- فوضى وإغماءات في صفوف المترشحات ومديرية التربية توفد ممثلا عنها لتهدئة المحتجين قاطع مترشحون لامتحان شهادة البكالوريا المسجلين بشعبة الآداب والفلسفة بالثانوية التقنية أحمد زبانة، بحسين داي، أمس، امتحان مادة الفلسفة لمدة ساعة من الزمن خرجوا فيها إلى الشارع احتجاجا على صعوبة الأسئلة التي لم تكن في الحسبان، ما أدى إلى تسجيل خسائر مادية طالت ممتلكات المؤسسة وحالات إغماء في صفوف المترشحات. وجد الأساتذة المكلفون بتأطير الامتحانات بهذه الثانوية التي تعد من بين مراكز الامتحانات صعوبة في السيطرة على الوضع بهذا المركز، جراء الفوضى التي عمت المركز بعد أن قام المترشحون بتحطيم الطاولات والكراسي وأبواب القاعات، قبل مغادرة قاعات الامتحان، إلى جانب تعرض بعض الأساتذة للاعتداء اللفظي، ثم فجر المترشحون جام غضبهم من خلال الخروج إلى الشارع احتجاجا على "التعقيد" الذي تضمنته أسئلة مادة الفلسفة، حسبهم، حيث كشف العديد منهم أن هذه الأسئلة لم تكن متوقعة، لاسيما ما تعلق منها بموضوع العادة الذي شكل أحد مواضيع أسئلة امتحان شهادة البكالوريا في مادة الفلسفة لدورة جوان 2011، وانطلاقا من الاعتقاد السائد لدى المترشحين المتمثل في أن الأسئلة لا يعاد إدراجها إلا بعد مرور خمس سنوات، تم استبعاد هذا المحور، وبالتالي لم يركز هؤلاء عليه، لاسيما أن الأساتذة المشرفين على تلقينهم الدروس الخصوصية وأساتذة الثانويات في هذه المادة لم يدرجوا هذا الموضوع إلى جانب بقية المواضيع التي تضمنتها أسئلة الامتحان، ضمن قائمة المواضيع المحتملة. وبرر المترشحون احتجاجهم على أسئلة الامتحان ولجوءهم إلى العنف الذي وصل إلى حد إشهارهم السلاح الأبيض داخل القاعات، بفشلهم في حل أسئلة هذه المادة التي تعد من بين المواد الأساسية، لأنها تحتسب على معامل 6، ما جعلهم تحت وقع الصدمة، حسب تأكيد العديد منهم. وقد أسفر هذا الوضع عن تسجيل حالات إغماء في صفوف المترشحات، ما استدعى تدخل أعوان الحماية المدنية لإسعافهن. إلى جانب ذلك تدخلت مديرية التربية للجزائر- وسط، التي أوفدت ممثلا عنها لإقناع المحتجين بالعودة إلى قاعات الامتحان عن طريق تقديم تطمينات مفادها الأخذ بعين الاعتبار تبريراتهم، عن طريق إعادة النظر في سلم التنقيط، حسب تأكيد المترشحين ممن لم يجدوا سوى إعادة كتابة نص السؤال ومنهم من قدم ورقة إجابة بيضاء. من جهتها أكدت أستاذة ومفتشة مادة الفلسفة، التي رفضت الكشف عن اسمها، أن اللجنة المكلفة بإعداد أسئلة هذا الامتحان لم تحترم الميثاق الذي تم الاتفاق عليه مع مفتشي المادة، كما أنها لم تراع في إعداد الأسئلة المترشحين ذوي المستوى المتوسط، لأنها تحتاج أن يتمتع المترشح بقدرة على التحليل إلى جانب أن الإجابة عنها تتطلب مهارة لغوية. وقالت أنها منذ 24 سنة من ممارستها مهنة التدريس في هذه المادة لم تصادف أسئلة معقدة بالشكل الذي وردت عليه أسئلة امتحان مادة الفلسفة التي تحتسب على معامل 6، والتي تعد من بين المواد الرئيسية. وحملت ذات المتحدثة مسؤولية هذا الوضع للأساتذة المشرفين على الدروس الخصوصية، معتبرة أن هؤلاء الطلبة غُرر بهم بعد أن تم إيهامهم بتحديد المواضيع المعنية بالإمتحان، داعيا بذلك الوزارة إلى أخذ ذلك بعين الاعتبار.