تراجع مستوى المنتخب الوطني بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، فبعد مشوار كبير في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأسي إفريقيا والعالم، عرف أداء “الخضر” تذبذبا شديدا أثناء كأس إفريقيا، حيث لعب أشبال رابح سعدان مباريات سيئة للغاية على غرار مواجهتي مالاوي ومصر، كما تلقى المنتخب هزيمة نكراء على أرضية ميدان 5 جويلية في المباراة التحضيرية أمام صربيا التي لم يُظهر فيها عناصر “الخضر” أي شيء يستحق الذكر، وإذا حاولنا تفسير هذا التراجع الرهيب فإننا سنتطرق إلى تراجع مستوى واحد من النجوم الفاعلين في التشكيلة وهو كريم زياني، إذ أنّه ساهم بشكل كبير جدا في التأهل إلى المونديال وأيضا في الفوز على كوت ديفوار ومالي خلال “الكان“ الأخير وظهرت لمسته على جميع أهداف المنتخب الوطني، فيما يمر حاليا زياني بفترة فراغ رهيبة في مستواه تكون قد أثرت كذلك في مستوى “الخضر”. إبعاد زياني عن المونديال مستحيل! يدور حديث كثير هذه الأيام عن إمكانية إتخاذ المدرب الوطني رابح سعدان قرارات مصيرية خلال الفترة القادمة أي قبل بدء المونديال وذلك باستبعاد بعض اللاعبين المحترفين الذين لا يلعبون بانتظام مع أنديتهم، وإذا نظرنا في هذا الجانب فإننا سنجد أنّ كريم زياني وعنتر يحيى أبرز المبتعدين عن المنافسة فلاعبا فولفسبورغ وبوخوم على التوالي لا يلعبان بانتظام ويجلسان غالبا على مقاعد البدلاء، لكن هل سيستغني “الشيخ” سعدان عن عنصرين أساسيين في تشكيلته؟ هذا ما لا يتوقع حدوثه ودون أدنى شك سيبحث سعدان وطاقمه الفني عن حلول أخرى لتعويض نقص المنافسة لدى زياني، فإبعاد هذا الأخير سيرجع بالسلب على أداء “الخضر” عكس ما سينتظر سعدان. مر بمثل هذه الظروف في مرسيليا وأبهر مع “الخضر” يبدو أن زياني تعوّد على مثل هذه الظروف مع كل الأندية التي يلعب لها فقد تعرض النجم الجزائري لظروف مشابهة لما كان في أولمبيك مرسيليا خلال الموسمين الماضيين، ورغم ابتعاده عن المنافسة في كل مرة يحضر فيها إلى مباريات “الخضر” إلاّ أنه كان دائما ما يُقدم مستويات كبيرة ويُساهم في انتصارات المنتخب الوطني، وحدث ذلك في مباراة السنغال في البليدة حيث فاز أشبال سعدان بنتيجة (3-2)، كما أنّ زياني لعب أمام مصر على ملعب تشاكر بعد شفائه من تمزق خطير في العضلات المقربة، حيث أنه كان بعيدا عن المنافسة لمدة طويلة قبل تلك المباراة التي فاز فيها “الخضر” بثلاثة أهداف مقابل واحد، وهو ما يعني أنّ زياني قادر على رفع التحدي خلال المدة الزمنية المتبقية قبل بدء المونديال ليكون جاهزا بدنيا وفنيا للمشاركة في هذا الحدث العالمي الكبير. عودته إلى المنافسة تُريح سعدان والجزائريين شكّلت عودة زياني إلى الميادين بمناسبة لقاء فريقه فولفسبورغ أمام هيرتا برلين خبرا سارا للطاقم الفني للمنتخب الوطني خلال هذه الأيام، كما أنّ الجزائريين ابتهجوا كثيرا لرؤية مدللهم يعود من جديد فغياب زياني امتد لفترة طويلة جدا حيث لم يلعب مع ناديه منذ العام الماضي أي قبل التحاقه بكأس أمم إفريقيا، ورغم أنه لعب مع “الخضر” في مباراة صربيا إلاّ أنّ آلام الإصابة عاودته عند وصوله إلى ألمانيا وهو ما جعله يغيب لفترة أخرى، وها هو الآن يسترجع جزءا من إمكاناته البدنية في انتظار استعادة مستواه المعهود لإسعاد الجزائريين كما حصل في المباريات السابقة خلال التصفيات. ربح 25 دقيقة في المنافسة وهو الأهم تجرع فولفسبورغ خسارة قاسية على أرضية ملعبه أمام ضيفه هيرتا برلين حين تلقى خمسة أهداف، وخابت آمال لاعبي “الفولفي” بعدما عاد الفريق إلى تسجيل النتائج السلبية، ويُعتبر زياني الأشد تأثرا، خاصة أنه كان يتمنى تسجيل عودته إلى المنافسة بفوز على الأقل معنوي له، لكن يبقى الأهم بالنسبة لنجم المنتخب الوطني هو ربحه 25 دقيقة في رجليه، فلاعب