يبدو أنّ الاحترازات التي رفعها منتخب مالي ضد منتخبي البينين ورواندا في مبارتيه أمامهما قبل 13 شهرا ومنذ 20 يوما على التوالي بحثا عن إضافة 5 نقاط أو حتى نقطتين في أسوأ الاحتمالات لتجنّب الإقصاء، قد تكون سببا في ضغط رهيب على هذا المنتخب في الجزائر خلال مباراة يوم 6 سبتمبر المقبل، وهذا بصرف النّظر عما إذا كانت الاحترازات مؤسّسة أم أنها مجرد محاولة يائسة لإنقاذ أمل ضائع في التأهل. ويبقى المؤكد أن الحديث عن قضية الاحترازات الذي نال أكثر من حقه بشهادة الجميع أضاف دوافعا للجميع لتحقيق الفوز على حساب "النسور" والتأكيد له أنّ هناك فرقا بين من يحقق المرتبة الأولى بعرق لاعبيه وبإصرارهم ومن يسعى إلى الورق ويشتري "الخيوط" والذمم وكل شيء. اللاعبون تفاجأوا بما يُقال ويصرّون أكثر على الفوز من جهتهم لاعبو المنتخب الوطني وعلى الرغم من أن جميعهم كانوا في عطلة عندما ظهرت هذه القضية إلى السطح إلا أن ذلك لم يمنعهم من أن يولوا الأمر أهمية كبيرة، لأن حصول مالي على نقطتين أو 3 أو 5 نقاط يعني في كل الحالات أن الفوز عليها صار ضروريا، وعلى الرغم من أن اللاعبين يدركون جيداً أنّ الفوز مهم للاحتفال مع الجمهور الجزائري بالتّأهل إلى المباراة الفاصلة، إلا أن ما يروّج له الماليون شحنهم وسيعطيهم دفعا إضافيا خلال مباراة السادس سبتمبر مهما كانت ظروف هذه المباراة وإن كانت ستلعب والجزائر متأهلة أو تأهلها مرهون، بينما تشير كل المعطيات إلى أن الضغط سيكون شديدا جدا على عاتق التشكيلة المالية. حليلوزيتش يعتبرها مباراة ثأرية للرّد على مالي وروراوة غاضب من حمادون من جهته فإنّ النّاخب الوطني الذي لم يعلق على قضية الاحترازات يبدو أنه قلق حسب ما نقل عنه ويستغرب دون شك هذه الممارسات البائدة التي لا تحصل سوى في إفريقيا من خلال حصول منتخب على النقاط على البساط بينما تم تجاوز هذه الأمور منذ عقود في القارات الأخرى، ودون شك هي مباراة ثأرية بالنسبة للنّاخب الوطني الذي يرى أن التعادل على الأقل سُرق منه في واڤادوڤو في المباراة التي انتهت بنتيجة (1-2) بعد أن كان المنتخب الوطني متفوّقا قبل أن يتلقى هدف التعادل ثم ثانيا قبل دقائق من النهاية. لتبقى مباراة شبتمبر فرصته ليؤكد استحقاق الجزائر التأهل وليرد على الماليين وما أثاروه مؤخرا، كما علمنا أن روراوة غاضب من رئيس الإتحاد المالي سيسي حمادون الذي أراد أن يلهي الرأي العام المحلي ويبعده عن الإقصاء بلفت أنظاره نحو قضية أخرى. بالنسبة للمتابعين إذا لم نفز على مالي فإننا لا نستحق التأهّل ومن المؤكد أن المباراة المقبلة بين الجزائر ومالي وقبل أن تكون مباراة لتحسين ترتيب "الفيفا" وضمان تواجد الجزائر في رؤوس المجموعات الخمس، فهي بالنسبة للأنصار ومتابعي المنتخب تعتبر اختبارا حقيقيا للمنتخب وقدراته وما الذي بإمكانه أن يحققه في مواجهة ثالث أحسن منتخب إفريقي في تصنيف "الفيفا" وفي آخر كأسين إفريقيتين، فيما ينظر البعض إلى هذه المباراة من منظور أن الجزائر إذا لم تفز على مالي فإنها لا تستحق أن تتأهل على رأس المجموعة بما أنها تكون بذلك فشلت مرتين أمام هذا المنتخب، ولو أن مناصري "الخضر" لا يريدون أن يحصل أي سيناريو غير مرغوب فيه من خلال اعتزامهم الحضور بأعداد غفيرة لمساندة المنتخب الوطني والوقوف إلى جانبه ليحقّق الانتصار. الوزير تهمي يطالب بالانتصار سواء كانت احترازات مالي شرعية أم لا ومن المؤكد أن الفوز اصبح قضية مبدأ بالنسبة للجميع وتعزز هذا الأمر بسبب قضية الاحترازات الأخيرة إذ أصبح الفوز على الماليين وتلقينهم درسا كرويا أفضل رد على ما يقومون به منذ أيام بحثا عن أي قشة للتمسك بها، وكشف وزير الشباب والرياضة محمد تهمي أمس في تصريحات لإذاعة الجزائر الدولية أن المنتخب الوطني مطالب بتحقيق الانتصار وربط الفوز بأحقية "الخضر" بالتأهل إلى المباراة الفاصلة، وعن ذلك قال: "إذا أردنا التأهل إلى المونديال فإننا مطالبون بالفوز على مالي، رغم أن قضية الاحترازات ليست مشكل الجزائر، نملك فريقا تحسّن كثيرا وهو مطالب بتحقيق الفوز بصرف النظر عما إذا كانت الاحترازات شرعية أم لا".