ربما سيندم المهاجم الدولي الجزائري إسحاق بلفوضيل كثيرا على تصرّفه الذي قام به سهرة أول أمس السبت في نهاية المواجهة التي جمعت ناديه "إنتير ميلان" أمام "هيلاس فيرونا" حين تشابك مع أحد لاعبي المنافس وطرده الحكم.. وقد يكون هذا الطرد سببا في تواصل إبعاده عن التشكيلة الوطنية، وغيابه عن إياب الدور الفاصل المؤهّل إلى "مونديال" البرازيل أمام "بوركينافاسو"، بعد أن غاب عن لقاء الذهاب في "واڤادوڤو"، مادام أن الجميع يعلم علاقته الباردة بالمدرب الوطني "حليلوزيتش"، الذي قد يجد هذا السبب ذريعة لعدم استدعائه وإقناع الجميع بأنه لاعب غير منضبط. اللاعب يجب أن يراجع تصرفاته، لكن لا يجب حرمان الجزائر من إمكاناته الكبيرة وإن كان الجميع متفقا على أن بلفوضيل مطالب بتغيير تصرفاته وعقليته التي قد تهدّد بروزه كواحد من المهاجمين الشبان الواعدين، خاصة أن تصرّفه في لقاء "هيلاس فيرونا" جعله محلّ انتقادات لاذعة من قبل الجميع، بداية بمدربه "ماتزاري" الذي لم يتوان في تنبيه لاعبه بأنه يلعب في صفوف ناد كبير اسمه "الإنتير"، وهي التصرّفات التي امتدت لما كان الأمر عليه الموسم الفارط في "بارما" مع مدربه "دونادوني"، فإن كلّ هذا لا يمكن أن يحرم المنتخب الوطني من إمكاناته الكبيرة المشهود لها في المستوى العالمي والتي جعلته محل أطماع أكبر النوادي الأوروبية الصائفة الأخيرة، قبل أن يستفيد من خدماته "الإنتير" مقابل تنازله عن مهاجمه الدولي الإيطالي "كاسانو"، زائد دفعه مبلغ 10 مليون أورو. شارك في أسبوع واحد 54 دقيقة وأفضل من عودية، سليماني وغيلاس وإذا كان يمكن أن نرجع عدم استدعاء بلفوضيل في لقاء الذهاب أمام "بوركينافاسو" إلى نقص المنافسة لأنه لم يلعب كثيرا في الفترة الممتدة من لقاء "مالي" (الأخير الذي أستدعي فيها مع الخضر) إلى غاية اللقاء الذي لعب في "واڤادوڤو"، رغم أن حالته التنافسية وقتها كانت أفضل من غيلاس وحتى سليماني ولم يكن أفضل منه إلاّ عودية الناشط مع "دريدسن" الألماني، فإنه لا يمكن أن يكون سببا لعدم استدعائه هذه المرّة، لأن بلفوضيل شارك في لقاءين متتالين مع "الإنتير" أمام "تورينو" (29 دقيقة) وأول أمس أمام "هيلاس فيرونا" (25 دقيقة) منذ آخر لقاء للمنتخب الوطني حيث جمع 54 دقيقة، وهي حصيلة لم يجمعها لا عودية ولا سليماني ولا حتى غيلاس، وهذا قبل مبارياتهم مساء وسهرة أمس. يملك الفرصة للعب لقاء آخر مع "الإنتير" قبل دخوله تربّص "الخضر" ويمكن ل بلفوضيل أن يحسّن حالته التنافسية قبل دخوله تربص المنتخب الوطني في حال استدعائه للقاء "بوركينافاسو"، لأنه قادر على العودة إلى الميادين يوم 9 نوفمبر القادم حين سيواجه "الإنتير" نادي "ليفورنو"، وهذا في حال عوقب بلقاءين فقط بعد طرده أمام "هيلاس فيرونا"، وهي المدّة التي رشّحته فيها وسائل الإعلام الإيطالية للغياب. جدير بالذكر أن بلفوضيل ومنذ بداية الموسم خاض 5 لقاءات مع "الإنتير" جمع خلالهم 170 دقيقة، كان نصف ساعة منها في لقاء ضمن منافسة كأس إيطاليا. حاليا هو الخيار الثاني ل "ماتزاري" في منصب قلب هجوم بعد "بالاسيو" وما يؤكد أكثر حاجة المنتخب الوطني لخدمات المهاجم بلفوضيل، أن هذا اللاعب ورغم مزاجه المتقلب الذي قد يكون سببا في تحطيم المشوار الكبير المنتظر منه، فإنه - ابن مدينة مستغانم- أصبح منذ نهاية فترة الراحة الدولية الأخيرة، قلب الهجوم الثاني ضمن مخططات المدرب "ماتزاري" بعد الدولي الأرجنيتي "بالاسيو" (آلفاريز ليس قبل هجوم وهو صانع ألعاب)، مادام أنه اعتمد عليه بديلا أولا في لقاء تورينو" قبل أسبوع من الآن، وأول أمس قام بتعويض "بالاسيو" في وقت لم يقحم فيه المهاجمين الآخرين في نادي "الإنتير"، وهما "ميليتو" وأيضا الشاب "إيكاردي". بلفوضيل بحاجة لدعم معنوي كبير الآن ويبقى بلفوضيل في الوقت الراهن بعد أن طالته انتقادات لاذعة في الساعات الأخيرة، بحاجة ماسّة إلى دعم معنوي كبير كي يتغلب على كلّ ما قيل بشأنه، سواء في وسائل الإعلام أو عن طريق أصحاب الاختصاص، وهو الدعم الذي وجب أن يجده من أبناء بلده الجزائر، لأنه مهما كان الحال فإن اللاعب صغير ويبلغ 21 سنة فقط، وهو اختار اللعب مع المنتخب الوطني وخيّره على فرنسا التي كان في وقت ليس ببعيد يلعب مع منتخبها للآمال، وكان يمكن أن يكون حاليا أحد كوادره. ويبقى الأكيد أن تواجد اللاعب في قائمة "بوركينافاسو" القادمة سيساعده كثيرا على تجاوز المرحلة الصعبة التي سيعيشها في الأيام القليلة القادمة، لأن كل المؤشّرات توحي أنه سيفقد ثقة مدربه "ماتزاري" بعد الانتقادات اللاذعة التي وجّهها له هذا الأخير بعد طرده أوّل أمس.