"الأسئلة النموذجية" أو نماذج الأسئلة المتوقع طرحها في امتحان البكالوريا.. أضحت تجارة تدرّ أموالا كبيرة على أصحابها، والذين يستغلون تخوف الطلبة المقبلين على البكالوريا من الأسئلة، ويقيسون إقبالهم على أي شيء قد يعطيهم بصيص أمل لمعرفة نوعية الأسئلة، فيطرح مجهولون عبر مواقع التواصل الاجتماعي نماذج لأسئلة، ويدّعون أنها الأسئلة المتوقع طرحها في "الباك"، وآخرون يبيعونها في المكتبات وعلى الأرصفة. يتورط كثير من الطلبة المقبلين على امتحان البكالوريا، في الاعتماد كلية على بعض نماذج أسئلة البكالوريا التي يتم تداولها أياما قبل امتحانهم المصيري، ويدّعي مروجو هذه الأسئلة، أنهم تمكنوا من الحصول وبصفة "حصرية" على الأسئلة المسربة التي ستكون في الامتحان، فيُقبل عليها الطلبة وبأي ثمن. والخطير أن الطلبة يركزون مراجعتهم للباك، فقط على دروس الأسئلة المتواجدة في وثيقة الأسئلة النموذجية، مُهملين باقي دروسهم، لكنهم سرعان ما يتعرّضون لخيبة أمل وصدمة، عندما توضع أمامهم الأسئلة الحقيقية يوم الامتحان، ويجدونها بعيدة كل البعد عمّا راجعوه وتوقعوه. وخيرُ مثال ما تعرّض له طلبة بكالوريا دورة 2013 بعدما تحصلوا على ما أطلق عليه أسئلة الفلسفة المسرّبة، والتي تم نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، فركزوا حفظهم على بعض الدروس فقط، وعندما فوجئوا يوم الامتحان بالأسئلة الحقيقية للفلسفة، والتي لم تخطر على بال أحد، لجؤوا إلى طريقة الغش الجماعي، والنتيجة كانت إقصاءهم من امتحان البكالوريا لهذه الدورة. ومن هؤلاء "أحمد. ر" من العاصمة ، والذي أخبرنا أنه اشترى في بكالوريا دورة 2013 نموذج أسئلة الفلسفة بمبلغ 1000 دج من صديق، ادّعى أن قريباً له بوزارة التربية سرّب له الأسئلة، لكن أحمد يقول "بدل أن أنجح في الامتحان وأنتقل إلى الجامعة، تعرضت للإقصاء، وأنا الآن أجوب الشوارع... لا دراسة ولا عمل". وعليه ينصح الأساتذة، المُقبلين على امتحان البكالوريا بالابتعاد عن نماذج الأسئلة المشبوهة، والتركيز على دروس العتبة التي تحددها وزارة التربية، لأن هذه النماذج هي مجرد إشاعات الهدف منها زرع البلبلة، وتشتيت أفكار الطلبة، لأنه من سابع المستحيلات أن يتم تسريب الأسئلة الحقيقة لامتحان البكالوريا.