لفت الدولي الجزائري محمد أمين عودية الأنظار إليه عشيّة أوّل أمس الاثنين، خلال المباراة التي حلّ فيها فريقه "دينامو دريسدين" ضيفا على "سانت باولي"، عندما سجّل أوّل أهدافه بألوان ناديه الجديد بطريقة جميلة للغاية في مباراة وحتى إن كان "دريسدين" خسرها بثنائية مقابل هدف وحيد، إلاّ أنّ هداف وفاق سطيف سابقا تألّق بشكل لافت للانتباه، وأثبت أنّه عائد بقوّة إلى مستواه وسابق عهده. لعب مباراة كاملة وأعاد فريقه في اللقاء وكان عودية في هذه المباراة دخل أساسيا وخاض 90 دقيقة كاملة، وكان دوره فعالا بعدما كان وراء كلّ الفرص الخطيرة التي خلقها ناديه، ناهيك على أنه أعاد له الروح في المباراة، بعدما اقتنص هدف التعادل في الدقيقة 71، لكن نقص تركيز دفاع ناديه كلّفه هدف التعادل في آخر لحظات اللقاء. لعب من دون عقدة وبدا كأنه اندمج بسرعة والظاهر أن عودية اندمج أخيرا وأجواء اللّعب في "البوندسليغا 2"، بدليل أنه لعب من دون عقدة طيلة التسعين دقيقة، وبدا كأنه يلعب في ألمانيا منذ سنوات، والظاهر أن تجربته الأولى مع الزمالك المصري هي التي ساعدته على التعامل مع اللعب في بطولة أخرى غير البطولة المحلية بشكل جيد، بدليل الوجه الطيب الذي ظهر به أمام "سانت باولي". "حليلوزيتش" متأكد من إمكاناته وسيُعيده في أيّ لحظة ويكون عودية بفضل هدفه الجميل إثر رأسية محكمة وبفضل أدائه الراقي، وجّه رسالة من ألمانيا إلى مدرب المنتخب الوطني وحيد حليلوزيتش، أكّد لها من خلالها جاهزيته وعودته القوية واستعداده لتدعيم المنتخب الوطني من جديد، وهو الذي أُزيح من المنتخب بعد "الكان" مباشرة، بسبب معاناته من إحدى الإصابات وتأثره بنقص المنافسة في تلك الفترة. ويعرف البوسني إمكانات عودية جدّ المعرفة، ويعرف ما باستطاعة هذا اللاعب تقديمه فوق الميدان، وبالتالي فلن يكون أمر إعادته إلى صفوف "الخضر" مستقبلا أمرا مفاجئا، بقدر ما سيكون أمرا مستحقا. أثنى كثيرا على ما قدّمه أمام غامبيا وعودته إلى المنافسة ستعجّل بعودته وبالعودة قليلا إلى الوراء، نتأكّد من أن حليلوزيتش يثق كثيرا في الإمكانات التي يتمتع بها عودية، فالرجل سبق أن أثنى عليه خلال خرجة منتخبنا إلى غامبيا، عندما دفع به أساسيا في مباراة تألق فيها عودية بالكرة ومن دونها، وحتى إن لم يسجل، إلا أنه كان أحد أفضل عناصر "الخضر" يومها فوق الميدان. واليوم وبعودة عودية إلى أجواء المنافسة وعبر بوابة "البوندسليغا 2"، فإن أبواب المنتخب فُتحت له من جديد.