رحلة وفاق السطيف من العاصمة الجزائرية إلى المصرية القاهرة مساء أول أمس كانت مبنية للمجهول، لا أحد يعرف ماذا يخبّئ ميناء القاهرة الجوي للاعبين، في وقت كانت الإدارة في بداية الأمر تفكر في خسارة مبلغ مالي كبير مقابل تغيير المخطط، والذهاب عبر أوروبا تفاديا لما يمكن أن يحدث، ولكن الأمور من حسن الحظ سارت في إطار ودي للغاية بمجرد الوصول إلى العاصمة المصرية، وسجل السطايفية بإرتياح شديد التعامل المحترم للمصريين معهم، حيث لم يسمعوا ولو كلمة سوء، حتى أن شاوشي كان نجمًا. الإنطلاق وسط أجواء ضبابية والإرتجاجات أحدثت الرعب انطلقت الرحلة من العاصمة في ظروف عادية للغاية، دون أن نسجل أي شيء مميّز، ما عدا حالة الطقس حيث أقلعت الطائرة وسط أجواء من الغيوم، وبالإرتفاع قليلا بدأ الضباب يتشكل، وهو الأمر الذي أحدث ارتجاجات كثيرة وهو أمر عادٍ عندما يكون الضباب كثيفا في السماء، لكن بعض اللاعبين خافوا كثيرا، خاصة من الذين لا يحبون ركوب الطائرة على غرار بلقايد الذي صار يصيح. بلقايد خاف وشاوشي مازحه:“هكذا تديرنا الخلعة” وعند حدوث أي ارتجاجات هوائية نتيجة الضغط الجوي، كان الجميع يلتفت إلى بلقايد من أجل مشاهدة تقاسيم وجهه المتغيرة، وهو ما جعل شاوشي يضحك كثيرا، هذا الأخير قال للاعب السابق لشبيبة القبائل أمام الجميع: “عندما تخاف بهذا الشكل، فإنك سترعبنا نحن أيضا، حتى أننا نحس وكأن الطائرة ستسقط”، شاوشي كان يمزح مع زميله فقط الذي كان من دون شك ينتظر فقط متى تصل الطائرة وينتهي مسلسل الرعب الذي عاشه. بلقايد ل شاوشي:“أنت فرعون ما خلعكش” وبمجرد أن عادت الأمور إلى هدوئها حتى تحرّر بلقايد أكثر وتوجه بالكلام إلى شاوشي قائلا له: “هل تتكلم حقيقة أم تمزح”، ليضيف قائلا له: “أنت لم يرعبك فرعون (في إشارة إلى المصريين في مقابلة أم درمان) حتى تخاف من طائرة” وهو ما أضحك الجميع، في الوقت الذي لم ينم فيه الأغلبية وانشغلوا بتبادل أطراف الحديث، وقراءة الصحف الوطنية وما كتبته من تعليقات عن قائمة ال 25 التي أعلنها المدرب سعدان. الجميع كان يتحدّث عن رفض زياية المنتخب نصيب كبير من حديث الجميع، كان عن رفض زياية دعوة المنتخب الوطني، بالإضافة إلى تصريحات المدرب سعدان التي وضعته في ورطة خاصة لمّا قال أنه “ما يعرفش صلاحو”، حيث كان الجميع يتحدث عن زميلهم السابق، بإعتبار أن زياية لم يغادر الوفاق إلا شهر فيفري الماضي وجميع اللاعبين يعرفونه، حيث حلّل الكل موقفه والسبب الذي تركه يقوم برفض الدعوة إلى درجة أنه تحوّل في المدة الأخيرة إلى مصدر حديث الملايين في الشوارع الجزائرية. اللاعبون إنقسموا بين مؤيد ورافض لما أقدم عليه وقد انقسم اللاعبون بين مؤيد ورافض لما أقدم عليه، بعض اللاعبين دون أن نشير إليهم بالأسماء أكّدوا أنه “عندو حق” لأنه لم يحصل على فرصته مع سعدان، كما أن هذا الأخير في أنغولا مثلما حكى زياية لزملائه لم يكن حتى يسميه باسمه في وقت أنه يعرفه قبل الجميع، مؤكّدين أنه كان سيبقى على مقاعد الاحتياط في أحسن الحالات، لهذا فهم زياية “الفيلم” مسبقا، في حين البعض الآخر رفض ذلك لأن الأمر يتعلّق بمنتخب وطني و“علام”، كما أن هذا ما سيحسب على اللاعب طيلة مسيرته الكروية، لأن الجمهور لا يجد المبرّرات في مثل هذه المواقف. بوعزة بقي يتحدث عن روعة الطريق السيار شرق - غرب من جهته بوعزة كان في بحر آخر، لأنه كان مندهشا لروعة الطريق الجديد السيار شرق غرب الذي افتتح مؤخرا شطر وهران – العاصمة الذي أتي منه صبيحة أول أمس، حيث أكد أنه في الطريق “هات ما عندك”، ما