انفرد منتخب الأوروغواي بالرقم القياسي لمرات الفوز ببطولة أميركا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أميركا) بعد أن تُوِّج بلقبه الخامس عشر، إثر فوزه على الباراغواي بثلاثة أهداف نظيفة في لقائهما مساء الأحد على ملعب إل مونومنتال الخاص بنادي ريفر بلايت في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، في نهائي بطولة كوبا أميركا الثالثة والأربعين. أحرز الأهداف ثنائي الهجوم لويس سواريز في الدقيقة 12 ودييغو فورلان في الدقيقتين 41 و90. وكان المنتخب الأوروغواياني يتقاسم الرقم القياسي لألقاب كوبا أميركا مع نظيره الأرجنتيني بأربعة عشر لقباً لكل منهما، ولكن الأول أثبت تفوقه بعد أن أطاح بمنتخب التانغو المضيف من هذه البطولة قبل أن يفوز بلقبها عن جدارة. توجت الأوروغواي باللقب القاري أعوام 1916 و1917 و1920 و1923 و1924 و1926 و1935 و1942 و1956 و1959 و1967 و1983 و1987 و1995 بالإضافة إلى هذه البطولة. أما الباراغواي ففازت باللقب مرتين، الأولى عام 1953 في البيرو وتعادلت في تلك البطولة مع الأوروغواي (2-2)، والثانية في بطولة 1979 التي خاضتها الفرق بنظام الذهاب والعودة على أرضها، وفي تلك البطولة تعادلت الباراغواي ذهاباً على أرضها مع الأوروغواي بدون أهداف، ثم في العودة تعادلا أيضاً (2-2). تاريخ المواجهات المباشرة بين الفريقين التقى الفريقان قبل هذه المباراة 24 مرة في بطولة كوبا أميركا، كانت الأفضلية فيها للأوروغواي التي فازت 13 مرة مقابل ستة انتصارات للباراغواي وخمسة تعادلات، وسجلت الأوروغواي 50 هدفاً مقابل 32 للباراغواي. أما في مجموع مباريات الفريقين الرسمية والودية، فقد تواجها 68 مرة، ففازت الأوروغواي في 28 مباراة والباراغواي في 25 وتعادلا 15 مرة، وأحرزت الأوروغواي 102 هدفاً مقابل 90 للباراغواي. وهذه هي المرة الأولى التي يتواجه فيها الفريقان في نهائي البطولة، وبإضافة نتيجتها تكون الأوروغواي قد فازت 14 مرة في لقاءاتهما في كوبا أميركا و29 مرة في مجموع المباريات، وازدادت حصيلة أهدافها في مرمى الباراغواي إلى 52 هدفاً في كوبا أميركا و104 في مجموع المباريات الرسمية والودية. وشهدت بطولة أميركا الجنوبية التي استضافتها تشيلي عام 1926، أكبر نتيجة في تاريخ مباريات الفريقين، حين فازت الأوروغواي بستة أهداف مقابل هدف واحد. غاب عن الباراغواي في هذه المباراة المدرب خيراردو مارتينو بسبب طرده في مباراة نصف النهائي أمام فنزويلا، وشاهد المباراة من المدرجات مع الجمهور، كما افتقدت تشكيلة الفريق لاعب الوسط جوناثان سانتانا بسبب طرده أيضاً في المباراة السابقة، وبسبب الإصابة غاب المهاجم روكي سانتا كروز أفضل هداف في تاريخ المنتخب الباراغواياني برصيد 25 هدفاً في 87 مباراة التساوي مع المهاجم المعتزل خوسيه كاردوزو الذي سجل نفس رصيد الأهداف في 82 مباراة كانت آخرها عام 2006. الشوط الأول
مع انطلاق صافرة الحكم البرازيلي سالفيو فاغونديس فيليو كانت البداية الساخنة للمباراة بهجوم مكثف من جانب منتخب الأوروغواي الذي ضغط منذ اللحظات الأولى، وأنقذ الحارس الباراغواياني خوستو فيار مرماه من هدف مؤكد في الدقيقة الثالثة حين أبعد تسديدة قريبة المدى من لويس سواريز، وارتدت الكرة إلى المدافع الأوروغواياني المتابع سيباستيان كواتيس الذي سددها برأسه فاصطدمت بيد نستور أورتيغوزا على خط المرمى غير أن الحكم لم يرها وبالتالي لم يحتسب ركلة جزاء مؤكدة. تواصل الضغط الأوروغواياني الذي تسبب في ست ركنيات في الدقائق التسع الأولى، وأثمر ذلك عن الهدف الأول في الدقيقة 12 بقدم لويس سواريز نجم هجوم ليفربول الإنكليزي، حين توغل داخل منطقة جزاء الباراغواي من الناحية اليمنى وسدد الكرة بيسراه، فارتطمت بقدم المدافع داريو فيرون واستقرت في الزاوية البعيدة على يمين الحارس خوستو فيار. وشهدت الدقيقة 17 البطاقة الصفراء الأولى في اللقاء، وكانت من نصيب مدافع الباراغواي فيكتور كاسيريس نتيجة عرقلته