يبدو أن الفوز المحقق أمام تلمسان أصبح لا حدث في سعيدة، فالجميع يفكر هذا الأسبوع في تداعيات الأزمة المالية التي تعاني منها المولودية، والجميع ينتظر قرار الرئيس الخالدي الذي قدم فعلا استقالته يوم أمس لأعضاء المكتب المسير. ليبقى التساؤل مطروحا حول الجهة التي ستتكفل بتسيير الفريق، وحول ما إن كانت المولودية ستحقق هدفها المسطر في ظل الأوضاع الراهنة. مولودية الأزمات وتفرض نفسها في أول بطولة محترفة غريب جدا ما يحصل في بطولة هذا الموسم من تناقضات كثيرة، فالفرق التي تسير بالملايير والتي تملك من الإمكانات المالية ما يكفيها لاحتلال مرتبة مشرفة تعاني الأمرين في أسفل ترتيب بطولة هذا الموسم، والأمثلة على ذلك كثيرة كمولودية الجزائر وأهلي البرج واتحاد عنابة، وفي المقابل خطفت المولودية هذا الموسم كل الأضواء ليس لأنها فرضت نفسها بأداء لاعبيها المتميّز وبنتائجها الممتازة، وإنما لأنها الفريق الوحيد في البطولة الذي لا يملك مداخيل من أيّ جهة سوى من مساهمات الرئيس الخالدي وبعض من المسيرين، الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. فالمولودية ومنذ بداية هذا الموسم تعاني أزمات مالية خانقة لكنها ظلت صامدة بصمود رئيس الفريق، وحققت نتائج أبهرت بها كلّ المتتبعين . الظروف تغيّر والخالدي قال "لا أملك المال الكافي" ورغم صمود المولودية في وجه كلّ الأزمات التي لاحقتها منذ بداية الموسم بسبب غلق أبواب مساعدات السلطات المحلية وصمت رجال الأعمال في الولاية، إلا أن المستقبل يبدو غامضا لدرجة أن مهمّة تحقيق الهدف المسطر وهو ضمان البقاء قد يكون صعبا المنال إذا ما بقيت الأمور المالية تراوح مكانها. فالخالدي الذي صرف الكثير طيلة الموسمين الماضيين من ماله الخاص قالها بوضوح بعد اللقاء الأخير: " لا أملك المال الكافي لتسيير ما تبقي من مشوار"، وهي كلمة تحمل الكثير من الدلالات، حيث أراد من خلالها أن يحمّل المسؤولية لكل من له علاقة بالفريق، من سلطات محلية أو مقاولين ورجال الأعمال، وهو ما يجعل المناصر السعيدي متخوّفا من المستقبل الذي يبدو غامضا، في ظلّ صمت المسؤولين والمعنيين بالفريق. التحية والتقدير لكلّ اللاعبين دون استثناء بعض النظر عن النتيجة التي انتهى عليها لقاء تلمسان والمولودية، أظهر لاعبو سعيدة أداء جيّدا حيث تحكموا في زمام الأمور وأحكموا سيطرتهم على كلّ أطوار المواجهة، وكانت الفعالية الهجومية حاضرة، وهو الأمر الذي يحسب على اللاعبين الذين وجّه لهم أنصار المولودية التحية والتقدير، لأنهم حققوا فوزا عريضا على حساب فريق ظهر بقوة خلال مرحلة الإياب، كما أنهم نجحوا في فرض أنفسهم رغم كلّ الظروف الكارثية التي عانوا منها قبل اللقاء، كالمعنويات المنحطة وتداعيات الأزمة المالية. ليبقى على رفقاء مادوني تأكيد صحتهم الأخيرة والتفكير في المواجهة القادمة أمام عنابة، هذا طبعا إن قرّرت الإدارة السعيدية لعب هذه المواجهة. روابح لا يزال قلقا من الوضعية الحالية ورغم الفوز العريض الذي حققه السعيديون، إلا أن المدرب روابح الذي عاش خلال الفترة السابقة أياما عصيبة بسبب