جاء تنقّل يزيد منصوري عضو المكتب الفيدرالي منذ أيام إلى مدينة "لوريون" الفرنسية من أجل أن يسأل عن اللاعب "جيريمي أليادير" وقبل ذلك اتصال مساعد المدرب الوطني نور الدين قريشي باللاعب لمعرفة رأيه بخصوص تقمّصه ألوان المنتخب الجزائري .. خاصة أنه يملك جنسية مزدوجة، ليطرح أكثر من سؤال بخصوص رغبة حليلوزيتش في جلب لاعب يقترب من نهاية مشواره للدفاع عن "الخضر" في وقت لا يفكر "أليادير" حتى في اللعب لصالح منتخب "الديوك" الذي قال إنه سيكون صعبا عليه أن يفضّل منتخب الجزائر عليه وهذا في حوار خصّ به مجلة "فرانس فوتبول" أول أمس الثلاثاء. استقدام لاعب مزدوج الجنسية في سن الثلاثين سيكون سابقة وإذا كان لا يمكن لنا من هذا المقام أن ننتقد قرار حليلوزيتش في البحث عن جلب "أليادير" للعب مع المنتخب الجزائري لأنه يدرك أكثر من أي شخص ما الذي يفعله وأيضا يعرف حاجيات التشكيلة الوطنية، فإن هذا لن يمنعنا من التوقف وقول كلمة حق بخصوص جلب لاعب يبلغ الآن 30 سنة (من مواليد 30 مارس 1983) وهو ما يعني أنه يقترب من نهاية مشواره الرياضي، ويبقى الأمر الواجب التنبيه له أنه لم يسبق للمنتخب الوطني منذ استقدامه لأول لاعب مزدوج الجنسية (عنتر يحيى سنة 2003) أن جلب لاعبا بلغ 30 سنة، إذ كان الأكبر بين 18 لاعبا الذين قدمتهم فرنسا للجزائر واضح ناصر الذي قدم وهو يبلغ 29 سنة (لقاء واحد) وبعده فابر 27 سنة (لم يلعب أي لقاء مع الجزائر). أرقامه مقبولة هذا الموسم بعد سقوط حر في مسيرته ويؤدي "أليادير" موسما مقبولا على العموم حتى إن كان ينشط الآن في ناد متوسط بدوري الدرجة الأولى الفرنسي وهو "لوريون" الذي لعب له 29 لقاء وسجل 15 هدفا، وهو الذي كان قبل 4 سنوات من الآن يلعب في "البريمير ليغ" مع "ميدلسبرو" الذي التحق به موسم 2006/2007 من أرسنال وقد سقط معه إلى دوري "الشامبيون شيب" (القسم الثاني في انجلترا) موسم 2008/2009 قبل أن ينضم إلى "لوريون" الموسم الفارط. "أليادير" الذي كانت بداية مسيرته الكروية واعدة جدا عندما انضم إلى أرسنال وهو يبلغ 19 سنة فقط قبل أن يستدعى لمنتخب فرنسا للآمال الذي لعب له 10 لقاءات بين سنتي 2003 و2004، عرف مشواره منذ انضمامه إلى "سلتيك ڤلاسڤو" في موسم 2005/2006 تراجعا كبيرا إذ تراجع مردوده وأصبح غير مستقر في الأندية التي يلعب فيها وهذا إلى غاية انضمامه إلى "لوريون" الموسم الفارط. لا يبدو أحسن مستوى من سوداني، جبور، غيلاس وبلفوضيل ولا يبدو "أليادير" في الوقت الراهن أفضل من المهاجمين الموجودين في المنتخب الوطني ونقصد بدرجة الأولى المحترفين وهم سوداني المتألق مع "فيتوريا ڤيماريش" صاحب 10 أهداف هذا الموسم وجبور المتوج بالدوري اليوناني مع "أولمبياكوس" والذي سجل هذا الموسم 20 هدفا وأيضا نبيل غيلاس الذي سجل 15 هدفا مع "موريرينس" البرتغالي، دون الحديث عن المهاجم الواعد إسحاق بلفوضيل المرشح للإلتحاق قريبا بالمنتخب الوطني بعد أن تم تأهيله للعب في صفوفه منذ 7 أشهر من الآن وهو الذي سجل 7 أهداف مع "بارما" مع العلم أنه احتفل منذ أسابيع قليلة بعيد ميلاده رقم 21. حليلوزيتش متعوّد على قرارات غريبة و"أليادير" لن يكون مفاجأة ويبقى الأكيد أن الناخب الوطني قد يفاجئ الجميع ويضغط لأجل استقدام هذا اللاعب قريبا إلى المنتخب الوطني رغم أن "أليادير" في حديثه مع "فرانس فوتبول" لم يبد مقتنعا كثيرا بفكرة اللعب مع المنتخب الوطني، ولن