أصيبت السلطات الإيطالية بالحيرة والقلق عندما رأت جماهير ألمانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى تبدي تضامنها مع المشجعين الإيطاليين المتعصبين . وكانت لافتات تدعم مشجعا إيطاليا متهم بقتل ضابط شرطة قد شوهدت في الملاعب الألمانية مطلع هذا الأسبوع ، فيما جاء كمحاكاة لقميص إرتداه مشجعا لنادي نابولي خلال نهائي كاس إيطاليا في الثالث من ماي الجاري. وقال جيوفاني مالاغو رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: "عندما رأيت جماهير بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ يرفعون لافتات مكتوب عليها: الحرية لسبيتسيالي، شعرت بدهشة كبيرة". وأضاف: "يبدو لي وكأن هناك نوعا من التفكير أصبح منتشرا خارج حدودنا". وشوهدت اللافتات المقصودة خلال مباراة بايرن ميونيخ بطل ألمانيا مع شتوتغارت بالدوري الألماني وكذلك خلال مباراة دورتموند، الذي ترتبط جماهيره بقوة بجماهير نابولي، مع هرتا برلين. ولكن دعم سبيتسيالي ظهر هذا الأسبوع أيضا بين الجماهير في الملاعب الرومانية والملاعب التركية. وكان مقتل الضابط الإيطالي فيليبو راتشيتي عام 2007 في مصادمات خارج ملعب كاتانيا عاد إلى بؤرة الضوء بعدما إرتدى مشجع لنادي نابولي قميصا يطالب بإطلاق سراح أنطونيو سبيتسيالي، مشجع كاتانيا الذي حكم عليه بالحبس لمدة ثمانية أعوام لتورطه في مقتل راتشيتي. وتم حرمان مشجع نابولي جينارو دي توماس ، قائد مشجعي نابولي المتعصبين، من حضور أي مباريات داخل الملاعب لمدة خمسة أعوام حيث هددت جماهير نابولي بتعطيل مباراة نهائي كأس إيطاليا التي جمعت بين نابولي وفيورنتينا بالعاصمة روما. وإتخذت المباراة منحنا عنيفاعندما وقعت أحداث شغب شهدت إطلاق النار على مشجع نابولي تشيرو إسبوزيتو الذي مازال يرقد في المستشفى في حالة حرجة. وتم اعتقال مشجع لروما بتهمة إطلاق النار على إسبوزيتو. ورغم أن روما لم يكن طرفا في نهائي الكأس ، فقد إندلعت أحداث عنف خارج الملعب الأولمبي حيث خرجت الخصومة المعهودة بين جماهير روما ونابولي عن السيطرة. وبعدما أثار قميصه وسلوكه التزعمي موجة غضب واسعة ، أخبر دي توماسو صحيفة "إلماتينو" الصادرة في نابولي أن دعم سبيتسيالي جاء بناء على طلب مقدم من هيئة الدفاع عنه بإعادة فتح القضية. ورفضت محكمة استئناف إعادة فتح القضية. ولكن هذا الحكم أسقطته المحكمة الإيطالية العليا في وقت سابق هذا العام ، وإن كان ذلك جاء على أساس رسمي تماما. ويقال إن طلب هيئة الدفاع بإعادة فتح القضية يعتمد على عدم دقة تقرير تشريح جثة راتشيتي وعلى أدلة تم تجميعها من كاميرات تليفزيونية وشهود عيان. وظلت سحابة العنف تلقي بظلالها القاتمة على الملاعب الإيطالية خلال الأسبوع قبل الأخير من منافسات الدوري الإيطالي لهذا الموسم، حيث يحقق المدعون في روما في واقعة قيام مشجعي روما برفع لافتات مناهضة لنابولي تحمل إحداها الدعم لدانييلي دي سانتيس المتهم بإطلاق النار خلال مصادمات نهائي كأس إيطاليا. ووقع قاض رياضي غرامة مالية قدرها 50 ألف أورو (68800 دولار) على نادي روما بسبب هذه اللافتات. كما ظهرت مشكلة العنصرية، التي لم تتمكن الملاعب الإيطالية من التخلص منها بعد ، جلية في مباريات هذا الأسبوع عندما ألقت جماهير أتالانتا الموز على لاعب ميلان الغيني الدولي المولود في فرنسا كيفين كونستانت. ووقعت عقوبة على أتالانتا بخوض مباراة واحدة على ملعبه بدون جمهور .. مع إيقاف التنفيذ.