ظهر أمس دفاع المنتخب السنغالي بوجه شاحب ولم يستطع مجاراة "الريتم" الذي فرضه عليه منتخب الفيلة، وبدا على السنغاليين الثقل الشديد وسوء التمركز مما سمح للمنتخب الإيفواري بقيادة دروغبا وكالو من مباغتتهم في ثلاث مناسبات، وفي ظل الارتباك الذي ظهر به الدفاع بقيادة غاساما وكوايتي عجز الفريق من إبراز ردة فعل قوية طيلة مجريات المباراة ما عدا الاستفاقة النسبية في الخمس دقائق الأخيرة والتي حملت هدف تقليص النتيجة. النتيجة كانت ستكون تاريخية لولا تسرع الإيفواريين كادت الغلة أن تكون أكبر وحصيلة الأهداف التي يتلقاها السنغاليون أكثر لولا تسرع لاعبي أصحاب الأرض بتضييعهم ما لا يضيع، حيث عانى الدفاع السنغالي كثيرا ولم يجد ديديي دروغبا، جيرفينينو وخلفهم يايا توري أي صعوبة في الوصول إلى مرمى السنغاليين، وبدا من الواضح أن منتخب السنغال الشاب واجه الفيل الإيفواري بكثير من الخوف والاحترام الزائد عن الحد، وهو ما انعكس سلبا على أدائهم ونتيجة اللقاء بصفة عامة. جيراس لم يجد الحلول وارتباك دفاعه أخلط حساباته وجد آلان جيراس مدرب المنتخب السنغالي صعوبة التعامل مع المباراة، ليس بسبب قدراته التكتيكية وإنما لفارق المستوى بين المنتخبين، بما أن تفوق الإيفواريين في النتيجة بهدفين في أول عشرين دقيقة من المباراة أخلط أوراقه ولم يعطه الفرصة لتنظيم الخطوط الثلاثة لفريقه، خاصة الخط الخلفي الذي ارتكب هفوات قاتلة، ورغم أنه حاول التقدم نسبيا من خلال تعليماته ما بين الشوطين والحذر من الكثافة الهجومية للإيفواريين، إلا أن لاعبيه لم يستطيعوا الوقوف الند للند أمامهم. جيرفينيو حظي باستقبال حار من الجماهير الإيفوارية عرف دخول جيرفينيو مهاجم نادي روما الإيطالي إلى أرضية الملعب أثناء الإحماء بعض الأهازيج من طرف الجماهير الحاضرة، حيث صفقت كثيرا على اللاعب وأغدقته بعبارات الثناء والتقدير على ما يفعله في الملاعب الإيطالية مع ناديه الحالي روما، وأظهرت كاميرا التلفزيون في إحدى اللقطات قبيل بدء المباراة تبادل اللاعب التحية مع الجماهير، حيث بدا في قمة السعادة بعد هذه الخرجة الجميلة من جماهير بلده التي أبت إلا أن تشاركه تألقه مع روما. يايا توري توسط لفض النزاعات بين نجوم المنتخبين قام يايا توري نجم مانشستر سيتي الإنجليزي بعدة لقطات استحسنتها الجماهير، حيث كان في كل مرة يتدخل لفض النزاع بين لاعبي المنتخبين، وهو ما حدث في الكثير من المرات، ولعل أهمها تلك المشاحنات التي جرت بين ساني وتيوتي قبيل تسجيل الهدف الثالث لصالح منتخب كوت ديفوار، إذ تدخل توري وهدأ الطرفين، كما شهدت لقطة أخرى توتر الأجواء بين جيلوبوجي وجيرفينيو، لكن توري كان حاسما في فض الخلاف بين اللاعبين، ورغم أن توري لم يسجل في هذه المباراة، إلا أنه قدم أداء قويا جدا بوقوفه خلف معظم التمريرات والكرات المقطوعة في خط الوسط، وهو ما جعل الكثيرين يرشحونه كأفضل لاعب في المباراة. الرئيس الإيفواري وصل من أديس أبابا إلى الملعب مباشرة رفض رئيس كوت ديفوار الحسن وتارا تضييع فرصة مساندة منتخب بلاده في مواجهته الحاسمة أمام السنغال، ورغم عودته المتأخرة من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد مشاركته في مؤتمر الاتحاد الإفريقي الطارئ الذي عقد خلال اليومين الماضيين، ووصل الرئيس الإيفواري إلى ملعب فيليكس بواني قبل بداية اللقاء بدقائق قليلة، حيث انتقل مباشرة من المطار إلى الملعب، في مفاجأة