يكون قرار حليلوزيتش مفاجئا لأنه تعوّد منذ تنصيبه مدربا ل "الخضر" على قرارات غريبة ولا تستند لا إلى العقل ولا إلى المنطق آخرها كان في تربص الأخير الذي سبق لقاء البينين عندما استدعى يبدة الذي كان غائبا عن الميادين وقتها في 8 لقاءات لم يستدع فيها تماما مع غرناطة وكان ب 43 دقيقة منافسة في ظرف 13 شهرا، إلى جانب إصرار حليلوزيتش على استدعاء تجّار رغم أن هذا الأخير احتياطي مع ناديه دون الحديث عن قرارات أخرى عديدة اتخذها منذ توليه تدريب المنتخب كانت غريبة حقا ولا يليق المقام بذكرها جميعا الآن. تدعيم مناصب أخرى في المنتخب أولويّة مقارنة بالهجوم ومن الواضح أنّ المنتخب الوطني في الظرف الحالي ليس بحاجة إلى خدمات مهاجم في صورة "أليادير" خاصة أنّ هناك أولويات تمرّ قبله مثل إيجاد ظهير أيمن حقيقي في ظل عدم إقناع مهدي مصطفى بمردوده منذ توليه هذا المنصب خاصة أنه في الأصل لاعب وسط ميدان دفاعي، إلى جانب تراجع مستوى الحارس مبولحي وهو ما يتطلب إيجاد بديل أو منافس حقيقي له إلى جانب ضرورة البحث عن لاعب بمستوى كبير في وسط الميدان الدفاعي يلعب إلى جانب تايدر خاصة مع تدني مستوى ڤديورة وتواجد لحسن بدون منافسة مع ناديه خيتافي. -------------- جيريمي أليادير: "أنا فخور بأصولي الجزائرية" "صعب اتخاذ أي قرار وأنا لا أعرف الجزائر ولا تربطني أي علاقة بلاعبيه" "أنتظر الحديث مع حليلوزيتش لأخذ فكرة شاملة عن هذا الموضوع" "أنا متابع لمشوار المنتخب الجزائري" "حدثوني كثيرا عن الأجواء الحماسية التي يصنعها الجمهور الجزائري" "في 30 سنة هي اللحظة المناسبة لاكتشاف المستوى الدولي" يتحدث اللاعب السابق ل"أرسنالط والهداف الحالي لنادي "لوريون" الفرنسي عن صحة اتصال مساعد ناخب "الخضر" قريشي به، وكشف الحديث الذي دار بينهما وموقفه من اللعب للمنتخب البلد الذي لم يزره من قبل. القليل يعلم أنك من أصول جزائرية، كيف ذلك؟ أجل، أصولي جزائرية من جهة الوالدة، حيث جدتي لها أصول جزائرية وهي تنحدر من منطقة القبائل، وقد تنقلت إلى فرنسا مباشرة بعد الاستقلال، وكان عمرها آنذاك عشرين سنة فقط. هل سبق لك زيارة الجزائر من قبل؟ لا، لم تتح لي فرصة زيارة الجزائر وتحديدا المنطقة التي تنحدر منها عائلة والدتي، كنت أتمنى نيل هذا الحظ بزيارة الجزائر ولكن للأسف لم يحدث ذلك وربما يتحقق في المستقبل القريب. لنعرج إلى المنتخب الوطني الجزائري، هل حقا تلقيت اتصالا من نور الدين قريشي مساعد الناخب الوطني حليلوزيتش؟ نعم، لقد اتصل بي قريشي المدرب المساعد للناخب الوطني حليلوزيتش عبر الهاتف، وكان ذلك منذ أيام قليلة. وماذا قال لك بالتدقيق؟ أراد معرفة هل كنت متحمسا للعب لفائدة المنتخب الجزائري، لقد كان هذا الاتصال مجرد فرصة للتعارف. وماذا كان جوابك؟ لقد تحدثنا بشكل عام، وطرح علي الأسئلة التي تتعلق بأصولي الجزائرية وعلاقتي بالجزائر، واتفقنا على الحديث مجددا عن الموضوع. ولكن منذ ذلك الاتصال لم أتحدث مع أي شخص آخر عن موضوع التحاقي بالمنتخب الجزائري. صراحة هل أنت متحمس للعب في المنتخب الجزائري؟ لا أخفي عنك أني متردد ولا أعلم ما أقول، لم نصل إلى هذه المرحلة، وكل ما في الأمر أنه حدث اتصال أولي مع المدرب قريشي منذ مدة، ومنذ ذلك الحين لم يتجدد الاتصال ويجب الانتظار اتصال آخر من هذا الجانب. بدون شك تنتظر اتصالا مباشر من حليلوزيتش نعم، أنتظر اتصالا مباشرا من الناخب حليلوزيتش، لأنني كما قلت ل قريشي أنا مستعد للحديث عن هذا الموضوع، وأنتظر التعمق في هذه الاتصالات للحديث بعد ذلك عن القرار المناسب. وإذا قرر الناخب الوطني حليلوزيتش دعوتك للمنتخب، ماذا سيكون ردك؟ صراحة، لا أملك الإجابة ويجب أن تعلم أنني لم أزر من قبل الجزائر، ولا أعرف أي شيء عن هذا البلد، ولا تربطني حتى علاقة مع اللاعبين الجزائريين، وقبل اتخاذ أي قرار في هذا الشأن يجب أن أفكر مليا. في سن الثلاثين، ألا ترى أنه الوقت المناسب لاكتشاف المنافسات الدولية؟ أجل، صحيح أنني لم يسبق لي اللعب واكتشاف المستوى الدولي، بسبب بعض المشاكل التي اعترضت مشواري الكروي، بالإضافة إلى الإصابات التي عرقلتني أيضا، ولكن مع المشوار الذي أقدمه مع فريقي "لوريون" أظن أنه مهم جدا بالنسبة لي اكتشاف المستوى الدولي، ولمعرفة ما يمكنني أن أقدمه في هذا الجانب. هل تتابع أخبار المنتخب الوطني الجزائري ومشواره في الفترة الأخيرة؟ نعم، بطبيعة الحال، فأنا متابع لمشوار المنتخب الوطني الجزائري وهذا ليس وليد اليوم فقط، بل سبق لي أن تحدثت عن هذا الأمر، وكما تعلمون فإن جذوري من الجزائر ولم أنس ذلك، ولهذا أقول إنني أتابع ما يحدث بالجزائر سواء من حيث النتائج أو المراتب والمنافسات. نفهم من كلامك أنك فخور جدا بأصولك الجزائرية هذا أكيد، فأنا فخور لأن أصولي وجذوري من الجزائر وأنتمي لهذا البلد، فلو لم أكن كذلك فما الداعي للحديث عن هذا الموضوع. دون شك لديك فكرة عن حماس الجمهور الجزائري وعشقه لكرة القدم، خاصة خلال نهائيات كأس العالم الماضية 2010.. بكل تأكيد، فقد تابعت مشوار المنتخب وما كان يفعله الجمهور الجزائري بفرحة وكثير من الدهشة، بالدعم والمساندة والحماس الذي يصنعه الجزائريون، ففي تلك فترة كان كل الجمهور يتابع عن قرب أخبار المنتخب ويقف الى جانبه، بل وملتف حوله بصورة رائعة، لاسيما في اللقاء الفاصل الذي كان أمام المنتخب المصري، حيث كان الحماس شديدا. أعرف هنا بعض المناصرين الجزائريين للمنتخب الوطني حكوا لي عن أمور كثيرة جرت وقتها، لا أحد بوسعه أن ينكر بأن الجزائر بلد كبير يحب كرة القدم، والشعب في كل الأوقات يقف بجانب المنتخب، وهذا شيء رائع. عدد كبير من اللاعبين يتمنون اللعب أمام جمهور مميز كهذا، فهل أنت منهم؟ ليس بالضرورة، فأنا مثلا متعود على اللعب أمام جمهور كبير ووسط أجواء مميزة ورائعة، وأعتقد أنكم تعرفون جيدا الجماهير الانجليزية. أما الجمهور الجزائري فقد حدثني عنه عدد من أصدقائي وعن الأجواء الرائعة التي يصنعها محبو المنتخب الوطني، وقد رُوي لي الكثير من الأشياء في هذا الموضوع. لنفترض أنك تلقيت دعوة من المنتخب الفرنسي وأخرى من الجزائري في الوقت نفسه، أيهما ستختار؟ أنا فرنسي فقد ولدت هنا وكبرت في هذا البلد وبكل بساطة سأختار تقمص ألوان المنتخب الفرنسي، لكن لحد الآن لم أتلق هذه الدعوة منه، أما بالنسبة للمنتخب الجزائري فكل ما في الأمر أنني تلقيت اتصالا واحدا فقط من مساعد الناخب الوطني قريشي. ومتى ستتخذ قرارك؟ لابد من فهم أمر هام، فالأمر لا يتعلق بمجرد اتخاذ قرار أنا لاعب في نادي "لوريون" والجميع يعرف أين يجدني، وإذا كانت هناك أطراف تهتم بخدماتي فما عليها إلا الاتصال بي. حاليا أنا مركز فقط على نهاية الوسم مع فريقي "أف. سي. لوريون". هل تتابع أخبار البطولة الجزائرية؟ لا، لست متابعا لما يحدث في البطولة الجزائرية على الإطلاق، آسف.