يرفع منتخب أوروغواي لكرة القدم شعار "كل شيء أو لا شيء" عندما يلتقي نظيره النيجيري غدا الخميس في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول لبطولة كأس القارات المقامة حاليا بالبرازيل. ومع هزيمة منتخب أوروغواي 1/2 أمام أسبانيا والفوز الكاسح 6/1 لنيجيريا على تاهيتي في الجولة الأولى من مباريات المجموعة ، أصبحت المباراة بين الفريقين غدا هي الحاسمة ربما لكليهما في مسيرته بالبطولة. وتمثل المباراة الفرصة الأخيرة لمنتخب أوروغواي إذا أراد التأهل للمربع الذهبي للبطولة حيث يحتاج الفريق إلى الفوز على النسور الخضر غدا من أجل إنعاش آماله في التأهل. أما التعادل فيبقي على فرصته وإن كانت متعلقة بعدد الأهداف التي سيحرزها في مرمى تاهيتي في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة يوم الأحد المقبل بشرط فوز أسبانيا على نيجيريا في نفس الجولة بينما تبدد الهزيمة غدا آمال منتخب أوروجواي (السماوي) في البطولة تماما بعد عامين فقط من تتويجه بلقب بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2011) بالأرجنتين. ولم يخطئ المدرب أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروجواي عندما قال قبل وبعد مباراته أمام المنتخب الأسباني بطل العالم وأوروبا إن المباراة أمام المنتخب النيجيري هي الأهم ولابد من الفوز بها. وأوضح تاباريز :"اللاعبون على اقتناع بضرورة طي الصفحة (بعد الهزيمة أمام أسبانيا) والتفكير في المباراة الثانية لنا أمام نيجيريا". ويراهن منتخب أوروغواي على "الانتفاضة" التي يتميز بها والتي لن تكون سهلة أمام منافس مثل المنتخب النيجيري بطل أفريقيا الذي لا يتمتع بإمكانيات ومستوى مثل نظيره الأسباني ولكنه يعرف كيف يتعامل مع الكرة ويمتلك إمكانيات خططية وبدنية جيدة. ورغم السيطرة والهيمنة الواضحة للمنتخب الأسباني في مباراة الفريقين يوم الأحد الماضي ، قدم منتخب أوروجواي صورة من انتفاضته حيث تحسن أداء الفريق كثيرا بعد نزول اللاعبين المخضرم دييجو فورلان ونيكولاس لوديرو. وفي ضوء ما حدث من تغير في مستوى الأداء ، يستطيع تاباريز الآن وضع التصورات التي يريدها لتشكيلة فريقه في مباراة الغد. وقد يدفع تاباريز باللاعب فورلان منذ البداية رغم أنه ظل على مقاعد البدلاء حتى الدقيقة 69 في مباراة أسبانيا وأكد بعد المباراة أنه شعر بالارتياح للمركز الذي لعب فيه بهذه المباراة في إشارة لمشاركته في خط الوسط لصناعة اللعب بينما اعتاد فورلان منذ بداية مسيرته مع الفريق في مارس 2002 على اللعب في الهجوم. وأكد فورلان أنه يتفهم تماما حرص تاباريز على الدفع به في هذا المركز ليساهم في صناعة اللعب وصنع الفرص لزملائه في الهجوم. ويتمتع فورلان ، الفائز بلقب أفضل لاعب في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، بشهرة ومحبة طاغية في البرازيل حيث يلعب حاليا لنادي انترناسيونال بورتو أليغري البرازيلي. وظهر حب الجماهير واحترامها لهذا اللاعب عندما أذيع اسمه في الإذاعة الداخلية لاستاد "بيرنامبوكو" بمدينة ريسيفي وعندما نزل في منتصف الشوط الثاني من المباراة أمام أسبانيا حيث نال تحية هائلة وتصفيقا حادا من الجماهير في المدرجات. وقال فورلان :"هذه الأشياء (الحب والاحترام) هي ما تتبقى للاعب. لمست هذا في فرنسا وفي دول آسيا وفي أماكن مختلفة. هذا لا يقدر بثمن". وقد تدخل هذه الأمور في حسابات تاباريز الذي يهتم بهذا كثيرا عن اختيار تشكيلته حيث يحرص على اختيار اللاعبين الجاهزين سواء على المستوى البدني أو المعنوي. وقد يحرص فورلان بشكل أكبر على المشاركة في هذه المباراة لأنها ستكون المباراة الدولية رقم 100 له مع منتخب أوروجواي وقد ينجح خلالها في هز الشباك لينفرد مجددا بالرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب مع السماوي بعدما عادل زميله لويس سواريز هذا الرقم في المباراة الماضية عندما سجل الهدف الدولي رقم 33 له مع الفريق ليزاحم فورلان على لقب الهداف التاريخي. وقال دييغو بيريز أحد نجوم خط وسط المنتخب الأوروغوياني :"علينا التأكيد على استعادة لياقتنا البدنية بشكل جيد وأن نخوض المباراة أمام نيجيريا بروح التفاؤل" في إشارة إلى أن الفريق تأثر في لقاء أسبانيا بالإجهاد بعد المواجهة الصعبة أمام فنزويلا منتصف الأسبوع الماضي في تصفيات كأس العالم 2014 . كما أكد زميله المدافع ماكسيميليانو بيريرا "يجب أن نكون أكثر قوة". وفي المقابل ، يرى المنتخب النيجيري في المباراة الفرصة الأقرب لبلوغ المربع الذهبي في البطولة خاصة وأن المباراة الثالثة للفريق ستكون في غاية الصعوبة حيث يصطدم بالمنتخب الأسباني يوم الأحد المقبل. واستهل النسور الخضر مسيرتهم في البطولة بأسهل مواجهة ممكنة حيث اكتسحوا منتخب تاهيتي 6/1 في فوز منطقي أمام فريق لا يمتك سوى محترف واحد ويعتمد على مجموعة كاملة من اللاعبين الهواة. ولكن المنتخب النيجيري يدرك تماما أن مواجهة الغد تختلف كلية عن المباراة أمام تاهيتي وأن المنافس يمتلك من الخبرة والإمكانيات والمهارات ما يجعله المرشح الأقوى للفوز في البطولة. ولم يجد اللاعب نامدي أودوامادي صعوبة في هز شباك تاهيتي ثلاث مرات (هاتريك) كما سجل زميله أوا إتشيجيدي هدفين وأهدر المهاجم الشاب أحمد موسى سلسلة من الفرص الذهبية. ولكن اللاعبين الثلاثة سيواجهون غدا خط دفاع يتميز بالخبرة بقيادة دييجو لوغانو وهو ما يجعلهم بحاجة إلى بذل جهد أكبر والحرص على تركيز أكبر في استغلال الفرص التي تسنح لهم في المباراة. كما سيتحمل الحارس النيجيري فينسنت إينياما عبئا ثقيلا في مواجهة خط هجوم قوي يقوده الثنائي لويس سواريز ثاني هدافي الدوري الإنجليزي وإدينسون كافاني هداف الدوري الإيطالي في الموسم المنقضي علما بأن الأخير أخفق كثيرا في لقاء أسبانيا ويسعى لتعويض ما فاته في البطولة. كما يتألق من خلفهما فورلان الذي ينتظر أن يسبب إزعاجا شديدا لإينياما من الضربات الثابتة التي سيحرص الدفاع النيجيري بالتأكيد على تجنبها حتى يحرم منتخب أوروغواي من أحد عناصر تفوقه.