تواصل قناة "الجزيرة الرياضية" القطرية مساعيها الجادة للوقوف في وجه القراصنة وأصحاب السوق السوداء حتى تعرض منتوجاتها بصفة قانونية 100 %، وبعد التغييرات التي كشفت عنها القناة "البرتقالية" بداية من السنة الجديدة 2014 بدءا بتغيير الاسم إلي "بي إن سبورت عربية"، ومرورا بتغيير اللون الغالب للقناة من البرتقالي إلى البنفسجي، وصولا إلى نظام التشفير بجهاز الاستقبال الخاص بها، فإن مسؤولي القناة يعولون على نظام آخر جديد مستقبلا ... إذ ستعتمد الجزيرة الرياضية التي ستتحول بعد يومين إلى "Bein Sport arabia" على قمر صناعي جديد مستقبلا، والذي يمكن وصفه بالقمر الخاص بقنوات الجزيرة فقط بدءا بالقناة الأم، الجزيرة الإخبارية والوثائقية وباقي قنوات الباقة، ورغم أن جهاز الاستقبال الجديد الذي ستعتمده القناة بداية من كأس العالم 2014 ب البرازيل، وكذا الموسم الرياضي 2014-2015 يعتبر محصنا بما يكفي ومن الصعب جدا اختراقه من الأنظمة المقرصنة، إلا أن القناة تتجه للانسحاب نهائيا من البث على القمر الصناعي المصري "نايل سات"، وسيتحول البث إلي قمر "سهيل سات" القطري، كما أن بث قنوات الجزيرة سيتوقف شيئا فشيئا على الأقمار الأخرى مثل "عرب سات" و"هوتبيرد" أيضا. ما هو قمر "سهيل سات" القطري أو قمر "الجزيرة"؟ هو قمر صناعي قطري تم إطلاقه إلى الفضاء في 29 أوت من سنة 2013 من قاعدة "كورو" في مستعمرة "غويانا" الفرنسية على متن الصاروخ "أريان 5" من الميناء الفضائي الأوروبي، ليكون أول الأقمار الصناعية القطرية، والذي ينتظر أن يتبعه قمر "سهيل 2" سنة 2016، ويقع القمر عند الموقع المداري 25.5 درجة شرقا، استغرق بناء هذا القمر ثلاث سنوات ونصف وستستفيد منه كل القنوات الفضائية العربية، وللتذكير فقد كانت الشركة القطرية للأقمار الصناعية المالكة للقمر "سهيل 1" وقعت اتفاقية شراكة مع المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية "عرب سات"، تقضي بالبث على نفس مدار القمر "عرب سات" 26 درجة شرقا، وهو الأمر الذي يسمح باستقبال قنوات "سهيل سات" دون تحمل تكاليف إضافية. طاقته 140 قناة عادية و30 قناة بتقنية HD وبما أن قمر "سهيل سات" يعتبر جديدا في عالم الفضاء فإن طاقته لازالت ضعيفة لحد الآن، إذ تبلغ 140 قناة بالتقنية عادية الجودة وثلاثين قناة بالتقنية عالية الجودة (HD)، كما أن هذا القمر سيعمل على تحسين جودة الأنترنت في العالم العربي، ويعتبر "سهيل سات" الذي يبلغ وزنه 6 أطنان ثمرة تعاون بين الشركة القطرية للأقمار الصناعية وشركة "أوتلسات" الفرنسية، وسيمنح هذا "الساتيليت" الأولوية لتلفزيون قطر الرسمي وشبكة الجزيرة، كما أنه سيضمن تفوقا واضحا في الخدمات سيلاحظها الجمهور المتلقي لقنوات "سهيل سات"، مقارنة بالأقمار العربية الأقدم مثل "نايل سات" و"عرب سات"، نظرا لاعتماده أحدث التقنيات في مجالات البث الفضائي والاتصالات وخدمات الأنترنت، وذلك ضمن خطة "قطر 2030". نجم جديد سيضمن full HD و3D في مونديال 2022 ومن بين الأهداف المستقبلية للقمر القطري تحضير أفضل الإمكانات لكأس العالم 2022 في قطر، إذ أن قمر "سهيل سات" سيساعد على تطوير تقنيات الاتصال من خلال البث بصيغة فائقة الجودة (full HD) وكذا ثلاثية الأبعاد (3D)، وهذا تلبية لمطالب وسائل الاتصالات الفائقة التقنية التي تجهزها قطر لاستضافة مونديال 2022، وعن سبب إطلاق اسم "سهيل" على القمر فهو مستوحى من اسم نجم شهير يظهر في سماء المنطقة العربية، كعلامة على تغير المناخ من فصل الصيف إلى فصل الخريف، وهو النجم الذي كان العرب يرتاحون له قديما ويشعرون بسعادة كبيرة بعد قدومه كونه دليلا على قدوم فصل الشتاء وتغير الأجواء إلى الأفضل. تساؤلات عن هدفه الحقيقي بين القضاء على التشويش والسيطرة على الإعلام؟ وإذا كانت الأسئلة التي طرحت بعد إطلاق القمر الصناعي الجديد كثيرة، خاصة عن الهدف الرئيسي من إطلاقه ما بين أغراض خدماتية تجارية بحتة أو لأغراض سياسية وإستراتيجية، وإذا كان القائمون على القمر قد أكدوا أن فكرة امتلاك قطر لقمر صناعي كان بالدرجة الأولى ضمان خطط طموحة لاستقلالية تقديم خدمات الإعلام الهادف، وأن تضمن هذه الدولة السيطرة على البث الفضائي لقنواتها بعيدا عن المضايقات القائمة نتيجة امتعاض البعض من مواقف قناة الجزيرة أو مواقف الدولة السياسية، وهذا ما جعل المسؤولين يعمدون على استخدام تقنية مقاومة التشويش في عملية تصنيع القمر "سهيل 1"، ولكن بعض الإعلاميين والخبراء يرون أن الخطوة التي اتخذتها قطر بإطلاق أول أقمارها الصناعية تأتي في إطار سعيها للسيطرة على الإعلام العربي، وأن قمرها سيفتح المجال أمام محاربة بعض الدول سياسيا.