كان وقعها إيجابيا على رفقاء دروغبا الذي كافؤوا رئيس بلادهم بفوز كبير أمام أسود "التيرانغا"، مما قربهم بشكل كبير من المشاركة الثالثة على التوالي في المونديال. تعزيزات أمنية مشددة قبل المباراة لم تمر مباراة أمس مرور الكرام على السلطات الأمنية في كوت ديفوار، إذ تم اتخاذ تعزيزات أمنية مشددة قبل المواجهة ووضع خطة أمنية متكاملة لتأمين المباراة داخل وخارج الملعب، وحماية الوفد الرياضي لمنتخب السنغال، وكذا الجماهير التي توافدت إلى مدينة أبيدجان، وذلك خوفا من اندلاع أعمال شغب بين الجماهير في ظل الحساسية التي صاحبت المباراة، بعدما تعرض لاعبو كوت ديفوار للاعتداء من جماهير السنغال خلال المباراة التي جمعتهما العام الماضي بالعاصمة السنغالية "داكار". الجماهير الإيفوارية توعدت السنغاليين بالجحيم لم تفوت جماهير منتخب الإيفواري استقبال منتخبها نظيره السنغالي في المباراة الفاصلة التي انتهت نتيجتها لصالح رفقاء الفيل ديديي دروغبا بنتيجة ثلاثة أهداف لواحد، وراحت تطلق عبارات غير لائقة في حق ضيوفهم قبل المباراة وتوعدوهم بالجحيم، في حين شهدت المواجهة روحا رياضية عالية بين اللاعبين وفي المدرجات. المباراة جرت تحت أعين مراقبي "الفيفا" شهدت مباراة ليلة أمس حضور وفد من الاتحادية الدولية لمراقبة المباراة التي أثارت جدلا واسعا في أوساط وسائل الإعلام للبلدين بسبب الحساسية المفرطة التي اندلعت بين المنتخبين عقب الأحداث المؤسفة في مباراة العام الماضي في مدينة داكار، إذ حضر الوفد الدولي لمراقبة كل صغيرة وكبيرة عن أجواء المحيطة بالمباراة داخل وخارج الملعب خوفا من أية تجاوزات أو تقصير من الجهات الأمنية لأصحاب الأرض في حق الضيوف. الاتحادية الإيفوارية سعت لتهدئة الأمور بلافتات ترحيبية من جهة أخرى، قامت الاتحادية الإيفوارية بتعليق بعض اللافتات في الجهة الشمالية من ملعب "فيليكس بوانيي" مكتوب عليها عبارات ترحيبية لمنتخب السنغال وأنصاره الذي قدموا على استحياء للعاصمة أبيدجان، ومن بين العبارات اللافتة للانتباه تلك التي جاء فيها أن الإيفواريين يرحبون بالجيران السنغاليين مع أمل الاستمتاع بالضيافة، في حين أشارت عبارة أخرى إلى أن الجميع يأمل في انتهاء المباراة بدون أي عنف، مما يشرف الكرة الإفريقية والبلدين. اللمسة الإنجليزية صنعت الفارق بالتسجيل في مرمى السنغال تبقى الأهداف التي سجلت في مرمى السنغال ليلة أمس استثنائية لأن مسجلي الأهداف نجوم سبق وأن لعبوا في الدوري الإنجليزي، في صورة كل من ديديي دروغبا اللاعب السابق لنادي تشيلسي في (د5)، جيرفينيو نجم أرسنال في (د14)، وكولو سالمون لاعب تشيلسي السابق في (د49). سيريدي لاعب الوفاق السابق حقق حلمه بالتواجد في التشكيلة تواجد سيريدى لاعب بال السويسرى في قائمة منتخب كوت ديفوار الذي لعبت أمام السنغال أمس، يأتي هذا عقب تصريحاته التي أدلى بها قبل المواجهة المصيرية، وأكد فيها عن شغفه وأمله الكبير في المشاركة الأساسية والمساهمة في تحقيق حلم التأهل لنهائيات كأس العالم ب البرازيل العام المقبل. لموشي واصل تهميشه ل كولو توري واصل صبري لموشي مدرب منتخب كوت ديفوار إبعاده ل كولو توري نجم ليفربول الإنجليزي خلال مباراة الفيلة أمام السنغال في ذهاب الجولة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم التي لعبت أمس، حيث أجهض بذلك التقارير التي أشارت لها وسائل الإعلام الإيفوارية والتي تكهنت باعتماده على