بعد أن وجدنا صعوبة في الوصول إلى كتيبة بوركينافاسو التي أحكم المسؤولون عليها الإغلاق على لاعبيهم وأبعدوها عن الإعلام، قررنا التنقل إلى فندق "بولما" الذي ينتمي لنفس سلسلة الفنادق التي يقيم فيها رفقاء بيترويبا، حيث يسمى المنتجع ككل "الغولف الملكي" وهو من أفخم المنتجعات في المغرب، ووجوده في مدينة الجديدة أمر يجعله بعيدا عن الأضواء والضجيج، فهذه المدينة لا يقطن بها الكثير من السكان وهي اسم على مسمى لأن أغلب المنشآت فيها بنيت حديثا وهناك أعمال بناء أخرى في طور الإنجاز، ولم نتفاجأ بمجرد وصولنا إلى فندق السنغال الذي لم يقل شأنا عن فندق بوركينافاسو وربما يكون أحسن بكثير. يبتعد عن فندق بوركينافاسو ب 4 كلم ووسائل النقل منعدمة ويبتعد فندق "أسود التيرانغا" ب 4 كلم عن فندق بوركينافاسو، ونظرا لانعدام وسائل النقل التي ترفض الذهاب لتلك المنطقة بحجة بعدها ولأنها في الغالب تعود فارغة، خاصة بالنسبة لسيارات الأجرة، وجدنا صعوبة في الوصول إلى الفندق وما كان علينا سوى التنقل على أقدامنا سعيا منا لإيصال المعلومة لقرائنا الكرام، وبمجرد وصولنا إلى بوابة الفندق تفاجئنا بضرورة المشي كيلومترين آخرين للوصول إلى بهو الفندق، وهو المكان الذي يوجد فيه المنتخب السنغالي، وقد كانت هذه المسافة مخصصة لملاعب الغولف الكبيرة، والتي تعتبر من الخدمات الأساسية في هذا المنتجع الذي يضم مرافق كثيرة.
المكلف بالإعلام استقبلنا في بهو الفندق ورحب بنا وبمجرد وصولنا إلى بهو الفندق، كان "سيري سومار" المكلف بالإعلام في الاتحادية السنغالية في استقبالنا، وبمجرد معرفته لهويتنا وأننا قدمنا من الجزائر خصيصا لتغطية لقاء منتخب بلاده أمام كوت ديفوار، رحب بنا ودعانا للجلوس إلى غاية خروج اللاعبين للجلسة المفتوحة أمام الصحفيين، حيث كنا أول الملتحقين بفندق المنتخب السنغالي من أجل هذه الجلسة التي كانت من الساعة 11 إلى 12، وتمكنا فيها من أخذ انطباعات اللاعبين وآرائهم بخصوص هذه المواجهة المصيرية أمام منتخب كوت ديفوار، والتي يجب عليهم الفوز فيها بهدفين للتأهل إلى المونديال.
اللاعبون اجتمعوا أمام بركة السباحة للحديث مع الإعلاميين وبمجرد أن تحدثنا قليلا مع سيري سومار المكلف بالإعلام في الاتحادية السنغالية، بدأ لاعبو "الأسود" يتوافدون على بركة السباح للجلوس على المقاعد المخصصة لهم للاجتماع بالإعلاميين، وفي هذه الأثناء بدأ الإعلاميون في التوافد على الفندق إلى غاية أن دقت الساعة 11، أين طلب منا المكلف بالإعلام في الاتحادية السنغالية الشروع في عملنا مع اللاعبين الذين بدوا في أفضل حالاتهم، ولم يكونوا قلقين أو متوترين قبل المواجهة المصيرية التي ستجمعهم بمنتخب "الفيلة".
الجميع كان يسأل عن ديمبا با والبعض يجهل عدم استدعائه وكان أغلب الإعلاميين الموجودين في هذه الجلسة يتحدثون عن ديمبا با نجم المنتخب السنغالي الذي يلعب مع نادي تشيلسي الإنجليزي، ولحد هذه اللحظة كل شيء عاد، لكن هناك من الإعلاميين الأجانب من كان يجهل عدم استدعاء لاعب نيوكاسل السابق من طرف آلان جيراس، وتبقى الأسباب مجهولة لدى الكثيرين، بما في ذلك بعض الإعلاميين السنغاليين الذين تحسروا على غياب اللاعب الذين يرون أنه كان سيشكل قوة ضاربة أمام منتخب كوت ديفوار لو حضر مع التشكيلة، وأنه كان على جيراس أن يقوم باستدعائه من أجل مصلحة المنتخب.
قائد "الأسود" ديامي كان الأكثر طلبا من طرف الإعلام وكان محمد ديامي لاعب ويست هام يونايتد وقائد المنتخب السنغالي الأكثر طلبا من طرف وسائل الإعلام، خاصة السنغالية التي اجتمعت حوله ولم تتركه في أي لحظة، في الوقت الذي كان فيه لاعبون آخرون بعيدون عن عدسات المصورين وميكروفونات الإعلاميين، وذلك لأنهم لا يعتبرون لاعبين حاسمين أو من طينة النجوم الكبار مثل محمد ديامي، الذي ورغم أنه لا يعتبر النجم الأول ل "أسود التيرانغا"، إلا أنه قائد الفريق ولديه شعبية كبيرة في السنغال.
بابيس سيسي غط في نوم عميق وتأخر بنصف ساعة وطبعا في ظل غياب ديمبا با وعدم حضور نجوم كبار في منتخب السنغال، كان بابيس سيسي مهاجم نيوكاسل الإنجليزي اللاعب المنتظر من طرف وسائل الإعلام لأخذ انطباعاته بخصوص هذه المواجهة الصعبة، خاصة وأنه النجم الأول حاليا في ظل غياب زميله السابق في نيوكاسل ديمبا با، ولكن هداف "الماغبايز" تأخر عن الجلسة بنصف ساعة لأنه غط في نوم عميق مثلما صرح به لنا، كما أنه أكد بعد حوارنا معه بأنه يود العودة للنوم من جديد، ويبدو أن هذا التصرف قد يزعج المدرب جيراس كثيرا، خاصة وأنه يعول عليه لحسم الأمور أمام كوت ديفوار. سيف.ن