تدهور نتائج المولودية، حيث لا يزال حتى الآن قلقا من مستقبل الفريق، فهو متخوف جدا من تداعيات الأزمة المالية ومن تأثيرها في اللاعبين، وهو الأمر الذي أكده قبل يوم واحد من مواجهة تلمسان، حيث أشار أنه حاول إبعاد اللاعبين عن الأزمة لكنه لم ينجح في ذلك. ليبقى روابح ينتظر هو الآخر أن تجد الأزمة المالية حلا في الأيام القليلة القادمة. أداء اللاعبين يبشّر بالخير استطاع أبناء المدرب توفيق روابح وبامتياز من إنهاء مرحلة الفراغ التي مرّوا بها منذ مدة، وتمكنوا بفضل أدائهم الجيد من العودة إلى سابق عهدهم، وهو الأمر الذي استبشر له الأنصار خيرا خاصة أن المولودية كانت متعطشة لفوز يُعيدها للواجهة. لكن ورغم ذلك يتخوّف البعض من الغرور الذي قد يُصيب اللاعبين، والذي أصابهم فعلا في الدقائق العشر الأخيرة، بدليل أنهم سمحوا للوداد بفضل استهزائهم من تسجيل هدفين في ظرف قصير. لذلك يجب على رفقاء الحارس كيال الحذر من الغرور، كما يجب عليهم التفكير بمنطق أن كلّ المباريات القادمة ستلعب بعقلية الكأس. روابح يريد بقاء مُريحا وليس بقاء "الكشفة" وكان المدرب روابح قبل لقاء تلمسان جمع لاعبيه وتحدّث معهم عن بقية مشوار المولودية في بطولة الكبار، حيث أكد لهم أن تحصيل 26 نقطة أمر جيّد لفريق يريد تحقيق البقاء، لكن في المقابل شدّد على ضرورة أن تلعب المباريات القادمة بعقلية الكأس، حتى تضمن التشكيلة بقاءها في أسرع وقت ممكن. فالمدرب روابح يريد حسم الأمور قبل نهاية البطولة بجولات عديدة، لأنه يدرك أن البطولة تزداد شراسة كلما اقتربت من نهايتها، وهو ما قد يصعب على السعديين تحقيق هدفهم. لذلك يأمل روابح في ضمان البقاء وتحقيق الهدف المسطر في الجولات القادمة حتى لا يدخل اللاعبين الشك. أكد للاعبيه أنهم قادرون على مُزاحمة الكبار وسبق لمدرب المولودية أن أكد أن ضمان البقاء لا يعني احتلال المركز 13، بل أشار أن البقاء في نظره هو احتلال المركز الثاني، وهو ما يعني أن روابح يريد احتلال مركز مشرّف لأنه يدرك جيدا إمكانات لاعبيه، وهو الأمر الذي أكده لهم قبل لقاء تلمسان. حيث حاول تحفيز لاعبيه وأكد لهم أنهم يملكون الإمكانات لتحقيق مركز مشرّف ومزاحمة الكبار في بطولة هذا الموسم، وهي الرسالة التي فهمها اللاعبون جيّدا ويصرّون على تحقيق هذا الموسم. ---------------------------- الدفاع يعاني نقائص كثيرة كشف اللقاء الأخير عن ضعف أداء الدفاع السعيدي الذي لم يعرف الاستقرار منذ مدة، حيث أصبحت المولودية تتلقى أهدافا كثيرة وبطريقة ساذجة، وهو الأمر الذي جعل المناصر يطرح أكثر من علامة استفهام حول تراجع مستوى الدفاع الذي كان يصنع الحدث في مرحلة الذهاب. ليبقى على المدرب روابح مراجعة بعض الحسابات، حتى يعود الدفاع السعيدي لسابق عهده. كيال يواصل التألق ومقني يقحم أساسيا في آخر لحظة لا أحد في سعيدة ينكر الدور الكبير الذي أصبح يقدّمه الحارس مروان كيال، حيث أدّى ما عليه في المواجهة السابقة بدليل أن تصدّى لأكثر من كرة خطيرة خاصة في الشوط الثاني. ورغم تلقيه هدفين في هذه المواجهة إلا أن كيال لا يتحمّل المسؤولية