كما ذكرنا في أعدادنا السابقة، توجه مساعد المدرب الوطني لمين كبير مؤخرا إلى بلجيكا في سبيل معاينة الظهير الأيمن لنادي “شارلوروا“ محمد شاقوري، وقد استغل الفرصة من أجل التحول إلى البلد الجار هولندا بغرض معاينة مهاجم نادي “لاهاي“ الجزائري كريم سلطاني... لكن ذلك لم يكن ممكنا بسبب غياب اللاعب الجزائري عن مباراة فريقه التي تنقل فيها ل “توانتي“ والتي حضرها كبير وهذا بسبب إصابة اللاعب، كبير فوت فرصة ثمينة للوقوف على الإمكانات الحقيقية للاعب الجزائري في حين أن هذا الأخير لم يتمكن من استغلال فرصة تواجد مساعد سعدان من أجل لفت الأنظار إليه والحصول على تزكية كبير في سبيل الوصل للمنتخب الأول الذي رشح إليه منذ أكثر من عام من دون أي تطورات تذكر، كبير عاد أدراجه والتساؤل مطروح إذا ما كان سيعود مرة ثانية لمعاينة سلطاني مجددا أم لا مع أن الاحتمال الأول يبقى الأقرب. شاقوري يقنع وسيكون مع المنتخب وعلى عكس سلطاني، فإن شاقوري كان حاضرا خلال مباراة ناديه البلجيكي “شارلوروا“ أمام نادي “لاڤونتواز” والتي تابعها مساعد سعدان لمين كبير باهتمام كبير، بغرض الوقوف على إمكانات اللاعب الدولي الفرنسي السابق وقائد تشكيلة منتخبها لأقل من 19 سنة سابقا بعد أن دفع به مدرب “شارلوروا“ خلال المرحلة الثانية على الرواق الأيمن وقدم مباراة مقبولة جدا برغم هزيمة فريقه في نهاية المطاف بهدفين لهدف واحد، ولم يتردد كبير في تزكية شاقوري لدى المدرب الأول للمنتخب رابح سعدان الذي منح الضوء الأخضر للاتحادية من أجل القيام بالإجراءات الإدارية اللازمة بغرض تأهيل اللاعب تحسبا لدعوته خلال التربص المقبل ل “الخضر“، وعلى هذا الأساس اتصل أحد الموظفين في الاتحادية باللاعب يوم الثلاثاء الماضي وطلب منه الإسراع بإرسال الوثائق اللازمة في سبيل تأهيله أمام “الفيفا“ تحسبا لمشاركته مع المنتخب في كأس العالم المقبلة بجنوب إفريقيا. حظوظ مفتاح لازالت قائمة ولا يعني توصل شاقوري لإقناع الطاقم الفني الوطني بإمكاناته وتأهبه للالتحاق بالمنتخب الوطني خلال التربص المقبل أن الباب أغلق تماما في وجه المرشح الثاني لتدعيم الجهة اليمنى من دفاع “الخضر“ ربيع مفتاح، حتى وإن كان هذا الأخير لم يكن موفقا تماما خلال الاختبار الأخير في مباراة المنتخب المحلي أمام المنتخب الليبي، لأن كل شيء متوقف على المستوى الذي يظهر به اللاعبان خلال الفترة المقبلة ومن الممكن جدا أن يتمكن مفتاح من قلب الموازين لصالحه في حال ما سجل عودة قوية خلال المباريات المقبلة مع ناديه أو خلال مباراة العودة مع المنتخب المحلي في ليبيا. شاقوري: “حققت حلم اللعب لمنتخب بلدي” وعبر لنا شاقوري في اتصال هاتفي معه عن سعادته بحصوله على ثقة مساعد المدرب الوطني لمين كبير وتزكيته واستعداده لحمل ألوان المنتخب الجزائري واصفا ذلك بالحلم الذي تحقق بالنسبة له: “لقد اتصل بي أحد المسؤولين في المكتب الفدرالي وطلب مني أن أرسل له الوثيقة التي تنقص ملفي من أجل تجنيسي للعب للمنتخب الوطني، أنا سعيد جدا بأني حققت حلم الطفولة باللعب للمنتخب الوطني” صرح اللاعب والذي للإشارة لم يلتق لمين كبير خلال معاينته في مباراة فريقه الأخيرة أمام نادي “لاڤونتواز“. ------------------------------------------ سلطاني: “حاليا أدفع ثمن رفضي تجديد عقدي وسأغادر مع نهاية الموسم” “تأسفت لعدم معاينتي وأتمنى أن أحظى بفرصة أخرى” كريم، اسمك يتردد بقوة خلال الفترة الأخيرة في الجزائر لتدعيم المنتخب الوطني، هل أنت على علم بذلك؟ سمعت بذلك، وهذا أمر مثير بالنسبة لي، لكن يجب ألا نستبق الأحداث فهناك مدرب وطني يعرف عمله جيدا ويعرف إلى من يحتاج، أنا من جهتي أضع نفسي تحت تصرفه وسأكون جاهزا متى قرر توجيه الدعوة لي. أحد مساعدي المدرب الوطني لمين كبير كان حاضرا مؤخرا خلال مباراة فريقك الأخيرة أمام نادي “توانتي”، هل تعلم بذلك؟ نعم سمعت ذلك. لكنك لم تشارك يومها، لماذا؟ الأمر معقد قليلا. لماذا، هل أنت مصاب؟ ليس تماما، صحيح أني أعاني من إصابة خفيفة على مستوى عضلة الساق لكنها لم تكن الإصابة التي تحول دون إشراكي ولو كانوا أرادوا أن ألعب لكنت لعبت من دون أدنى مشكل. هل هناك أسباب أخرى لعدم إشراكك؟ يمكن القول إنني أدفع ثمن رفض تجديد عقدي مع النادي. يعني هذا أن النادي عرض عليك تجديد عقدك معه؟ هذا ما حدث، لكن العرض المالي الذي قدموه لي كان دون مستوى تطلعاتي، انتظرت من إدارة النادي تقديم عرض ثان لكن هذا لم يحدث والآن يدفعونني الثمن لرفضي عرضهم الأول. ربما ندمت لرفضك تمديد عقدك مع الفريق. لا، لم أندم لأننا لم نكن تماما على وفاق خلال مفاوضات التمديد تلك. لكننا نتصور أنك تأسفت كثيرا على عدم مشاركتك خلال المباراة الأخيرة لتكون بالتالي تحت أنظار مساعد المنتخب الوطني. أكيد وأقر بذلك، ومن سوء حظي أن المعاينة جاءت في مباراة لم أشارك فيها في وقت أنني كنت قد شاركت في كل مباريات الفريق منذ بداية الموسم، تمنيت لو كنت قد شاركت على الأقل حتى يأخذ مساعد المدرب فكرة عن إمكاناتي وعن ما يمكنني أن أقدمه للمنتخب، للأسف هذا لم يحدث وأتمنى أن أحظى بفرصة ثانية في المستقبل. هل تعتقد أنك قد تحظى بفرصة ثانية في ظل الظروف التي تعيشها مع ناديك وعدم إشراكك مع فريقك؟ أكيد، أو لنقل أعتقد ذلك، لازال أمامي شهران ونصف والعديد من المباريات لألعبها، شخصيا لست قلقا كثيرا لأني لعبت أغلب المباريات منذ بداية الموسم وأنا عنصر أساسي في فريقي، ولا أتصور أن تستمر الأمور هكذا وأبقى من دون منافسة، في المرة القادمة سأستغل الفرصة جيدا. الأكيد أن المدرب الوطني سعدان مهتم بخدماتك بدليل أنه أرسل مساعده إليك من أجل معاينتك. صدقني، حضور مساعد المدرب الوطني أسعدني كثيرا والله (قالها بالعربية). هل التقيت ب “كبير” أو كلمته في الهاتف؟ لا هذا ولا ذاك، لم أره ولم يتصل بي. وهل اتصل بك أحد من الفيدرالية الجزائرية؟ لحد الساعة التي أكلمك فيها (الحوار أجري مساء أمس) لم يتصل بي أحد. هل ستبقى في ناديك الموسم المقبل أم تفضل الرحيل وتغيير الأجواء؟ لا، لن أبقى، لقد وصلت اتصالات من هنا وهناك، وهناك إمكانية كبيرة جدا لأغادر النادي مع نهاية الموسم الجاري، سأدرس كل العروض وآخذ كل وقتي وبعدها سأتخذ القرار المناسب. هل ستبقى في هولندا أم تفضل التحول لبطولة أخرى؟ هذا يتوقف على نوعية العروض التي تصلني، في سن 25 أرى أنه الوقت المناسب من أجل التطلع للتدرج لمرحلة ثانية، ما يعني أنني لن أمانع في البقاء بالدوري الهولندي في حال ما وصلني عرض جاد من ناد يلعب الأدوار الأولى هنا بهولندا. --------------------------------------------------- حدوش: “شاقوري مدافع قوي لكن كل شيء متوقف على ما ينتظره منه سعدان” أثنى الخبير الدولي في الاتحادية البلجيكية لكرة القدم سعيد حدوش على الوافد الجديد إلى المنتخب الوطني مدافع شارلوروا البلجيكي شاقوري ووصفه بالمدافع القوي والصلب، لكنه أكد بالمقابل أن كل شيء متوقف على الواجبات التي سيطلبها منه سعدان، وقال: “شاقوري مدافع جيد، قوي يلعب بحماس واندفاع ويدافع جيدا، لكن كل شيء متوقف على الطريقة التي سيوظفها بها سعدان أو الواجبات التي سيطلبها منه الدفاعية منها والهجومية، ومع من سيلعب ومن سيقوم بتغطيته”. “نترك سعدان يعمل وأي محاسبة نؤجلها للمونديال” واستغلينا فرصة الحديث مع الخبير الدولي لنسأله عن رأيه في العمل الذي