جعله يقضي ساعتين فقط و40 دقيقة وهو رقم قياسي للغاية، سيجعل مستقبلا المسافة من وهران إلى قسنطينة لا تزيد عن 6 ساعات، في وقت كانت تصل في وقت مضى إلى أكثر من 11 ساعة. الوصول إلى مصر كان في حدود السادسة والربع مساء وما عدا خوف بلقايد من الارتجاجات والحديث الطويل والعريض عن قضية زياية، فضلا عن نوم بعض اللاعبين الذين تعبوا من وتيرة المباريات الأخيرة وعدم حصولهم على الراحة اللازمة، كان الوصول إلى مصر في حدود الساعة السادسة والربع أي الرابعة والربع بتوقيت الجزائر، في ظروف عادية للغاية، وسط إصرار الجميع على ترقب ما يخبّئه المطار، البعض كان يتخيل أن نزول السطايفية سيحدث حالة استنفار قصوى لكن الدقائق اللاحقة أجابت عن كل شيء. الهبوط كان رائعًا والجميع بقي بانتظار ما تُخبّئه الدقائق اللاحقة وقبل الحديث عن ذلك، فإن هبوط الطائرة إلى ميناء القاهرة الجوي كان رائعا، ولم يحس اللاعبون بشيء حتى أن بعضهم اعتقدوا أن عجلاتها لم تلمس الأرض، قبل أن تتوقف سرعتها ثم يتوقف محركها عن الدوران، مباشرة بعد ذلك نزل الجميع، حيث كانت البداية بهدوء كبير في الخارج، ثم رافق دخول اللاعبين موجة من الأنظار بإعتبار أن منظرهم ولو من دون بذلة موحدة (تفاديا لأي ملاحظات) يوحي أنهم فريق رياضي. شاوشي: “ضرك نهوّلها ب وان، تو، ثري... فيفا لالجري” أنظار اللاعبين كانت مصوّبة إلى زميلهم شاوشي لأنه تقريبا كان له الدور الكبير في حرمان المصريين من التأهل بتألقه في مباراة أم درمان، هذا الأخير قال ونبرة كلامه توحي أنه جدي في ما يقول: “رايح نهولها بوان، تو، ثري.. فيفا لالجيري”، قبل أن يضحك جميع زملائه بعد أن أدركوا أنه يمزح، لأن ترديد هذه العبارة التي رافقت التأهل الرائع وإنجازات الكرة الجزائرية كان من شأنه أن يصاحب بثورة عارمة دون شك. زكري:“لا أريد أن أرجم بالحجارة” زكري الذي استلطف ما كان يقوله شاوشي ضحك كثيرا، وأكد له أنه غير مستعد أن يصاب بالحجارة: “لقد أصيب 3 لاعبين “فيها بركة” قال المدرب السطايفي مازحا، فيما كان لموشية قد تذكّر ما تعرض له بمجرد الوصول وفي حديث له مع “الهدّاف” قال أنه استرجع عبور لاعبي المنتخب الوطني من هذا المطار، لكن كان ذلك من الجهة المقابلة، لكنه في الوقت نفسه لم يشأ من جديد أن يتذكر ما وقع لحظات بعد الوصول من إعتداءت طالته هو شخصيا. “المصرية للطيران” رفضت خروجهم من المطار وقد رفض أعوان المصرية للطيران أن يغادر وفد الوفاق المطار، بإعتبار أن الرحلة الموالية إلى تنزانيا كانت على بعد ساعات فقط، وبالإضافة إلى ضيق الوقت وخوفا من تضييع البعض الرحلة بسبب الإزدحام الذي تعرفه طرقات القاهرة، فيما السبب الثاني وهو المهم فقد كان الخوف على اللاعبين لأن الأمور غير مضمونة تماما في القاهرة. تونسي استغرب تواجدهم وذهل حين رأى شاوشي وقد تصادف وجود الوفد السطايفي في المطار مع مرور تونسي هناك، حيث سأل عن هوية هؤلاء اللاعبين قبل أن يعلم أن الأمر يتعلق بفريق جزائري وهو ما جعله يستغرب، وقد سأل إن لم يكن اللاعبون خائفين على حياتهم بتواجدهم في بلد صار بين قوسين عدوا، والأدهى من ذلك أن رفقاء دلهوم زادوا من استغرابه لما قدموا له شاوشي قائلين له: “وأكثر من كل ذلك معنا الحارس شاوشي” حيث تجاذب معه أطراف الحديث وتمنى له التألق في المونديال. أجواء هادئة وصور بالجملة في المطار وقد كانت الأجواء رائعة في القاهرة، رغم عدم الخروج من الميناء الجوي، وسار كل شيء بطريقة هادئة، المصريون تحلوا بلباقة كبيرة وحتى لما عرفوا أن شاوشي متواجد ضمن التعداد تعجبوا