطوط الجوية الجزائرية تلقيهم "تيلكس" من العاصمة واقادوقو يفيد بغلق المجال الجوي لبوركينافاسو إلى غاية 2 أفريل، وهو ما جعلهم يقررون إلغاء الرحلة. اللاعبون أرادوا العودة إلى سطيف وديلاكاسا فكر في حصة على السادسة وكادت الأمور تعود إلى نقطة الصفر تماما، في ظل رغبة اللاعبين في العودة إلى سطيف، خاصة بعد أن فكر المدرب ديلاكاسا في إجراء حصة تدريبية في سطيف على السادسة من مساء أمس تحسبا للعب أمام شبيبة بجاية غدا. حمّار وسرار طلبا نقلهم إلى "الهيلتون" ومن جهتهما فإن سرار وحمّار رفضا التصرف بمحض إرادتهما، وفضلا تحول الوفد السطايفي إلى فندق "الهيلتون" بدل فندق أدغيغ الذي كانت تنوي الخطوط الجوية الجزائرية تخصيصه لهم إلى غاية إيجاد حل رسمي. جرودي احتفظ ب" تيلكس" الخطوط الجوية وعمل مسؤولو الوفاق على تفادي كل المفاجآت غير السارة، ومن ذلك قيام السكريتر رشيد جرودي بجلب "التيلكس" الذي وصل الخطوط الجوية الجزائرية من بوركينافاسو ليستعمله الوفاق في الإجراءات المقبلة. منتصف الليل ونصف...الوفد يتوجه إلى "الهيلتون" وبعد 100 دقيقة في الجو وساعتين في مطار هواري بومدين، تأكد الجميع أن لا جديد سيحصل في تلك الأثناء، وهو ما جعل أعضاء الوفد السطايفي يتوجهون بصفة جماعية إلى فندق "الهيلتون" لقضاء الليلة هناك قبل التفكير في ما يجب فعله. سيناريو غير متوقع، مضحك ومقلق والأكيد أن السناريو الذي عاشه اللاعبون سهرة أول أمس لم يكن أحد يتوقعه، لكنه حدث فعلا ولم يكن سمكة أفريل وبقدر ما كان هذا السيناريو مقلقا فقد كان مضحكا أيضا بتعليقات اللاعبين. =========================== رجراج استنجد بسفارة الجزائر في "واقادوقو" إضافة إلى الإجراءات التي كانت تقوم بها إدارة الوفاق في الجزائر لضمان التعامل جيدا مع إلغاء سفرية "واقادوقو"، فقد كان الأمين العام رشيد رجراج المتواجد في بوركينفاسو ينسق مع السفارة الجزائرية هناك حول كل كبيرة وصغيرة لضمان عدم ضياع المواجهة وخسارة الوفاق على البساط بسبب الغياب. لاعبو العاصمة طلبوا التنقل إلى ديارهم استغل اللاعبون العاصميون تواجد وفد الوفاق في العاصمة سهرة أول أمس بعد إلغاء رحلة واقادوقو ليطلبوا من المسيرين السماح لهم بالتنقل لقضاء الليلة في بيوتهم، فيما قضى بقضية أعضاء الوفد الليلة في فندق "الهيلتون". ديس تنقل إلى البليدة وسمحت إدارة الوفاق للاعبي العاصمة بالتنقل إلى بيوتهم لقضاء ليلة الأربعاء إلى الخميس فقط، كما سمحت للمدافع المحوري سماعين ديس بالتنقل إلى البليدة لزيارة عائلته وقضاء الليلة هناك مادام هو أيضا قريبا من العاصمة. حشود لم ينل الموافقة للتنقل إلى العطاف من جهته كان حشود يريد الاستفادة أيضا من ترخيص إدارة الوفاق للتنقل إلى مدينة العطاف ليطمئن على والدته المريضة، لكن طلبه قوبل بالرفض، وقد اتصل بها هاتفيا واطمأن على حالتها. ===================== شاوشي ولموشية كانا مطلوبين بكثرة كما جرت عليه العادة عندما يكون الوفاق متواجدا في مطار هواري بومدين، فقد كان التهافت على اللاعبين كبيرا من طرف عمال المطار وبقية المسافرين، وكان لموشية وشاوشي الأكثر طلبا عند الأنصار للحصول على صور تذكارية وأوتوغرافات. جاليت كان في أكثر أيام حياته تعبا إذا كان كل أعضاء الوفد السطايفي قد أصيبوا بالتعب جراء الاضطرابات التي عرفتها رحلة واقادوقو التي كانت مقررة سهرة الأربعاء، فإن جاليت كان اللاعب الأكثر تعرضا للتعب وهذا بحكم تنقله على الساعة الثانية من فجر الأربعاء من بشار إلى العاصمة وعدم استفادته من فترة كافية للنوم، زيادة على اضطرابات الرحلة والفترة الطويلة التي بقيها في مطار هواري بومدين رفقة اللاعبين، وهو ما جعل يوم الأربعاء أكثر أيام حياة جاليت تعبا. ========================= من المواقف الطريفة في السفرية الملغاة... اللاعبون أكدوا أن "الكوستيمات" كانت نحسا رغم القلق والاضطراب الذي كان باديا على أعضاء الوفد السطايفي، إلا أن الوضعية لم تخل من المواقف الطريفة على غرار التعليقات التي أكد فيها اللاعبون أن الألبسة الرسمية التي تنقلوا بها كانت نحسا، لأن الوفاق في سفرياته الخارجية السابقة باللباس الرياضي كانت أموره تسير بصفة حسنة وعادية. شرطة الحدود تساءلت إن كان أحد حراس الوفاق لم يؤد الخدمة الوطنية وفي موقف طريف آخر تساءل رجال شرطة الحدود لدى شاوشي عند سبب العودة مجددا إلى مطار هواري بومدين خاصة أن حراس الوفاق أدوا الخدمة الوطنية ولم يكن هناك حارس سطايفي موقوف مثلما حدث من قبل عندما تم توقيف عبدوني، سليماني وليمان بسبب مشكل الخدمة الوطنية. الأنصار أيضا اعتقدوا أنها سمكة أفريل وحتى أنصار الوفاق كان موقفهم طريفا، فبعد أن نام الجميع سهرة الأربعاء وفي علمهم أنهم سيستيقظون في اليوم الموالي ليجدوا الوفاق وصل إلى "واقادوقو"، تفاجأوا صبيحة أمس بإلغاء الرحلة، وهو ما ظنه الجميع سمكة أفريل قبل أن يتأكدوا مثلما حدث مع اللاعبين عند تليقهم الخبر أول مرة.