سيجلب خوان ماتا صانع لعب منتخب اسبانيا سلاسة في الاداء ومهارات تسعد الجماهير عندما يكمل انتقاله الى مانشستر يونايتد لكن بطل الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم المترنح يحتاج الى أكثر من ذلك لاعادة موسمه الى الطريق الصحيح. ويحتاج يونايتد - الذي أعلن أمس الجمعة توصله لاتفاق لضم ماتا من تشيلسي في صفقة قياسية تتوقف على موافقته على البنود الشخصية للتعاقد واجتياز الفحص الطبي - الى تدعيم في الدفاع وقوة جديدة في وسط الملعب. وبالإضافة الى ذلك يمكن ليونايتد الاعتماد على روبن فان بيرسي العائد للعب بعد نحو شهرين من الغياب بسبب اصابات مختلفة كما أكد وين روني التزامه بالبقاء في النادي على المدى الطويل. وهناك الكثير من الأمور بحاجة للتطوير في يونايتد بشكل عاجل وانضمام ماتا الوشيك - مقابل 37 مليون جنيه استرليني (61.06 مليون دولار) وفقا لتقارير صحفية - هو خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح. وربما تمثل الصفقة البداية الحقيقية للمدرب ديفيد مويز في يونايتد وتدشين عهد جديد بعد اعتزال اليكس فيرجسون في نهاية الموسم الماضي عقب 27 عاما في المسؤولية. ويجب ابرام صفقات أخرى في وقت لاحق من العام الحالي مع اقتراب مسيرات رايان جيجز وريو فرديناند ونيمانيا فيديتش وباتريس ايفرا من نهايتها. وتلقي صفقة ماتا أيضا بشكوك حول مستقبل صانع لعب اليابان شينجي كاجاوا الذي انضم الى يونايتد قادما من بروسيا دورتموند منذ 18 شهرا لكنه لم يثبت نفسه مطلقا في استاد اولد ترافورد. وسيخلف ماتا (25 عاما) الذي سجل 32 هدفا في 135 مباراة مع تشيلسي بعد انضمامه من بلنسية مقابل 23.5 مليون جنيه استرليني في أغسطس اب 2011 البلغاري ديميتار برباتوف كأغلى لاعب في تاريخ يونايتد لكن هذا التمييز لا يضمن له النجاح. وعلى السطح يبدو برباتوف أنه ابلى بلاء حسنا في يونايتد إذ سجل 56 هدفا في 149 مباراة لكن في الواقع لم يصل المهاجم البلغاري مطلقا لمستوى التوقعات وفي أغسطس اب 2012 باعه فيرغسون الى فولهام بعد اربعة مواسم في النادي. ويختلف ماتا كليا عن برباتوف وسيضم يونايتد لاعب وسط مهاجم ذكيا لديه عين على المرمى وقدرة على تغيير مجريات المباريات بتمريرة ماكرة أو مراوغة أو خدعة. وافتقر يونايتد للسلاسة في الاداء هذا الموسم. ومن المفترض أن يوفر اللاعب الاسباني الابداع خلف المهاجمين واذا حصل على فرصة اللعب بحرية في الملعب فانه سيضيف اداء لا يمكن التنبؤ به وهو أمر يحتاجه يونايتد بشدة. وسيكون حدوث تفاهم سريع مع فان بيرسي وروني حاسما رغم أن ماتا سيحتاج أيضا الى مساندة قوية من خط الوسط وهو مركز شغله يوما ما القائد القوي السابق روي كين. وكان ماتا حبيب الجماهير في استاد ستامفورد بريدج واختير كأفضل لاعب في العام على مستوى النادي عندما فاز تشيلسي بدوري أبطال اوروبا في 2011-2012 ومرة أخرى حين أحرز لقب كأس الأندية الاوروبية في الموسم الماضي. إلا أن أيامه بدت قليلة بمجرد عودة المدرب جوزيه مورينيو قبل بداية الموسم ليتولى تدريب الفريق اللندني لفترة ثانية. ووفقا لمورينيو افتقر ماتا للسرعة الكافية من أجل استخلاص الكرة من المنافسين وتوفير القدرات الدفاعية التي يطلبها من لاعبي الوسط المهاجمين عند فقدان الكرة. وفي ظل تفضيله للبرازيليين اوسكار وويليان والبلجيكي ادين هازارد في المراكز الثلاثة خلف المهاجم الوحيد في طريقة اللعب المفضلة 4-2-3-1 فاز فريق مورينيو بست مباريات متتالية في كل المسابقات ويتأخر بنقطتين فقط خلف ارسنال متصدر الدوري الانجليزي الممتاز. ويحتاج ماتا الى اللعب بانتظام مع اقتراب نهائيات كأس العالم بالبرازيل في يونيو حزيران وسينضم الى فريق يتوق الى منقذ بعد ستة أشهر كارثية في ظل قيادة المدرب الجديد مويز. وكانت الأجواء مثل الحلم في استاد اولد ترافورد يوم الاربعاء حين خسر في قبل نهائي كأس رابطة الأندية الانجليزية أمام سندرلاند بركلات الترجيح. والأمر الوحيد الذي خفف وطأة الهزيمة كانت أنباء الانضمام الوشيك لماتا. ولا يزال يونايتد يمتلك القدرات المالية والسحر وقوة الجذب التي يمكنه من خلالها اغراء أفضل لاعبي العالم حتى اذا حدث ما لا يمكن تخيله وفشل في التأهل لدوري أبطال اوروبا في الموسم القادم. وسيأمل مويز أن يكون لصفقة ماتا الضخمة تأثيرا مماثلا لما جلبه مسعود اوزيل صانع لعب منتخب المانيا الى ارسنال عندما انضم للنادي اللندني قادما من ريال مدريد قبل بداية الموسم.