فقط في البداية، وبدأوا في التحقق من هويته من خلال الإقتراب منه، وفضلا عن هذا التقطوا معه عشرات الصور، دون أن يضايق ذلك حارسنا الدولي الذي كان فخورا جدا بالشعبية التي يمتلكها حتى في مصر. حمّار إقتنى “ساندويتشات” لكل أعضاء الوفد وعلى الرغم من أن حمّار تنقل في آخر لحظة وترأس الوفد بعد مجهودات كبيرة وإثر إلغاء تذكرة أحد الركاب، إلا أن هذا الأخير لم يتوان كعادته في التكفل بكل ما ينقص، حيث أقدم على اشتراء كمية هائلة من “الساندويتشات” ووزعها على الجميع، ساعات بعد الوصول إثر إحساس اللاعبين بالجوع على إعتبار أنهم لم يتناولوا شيئا منذ ساعات، وهو الأمر الذي يبقى من عادات حمّار. عمال المطار لم يصدّقوا تواجد شاوشي وبقوا يتحقّقون وبمرور الساعات انتشر خبر تواجد شاوشي في المطار كالبرق، وهو ما جعل عمال الشبابيك يتركون أماكنهم ويتوجهون نحو حارسنا، في البداية هناك منهم حتى من سأله: “هل فعلا أنت هو فوزي الشاوشي (كما يطلقون عليه)؟“، قبل أن يتأكدوا من ذلك، حيث التقطوا معه العديد من الصور، وكان بالتأكيد شاوشي هو بطل هذه الرحلة دون منازع، على أمل أن يكون كذلك في زامبيا أيضا. اللاعبون تجوّلوا في “الفري شوب” بعد أن أحسّوا بالأمان إحساس اللاعبين بالأمان جعلهم يتجوّلون كما يحلو لهم دون أن يطلب منهم أحد الإلتزام، حيث تجولوا في “الفري شوب” وبعض المحلات ومنهم من اقتنى هدايا تذكارية، وبعض الأغراض الخاصة، ومنهم من اكتفى بالتجوال فقط، الأمور كانت عادية وهو ما أصر اللاعبون على التأكيد أنه أعجبهم كثيرا خاصة أنهم وطيلة فترة بقائهم في القاهرة لم يسمعوا ولو كلمة واحدة خارجة عن النص، عكس ما تصوروه، وهو ما أدهش شاوشي أيضا (أنظر الحوار الذي أجريناه معه). بطاقات الركوب سُلّمت بسرعة كبيرة بطاقات الركوب إلى زامبيا سلمت بسرعة كبيرة إلى درجة أنه بمجرد وصول اللاعبين إلى القاهرة حتى تحصّل عليها الأمين العام جرودي، وهو ما خفّف كثيرًا من مشاكل الإجراءات التي كانت سريعة للغاية، وحتى طبع الجوازت من طرف شرطة الحدود المصرية عند الوصول كان جد سريع وكأن الأمر يتعلق ببلد تربطه علاقات رائعة بالجزائر على الأقل خلال هذه الفترة. التحفّظ الوحيد هو غياب كلي لأعوان السفارة التحفظ الوحيد بخصوص فترة البقاء في مصر، هو أن السطايفية لم يجدوا أحدا في انتظارهم وكانوا مثل اليتامى في وقت أنهم كانوا في رحلة المجهول، السبب أن السفارة لم ترسل أحدا رغم أنها كانت تعلم تواجد وفد جزائري في هذا الوقت، والوفاق كان قد راسلها بفاكس رسمي إلى المقر، وهو ما تسبب في خيبة أمل ولو أنه لم يحدث شيء من حسن الحظ، وهذا هو المهم بالنسبة للجميع. ------------------------------------------------- الوفاق تفادى اللباس الموحد قرّر مسؤولو الوفاق الحاضرون في سفرية زامبيا خلال فترة مكوث الوفد في مصر تفادي اللباس الموحد الذي يحمل ألوان الوفاق، من أجل عدم لفت الانتباه، ولو أن الأمور لم تخرج عن الإطار الودي خلال فترة بقاء السطايفية في مطار القاهرة الدولي، بما أنه لم تبدر من المصريين أي تصرفات سلبية حتى مع شاوشي. ... والراحة جعلتهم “يدوّروها ڤوانش” منع السطايفية من الخروج من مطار القاهرة الدولي، وكذا الراحة التي وجدوها بعيدا عن الإستفزازت والتصرفات السلبية التي كانوا يترقبونها، جعلت البعض يلعب “لا ڤوانش” الذي شارك فيه رئيس المجلس الولائي لميلة صدّيقي حسين المعروف باسم “الرايس”، بالإضافة إلى بوعزة، الحكم بورحلة، الطبيب كاري والأمين العام جرودي، وهو ما يعكس أن الأجواء كانت غاية في