علمت "الهداف" من مصادر موثوقة، أنّ المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش حسم مبكّرا في أمر رأس الحربة إسحاق بلفوضيل وقرّر استدعاءه للقاء العودة من الدور الفاصل أمام منتخب بوركينافاسو يوم 19 نوفمبر المقبل. وحسب مصادرنا، فإن البوسني لم يشأ هذه المرّة أن "يتفلسف"، وأدرك أن مصلحة المنتخب الوطني فوق أيّ اعتبار مهما كان عمق الخلاف بينه وبين مهاجم "الإنتر" في مباراة مالي، فقرّر أن يسترجعه بعدما كان أبعده من حساباته في مباراة الذهاب أمام بوركينافاسو ب "واڤادوڤو". وبالمقابل، يبدو أن حظوظ نبيل غيلاس مهاجم "بورتو" باتت منعدمة في التواجد ضمن قائمة "23" في مباراة العودة، لأن مصادرنا كشفت لنا أن حليلوزيتش قرّر انتدابه ضمن قائمة "34" المُوسّعة وفقط، غير أن حظوظه تبدو منعدمة في حجز مكانة لنفسه ضمن قائمة "23"، لأنه وبكل بساطة لا يلعب مع فريقه "بورتو" في الدوري، رغم الدقائق والثواني القليلة التي اكتفى بها في رابطة الأبطال الأوروبية هذا من جهة، ناهيك عن أن حليلوزيتش متذمّر من اللاعب ولم يعجبه تصرّفه في "واڤادوڤو"، فقرّر أن يحرمه من فرصة التواجد في كل مرّة مع المنتخب دون أن يلعب. تألّق بلفوضيل أمام "تورينو" وضعه أمام الأمر الواقع والظّاهر أن تألق الدولي الجزائري إسحاق بلفوضيل مع فريقه "إنتر ميلان" مؤخّرا خلال المباراة التي تعادل فيها أمام "تورينو" عندما لفت الأنظار، كان سببا في اتخاذ قرار إعادته مجدّدا إلى صفوف "الخضر"، وهي المباراة التي كان بلفوضيل أحد نجومها بفضل تمريرة حاسمة ل "بالاسيو"، الذي اعترف له بفضله الكبير في الهدف الذي سجله، ناهيك عن أن مستوى بلفوضيل في تلك المباراة كان رائعا، واضعا مدربه أمام الأمر الواقع هذه المرّة، لأنه من غير المعقول أن يتجاهله البوسني من جديد وهو الذي - حتى إن كان لا يلعب بانتظام-، إلا أن دقائقه أفضل من دقائق كثير من اللاعبين مع فرقهم. أدرك أنّ من يشارك في "الكالتشيو" أفضل ممّن يُسخّن مقاعد "بورتو" والظاهر أن حليلوزيتش أدرك أن المهاجم الذي ينشط في "الكالتشيو" الإيطالي بمستواه العالي ومبارياته الكبيرة أسبوعيا، أفضل بكثير ممّن يسخن هناك في البرتغال مقعد احتياط "بورتو" ونقصد نبيل غيلاس، الذي كنّا أكدنا في موضوع سابق حول وضعيته، أنه أخطأ بالانضمام إلى ناد عملاق من طينة "بورتو"، وقلنا أيضا إنه ليس كلّ من يلعب في "بورتو" سيفعل ما فعله الأسطورة "رابح ماجر"، وها هو اليوم يدفع ثمن اختياره هذا، لأن عدّاد أهدافه توقف ودقائق لعبه توقفت أيضا، ومكانته في المنتخب حتى كبديل ضاعت، والفرصة مواتية ل بلفوضيل الذي استثمر في الوضع، وها هو يتأهب ليعود مجدّدا إلى صفوف "الخضر" عبر بوابة مباراة العودة أمام "الخيول البوركينابية". مصدر عليم أكد لنا أن "حليلوزيتش" مُمتعض من غيلاس من بوركينافاسو وحسب ما علمته "الهداف" من مصادر موثوقة، فإن تضاؤل حظوظ غيلاس في التواجد ضمن قائمة "23"، أو بالأحرى انعدامها بعد اتخاذ البوسني قرار إعادة بلفوضيل، لا تعود فقط لأن غيلاس لا يلعب مع فريقه "بورتو"، بل لأن حليلوزيتش أبدى امتعاضا شديدا منه هناك في "واڤادوڤو"، بسبب الإصابة التي زعم أنه تعرّض لها، وكان ذلك خلال أوّل حصة تدريبية استرخائية أجراها المنتخب بالملعب الصغير المحاذي لفندق "لايكو" مقرّ إقامة المنتخب الوطني، حيث غاب بشكل مُفاجئ واكتفى بمتابعة الحصة من خطّ التماس، رغم أنه لم يكن يشكو من أي شيء في آخر حصة خاضها المنتخب بمركز "سيدي موسى"، قبل الوصول إلى بوركينافاسو. هل كانت إصابة وهمية أم ماذا؟ وإن كانت مصادرنا رفضت تأكيد خبر تشكيك البوسني في صحّة إصابة غيلاس يومها، إلا أنها اكتفت بالتأكيد لنا أن حليلوزيتش لم يعجبه تصرّف اللاعب فبعث به يوم المباراة إلى المدرجات، رغم أنه كان تدرّب بشكل عاد ليلة المباراة على الملعب الرئيسي "4 أوت"، وهو ما يؤكد أنه شكّك في إصابة قد تكون وهمية لم يعان منها اللاعب أصلا، وربما شعورا منه يومها بأن سليماني هو من سيكون رأس الحربة الأساسي وعودية بديلا له، جعله يختلق الإصابة فنال حقه من مدرّبه الذي بعث به للمدرّجات يوم المباراة. غيلاس كان يبدو مُتذمّرا في المنصة وشُوهد غيلاس الذي كان قريبا منّا يومها في المنصة المخصصة للإعلاميين الجزائريين والبوركينابيين وهو شاحب الوجه، ما يؤكد أن الحديث الذي دار بينه وبين مدربه حليلوزيتش قبيل اللقاء وكانت "الهداف" قد أشارت إليه، لم يتمحور فقط حول ما يعانيه مع بورتو، بل ربما حول هذه القضية التي تتعلق بإصابة ظهرت ما إن وصل المنتخب إلى بوركينافاسو، دون أن يكون لها أيّ أثر هنا بالجزائر قبيل السفر. بلفوضيل، سليماني وعودية رؤوس الحربة الثلاثة في قائمة 23 وباقتناع حليلوزيتش بإعادة بلفوضيل بصفة ستترسّم ما إن ترسل له الدعوة طبعا، اتضحت الرؤية جيّدا بخصوص رؤوس الحربة الذين سيعوّل عليهم المدرب ضمن قائمة "23" في مباراة بوركينافاسو، والأمر يتعلق ب بلفوضيل وسليماني وعودية، وهو خيار منطقي لن يُلام عليه البوسني مثلما كان سيُلام لو أنه ضحّى بواحد من هؤلاء واستدعى غيلاس، الذي سيكتفي في هذه الحالة بالتواجد ضمن القائمة الموسّعة والحضور كضيف شرف لمشاركة زملائه فرحة التأهل إلى "المونديال"، لثاني مرّة على التوالي والرابعة ككل في تاريخ المنتخب الوطني الجزائري.