لا يزال الجدل قائما حول مستقبل الناخب الوطني حليلوزيتش على رأس العارضة الفنية ل"الخضر"، بعد الحرب الكلامية بينه وبين رئيس الاتحادية، حيث توترت العلاقة بين الرجلين إلا حد عدم التعايش بينهما ودخول الطرفين في حرب باردة، من خلال جملة من الإجراءات يتخذانها الطرفين من أجل دفع كل طرف إلى فسخ العقد من جهته، في محاولة منهما لتجنب خسارة مالية بالنظر إلى عدم تنازل كل طرف عن هذا الجانب، في ظل الحرب الباردة القائمة بين مدرب وطني ورئيس اتحادية، يتوجهان للمشاركة في حدث كروي عالمي بحجم كأس العالم الذي قد يُحرم منه حليلوزيتش لثاني مرة على التوالي بسبب مواقفه الغريبة، وتصريحاته التي جعلت علاقته مع الهيئة المشرفة على الكرة الجزائرية في حرج، وتحاول إيجاد الصيغة المناسبة لخلافة البوسني قبل حتى انتهاء عقده الذي يتزامن انتهاء الحدث العالمي بالبرازيل. إقالة البوسني قبل سلوفينيا لن تأتي بأي فائدة يرفض رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم روراوة اتخاذ قرار تنحية حليلوزيتش، قبل ستة أشهر من "مونديال" البرازيل لأسباب منطقية ومادية بحتة، وهو تجنب منحه تعويضا ستة أشهر كاملة، وبما أن روراوة أكد بأن هيئته جاهزة لتعويض البوسني في أي لحظة وأن رحيله لن يؤثر في تحضيرات "الخضر" تحسبا ل"المونديال"، بدليل أنه سيعلن الكشف عن اسم الناخب الجديد في شهر أفريل المقبل أي أسابيع قبل انطلاق تربص "الخضر" في شهر ماي القادم"، وهو التربص المهم لتحضير رفقاء بوڤرة للحدث العالمي، لاستباق الأحداث وتحضير خليفة البوسني حتى قبل "مونديال البرازيل. ويفضل روراوة ترك حليلوزيتش مهمة الإشراف على مباراة سلوفينيا بداية شهر مارس المقبل، باعتبار أن التربص سيكون قصيرا قبل المباراة (48 ساعة)، ولن يجد الوقت المناسب لتعويض البوسني قبل هذه المواجهة بمدرب كبير، ولكن الحرج قد يزول في حال قرر تعويضه شهرين قبل انطلاق "المونديال" في حال وجد مدربا يقبل الإشراف على "الخضر" في هذه الدورة، كما حدث مع "إريكسون الذي خلف حليلوزيتش ليشرف على منتخب الفيلة في "مونديال" جنوب إفريقيا. تنصيب مدرب جديد للإشراف على تربص ماي ممكن يدرك المتتبعون والمختصون بأن تربص "الخضر" في نهاية شهر ماي وبداية جوان المقبلين، هو الأهم في مشوار تحضيرات "الخضر" للحدث العالمي، خاصة أنه ستتخلله مبارتان وديتان هامتان، ستسمحان للمدرب الجديد في حال تم تنصيبه بالوقوف على جاهزية المجموعة المعنية ب"مونديال" البرازيل، وذلك في حال تجرأ روراوة وقام بإيقاف حليلوزيتش بعد مباراة سلوفينيا في حال تكبده خسارة جديدة أمام هذا المنتخب المقصى من "المونديال"، وغياب اتفاق بين رئيس الاتحادية والناخب لن يعود بالفائدة على "الخضر" في حال استمرار هذا الخلاف. الإمكانات الموفرة ل"الخضر" لا تسمح بمشاركة رمزية من بين الأسباب التي ستدفع رئيس الاتحادية بالمخاطرة بتنحية حليلوزسيتش عشية "المونديال، هو توفير هيئته كل وسائل التحضير والتحفيز للبوسني وأشباله، حيث سيتربص رفقاء فغولي في أفضل المراكز ومرافق الإقامة، كما أن المنح المخصصة للاعبين وبقية الطواقم محفزة لتحقيق النتائج وحتى الإمكانات البشرية موجودة، خاصة بعد انتقال بعض اللاعبين الذين كانوا يعانون من نقص المنافسة إلى فرق جديدة قد تسمح لهم باللعب أكثر قبل "المونديال"، وبناء على هذه المعطيات لن يقبل روراوة بمشاركة رمزية في رابع "مونديال"، خاصة أن عقد الناخب الحالي يجبره على التأهل مادام يتلقى سبعة أضعاف ما كان يتحصل عليه سعدان في 2010. البوسني يحرص على سمعته أكثر من سمعة "الخضر" من بين الأسباب التي جعلت حليلوزيتش محل سخط الوسط الرياضي والمسؤولين في الجزائر، هو تمسكه بأقواله التي يستصغر فيها مكانة الجزائر الكروية بتاريخها وماضيها حتى على المستوى القاري، مقابل حرص كبير منه في كل تصريحاته لوسائل إعلام أجنبية على تلميع صورته، وتأكيده بأنه أفضل ناخب درب الجزائر وأنه أحدث ثورة في بلد أنجب زيتوني، مخلوفي، عصاد، ماجر وصايب وقائمة طويلة من نجوم الكرة، معللا بأن عهده عرف تسجيل "الخضر" هدفين في كل مباراة رغم أن نتائج سعدان في تصفيات "مونديال" جنوب إفريقيا كانت متقاربة، حيث فاز على زامبيا بثنائية في ملعبها وفاز على مصر ورواندا بثلاثية بملعب تشاكر، وبهدف في لقاء العودة أمام أشبال "رونار"، وتأهل "الخضر إلى "المونديال" بهدف عنتر يحيى في لقاء السد أمام بطل إفريقيا آنذاك بملعب محايد وهو انجاز البوسني نفسه بتشاكر أمام نائب بطل القارة، ولكن أمام جمهوره وبمردود هو الأسوأ ل"الخضر" في السنوات الأخيرة. مردود غير مقنع أمام سلوفينيا قد يعجل بإقالة البوسني في حال تقرر إبعاد حليلوزيتش قبل "مونديال" البرازيل، سيكون بنسبة كبيرة على ضوء المباراة الودية أمام سلوفينيا شهر مارس المقبل، لأن الظهور بوجه مخيب في هذا الاختبار الودي سيقلب المعطيات لصالح الاتحادية، التي ستجبر على تغيير العارضة الفنية بمدرب يضمن على الأقل مشاركة مشرفة في الدورة المقبلة، وعدم تكرار سيناريو جنوب إفريقيا بأن يكون المنتخب الجزائري أول المقصين في دورة البرازيل، رغم أن خزينة "الفاف" أنفقت على البوسني أكثر من 30 مليارا في ثلاث سنوات.