الهدوء. حيماني تنقل إلى زامبيا مزكومًا كانت الحالة الصحية لأغلب اللاعبين الذين تنقلوا إلى زامبيا ممتازة بعيدا عن الإصابات، ولكن التحفظ الوحيد كان بشأن نبيل حيماني الذي يعاني من زكام، وقد تحدثنا إليه وأكد أن الأمر غير مقلق مشيرا إلى أن ذلك لن يمنعه من المشاركة ورد دين الأنصار بعد أن كان تسبب في تضييع ركلة جزاء ردتها العارضة الأفقية. ----------------------------------- شاوشي: “الإستقبال في مصر أدهشني وسأودّع الوفاق بتأهل” ما هو شعورك وأنت متواجد في مصر؟ الأمر عادٍ للغاية، لا أملك أي إحساس، وقد تملكتني رغبة عند الوصول إلى المطار قبل قليل (الحوار أجري مساء أول أمس) في أن أهتف “وان، تو، ثري.. فيفا لالجيري” (يضحك) لولا أن المدرب منعني من ذلك، على كل حال الأمور حتى الآن تسير بطريقة عادية للغاية، وهم مسالمون ولم نصادف أي تصرف سلبي. هذا ما فاجأك. انتظرت على الأقل أن نسمع كلمة طائشة أو استفزازا، لكن ذلك لم يحصل والحمد لله، وشخصيا التقط الكثير من المصريين صورا تذكارية معي، وهذا ما أسعدني وفاجأني في الوقت نفسه، ولو أن المصريين بعد مرور 6 أشهر عن خسارتهم تأشيرة المونديال، نسوا الموضوع واقتنعوا أن ما ضاع لن يسترجع، والعلاقات في اعتقادي عاجلا أم آجلا ستصبح عادية بين الشعبين . هل كنت خائفا من التنقل عبر مصر؟ لا أبدا، ولماذا أخاف؟ لا يوجد أي داع لذلك، والدليل أن الأمور سارت على أكمل وجه والحمد لله. نعود إلى مقابلة الحراش، ماذا حصل لكم بالتحديد؟ المباراة كانت صعبة، وما زاد صعوبتها الهدف المفاجئ الذي تلقيناه من البداية، حاولنا العودة وتحقق لنا ذلك في الشوط الثاني، رمينا بكل ثقلنا لكن الأمور لم تسر مثلما كنا نتمنى ونحن نتأسف لأننا كنا قادرين على تقليص الفارق عن الرائد مولودية الجزائر، لقد لعبنا ونحن نعرف أنه تعادل، هذا ربما ما فرض نوعا من الضغط علينا وتركنا نعجز عن الفوز، مرة أخرى أتأسف كثيرا. ودّعت ملعب 8 ماي بتعادل، ما قولك؟ هذا ما يحز في نفسي، لكن على الجمهور أن يطمئن إذا كنت قد ودّعته بتعادل مخيّب فإنني سأودّعه بتأهل والتحق بالمنتخب الوطني مرتاح البال، خاصة أن الوصول إلى دور المجموعات والحصول على لقب كأس الجمهورية سيجعل موسمنا ناجحا. والبطولة. الأمور صعبة حتى الآن، لكن زملائي بما أنني سأكون غائبا لن يضعوا أيديهم، وسيلعبون إلى آخر جولة، وكل شيء ممكن في كرة القدم، حسابيا كل شيء قائم ولا شيء حسم، لهذا لن نتخلى عن البطولة، مادمت هناك إحتمالات وحسابات يجب أن نؤمن بأنفسنا، لأنه حتى منافسنا على البطولة لم يضمن شيئا ولا زالت أمامه مقابلات صعبة، وإضافة إلى ذلك يجب أن نضمن حسابيا ورسميا المرتبة الثانية في أسوأ الحالات وهو رهان بعض الفرق الأخرى. كيف ترى مهمتكم في زامبيا؟ صعبة للغاية، ولكن لا ننسى أن المنافس مطالب بتسجيل ثنائية للتأهل، مقابلة الذهاب كانت صعبة للغاية، قدمنا مردودا جيدا لكن الحظ لم يكن إلى جانبنا وعانينا كثيرا من سوء الحظ، لن نلوم حيماني على ركلة الجزاء التي ضاعت منه، لأن أي لاعب كان قادرا على فعل الشيء نفسه، ولكن بالمقابل علينا أن نضع اليد في اليد ونفعل المستحيل من أجل التأهل. هل تعد به. بإذن الله سألتحق بالمنتخب الوطني بعد أن أحصل على تأشيرة التأهل. ---------------------------------- السطايفية وصلوا لوزاكا بعد 30 ساعة ويواجهون مشاكل وعراقيل كبيرة من زاناكو “أوووف”...... إنتهت في الساعة الثانية بعد ظهر أمس بالتوقيت الجزائري، والساعة الثالثة زوالا بالتوقيت الزامبي واحدة من أطول الرحلات في