لم يعد أمام المدرب ميغيل هيريرا المدير الفني للمنتخب المكسيكي لكرة القدم سوى يومين ليحل اللغز الصعب الذي وجد نفسه أمامه بغياب لاعب الوسط المتألق خوسيه فاسكيز عن صفوف الفريق في المباراة المقررة بعد غد السبت أمام نظيره الهولندي... في دور الستة عشر لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. ويغيب فاسكيز عن المباراة للإيقاف بسبب الإنذارات وهو ما يضع هيريرا في مأزق حقيقي قبل هذه المباراة الصعبة. واعتمد هيريرا على نفس التشكيلة الأساسية في المباريات الثلاث التي خاضها بالمجموعة الأولى في الدور الأول للبطولة أمام منتخبات الكاميرون والبرازيل وكرواتيا. ولكنه سيضطر إلى خوض المباراة أمام هولندا بدون لاعب الوسط المتألق فاسكيز لإيقافة مباراة واحدة بعدما نال الإنذار الثاني في مباراة الفريق التي تغلب فيها 3/1 على المنتخب الكرواتي. وأثار غياب فاسكيز جدلا واسع النطاق داخل المنتخب المكسيكي لأن اللاعب هو محور الأداء في وسط الملعب حيث يشغل مركز لاعب الوسط المدافع كما أنه اللاعب الوحيد في المنتخب المكسيكي الذي لا يوجد له "بديل طبيعي" في صفوف الفريق. وقال فاسكيز "يا لها من مأساة ولكنها جزء من كرة القدم. وأثق في أن ما سيفعله هيريرا سيكون الأفضل على الاطلاق. هناك العديد من اللاعبين على مقاعد البدلاء بالمنتخب المكسيكي يمكنهم الأداء بشكل جيد". وثبت فاسكيز أقدامه مع المنتخب المكسيكي من خلال مباريات الفريق في التصفيات المؤهلة لكأس العالم ليصبح واحدا من أهم ثلاثة لاعبين للفريق مثل زميليه هيكتور هيريرا ورافاييل ماركيز. ويتمتع فاسكيز ببنية جسمانية قوية وطاقة هائلة في اللعب مما يسمح للاعبي الوسط هيريرا وأندريس جواردادو بالمعاونة في الهجوم بشكل منتظم إضافة لقدرته على تحطيم قدرات المنافس على بناء الهجمات. وقال جواردادو "بدون فاسكيز ، نفقد جزءا مهما من اللعب. يمنحنا الاتزان الذي يحتاجه الفريق من أجل الهجوم بطمأنينة وأمان. التحدي هو أن نظهر قدرة الفريق على اللعب بدونه". ويملك هيريرا ثلاثة خيارات يمكن الاستعانة بها لتعويض غياب فاسكيز حيث يمكنه الدفع باللاعب كارلوس سالسيدو أو كارلوس بينا أو ماركو فابيان. وتنقل سالسيدو في السنوات القليلة الماضية بين مركزي الظهير الأيسر ولاعب الوسط المدافع ولكنه الآن في الرابعة والثلاثين من عمره مما يثير الشك حول قدرته على التعامل مع الهجوم الهولندي الذي يتسم بالسرعة في الأداء خاصة عندما يخوض الفريقان المباراة بمدينة فورتاليزا التي ترتفع فيها درجات الحرارة عن 30 درجة. ولكن المنتخب المكسيكي الأولمبي استعان بفاسكيز في مركز لاعب الوسط المدافع خلال مشاركته في مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية الماضية (لندن 2012) وقدم فاسكيز أداء رائعا أمام لاعبين يصغرونه بعشر سنوات أو أكثر. والخيار الثاني أمام هيريرا هو نقل جواردادو من مركز الجناح الأيسر إلى اللعب أمام خط الدفاع مثلما حدث في المباراة الودية التي خاضها الفريق أمام المنتخب الإسرائيلي قبل بداية فعاليات المونديال البرازيلي. وإذا تغير مركز جواردادو ، يستطيع هيريرا الاستعانة بمارو فابيان مكانه في الناحية اليسرى. أما الخيار الثالث أمام هيريرا فهو الدفع باللاعب بينا الذي يتميز بأنه لاعب أكثر مهارة خططية وأكثر قدرة على أداء الواجب الهجومي من فاسكيز. ولكن المشكلة الوحيدة في الاعتماد على بينا هي الحالة النفسية حيث أشارت بعض التقارير إلى أن بينا /24 عاما/ عاني من اكتئاب شديد لغياب زميله لويس مونتيس عن المشاركة في المونديال في اللحظة الأخيرة لإصابته بكسر في الساق. وقال بينا "إذا لم يستعن بي هيريرا ، فإن هذا بالتأكيد لأنه يرى شيئا خاطئا ، ولكنني جاهز لمساعدة الفريق. الحقيقة أن إصابة مونتيس أثرت بي ولكنني نجحت في اجتياز هذا الآن".