"لعب مونديال البرازيل هو حلم الطفولة، وسيكون أمرا رائعا لو يتحقق هذا الهدف" "أنا ابن القبائل، وجدّتي وجدّي من مدينة أقبو" "أنا متشوّق للالتحاق سريعا بزملائي في المنتخب للانطلاق في التحضير لتحدّيات شهر جوان" "علينا القيام بواجبنا على أحسن وجه في البينين وروندا لنكمل المشوار بقوّة عندنا" "من يعلم؟ ربما في يوم من الأيام أنهي مشواري مع شبيبة القبائل أو اتحاد الحراش" "في سنّ 17 عاما، فالانسيا، مانشستر يونايتد، البايرن أرادوا الاستفادة من خدماتي" "لو لم يرحل "جيرارد هويلر"، كان بوسعي أن أشعل النار في ليفربول" "اليوم عدد قليل من الناس يعلم أنني تدرّبت عند "هويلر"، وبأنني لعبت مع "جيرارد و"أوين" بعد تجربة قصيرة لك مع "ليفربول"، فأنت اليوم تلعب لناد كبير في الرابطة الأولى، هل يمكننا القول إنك ثأرت لنفسك لما حدث لك سابقا؟ ليس لدي أيّ ثأر أقوم به، مشواري كشف عن الرجل واللاعب الذي أنا بصدد الكشف عنه، صحيح أني حينما كنت شابا كان مستقبل كبير ينتظرني والجميع كان يتنبأ لي بذلك، ولكن اليوم لا أقول إنني كبرت بل في عمري 28 سنة، والمستقبل ما يزال مفتوحا أمامي وبوسعي النجاح أكثر وتشريف عائلتي، وأيضا الناس التي شجّعتني في طول المدة، والظروف الصعبة التي مررت بها. لنعد قليلا إلى الخلف وبالضبط قبل التحاقك بنادي "ليفربول"، أكيد هناك أندية أخرى بحثت عن الاستفادة من خدماتك؟ طبعا.. ففي وقت سابق كنت من بين أبرز اللاعبين والمواهب المستقبلية للكرة الفرنسية، صحيح أن العروض وقتها كانت كثيرة عليّ من أندية كبيرة في أوروبا، ولكنني شخصيا اخترت اللعب لليفربول .. كان هناك "مانشستر يونايتد"، بل حتى أنني استقبلت من طرف المدرب "ألاكس فيرغسون" في مكتبه، وحينما أعلن مؤخرا عن التنحي من هذا الفريق والتقاعد شعرت وقتها بقيمة وكبر هذا الإنسان في كرة القدم. كما كان بوسعي وقتها التوقيع والانضمام إلى ناديا "فالانسيا" الإسباني أو "بايرن ميونيخ" الألماني. ما الذي شعرت به حينما أشرف على تدريبك مدربون كبار مثل "هويلر" أو "رينييري"؟ هو شرف وفخر كبير لي، وهذا الأمر ليس بوسع أيّ إنسان تحقيقه، لأنه لا يوجد عدد كبير من ممارسي كرة القدم كان لهم شرف التدرب عند على يد مدرب بمثل "جيرارد هويلر"، وقد لعب إلى جانبي "مايكل أوين" و"ستيفن جيرارد" في ليفربول، وبوسعي أن أقول إنني كنت محظوظا في صغري خاصة مع مدرب كبير آخر مثل "رنييري". هل لك أن تتحدّث لنا عن معاملة نجوم كبار مثل "أوين" و"جيرارد" معك؟ "ستيفن جيرارد" أو "مايكل أوين" هما نجما كرة قدم عالميان، ولكن في نفس الوقت هما شخصان متواضعان. أتذكر جيّدا أن الثنائي أون- جيرارد لم يكن يبخل عليّ بتقديم النصائح في التدريبات والعمل. مضى ثلاثة سنوات حينما لعبنا أمام المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا سنة 2010، وقد سعدت كثيرا أن يأتي نحوي "ستيفن جيرارد" ويسلم عليّ، ونفس الشيء كان مع "جامي كراغر" صديقي وزميلي السابق في النادي حيث كنا نتقاسم نفس الغرفة معا. وهذا ما يوضح أن هؤلاء الأشخاص هم أناس محترمون وما زالوا يتذكرونني، ربما ليس كوني لاعب كرة قدم كنت إلى جانبهم، وإنما الطفل الصغير المهذب الذي كان إلى جانبهم. لو بقي المدرب "جيرارد هوليي" فأكيد أنك كنت ستبرز أكثر مع ليفربول؟ بالتأكيد لكن لم يحدث ذلك (يضحك)، وكما قلت لك من قبل فإن أي أمر يحدث تأتي بعده أمور أفضل وبالنسبة لي فلم يكن باستطاعتي الصبر أكثر على مستقبلي والمكتوب انتهى حينها ولا يمكن العودة إلى الخلف. تبلغ من العمر 28 سنة فهل ترى أنك قادر على المشاركة في كأس عالم أخرى؟ سيكون هذا الأمر في منتهى الروعة بالنسبة لي لأن أي لاعب يحلم بالمشاركة في مونديال واحد فما بالك إذا حالفني الحظ وشاركت لثاني مرة في كأس العالم وهذه المرة في أرض كرة القدم البرازيل، وعلى ما أعتقد فإنني في السن الأنسب للتواجد في كأس العالم وتقديم أفضل ما لديّ والمستقبل كلّه أمامي. قبل هذا يجب تحقيق نتيجتين إيجابيتين في مباراتي جوان أمام البينين ورواندا، أليس كذلك؟ بالتأكيد هما مباراتان في منتهى الصعوبة وعلينا التحضير لهما كما ينبغي، سألتحق برفاقي هذا الثلاثاء في مركب سيدي موسى بالجزائر العاصمة وهناك أهداف يجب بلوغها مع المنتخب الوطني وأنا مستعد للموعد المحدد وسأكون تحت تصرف الناخب الوطني. حدّثنا عن مشوارك مع نادي لوريون وتواجدك بقرب قائد المنتخب السابق يزيد منصوري؟ يزيد منصوري كان صديقي وأخي الأكبر وعند التحاقي ب لوريون الأمور لم تسر معي كما ينبغي ومنصوري ساعدني كثيرا ولا يمكنني أن أنكر ذلك فقد قدّم لي العديد من النصائح، وبالإضافة إلى يزيد فتواجد كذلك رفيق صايفي الذي كنت ألعب معه حينها وأحتفظ بذكريات رائعة معهما. سمعنا أنه كان وراء التحاقك لأول مرّة بالمنتخب الوطني، أليس كذلك؟ نعم فقد كان يعرفني جيدا ويعرف كذلك أفراد عائلتي وبذلك فمن الطبيعي أن يكون له دور في التحاقي بصفوف المنتخب الوطني للمرة الأولى، ولقد استفدت كثيرا من يزيد منصوري وبما أنه التحق حاليا بالمكتب الفيدرالي فهذا ليس من باب الصدفة بل للكفاءة التي يتمتع بها وأنا أحترمه كثيرا ويعجبني فيه تعلّقه الشديد بالجزائر. في صغرك هل كنت متعلّقا بكل ما هو جزائري؟ بالتأكيد فلديّ أقارب في الحراش وأنا أيضا قبائلي أنحدر من أقبو وبذلك فإن شبيبة القبائل وإتحاد الحراش هما فريقا عائلتي وأنا أحبّهما. قبل التحاقك بالمنتخب الوطني هل فكرت في الانضمام إلى "الخضر" أم لا؟ حتى أكون صريحا معك فإن أول شخص حدثني عن المنتخب هو رابح زياني والد كريم وهذا لما كنت محترفا في نادي لوريون وكان كريم زياني إلى جانبي في الفريق وحتى كريم ساعدني على الالتحاق ب "الخضر". ما الذي كان يقوله لك؟ كان كريم ووالده رابح يحدّثاني بكثرة عن مشروع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وأكدا لي أنها بصدد تكوين منتخب مستقبلي سيكون بحاجة إلى لاعبين في المستوى المطلوب، ولمّا كنت في المنتخب الفرنسي في الفئات الشبانية كنت أعلم أنه سيأتي يوم من الأيام وألتحق فيه بصفوف "الخضر". هل سيأتي يوم تتقمّص فيه ألوان شبيبة القبائل أو إتحاد الحراش؟ لم لا فكل شيء ممكن، لا يجب دائما غلق الأبواب والجميع يعلمون أنّ شبيبة القبائل فريق كبير في القارة الإفريقية وليس الجزائر فقط، وإتحاد الحراش لديه عراقته هو كذلك ويعتبر من بين الأفضل حاليا في البطولة الجزائرية، وأستغل الفرصة لكي أهنئ الحراش على المرتبة الثانية التي احتلها وظفره بتأشيرة المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا الموسم المقبل. مباراة البينين تقترب وبعدها مباراة رواندا، فكيف ترى هذين الموعدين في الفترة الصعبة والحساسة التي تقترب؟ صحيح أنّ المأمورية في غاية الصعوبة لكن يجب التركيز على العمل ولا شيء غير ذلك والتركيز على المباراتين المقبلتين لتحقيق أفضل نتيجتين وإسعاد الشعب الجزائري.