مشوار الوفاق السطايفي، طالما أن انطلاقتها كانت صبيحة الأربعاء من مطار سطيف في الساعة الثامنة، قضت بعدها العناصر السطايفية أكثر من 30 ساعة بين تغيير الطائرات والمطارات. بعد “أديسا أبيبا”، كانت هراري محطة أخرى للتوقف وإذا كانت عناصر الوفاق عندما انطلقت صبيحة أمس في الساعة التاسعة ونصف من مطار أديسا بيبا تظن أن الوجهة ستكون لوزاكا، فقد فوجئت بوجود محطة أخرى لم تكن في الحسبان، لأن رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية تتوقف في مطار العاصمة الزيمبابوية هراري أولا، وهو ما زاد من قلق اللاعبين. 4 عواصم إفريقية قبل زامبيا وكان التوقف في مطار هراري في الساعة الواحدة بالتوقيت الزامبي، ولكن هذه المرة بقيت عناصر الوفد السطايفي في الطائرة دون النزول في المطار، ودامت المدة 45 دقيقة، قبل أن تنطلق الطائرة من جديد في الساعة الثانية بالتوقيت الزيمبابوي، وكان الحلقة الأخيرة من رحلة لم يسبق للعناصر السطايفية أن كانت لهم محطات مثلها، لأن الأمر استلزم الانطلاق من سطيف والمرور ب4 عواصم إفريقية كاملة (الجزائر، القاهرة، أديس أبيبا، هراري)، ليكون الوصول إلى لوزاكا، وبالتالي استلزم الأمر بالسطايفية أن “يحوسو“ القارة السمراء للوصول إلى زامبيا. سفارة الجزائر في هراري كانت في الإستقبال مع جزائريين وليبي ومباشرة بعد الوصول إلى مطار العاصمة الزامبية في حدود الساعة الثالثة من عصر أمس، كان موفد سفارة الجزائر في العاصمة زيمبابوي في انتظار وفد الوفاق، وإلى جانبه جزائريان مقيمان في زامبيا، وليبي أيضا مقيم في زامبيا. الأمور سارت جيّدة في البداية والدخول من الصالون الشرفي وقد سارت الأمور في البداية بصفة أكثر من رائعة، بحيث تم جمع الجوازات من كل أعضاء الوفد السطايفي دفعة واحدة من أجل الختم، كما تم إدخال عناصر الوفد السطايفي من الصالون الشرفي للمطار، في بداية كانت توحي للسطايفية بأن الأجواء ستكون أكثر من رائعة. الصحافة حاضرة وحتى “بي. بي. سي” وكانت الصحافة الزامبية حاضرة بقوة في البداية من أجل الوقوف على وصول الوفد السطايفي، وحتى قناة “بي. بي. سي“ العالمية كانت حاضرة وقامت بإجراء حوار مع المدرب المساعد خير الدين مضوي الذي تحدث بالإنجليزية عن مواجهة السبت. بداية المشاكل بعد وصول الكرات والوفاق ليس له ما يتدرب به وإنقلبت الأمور فيما بعد بدء وصول أمتعة ركاب الطائرة الإثيوبية، حين وصل كل شيء إلا السلة الكبيرة التي تحتوي على كرات الوفاق السطايفي، وهي السلة التي كان مسؤول “اللوجستيك“ في الوفاق قد وقف بنفسه على إرسالها في مطار أديس أبيبا، بعد أن طلبت مصالح الطيران الإثيوبي أن يقوم بإزالة الهواء من الكرات، ولكنها لم تصل فيما بعد، ما يعني أن الزامبيين تعمدوا إخفاءها في المطار، وهذا حتى لا تكون الكرات للتدرب اليوم والتسخين غدا، والأكثر من ذلك أن عدد الكرات التي ضاعت وهي 20 كرة، هي من الكرات المعتمدة من “الكاف“ والتي منحت خصيصا للفرق المشاركة في المنافسات الإفريقية، ما سيجعل الوفاق في حرج مستقبلا حتى في المواجهات القادمة. الزامبيون أرادوا حرمان فرانسيس من الدخول وبقي اللاعبون في الانتظار خارج المطار، في الحافلة و4 سيارات التي أحضرت للوفد ، ولكن هنا وقع مشكل آخر يتمثل في رفض شرطة الحدود الزامبية ختم جواز فرانسيس والإصرار على إعادته من حيث أتى، ولكن ممثل السفارة الجزائرية الحاضر أصر على دخوله، لعدم وجود أي مانع دبلوماسي يحول دون دخوله الأراضي الزامبية، ويبدو أن الزامبيين أحسوا بخطورة فرانسيس لأنه غير معطيات لقاء