فرض مسلحون موالون لروسيا سيطرتهم على مدن سلافيانسك وكراماتور ودونيتسك شرقي أوكرانيا، ونفت موسكو أي تدخل لقواتها في المنطقة قبل محادثات رباعية غدا في جنيف بشأن الأزمة، في حين أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أنه سيعزز قواته لدى أعضائه من دول أوروبا الشرقي وقال المتحدث باسم المجلس البلدي لمدينة دونيتسك إن عشرات المسلحين الملثمين الموالين لروسيا سيطروا على المبنى. وأضاف أن المسلحين الذين يرتدون زيا رسميا ومعهم بنادق ومسدسات ومدى بدؤوا في إقامة متاريس حول المبنى من دون أن يعيقوا دخول الناس وخروجهم من المبنى. وأفادت مراسلة الجزيرة في دونيتسك رانيا دريدي أن المسلحين باتوا يسيطرون على المراكز الحيوية في المنطقة، مشيرة إلى أن "تسليم السلطة" جرى بطريقة سلمية. وذكرت أن المنطقة صارت تعرف باسم جمهورية دونيتسك الشعبية في انتظار إجراء استفتاء لتقرير مصيرها يوم 11 مايو/أيار، على غرار الاستفتاء الذي أجري في شبه جزيرة القرم والذي انتهى إلى انضمامها إلى روسيا. أسر أوكرانيين في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن مسلحين موالين لروسيا أسروا عسكريين أوكرانيين اثنين في منطقة لوغانسك الناطقة بالروسية في شرق البلاد. منشورات تسوق انفصال دونيتسك عن أوكرانيا (الجزيرة) وقالت الوزارة إن الرهينتين (ضابط وجندي) اعتقلهما "متطرفون" الثلاثاء وتم اقتيادهما إلى مكان مجهول، مشيرة إلى أن وحدات بالجيش الأوكراني تشارك في عملية البحث عن العسكريين. وفي موسكو، نفت السلطات أي تدخل لقواتها في شرق أوكرانيا، ووصفت الحشود التي تقوم بها القوات الأوكرانية في المنطقة بأنها استفزازية وفق ما نقله مدير مكتب الجزيرة بموسكو زاور شوج. وأضاف المراسل أن الكرملين أكد أنه لا يوجد أي جندي روسي بأي منطقة من شرق أوكرانيا، معتبرا أن التصريحات الأوكرانية هدفها تجريم موسكو وإظهارها بأنها تتدخل في هذه المناطق. وأكد أن تحركات عديدة تنتظم الساحة فيما وصفه بدبلوماسية الساعات الأخيرة قبل مؤتمر رباعي يعقد غدا في جنيف بشأن الأزمة في أوكرانيا. وكانت أنباء قد أشارت إلى أن قوات روسية مدرعة دخلت اليوم مدينتين بشرق أوكرانيا، وشوهدت المدرعات وهي ترفع العلم الروسي، وفوق كل منها عدد كبير من الجنود الذين يلوحون للسكان المحليين. وفي هذه الأثناء، قال الأمين العام للناتو أندريس فوغ راسموسن إن الحلف سيعزز قواته الجوية والبحرية والبرية في البلدان الأعضاء فيه بأوروبا الشرقية كدول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) وبولندا، وربط بين هذا الإجراء وبين التطورات في أوكرانيا. وأضاف راسموسن أنه في حالة الضرورة ستكون هناك إجراءات لاحقة خلال الفترة القادمة، وأوضح أن سفنا تابعة للحلف ستتحرك "إلى بحر البلطيق وشرق البحر المتوسط ومناطق أخرى". بوتين يحذر وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر في وقت سابق اليوم -في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل- من أن أوكرانيا أصبحت على "شفير حرب أهلية" بعد إعلان حكومة كييف أنها أرسلت الجيش للتصدي للانفصاليين شرقي البلاد. وأشار بيان للرئاسة الروسية أن بوتين وميركل "شددا على أهمية" إجراء المحادثات الرباعية المقررة حول أوكرانيابجنيف، وأعربا عن "الأمل في أن يحمل الاجتماع إشارة واضحة لإعادة الوضع إلى إطار سلمي". ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع الرباعي غدا الخميس بمشاركة أوكرانياوروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بهدف إيجاد حل للأزمة الأوكرانية. من جهته، قال المكتب الصحفي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان إن الأخير تحدث هاتفيا مع الرئيس الروسي الثلاثاء، وعبر عن قلقه إزاء الوضع المتوتر في شرق أوكرانيا. وفي المقابل، قال البيت الأبيض الأميركي الثلاثاء إن تحركات أوكرانيا ضد المسلحين المؤيدين لروسيا في شرق البلاد مبررة بسبب التهديدات للقانون والنظام في البلاد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحفي "الحكومة الأوكرانية مسؤولة عن فرض القانون والنظام، وتلك الاستفزازات في شرق أوكرانيا تخلق وضعا يتعين فيه على الحكومة الرد". يُذكر أن أوكرانيا شهدت على مدى أشهر مظاهرات احتجاجا على رفض الحكومة السابقة التوقيع على اتفاقات تجارية مع الاتحاد الأوروبي، انتهت بتصويت البرلمان على الإطاحة بحكومة الرئيسفيكتور يانوكوفيتش المدعوم من موسكو، وتسببت الأزمة بأسوأ توتر في العلاقات بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة عام 1991.