يقوم به المدرب الوطني والانتقادات التي وجهت له بعد مباراة صربيا لكنه رفض الخوض مطولا وأكد على ضرورة ترك المدرب الوطني رابح سعدان يعمل في هدوء دون أن نمارس عليه أية ضغوطات إضافية حتى يحضر المنتخب الوطني للنهائيات كأس العالم في أفضل الظروف الممكنة، وطلب تأجيل إطلاق الأحكام على العمل الذي يقوم به إلى غاية انطلاق مباريات المنتخب الوطني في المونديال المقبل وأي حساب أو نقد مؤجل لغاية المباراة الأولى أمام سلوفينيا، وأكد حدوش أنه ليس مستعدا لتقديم أي ملاحظات سجلها على عمل وأداء المنتخب والناخب الوطني حتى لا يتم تأويلها في غير الإطار الذي يريده. “لسنا مثل إنجلترا، الولاياتالمتحدة أو سلوفينيا” وسألنا حدوش عن رأيه في عملية الانتقاء التي يقوم بها المدرب الوطني للتحضير للمونديال من خلال السفريات التي قام به معاونوه والتي سيقوم به هو في الأيام القليلة المقبلة لمعاينة لاعبين جدد في سبيل تدعيم صفوف المنتخب، فأوضح أن كل شيء مباح في توظيف أفضل العناصر القادرة على تشريف المنتخب في المونديال المقبل، وقال: “بحث سعدان عن عناصر جديدة دليل على أنه سجل بعض النقائص، والحكم على هذه السياسة سيكون بناء على نوع الإضافة التي سيقدمها اللاعبون الجدد، صحيح أن المنتخبات الأخرى بداية من منافسينا في المونديال لم تلجأ لهذه الطريقة لتحضير المونديال لكن الفرق بيننا وبينهم أنهم يملكون تشكيلة جاهزة وقاعدة لعب في حين أن منتخبنا في طور التكوين والبناء، وأتمنى أن تكون فترة 80 يوما التي تفصلنا عن المونديال كافية لتجهيز المنتخب“. “منتخب المحليين أعجبني وأعجبتني طريقة بن شيخة” وأشاد سعيد حدوش مطولا بمنتخب المحليين وأكد أنه استمتع بالأداء الذي قدمه رفقاء الهداف يوسف غزالي خلال المباراة الأخيرة أمام المنتخب الليبي الأول وعبّر عن إعجابه بالفرديات التي يضمها وذكر غزالي وجابو، وأبدى محدثنا إعجابه بذكاء المدرب بن شيخة وخياراته لضمان الحصول على الانسجام من خلال الاعتماد على أربعة لاعبين من وفاق سطيف، ثلاثة لاعبين من شبيبة القبائل وثلاثة لاعبين من مولودية الجزائر ولاعبين اثنين من تلمسان، وشدّد على ضرورة الاعتناء بهذا المنتخب ودعمه في سبيل الوصول لنهائيات السودان التي اعتبرها محطة هامة بالنسبة للكرة الجزائرية. “ماذا لو تقاطعنا الأندية الأوربية،هل سنبقى بدون منتخب؟“ ويشاطر حدوش رأي العديد من الفنيين الجزائريين بضرورة إعادة الاعتبار للاعب المحلي والتأكيد على أنه مستقبل الكرة الجزائرية وقال: “الاعتماد على اللاعبين القادمين من أوروبا يجعلنا تحت رحمة الأندية الأوربية، فماذا لو قرر هؤلاء مقاطعتنا وحرمونا من لاعبينا، سنجد أنفسنا من دون منتخب؟ لابد أن نجعل اللاعب المحلي عماد المنتخب الأول حتى نستفيد من أنه دائما تحت تصرف المنتخب، ولدينا في تجربة كوريا الجنوبية أفضل مثال فقد وصلت للدور نصف النهائي من كأس العالم لأن 32 لاعبا كانوا تحت تصرف المدرب هيدينك وهو ما سمح لهم بإجراء 34 مباراة ودية”. “لابد من الإسراع في بعث المديرية الفنية الوطنية” ويرى الخبير الجزائري أن الاتحادية الجزائرية مطالبة بالإسراع في بعث المديرية الفنية للمنتخبات الوطنية من أجل بعث سياسة واضحة المعالم تسيّر الكرة الجزائرية دون نسيان واجباتها الأساسية مثل معاينة اللاعبين المحترفين ومتابعة ما يفعلونه مع أنديتهم كما يحدث حاليا مع كريم زياني الذي لا يلعب حاليا والذي كان بإمكان المديرية الفنية الوطنية الاقتراب من ناديه للاستفسار عن سبب تهميش مدربه له، وحتى إذا كان روراوة منشغلا بالأمور الآنية وفي مقدمتها تحضير المونديال إلا أن تنصيب مديرية فنية وطنية أمر مستعجل حسب سعيد حدوش.