الذهاب بعد أن دخل بديلا حين حصل على ركلة الجزاء يومها، وأمام إصرار ممثل السفارة امتثل الزامبيون إلى الأمر الواقع وقبلوا بدخوله. الإنتظار طال واللاعبون يُحضّرون لعرس بوعزة ب “عين الكرمة” وأمام طول مدة الانتظار، قام لاعبو الوفاق بوضع شريط غنائي في مذياع الحافلة، لأغنية “عين الكرمة” وتحت صوت مدو للمذياع، وعلى رقصات حاج عيسى، بن شادي، شاوشي، دلهوم، وتفاعل كل البقية بالتصفيق، في لقطة اعتبرها لاعبو الوفاق بمثابة التحضير المسبق لعرس زميلهم فهام بوعزة في 9 جوان القادم. إسم الفندق يحدث طوارئ عند ممثل السفارة وثنائي الجالية ولكن الأمور بدأت في التغير لما علم ممثل السفارة الجزائرية وكذا ثنائي الجالية الجزائرية وصديقهم الليبي أن الفندق إسمه “إبروس”، لأنه عبارة عن “موتال” وغير لائق تماما، لأنه معروف في العاصمة الزامبية بأنه عبارة عن مكان لتجمع بائعات الهوى، ما أدى إلى رفضه التام. ... وإصرار على تغيير الفندق والنصح ب “بروتيا” وكان الإصرار شديدا على ضرورة رفض الفندق، ونصح أفراد الجالية أعضاء الوفاق السطايفي بالذهاب إلى فندق “بروتيا” اللائق، وهو في نفس مقاس فندق فرانتز فانون بسطيف، الذي أقام فيه الفريق الزامبي بمناسبة مباراة الذهاب، وهو الفندق الذي اعتادت أن تقيم فيه الفرق المواجهة لزاناكو في المنافسات الخارجية. السائقون يتلقون تعليمات بعدم التحرك ولكن المشاكل الحقيقية بدأت بعد أن تلقى السائقون تعليمات هاتفية بعدم نقل الوفاق السطايفي سوى للفندق المحدد في البداية “إبروس”، وخاصة أن هذا الفندق بعيد عن المدينة ب 10 كم، وموجود إلى جانب الطريق السريع، وهنا بدأ الغليان الحقيقي. 3 ساعات إنتظار والوفاق يكتري 3 حافلات صغيرة ولأن لاعبي الوفاق كانوا متعبين جدا لاسيما بدنيا، وأمام إصرار السائقين على عدم أخذ الوفاق إلى “بروتيا“، فقد تدخلت إدارة الوفاق وبمساعدة من ثنائي الجالية، وقاموا باكتراء 3 حافلات صغيرة من أجل نقل الوفاق إلى الفندق، وهو ما تم مقابل 600 ألف كواشة (العملة الزامبية)، وكان التنقل إلى الفندق بعد 3 ساعات من الانتظار. موفد زاناكو يلتحق بالوفاق ومباشرة بعد وصول الوفد إلى فندق “بروتيا” التحق به الأمين العام لنادي زاناكو، الذي أراد استفسار الوفاق السطايفي عن المشكلة التي حدثت، وأخذ معه حمّار وممثل السفارة الجزائرية إلى لوزاكا من أجل تفقد فندق آخر في المدينة، لأن الوفاق سيكون مجبرا على تسديد مصاريف ليلة البارحة من خزينته مثلما سدد 1300 أورو مقابل الساعتين اللتين قضاهما الوفد السطايفي في فندق أسمار بأديسا بيبا. اللاعبون أخذوا أماكنهم والعشاء قدم إلى السابعة ولا تدريبات أمس ومقابل ذهاب حمّار مع الأمين العام لنادي زاناكو، فقد أخذ اللاعبون غرفهم على مستوى فندق “بروتيا“، وبالنظر إلى الحالة البدنية الصعبة التي كان عليها اللاعبون، فقد تم إلغاء الحصة التدريبية لمساء أمس، في حين تم تقديم وجبة العشاء إلى الساعة السابعة من مساء أمس، وهذا بحكم رغبة اللاعبين في النوم السريع لأنهم وصلوا “مصروعين “ من العياء. سفرية زامبيا ستحطم الرقم القياسي في التعب والمشاكل بعد كالولو وبالنظر إلى الوقت الذي استغرقته رحلة الوفاق وتعدد المحطات التي مر منها الوفد السطايفي، والمشاكل التي عانها أمس الخميس في زامبيا (في انتظار المزيد في الساعات القادمة)، فإن سفرية زامبيا الحالية ستحطم الرقم القياسي في المشاكل والمتاعب والمدة وكل شيء، وستخطف الرقم القياسي من سفرية كالولو و”ربي يستر”. ----------------------------- “السطايفية“ يقضون