بعد أربعة عقود ، وجه المنتخب البولندي لكرة القدم لطمة هائلة إلى نظيره الإنجليزي وانتزع تعادلا ثمينا 1/1 معه على استاد "ويمبلي" الشهير بالعاصمة البريطانية لندن ليطيح بآمال الإنجليز في بلوغ نهائيات كأس العالم 1974 بألمانيا الغربية. واستثمر المنتخب البولندي وصوله لنهائيات البطولة على حساب نظيره الإنجليزي وأحرز المركز الثالث في البطولة. وظلت هذه المباراة بين الفريقين على استاد ويمبلي في 17 أكتوبر 1973 حاضرة في أذهان الجميع حتى جاءت المباراة المرتقبة بين الفريقين غدا الثلاثاء لتنعش ذكريات هذه المباراة خاصة مع التشابه الكبير في الظروف بين المباراتين بالنسبة للمنتخب الإنجليزي. وكان المنتخب الإنجليزي بحاجة قبل 40 عاما لتحقيق الفوز على بولندا من أجل حجز بطاقة التأهل إلى النهائيات ولكنه سقط في فخ التعادل على ملعبه لتذهب بطاقة التأهل لبولندا. وبينما فقد المنتخب البولندي حاليا الأمل في التأهل لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ، سيحاول الفريق تكرار نفس اللطمة لمضيفه الإنجليزي غدا لما يحمله هذا من كبرياء خاص للفريق. ولكن المنتخب الإنجليزي ونجم هجومه واين روني يقبلان التحدي ويرغبان في ختام أفضل لمسيرة الفريق في التصفيات. وعزز المنتخب الإنجليزي آماله وفرصه في التأهل بالفوز على منتخب مونتنجرو (الجبل الأسود) 4/1 يوم الجمعة الماضي في الجولة قبل الأخيرة من مباريات المجموعة الثامنة بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2014 . وتصدر المنتخب الإنجليزي المجموعة برصيد 19 نقطة مقابل 18 نقطة لأوكرانيا التي تواجه اختبارا سهلا غدا في ضيافة منتخب سان مارينو الذي خسر مبارياته التسع السابقة في المجموعة وسجل هدفا واحدا مقابل 46 هدفا في شباكه. ولذلك ، يحتاج المنتخب الإنجليزي إلى الفوز على ضيفه البولندي غدا للحفاظ على الصدارة بفارق النقطة الواحدة أمام أوكرانيا وهو ما يضمن له التأهل المباشر للنهائيات والدفع بالمنتخب الأوكراني إلى الملحق الأوروبي الفاصل. وينتظر أن يحظى المنتخب البولندي بتشجيع حار في مباراة الغد التي يتوقع أن يحضرها نحو 20 ألف مشجع بولندي لكثرة مهاجري هذا البلد الموجودين في بريطانيا والذين يأملون في تكرار لطمة 1973 . ويرى روني أن الفريق قادر على عبور هذه العقبة وفتح الطريق أمام مستقبل مشرق للوجوه الشابة التي تألقت في صفوف الفريق في الآونة الأخيرة. وقال روني مهاجم مانشستر يونايتد "علينا الوصول للنهائيات أولا. ولكنني أثق في أن المدرب (هودجسون) سيكون أمامه عدد قليل من المباريات لإعداد الفريق قبل النهائيات". وأضاف "لدينا عدد من اللاعبين المتميزين والنجوم الشبان. أعتقد أن أي حديث لن يكون كافيا لوصف هؤلاء اللاعبين المتميزين. لدينا ستة أو سبعة أو ثمانية لاعبين شبان" مشيرا إلى أن هؤلاء النجوم قدموا عروضا رائعة في الفترة الماضية. وأوضح "لهذا ، نشعر بالسعادة بهذا الفريق الذي نمتلكه ونتطلع للمستقبل". ويفتقد المنتخب الإنجليزي في مباراة الغد جهود اللاعب كيلي ووكر للإيقاف وزميله جلين جونسون للإصابة مما يعني أن فيل جونسون أو كريس سمولينج قد يجد الطريق إلى التشكيل الأساسي لشغل مركز الظهير الأيمن. ويغيب عن صفوف الفريق أيضا اللاعب توم كليفرلي للإصابة في ربلة الساق (عضلة السمانة) حيث استدعى هودجسون اللاعب رحيم ستيرلنغ نجم ليفربول لتعويض غيابه. ويغيب عن صفوف المنتخب البولندي اللاعب فالديمار سوبوتا للإيقاف وينتظر أن يحل مكانه مارسين فاسيلوفسكي في مركز قلب الدفاع. ويرى حارس المرمى البولندي السابق يان توماسوفسكي ، والذي كان بطل موقعة الفريقين في عام 1973 حيث تصدى وقتها للعديد من الكرات الرائعة ، أن المنتخب الإنجليزي يجب أن يفوز في مباراة الغد. وقال النجم السابق "ليس هناك أي ضغوط على المنتخب البولندي والمنتخب الإنجليزي سيكون مضغوطا للغاية لأن عليه الفوز وإلا فلن يصفح عنه المشجعون أبدا.. الفوز في هذه المباراة بالنسبة لبولندا سيكون بمثابة الحصول على جائزة أوسكار". وأضاف "لدينا بالفعل بعض اللاعبين أصحاب المستوى العالمي. وإذا حقق الفريق المعجزة في ويمبلي ، سينظر الجميع لباقي لاعبي الفريق كلاعبين من طراز عالمي أيضا". وأوضح "إذا لم يفز المنتخب الإنجليزي بهذه المباراة ، سيستعيد المنتخب البولندي شهرته مجددا. ولكن المنتخب الإنجليزي هو المرشح الأقوى للفوز في هذه المباراة مثلما كان في 1973 . وأعتقد أن المنتخب الإنجليزي سيفوز هذه المرة بنتيجة 3/1 ".