تحوّلت فرحة افتتاح نهائيات كأس العالم إلى خيبة أمل كبيرة لدى الملايين من المشتركين في بطاقة الجزيرة الرياضية، بسبب الانقطاعات المتكررة للصورة والصوت أثناء مباراة الافتتاح، وهو الاقتطاع الذي تسبب في حرب إعلامية بين قطر ومصر· في الوقت الذي اتهمت فيه شبكة الجزيرة -ضمنيا- جهات مصرية بالتشويش على ''العرس العالمي''، وهددت بالكشف عن المتهمين بالتعاون مع مؤسسات عالمية متخصصة، ردت إدارة نيال سات على الجزيرة باتهمات مضادة، متهمة إياها بالتشويش المتعمد من أجل الشهرة والمال· أكدت الجزيرة الرياضية في بيان تم نشره على موقعها الإلكتروني، أن ''عملية القرصنة تجلت بالتشويش على ترددات قنوات الجزيرة الرياضية الخاصة بالمونديال وإشاراتها على القمرين الصناعيين نايل سات وعرب سات'' وهو التشويش الذي ''حرم المشاهد العربي من الاستمتاع بما تقدمه الجزيرة من تغطية مميزة واستثنائية لفعاليات هذا الحدث العالمي الكبير''· وأضاف البيان أن ''إدارة الجزيرة قامت بالاتفاق مع شركات عالمية لملاحقة الفاعلين''· وكإجراء احتياطي لما سيحدث لاحقا، أكدت الجزيرة الرياضية أنها قررت ''إضافة باقات أخرى خاصة بكأس العالم ستعلن عنها لاحقا''، وأن ''الإدارة التقنية في الجزيرة الرياضية عكفت على معالجة الأمر واتخذت العديد من الخطوات العملية''· وفي الوقت الذي لم تؤكد صراحة على هوية المتهمين، قالت الجزيرة الرياضية في بيانها إن ''الأمر حدث بصورة متعمدة بهدف إفساد بثها المجاني والمباشر للمشاهدين العرب، وأنها قررت أن تلاحق قضائيا من سلب حقوق المشاهد العربي وسعى إلى إفساد بهجة المباراة الافتتاحية عليه''· ومن جهته، قال ناصر الخليفي المدير العام لقناة الجزيرة الرياضية من جوهانسبورغ، إنه يعرب عن ''أسفه العميق لما حدث من تصرف غير أخلاقي، مما أهدر حقوق المشاهد العربي''· وأضاف ''ستلاحق قضائيا كل من تسول له نفسه العبث بحقوق مشاهديها''، مشيرا إلى أن ''الجزيرة الرياضية اتخذت عدة خطوات تقنية تهدف لمعالجة الأضرار الناجمة عن الفعل غير الأخلاقي''· وفي الوقت الذي ذهبت أصابع الاتهام إلى الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية، نايل سات، أكدت إدارة القمر الصناعي المصري على ''تداخل من جهة مجهولة'' خلال مقابلة الافتتاح ''الأمر الذي تعذر معه انتظام نقل المباراة''· وقال بيان المؤسسة المصرية إنه''تم التنسيق بين النايل سات وإحدى الشركات العالمية المتخصصة بهدف التعرف على مصدر هذا التداخل واتخاذ كافة الإجراءات المناسبة حيال هذا التصرف غير المسؤول والمخالف لجميع القوانين والأعراف الدولية''· وفي الوقت الذي هددت فيه الجزيرة الرياضية المتسببين في التشويش بمقاضاتهم، بالتعاون مع مؤسسة عالمية تحقق في الأمر وتكشف علميا عن مصدر الشويش ومكانه، في إشارة إلى جهات لها علاقة بالقمر الصناعي المصري، ردت إدارة نايل سات على لسان أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري الذي أكد أنه سيسلك الطرق القضائية ضد قناة الجزيرة القطرية بعدما أن ''أخلت بعقودها مع الجانب المصري بشأن نقل المباريات''، نافيا أن يكون مصدر التشويش من القمر المصري، وقال إنه لن يسمح للقناة القطرية بنقل المباريات المباعة للتلفزيون المصري عبر قنواتها المفتوحة· ولعل قضية المباريات التي سبثها الجزيرة مجانا هي التي سببت كل تلك المشكلة، حيث أكد مدير قناة الجزيرة الرياضية أن الأمر قانوني وجاء نتيجة مفاوضات طويلة وعسيرة مع ''الفيفا'' المالك الفعلي لحقوق البث· وفي الوقت الذي التزمت فيه إدارة الجزيرة الحذر الشديد، ولم تتهم أي جهة، ذهبت الصحافة القطرية بعيدا واتهمت جهات مصرية صراحة بأنها وراء المشكلة، حيث قالت جريدة ''العرب'' القطرية على صدر صفحتها الأولى: ''الجزيرة تقاضي نايل سات''، وجاء في الجريدة القطرية أن الجزيرة ''ستسير وفق منهجها الذي عرفت به، ومواصلة مشوار التميز والتفوق، وستترك الصغائر لمن يدعي أنه ''كبير''· في اتهام واضح لأطراف مصرية· وبلغ التهديد القطري مداها عندما أعلنت أنها بصدد إطلاق قمر اصطناعي فضائي منافس للقمر المصري نايل سات·