العنيفة لسواريز، وفي الدقائق التالية غلبت الخشونة والعنف على أداء الفريقين، وتلقى لاعب الوسط الأوروغواياني دييغو بيريز إنذاراً في الدقيقة 24 إثر تدخله العنيف مع كريستيان ريفيروس، وبعد ذلك بدقيقة نال ظهير الأوروغواي فرناندو كاسيريس إنذاراً آخر لعرقلته إنريكي فيرا. استمر الأداء على نفس المنوال من الخشونة، وأشهر الحكم البطاقة الصفراء مجدداً في الدقيقة 30، هذه المرة للظهير الأيسر الأوروغواياني ماكسي بيريرا، وأهدر نجم الأوروغواي دييغو فورلان فرصة ثمينة للتسجيل في الدقيقة 32 حين تلقى تمريرة بينية انفرد على أثرها بالمرمى ولكنه تأخر في تسديد الكرة فخرج الحارس فيار لملاقاته وأبعد الكرة عن مرماه، بعدها بثلاث دقائق كانت الفرصة سانحة لسواريز للتسجيل من داخل المنطقة ولكنه سدد الكرة في الشباك من الخارج. وأخيراً تمكن دييغو فورلان نجم أتلتيكو مدريد الإسباني من إحراز هدفه الأول في البطولة والثاني لفريقه في هذه المباراة قبل نهاية الشوط الأول بأربع دقائق، حين تلقى تمريرة سحرية من آريفالو ريوس على حدود منطقة الجزاء سددها بيسراه قوية في الزاوية على يمين حارس مرمى الباراغواي، لينتهي الشوط بتقدم الأوروغواي الأفضل بهدفين نظيفين. الشوط الثاني
حاول منتخب الباراغواي تقليص الفارق مع بداية الشوط، وفي الدقيقة 54 ضاعت فرصة ذهبية من المهاجم نلسون هايدو فالديز حين تلقى كرة طولية من أورتيغوزا وسددها "على الطائر" قوية ارتطمت بعارضة المرمى الأوروغواياني وارتدت إلى داخل الملعب. وظهرت البطاقة الصفراء مجدداً في الدقيقة 57 حين أشهرها الحكم البرازيلي في وجه إنريكي فيرا لاعب وسط الباراغواي بعد عرقلة عنيفة لدييغو بيريز. وأنقذ الحارس الأوروغواياني دييغو موسليرا مرماه من فرصة خطيرة لكريستيان ريفيروس في الدقيقة 62، وبعدها بدقيقة أجرى مدربه أوسكار واشنطن تاباريز التغيير الأول في صفوف الفريق بنزول إدينسون كافاني مهاجم نابولي الإيطالي بدلاً من الجناح الأيسر ألفارو بيريرا. وبدوره أجرى منتخب الباراغواي تغييراً مزدوجاً لتنشيط خط الوسط في صفوفه في الدقيقة 65، فسحب اللاعبين كريستيان ريفيروس وفيكتور كاسيريس وأشرك بدلاً منهما هرنان بيريز ومارسيلو إستيغاريبيا. وفي الدقيقة 70 لعب الأوروغواياني سيباستيان إيغورين بدلاً من المخضرم دييغو بيريز، وكاد البديل إيغورين أن يضيف الهدف الثالث لمنتخب بلاده بعد نزوله بثلاث دقائق، غير أن الحارس خوستو فيار أبعد تسديدة لاعب وسط الأوروغواي بصعوبة. وألقى منتخب الباراغواي بورقته الأخيرة في الملعب بإشراكه لوكاس باريوس مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني بدلاً من بابلو زيبايوس الذي لم يقدم شيئاً حتى خروجه في الدقيقة 76، وكان عدم إشراك باريوس أساسياً إلى جوار فالديز منذ بداية المباراة كتشكيلة اللقاءات السابقة مثار تساؤلات عديدة، خاصة وأنها أهم مباريات البطولة. في الدقائق الأخيرة استمرت المحاولات المستميتة من الباراغواي لتعديل النتيجة، وتلقى المدافع الأوروغواياني سيباستيان كواتيس إنذاراً في الدقيقة 85 للمسه الكرة باليد، وقبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقتين قام المدرب تاباريز باستنفاد تغييراته فدفع بالظهير دييغو غودين بدلاً من مارتين كاسيريس. هدف ثالث وإنجاز تاريخي لفورلان
وفي الدقيقة الأخيرة صنع سواريز الهدف الثالث لفورلان، بعد أن لعب الأول تمريرة بينية سريعة انفرد على إثرها فورلان بالحارس فيار ولم يجد صعوبة في إيداعها الشباك لتنتهي المباراة بفوز تاريخي ومستحق للأوروغواي. ويذكر أن فورلان (32 عاماً) أفضل لاعب في بطولة كأس العالم الماضية عام 2010 في جنوب أفريقيا، هو أكثر اللاعبين تمثيلاً لمنتخب بلاده في المباريات الدولية برصيد 82 مباراة، وبهذا الهدف رفع رصيده إلى 31 هدفاً ليكون أفضل هداف دولي في تاريخ الأوروغواي بالتساوي مع الراحل هكتور سكاروني الذي لعب بألوان المنتخب السماوي حتى عام 1932. تشكيلة الفريقين