ما لم يستغل ڤلاسڤو رانجيرز فرصة استضافته غريمه التقليدي سيلتيك على ملعبه إيبروكس في أول مباريات الناديين في مرحلة اللقب (البلاي أوف) مساء أمس، حيث انتهى اللقاء بالتعادل السلبي وهو ما يخدم مصلحة سيلتيك ويُقلّص حظوظ رانجيرز أياما قبل اختتام الدوري الاسكتلندي. وشارك الدولي مجيد بوڤرة أساسيا في هذه المواجهة، وهي المباراة الثانية على التوالي له منذ عودته من الإصابة التي تعرض لها في نهائي كأس الإتحاد الاسكتلندي أمام سيلتيك، حيث لعب ماجيك في اللقاء الماضي أمام داندي يونايتد الذي انتهى بفوز رانجيرز برباعية نظيفة. لعب بشكل جيد وشلّ جميع تحركات ساماراس أكد الدولي الجزائري أنه ركيزة هامة جدا ضمن مخططات المدرب والتر سميث وأنّ عودته جاءت في الوقت المناسب مع إجراء مباراة الموسم، حيث كان مجيد بوڤرة عند تطلعات الطاقم الفني وحتى جماهير الرانجيرز مؤديا دوره كما ينبغي في الخط الخلفي رفقة زميله دافيد واير، كما فرض "ماجيك" رقابة لصيقة على اليوناني جيورجيوس ساماراس مهاجم سيلتيك الذي لم يفعل أي شيء بسبب تدخلات بوڤرة الموفقة في كل مرة. وشارك بوڤرة في كامل أطوار المواجهة مساهما في عدم تلقي شباك فريقه أي هدف ولم يكن مسؤولا عن ركلة الجزاء التي منحها الحكم للمنافس والتي ضيّعها ساماراس. "البلوز" نجوا من الخسارة، احتفظوا بالصدارة ولكن ورغم محاولات رانجيرز المتعددة للوصول إلى شباك سيلتيك إلاّ أنّ الأخير كان الأقرب للفوز لولا تضييع مهاجمه ساماراس لركلة جزاء في الدقائق العشر الأخيرة، حيث أنقذ الحارس ألان ماكڤريڤور مرماه ليفترق الناديان على نتيجة التعادل السلبي في "داربي أولد فيرم". واحتفظ رانجيرز بالصدارة بفارق نقطة عن سيلتيك لكن مع أفضلية للأخير في ظل امتلاكه لمباراة ناقصة سيلعبها خلال الأيام المقبلة، بينما يبدو مشواره المتبقي سهلا للغاية وفي حال فوزه بكل المباريات سيُتوّج بلقب الموسم الجاري. التفريط في اللقب يجعل رحيل "الماجيك" وشيكا من جهة أخرى، قد يكون الموسم الحالي الأخير للاعب الجزائري مع الرانجيرز خصوصا إذا أضاع فريقه لقب الدوري الاسكتلندي، وهو الأمر الممكن جدا الآن بعد نتيجة مباراة أمس وقد يجبر "البلوز" على خوض الأدوار التمهيدية للمرور إلى دور مجموعات رابطة الأبطال الأوروبية التي كانت سببا مباشرا في بقاء مجيد بوڤرة مع الرانجيرز طوال السنوات الأخيرة، ومن دون شك فإنّ عدم ضمان مكانة مؤهلة إلى المسابقة الأوروبية الأغلى يجعل مغادرة "ماجيك" وشيكة جدا في ظل الحديث المتواصل عن عروض وإغراءات مالية من أندية قطرية وأخرى تركية. بوڤرة تستهويه "البريمير ليغ" فقط وكايزر سبور صعب جدا أن يلعب فيه ومثلما أكد عليه في حديثه الأخير مع مبعوث "الهدّاف" إلى اسكتلندا (نسيم جندر) فإن بوڤرة يبقى أمله الوحيد هو اللعب في الدوري الإنجليزي حيث قال: "الأولوية بالنسبة لي تبقى البريمير ليغ، لكن ليس اللعب مع أي ناد فيها، إذا لم تتحقق رغبتي سأدرس العروض التي ستصلني من تركيا وقطر". وعلى ذكر الدوري التركي فإنّ كلاما كثيرا قيل عن رغبة نادي كايزر سبور الذي يلعب فيه زياني في التعاقد مع بوڤرة، لكن الأمر يبدو صعبا لأن بوڤرة لن يترك الرانجيرز ورابطة أبطال أوروبا للعب في ناد لن يلعب أي منافسة على الصعيد الأوروبي، كما أنه يبدو صعبا جدا أن يتعاقد معه كايزر سبور الذي هو مهتم أيضا بخدمات مغني حسب ما يُذكر في الصحافة، مع العلم بأنّ زياني، مغني وبوڤرة سيحصلون على رواتب عالية جدا وسيغيبون مدة زمنية معا للمشاركة في كأس أمم إفريقيا وهو أمر حتما لن يساعد النادي القطري. "لو أذهب إلى قطر سأعطي أفضل ما لديّ لأكون دائما في خدمة الخضر" وإذا كان محبو بوڤرة والمنتخب الوطني لن يغفروا ل "بوڤي" في حال تنقله إلى قطر وتكرار سيناريو بلحاج، فإنّ لاعب الرانجيرز يدافع من الآن عن احتمال قرار قد يتخذه باللعب في قطر قائلا: "لو أذهب إلى قطر والله (قالها بالعربية) سأعطي أفضل ما لديّ حتى أكون دائما في خدمة الخضر، أعرف أنّ هناك احتمالا لتراجع لياقتي لو ألعب هناك، لهذا سأعمل كثيرا في التدريبات حتى أحافظ على لياقتي. أنا أعرف ما الذي ينتظرني وهذا عامل يحمّسني كثيرا". "أي شخص قادر على جلب عرض جيد لي من ناد كبير فليأت لرؤيتي وإلاّ ..." وتبقى الحقيقة التي قد تدهش الكثيرين أنّ بوڤرة لم يتلق أي عرض إلى حد الآن يجعله يوافق عليه دون تردد، حيث قال عن ذلك: "من الواضح أني كنت سأسعد بتلقي عرض من ناد أفضل من رانجيرز لهذا السبب إذا كان هناك شخص قادر على جلب عرض جيد لي من ناد كبير يريدني أن ألعب في صفوفه فليتفضل وإلاّ...". هذا الكلام يوضّح أنّ بوڤرة يطلب من أي شخص قد ينتقد قراره مستقبلا بالصمت لأنه كجزائري يملك مبادئ لا يمكنه أن يذهب إلى أي ناد مهما كان اسمه ويعرض عليه خدماته. بوڤرة لم ينس 1200 أورو التي كان ينالها مع ڤونيون وإذا كان بلحاج قد تعرّض لإنتقادات لاذعة من الجماهير الجزائرية بعد إمضائه لعقد مع السد القطري فإنّ ما يجهله كثيرون أنه فعل ذلك في غياب عروض جادة وهو الذي عانى كثيرا قبل أن يتخذ قراره باللعب في الدوري القطري. بوڤرة لا يريد أن يعيش ما عاشه زميله في المنتخب الوطني ولو أنه حاليا مع بلوغه 29 سنة يريد أن يضمن مستقبل عائلته من الناحية المادية خاصة أنه عانى كثيرا في بداياته وهو لم ينس "الحڤرة" التي عانى منها في نادي ڤونيون الفرنسي لما كان يتلقى هناك مبلغ 1200 أورو في بداية مشواره الإحترافي.