لا زالت شبكة "الجزيرة الرياضية" تواصل حربها على القرصنة التلفزيونية التي باتت الشبح الأسود لها، خاصة وأنها عانت في السنوات الماضية من انتشار الوسائل الإلكترونية التي تسهل من عملية التقاط برامج قنواتها المشفرة بدون الاستعانة ببطاقة الاشتراك الرسمية، الأمر الذي جعلها تفكر في استخدام وسيلة ناجعة لمحاربة الظاهرة التي أثرت بشكل كبير على عدد مبيعاتها الخاصة بالبطاقات، حيث كشف مصدر مقرب من "الجزيرة الرياضية" لجريدة "الهداف الدولي" أن الباقة القطرية ستستعين بجهاز خاص مضاد للقرصنة بشكل رسمي مثلما تم تداوله في الفترة الأخيرة عبر المنتديات والمواقع الإلكترونية. الدوري الإنجليزي واقتراب كأس العالم من أسباب ظهور الجهاز ويرى المتتبعون أن حصول شبكة "الجزيرة الرياضية" على حقوق بث الدوري الإنجليزي الممتاز في الفترة الأخيرة وخطفها من باقة "أبو ظبي الرياضية" مقابل قيمة مالية كبيرة، إضافة إلى اقتراب نهائيات كأس العالم، كانا السبب الرئيسي في تشجيع الباقة القطرية على الاستعانة بجهاز جديد مضاد للقرصنة، حيث لم تعد "الجزيرة الرياضية" قادرة على تحمل الكم الهائل من القرصنة التي باتت تلعب دورا سلبيا على عائدات الباقة القطرية السنوية، في ظل انتشار أنواع كثيرة من أجهزة الاستقبال التي تشغل "البرتقالية" بطرق غير شرعية، وباتت الشركات المصنعة لهذا النوع من الأجهزة تستفيد من عائدات مالية كبيرة على حساب الباقة القطرية، الشيء الذي يعد غير قانوني ومحاربته ضرورية.
أطراف تتخوف من فشل التجربة وتراجع شعبية الباقة وفي المقابل، يرى الكثير من المهتمين أن شبكة "الجزيرة الرياضية" مطالبة بدراسة الأمر بشكل جيد من كل النواحي، حيث بينت التجارب السابقة أن الباقات الرياضية تتأثر بشكل سلبي جراء استعانتها بأجهزة خاصة تعد شرطا مهما لعمل البطاقة الرسمية، حيث أن تكاليف الجهاز الباهظة، وتغيير اسم الباقة المنتظر أن يصبح bein sport arabia قد يكونان سببا رئيسيا في فقدان الباقة القطرية للعديد من مشتركيها، خاصة في الدول التي لا تعتبر غنية وشعبها غير قادر على دفع تكاليف إضافية لمتابعة مجموعة من القنوات الرياضية، كما ينتظر أن يكون المسؤولون القطريون قد درسوا هذا الجانب بشكل دقيق، خصوصا إذا كانوا فعلا يريدون ألا يخسروا العديد من المشتركين مستقبلا.
الجزائريون لن يتأثروا بالقرار في ظل وجود الباقات الأجنبية من جهة أخرى، فإن المشاهد الجزائري المهتم بالدوريات الأوروبية والمنافسات العالمية لن يتأثر بشكل كبير من قرار "الجزيرة الرياضية" المتعلق بالاستعانة بجهاز خاص مضاد للقرصنة، فمن المعروف في أوساط الجزائريين أنهم يشاهدون الدوريات العالمية حتى قبل ظهور "الجزيرة الرياضية" سنة 2003 ومشكل اللغة لا يعد عائقا بالنسبة للكثيرين، إذ غالبا ما يتابعون المباريات عبر باقة "كنال بلوس" الفرنسية أو الإسبانية، إضافة إلى باقات "السكاي" الإيطالية والألمانية، الشيء الذي لن يؤثر بشكل كبير على المهتمين وعشاق الكرة المستديرة في بلادنا.