بقدر ما يحتملها رفقاء بن دحمان الذين تهاونوا في آخر عشر دقائق وبعد أن ضمنوا الفوز بنتيجة عرضية. كما سجل مقني حضوره الأساسي في آخر لحظة حيث وصل قبل اللقاء الأخير بيوم واحد، ومع ذلك أدّى ما عليه وساهم في تماسك الدفاع خاصة في الشوط الأول. حجاري غطى الرواق الأيمن بامتياز ومقداد لم يظهر الكثير لعب حجاري واحدة من أحسن المباريات هذا الموسم حيث غطى الرواق الأيسر بامتياز وكان له الفضل في الهدف الرابع الذي سجّله مادوني. أما المدافع الأسير مقداد فلم يظهر الكثير خاصة من الناحية الهجومية أين عوّدنا على التألق. عبد اللاوي صفقة مُربحة وعدادي ناقص منافسة أكد عبد اللاوي أنه صفقة مُربحة حيث نجح في ظرف قصير في فرض نفسه ضمن التشكيلة الأساسية، وقد قدّم خلال المواجهة الأخيرة مستوي طيبا وكان أحد أبرز اللاعبين. وفي المقابل بدا واضحا أن لاعب الوسط عدادي عاني نقص المنافسة بعد ابتعاده عن الميادين لمدة طويلة، بسبب بقائه في كرسي الاحتياط. ---------------------------- الخالدي قدّم استقالته أمس في انتظار تدخّل السلطات المحلية عقد المكتب المسير للمولودية اجتماعا طارئا مساء أمس بمقرّ الفريق، وقد حضر الرئيس الخالدي وكل أعضاء المكتب. وخلال هذا الاجتماع، فاجأ الرئيس الخالدي الجميع عندما قدّم استقالته أمام أعضاء المكتب، حيث نفذ تهديده بعد أن وقف عاجزا أمام الأزمة المالية الخانقة. لتدخل بذلك المولودية في نقف مظلم، حيث سيكون من العصب جدا على المكتب المسير الحالي أن يتصرّف في الفترة الحالية. هذا، وسيدرس المكتب المسيّر قرار الاستقالة وسيقرّر بعدها ما إن كان سيقدّم استقالة جماعية أم سيسير الفريق في الفترة الحالية. الخالدي: "سأقدّم استقالتي والمكتب المسير سيقرّر مصيره" وفي اتصال هاتفي جمعنا به مساء يوم السبت، سألنا الخالدي عن القرارات التي سيناقشها الاجتماع الذي عقد أمس، فأكد أنه سيقدّم رسميا استقالته للمكتب، وأن الأعضاء سيقرّرون مصيرهم. وأضاف: "خلال الاجتماع الذي سيعقد غدا الأحد سأقدّم استقالتي للمكتب، وأعضاء المكتب سيقرّرون ما إن كانوا سينسحبون أو يكملون المسيرة، وهذا الأمر راجع إليهم ولا يمكنني أن أتدخل فيه. سألتني عن قرار مقاطعة لقاء عنابة، وبما أنني مستقبل فلا يمكنني أن أجيب، والإجابة ستكون يوم الغد من أعضاء المكتب المسيّر". خيار مقاطعة لقاء عنابة وارد جدّا كنا أشرنا في عدد أمس إلى خيار مقاطعة لقاء اتحاد عنابة القادم، وأكدنا أن هذا القرار سيدرس في اجتماع يكون انعقد مساء أمس بمقرّ الفريق. فبعد أن قدّم الخالدي استقالته، تشير كلّ الظروف أن المكتب الحالي سيقدّم هو الآخر استقالته وبالتالي سيدخل الفريق في مرحلة فراغ ولن يتمكن من التنقل إلى عانة لمواجهة الاتحاد المحلي. ليبقي الجميع ينتظر على أحرّ من الجمر ما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة. روابح سيحضّر فريقه للقاء القادم وينتظر الجديد أشرف المدرب روابح مساء أمس على حصة الاستئناف بملعب 13 أفريل، حيث سيحضّر فريقه بشكل جيّد تحسبا لمواجهة عنابة، في انتظار القرار الأخير لإدارة المولودية.