ليلة باردة في أديس أبابا ويكتشفون جمال الحبشة بعد الشطر الأول الذي كان من الجزائر إلى العاصمة المصرية القاهرة مساء الأربعاء، تواصلت رحلة الوفد السطايفي سهرة الأربعاء باتجاه العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في ثاني مرحلة من السفرية الشاقة باتجاه العاصمة الزامبية لوزاكا. الوفد شاهد مواجهة الإنتير روما في مطار القاهرة وكان آخر ما قام به الوفد السطايفي قبل مغادرته مطار القاهرة، هو متابعة نهائي الكأس بين إنتير ميلان وروما لكن السطايفية لم يتمكنوا من إكمال المواجهة بعد أن حلّ موعد ركوب الطائرة المتوجهة إلى أديس أبابا في الساعة الحادية عشرة بتوقيت القاهرة. زكري يتحدث المصرية بطلاقة وأثناء تواجد الوفاق في مطار القاهرة، اكتشف الجميع اللهجة المصرية التي يتحدثها مدرب الوفاق زكري بطلاقة أثناء تعامله مع المصريين الموجودين هناك في المطار. وقد أكد زكري أن إتقانه اللهجة المصرية يعود إلى احتكاكه الطويل ببعض أصدقائه المصريين في إيطاليا منذ بداية التسعينيات والذين كانوا من أوائل أصدقائه هناك. موظفو “السكانير” طلبوا حاج عيسى للأهلي وغادر وفد الوفاق مطار القاهرة على توديعات موظفي المراقبة “سكانير” الذين تمنوا للسطايفية حظا موفقا ومازحوهم بترك حاج عيسى في مصر من أجل اللعب في النادي الأهلي، باعتبار أنهم يعرفون الإمكانات التي يتمتع بها. رحلة هادئة بين القاهرةأديس أبابا والوصول في الثالثة صباحا وقد جرى الشطر الثاني من رحلة السطايفية بين القاهرة والعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في أجواء هادئة واستغرقت الرحلة 4 ساعات قبل الوصول إلى العاصمة الإثيوبية في الثالثة من فجر أمس الخميس بتوقيت إثيوبيا (الواحدة فجرا بتوقيت الجزائر). “السطايفية“ إكتشفوا من مطار أديس أبابا “يهودية” إثيوبيا وكان أول ما لفت انتباه السطايفية عند الهبوط في مطار أديس أبابا هو حمل كل اللافتات الموجودة هناك لكتابات باللغة العبرية إلى جانب الإنجليزية، ليتأكدوا بعدها أن إثيوبيا تتعامل مع اليهود بدرجة أكبر وأن اليهود “دايرين كرعيهم” في إثيوبيا ويتحكمون في كل شيء تقريبا. إكتشفوا جمال بلاد الحبشة وإضافة إلى اكتشفاهم للتواجد اليهودي المكثف في إثيوبيا، فقد اكتشف السطايفية بمجرد وصولهم إلى مطار “أديس أبابا” جمال بلاد الحبشة لأن المظهر الذي شاهدوه كان جميلا جدا سواء من حيث الطبيعة أو شكل العمران ونظافة المحيط، وهنا تأكد الجميع أن اختيار أديس أبابا لاحتضان مقر منظمة الوحدة الإفريقية لم يكن عبثا. ... وفرحوا كثيرا بوجود السفير الجزائري في الإستقبال وإلى جانب المفاجأة السارة التي اكتشفها السطايفية بخصوص جمال أديس أبابا، فقد كانت مفاجأة أخرى أكثر سرورا في انتظارهم عند الوصول وهي وجود السفير الجزائري عبد الناصر بلعيد في الاستقبال رفقة عضو آخر من السفارة يدعى آسفرات زين الدين. السفير ساعدهم في الخروج وحجز لهم في الفندق وكان تواجد سفير الجزائر بمطار أديس أبابا من أجل تقديم المساعدة اللازمة لأعضاء الوفد السطايفي، حيث قام سعادته بمساعدة السطايفية على الخروج من المطار وكذا الحجز في الفندق لقضاء الفترة التي يبقى فيها الوفاق بأديس أبابا بعد أن طلب الوفاق ذلك من وزارة الخارجية. أخرجهم من المطار دون تأشيرات ومن التسهيلات التي وفّرها سعادة السفير عبد الناصر بلعيد للسطايفية في مطار أديس أبابا، هو أنه استطاع إخراج الوفاق من مطار أديس أبابا نحو الفندق رغم أن أعضاء الوفد السطايفي لا يملكون تأشيرة الدخول إلى الأراضي