وسط “الخضر” لعب مباراة واحدة فقط خلال شهرين وكانت في الجزائر أمام صربيا في 3 مارس الحالي وبالتأكيد فإنّ العودة التدريجية ل زياني ستكون مفيدة له وللمنتخب الوطني في ظل الحاجة الماسة إلى خدماته. كان الأفضل في صفوف فولفسبورغ وبالعودة إلى مباراة هيرتا برلين نجد أن زياني حصل على أعلى علامة في صفوف فولفسبورغ من طرف الصحف الألمانية المتخصصة، وكان الأبرز إلى جانب صاحب الهدف الوحيد البرازيلي “ڤرافيتي” رغم مشاركته في 25 دقيقة فقط، حيث أنّ الدولي الجزائري لا يتحمل مسؤولية الخسارة الثقيلة لأن دخوله كان متأخرا جدا (عندما كانت النتيجة 4-1)، وحاول زياني نقل الخطورة إلى مرمى فريق العاصمة في أكثر من مناسبة وقاد بعض الهجمات التي باءت بالفشل نظرا إلى تراجع مستوى بقية زملائه، وهذا ما قد يصب في مصلحته خلال المباريات المتبقية فمن الممكن أن يُشركه المدرب أساسيا ابتداء من مباراة ماينز في الأسبوع المقبل. 7 مباريات تنتظره في “البوندسليڤا” والبطولة الأوروبية قد تُعيده إلى الواجهة لم يلعب زياني كثيرا هذا الموسم مع فولفسبورغ، فرغم أنه أمضى مع بطل ألمانيا بمبلغ كبير (7 ملايين أورو) قادما من أولمبيك مرسيليا إلاّ أن الإصابات حرمته من التألق، وإكتفى اللاعب الجزائري بالظهور 8 مرات (منها 4 مرات أساسيا)، لكن يبقى بعض الوقت في جعبة زياني من أجل استعادة لياقته واللعب بشكل أكبر، حيث تنتظره رفقة فولفسبورغ 7 جولات عن نهاية البوندسليڤا وقد يستعيد فيها نجم مرسيليا السابق مكانته الأساسية خصوصا أنّ الفريق الأخضر والأبيض ضيّع كافة حظوظه في اللعب على أحد المراكز المتقدمة، وقد يكتفي بالتركيز على المنافسة الأوروبية التي وصل فيها إلى الدور ربع النهائي، وسيلعب زياني مع ناديه أمام فولهام الإنجليزي في الفاتح من أفريل القادم، وهي فرصة أخرى أمام النجم الجزائري للبروز قبل المونديال. الإعلام العالمي يرى فيه النجم الأول ما زالت الصحافة العالمية المتابعة لأخبار المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا تثني على كريم زياني، فمعظم الإعلام العالمي يعتبر أنّ لاعب وسط فولفسبورغ الألماني هو النجم الأول لتشكيلة رابح سعدان واللاعب الأكثر تهديدا لمنتخبات سلوفينيا، إنجلترا والولايات المتحدة الموجودة إلى جانبنا في مجموعة المونديال، ورغم أنّ نذير بلحاج ومجيد بوڤرة ومراد مغني نالوا نصيبهم أيضا من الثناء إلاّ أنّ زياني يبقى الأكثر متابعة والكل يعلم أنه أحد أبرز صانعي إنجازات “الخضر” خلال السنوات الأخيرة. ... ويتوقع بروزه في المونديال عند الحديث عن أي توقعات أو احتمالات لتألق تشكيلة المدرب رابح سعدان خلال المونديال القادم فإنّ أبرز لاعب يُتوقع سطوع اسمه في سماء جنوب إفريقيا هو كريم زياني بالتأكيد، فاللاعب محل اهتمام واسع من طرف الصحافة العالمية المتابعة لأخبار المونديال وبدأت هذه الصحف في وضعه ضمن أسماء اللاعبين المتوقع بروزهم مع منتخباتهم عند بداية المنافسة، وهو الأمر الذي سيُعطي نجم فولفسبورغ دفعة معنوية أقوى خصوصا أنّ الجميع يعلم بالظروف الصعبة التي مر عليه في الفترة الأخيرة. أيك في انتظار معترك “البلاي أوف”... جبور: “الفوز على باوك هو الأهم ل أيك هذا الموسم” كان رفيق زهير جبور من بين أبرز المساهمين في فوز نادي “أيك أثينا” خارج الديار أمام باوك سالونيكا صاحب المركز الثاني في البطولة اليونانية، حيث أقلق المهاجم الجزائري كثيرا دفاع باوك، وعاد جبور إلى هذه المباراة حيث وصف الفوز المُحقق في “سالونيكا” بأكبر انتصارات أيك في بطولة هذا الموسم، وقال “المحارب” بخصوص أجواء تلك المباراة: “الجميع يعرف أنّ الأجواء في سالونيكا رائعة ومن الصعب جدا على أي فريق الفوز، كان هذا أهم انتصار في العام لأيك ليس فقط بسبب الأحوال الجوية الصعبة بل نظرا إلى قوة باوك”. وكان