اللاعب الذي لم يتم استدعاءه للمنتخب منذ مارس الماضي، وفضل لموشي مواصلة الاعتماد على الثنائي زوكورا وبامبا في محور الدفاع، وترك توري الكبير على مقاعد البدلاء. بوكا وتيوتى تصالحا قبل بداية المواجهة قرر الثنائي الإيفواري أرثور بوكا وشيخ تيوتى وضع حد للخلافات التي نشبت بينهما من أجل مصلحة منتخبهما التي كانت تنظره مباراة صعبة أمام السنغال، إذ قاما بالتصالح قبل بداية المباراة بعد التشاجر الذي حدث بينهما في تدريبات الثلاثاء الماضي، مما دفع بالمدرب صبري لموشى لإلغاء التدريبات من أجل احتواء الموقف سريعا. سيسي وجد نفسه معزولا وغياب ديمبا با أثر على أدائه لم يجد المهاجم باتريس سيسي نجم نيوكاسل الإنجليزي والذي كانت الجماهير السنغالية تعول عليه كثيرا في لقاء أمس، خاصة أن زميله ديمبا با نجم تشيلسي الإنجليزي لم يشارك في اللقاء، إلا أن سيسي وجد نفسه معزولا ولم يشكل أي خطورة على أصحاب الأرض ما عدا الهدف الوحيد الذي سجله في آخر أنفاس المباراة، والذي قد يكون له وزن كبير، مما يعطي بصيصا من الأمل في التأهل لكأس العالم. هدف سيسي أحيى آمال الصحافة السنغالية كان لهدف سيسي لاعب المنتخب السنغالي في الدقيقة الأخيرة وزنا كبيرا في نظر السينغاليين، بما أنهم كانوا قد فقدوا الأمل في التأهل عندما كانت النتيجة تشير إلى ثلاثة أهداف دون مقابل، غير هدف سيسي الذي جاء في الدقيقة 90، أعاد الآمال للسنغاليين وهو ما ظهر في التعاليق الأولية للصحافة السنغالية التي أكدت أن مباراة العودة التي ستكون بعد شهر من الآن بملعب الدار البيضاء المغربية مناسبة تاريخية لتحقيق التأهل لزملاء ديامي، مشيرة إلى أن ذلك لن يكون صعبا على اعتبار أن نتيجة 2 – 0 ستكون كافية لحجز بطاقة التأهل لمونديال البرازيل صيف العام المقبل، رغم أن اللقاء سيكون خارج السنغال لأن ملعبهم معاقب من طرف الاتحادية الدولية لكرة القدم. ديمبا با الحاضر الغائب في المواجهة سجل اللاعب السينغالي ديمبا با حضوره أيضا في المواجهة التي لعبت سهرة يوم أمس من خلال تعبيره عن دعمه لزملائه بالمنتخب ووقوفه إلى جانبهم، وهو الذي غاب عن اللقاء لاستمرار استبعاده من طرف المدرب جيراس، حيث أكد لهم بأن ساعة الحسم قد حانت ويجب استغلالها، مطالبا زملاءه ببذل كل مجهوداتهم لتحقيق الفوز في أبيجان لضمان التأهل لمونديال البرازيل، وجاء في تغريدة للاعب قبيل انطلاقة المباراة بقليل عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "أثق في قدرتكم على تحقيق الفوز"، وأراد لاعب نيوكاسل الانجليزي سابقا وتشيلسي حاليا تأكيد وقوفه مع زملائه بالمنتخب رغم غيابه، وهو الذي شارك مع منتخب بلاده 16 مرة سجل خلالها 4 أهداف. الجماهير تطالب بإعادته لقيادة هجوم المنتخب ارتفعت الأصوات المنادية بإعادة ديمبا با لاعب تشيلسي الإنجليزي لصفوف المنتخب بعد مواجهة أمس التي جمعت المنتخب الإيفواري ونظيره السنغالي في أبيجان، حيث أبانت مواجهة الأمس حاجة المنتخب لمهاجم بمستوى اللاعب المستبعد من طرف جيراس، إذ يبقى قيمة ثابتة في الكرة السنغالية، خاصة بعد احتفاظ البرتغالي جوزيه مورينيو به في صفوف تشيلسي رغم أنه لا يعتمد عليه كثيرا، إلا أن تواجده في لقاء العودة بالدار البيضاء المغربية سيشكل إضافة كبيرة للهجوم على اعتبار أن هدفين كافيان لتحقيق التأهل، وسيكون للضغط الجماهيري فضل كبير في إقرار المدرب آلان جيراس بعودة ديمبا با لقيادة الهجوم من جديد.