الإثيوبية. ... وأكد ل”السطايفية“ أن عضو الخارجية “سرّاي” أوصاه وقد أكد سفير الجزائربأديس أبابا أنه كان يعلم مسبقا بموعد وصول الوفد السطايفي، وعلى هذا الأساس قام ببعض الترتيبات لضمان راحة السطايفية خاصة بعد التوصيات التي وصلته من عضو وزارة الخارجية عبد الكريم سراي الذي كان سفيرا للجزائر في تونس. الوفد تعطّل ساعة ونصف بسبب ملء البطاقات ورغم التسهيلات التي وفّرها سعادة سفير الجزائربأديس أبابا للوفاق في المطار، إلا أن ذلك لم يمنع من تعطل الوفد السطايفي لمدة ساعة ونصف بسبب ملء البطاقات على مستوى مصالح أمن مطار أديس أبابا في الإجراءات الأمنية المعمول بها في كل مكان. “السطايفية” شعروا ببرودة شديدة جدا وبعد الخروج من مطار أديس أبابا، شعر الوفد السطايفي ببرودة شديدة جدا وانخفاض درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها على خلاف بقية بلدان إفريقيا السوداء، وهذا بسبب تواجد العاصمة أديس أبابا على ارتفاع 1200 م. عن سطح البحر. أصعب إجراء في إثيوبيا هو التصريح بالعملة الصعبة ورغم أن الوفاق لم يواجه صعوبات كثيرة طيلة تواجده في أديس أبابا، إلا أن أصعب الإجراءات التي مرّ بها السطايفية هي التصريح بالعملة الصعبة، وهو الإجراء الذي تعطيه المصالح الإثيوبية أهمية بالغة وأوصى سفير الجزائر السطايفية القيام به لتفادي المشاكل. الوفاق نُقل إلى فندق “أسمار” وبعد إنهاء كل الإجراءات على مستوى مطار أديس أبابا، كانت وجهة الوفد السطايفي نحو فندق “أسمار” غير البعيد عن المطار والذي اختارته وزارة الخارجية الجزائرية، بالتنسيق مع سفارة الجزائر في أديس أبابا، مقرا لإقامة الوفاق في الفترة القصيرة التي قضاها في العاصمة الإثيوبية. 4 لاعبين فضّلوا البقاء في المطار وفي وقت تنقل معظم أعضاء الوفد إلى فندق “أسمار” لأخذ قسط من الراحة قبل مواصلة الرحلة نحو “لوزاكا”، فضّل شاوشي، ديس، مڤني وحماني البقاء في مطار أديس أبابا لأخذ قسط من الراحة بسبب التعب الذي نال منهم واستغراق إجراءات الخروج من المطار مدة طويلة. اللاعبون ناموا ساعتين ونصف واستفادوا من فطور خفيف وكان الوصول إلى فندق “أسمار” في الساعة الخامسة إلا ربع تقريبا بتوقيت أديس أبابا، وأمام حالة الإرهاق الشديد التي كان عليها اللاعبون فقد خلدوا جميعا للنوم، قبل أن يستيقظوا في السابعة وربع ويتناولون وجبة فطور خفيفة، قبل المغادرة مجددا نحو مطار أديس أبابا. تقلّبات جوية مفاجئة و”برد يڤطّع” وفي الطريق إلى المطار، تفاجأ لاعبو الوفاق مباشرة بعد صعودهم إلى الحافلة بتغيّر مفاجئ للطقس ميزه هطول غزير للأمطار، وبرد “يڤطّع” لكن وبعد 5 دقائق فقط تفاجأوا بصفاء تام للأجواء عند الوصول إلى مطار أديس أبابا الدولي. “السطايفية“ تفاجأوا بالإجراءات التفتيشية الصارمة في المطار وعند مرورهم على مصالح المراقبة في مطار أديس أبابا ليستقلوا الطائرة المتوجهة إلى زامبيا، تفاجأ السطايفية كثيرا بالإجراءات التفتيشية الصارمة في مطار أديس أبابا والتي تقضي بنزع أحزمة الأحذية والبقاء فقط باللباس والمرور على جهازي “سكانير”، وهو ما ربطه الجميع بتعامل الإثيوبيين مع اليهود وضرورة تأمين مصالحهم. الوفد يكتمل بالتحاق شاوشي والبقية... والشطر الثالث إنطلق في التاسعة ونصف وفي المطار اكتمل مجددا وفد الوفاق بالتحاق شاوشي، ديس، مڤني وحماني الذين بقوا في المطار، ليستقل بعدها الجميع الطائرة الإثيوبية المتوجهة إلى زامبيا في التاسعة ونصف من صبيحة أمس بتوقيت أديس أبابا في الشطر الثالث والأخير من رحلة الجزائر - لوزاكا.