أيك قد فاز سابقا في ميدان أولمبياكوس في أول مباراة شارك فيها النجم الجزائري خلال الموسم الحالي. “أصبحنا نلعب بطريقة أفضل الآن” ما زال أيك قابعا في المركز الرابع رغم انتصاراته الأخيرة وسيضمن بذلك رفقاء جبور المشاركة في دورة “بلاي أوف” في نهاية البطولة لتحديد أصحاب تأشيرات التأهل للمنافسات الأوروبية الموسم المقبل، ويبدو أنّ المهاجم الجزائري غير مفرط في التفاؤل مع اقتراب “البلاي أوف” في ظل الأداء القوي لأيك خلال الأسابيع الأخيرة، وسُئل جبور إن كان أداء أيك رسالة لبقية المنافسين خلال دورة “بلاي أوف”، فأجاب قائلا: “لا نستطيع قول ذلك لأنّ المباريات مختلفة تماما، الآن نلعب في البطولة ومن ثم البلاي أوف، في أي حال لا يمكننا المقارنة فكل مباراة من البلاي أوف ستكون نهائية”، وبخصوص مستوى الفريق أضاف جبور: “من الصعب تبرير أدائنا المتذبذب أحيانا، نحن جيدون في الغالب ونلعب كرة قدم أفضل مما سبق”. سجل هدفه الثاني بعد مشاركته الثانية أساسيا... دحمان يتألق في بلجيكا، يُسجل ويقود بروج إلى فوز عريض شارك محمد دحمان أساسيا للمرة الثانية على التوالي هذا الموسم مع كلوب بروج، حيث وضع المدرب الهولندي “أدري كوستر” ثقته في المهاجم الجزائري وهي الثقة التي عرف دحمان كيف يستغلها حيث تمكن من تسجيل ثاني أهدافه في الموسم الحالي، وكان أداء اللاعب جيدا في مباراة سهرة أول أمس وتنقل بروج لمواجهة “جيرمنال بيرسخوت“ ضمن الجولة 30 للبطولة البلجيكية، وفاز الفريق الضيف بنتيجة (4-1) ليُعزز موقعه في المركز الثاني برصيد 57 نقطة، وسجل أهداف بروج كل من الجزائري دحمان في (د17)، ثم “إيفان بيريسيتش” (د59)، “روستاند كويماها” (د70) والنيجيري “أكبالا” (د77). سجل على الفريق نفسه ذهابا وإيابا يبدو أنّ نادي “جيرمنال بيرسخوت” فأل خير على اللاعب الجزائري الذي سجل هدفين فقط طيلة هذا الموسم، وكان أول أهدافه بمناسبة الجولة 15 أمام الفريق نفسه عندما خسر بروج على أرضه بهدفين لواحد، وعاد دحمان للتهديف بعد مرور 15 جولة وأمام “بيرسخوت” لكن هذه المرة حقق بروج فوزا كبيرا بواقع أربعة أهداف لهدف واحد، ليأخذ الفريق الأزرق والأسود بثأره، يُذكر أنّ دحمان سجل الهدف بكرة رأسية جميلة. تألقه جاء متأخرا وعيون “الخضر” بعيدة عنه ربما يكون دحمان من بين اللاعبين الذين ينتظرون فرصة اللعب في المنتخب الوطني وهو ما عبر عنه في أكثر من مناسبة، وعند تأهل “الخضر” للمونديال زادت طموحات كل اللاعبين سواء المحترفين أو المحليين، حيث يتهافت اللاعبون الجزائريون من أجل كسب مكانة ضمن التشكيلة المتنقلة إلى جنوب إفريقيا، ووضع المدرب الوطني رابح سعدان عدة أسماء ضمن قائمة المُعاينين في الفترة القادمة لكن لا يوجد ضمنهم اسم محمد دحمان، فمهاجم بروج البلجيكي ظل بعيدا عن الأضواء وجاء تألقه متأخرا جدا وكان من الأجدر له تغيير الأجواء خلال فترة “الميركاتو“ المنقضية لكسب ثقة “الشيخ”. دحمان: “أنا في وضعية جيّدة وقادر على تسجيل أهداف أخرى” أصبح دحمان يحظى بثقة أكبر من طرف المدرب الهولندي “كوستر” وهذا ما جعل اللاعب الجزائري يُوجه شكره للمدرب الهولندي، فيما يُريد “مومو” المواصلة على هذا النهج والتألق أكثر، فبعد نهاية مباراة بروج و”بيرسخوت” صرح دحمان للموقع الرسمي لفريقه قائلا: “إنها فرصة اللعب والفوز وإحراز الأهداف وبإمكاني المواصلة في تسجيل الأهداف خلال المباريات القادمة لأنني في وضعية جيدة”، وأضاف “مومو”: “أتمنى أن تمنح لي فرصة المشاركة خلال المباريات القادمة”، ومن جانب آخر ستحدد المباريات المقبلة مصير بروج الذي يسعى إلى التتويج باللقب والإطاحة بنادي أندرلخت المتصدر، وبخصوص ذلك قال دحمان: “المباريات القادمة ستحدد مصيرنا في البطولة، سنبذل أقصى جهودنا لنكون أبطال الموسم الحالي والتأكيد سيكون أمام أندرلخت”.