حسب وثائق سرية مسربة.. كشفت تقارير سرية مسربة، أن الجزائر كانت محل تجسس لدى وكالة الأمن القومي الأمريكي طيلة الأربع سنوات الماضية، وذلك بموجب اتفاقية سرية أعطتها صلاحية واسعة النطاق للتجسس على جميع دول العالم باستثناء أربعة هي بريطانيا، كندا، أستراليا ونيوزيلندا. ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ، أن "وكالة الأمن القومي الأمريكية كانت مخولة لرصد معلومات تشمل كل الدول في العالم باستثناء أربع فقط، ونقلت عن وثائق سرية سربها المستشار السابق لدى الوكالة إدوارد سنودن، أن الولاياتالمتحدة وقعت اتفاقيات واسعة النطاق حول منع التجسس مع تلك الدول الأربع، وهي بريطانيا، كندا، استراليا ونيوزيلندا، مما يعني أن الجزائر كانت محل تجسس لدى أقوى جهاز في العالم طيلة السنوات الأربع الماضية، حيث إن ترخيصا قانونيا سريا يعود إلى عام 2010 وغيره من الوثائق، تثبت أن للوكالة صلاحية أكثر مرونة مما كان متوقعا، مما أتاح لها أن ترصد من خلال شركات أمريكية ليس فقط اتصالات لأهدافها في الخارج بل أي اتصالات حول تلك الأهداف. الترخيص، حظي بموافقة المحكمة المعنية لشؤون التجسس في الخارج وكان ضمن مجموعة وثائق سربها المستشار السابق لدى الوكالة إدوارد سنودن، والتي تؤكد أن 193 دولة "تشكل أهمية للاستخبارات الأمريكية"، وأتاح الترخيص أيضاً للوكالة جمع معلومات حول هيئات مثل "البنك الدولي" و"صندوق النقد الدولي" و"الاتحاد الأوروبي" و"الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، حسب المصدر ذاته الذي نشر الخبر. وفي السياق ذاته، أوضح مساعد المدير القانوني لدى الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، جميل جعفر، عقب اطلاعه على مضمون الوثائق المسربة والمعلومات الهامة الموجودة فيها، أن هذه الوثائق تظهر مدى نطاق نشاطات التجسس التي كانت تقوم بها الحكومة والدور المتواضع الذي باتت تكتفي به المحكمة في مراقبتها، فيما شددت الصحيفة الأمريكية، على أن الوكالة لم تتجسس بالضرورة على جميع الدول، ولكنها فعليا كانت تملك ترخيصا قويا للقيام بذلك. وتعد ألمانيا من بين الدول التي أعلنت مسبقا رفضها للتجسس الأمريكي، حيث استنكرت العام الماضي قيام "وكالة الأمن القومي" بالتجسس على الهاتف النقال للمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، وغيرها من برامج التجسس عبر الأنترنت والاتصالات الهاتفية، فيما يحقق البرلمان الألماني في نطاق تجسس الوكالة وشركائها على مواطنين وسياسيين ألمان، كما عرفت علاقات واشنطن مع أوروبا بشكل عام ودول أخرى مثل البرازيل، توترا منذ تسريب المعلومات رغم تطمينات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه سيوقف التجسس على قادة الدول الصديقة. من جانبها، بررت الإدارة الأمريكية عمل الوكالة، بمكافحتها للإرهاب، واستعداداتها لصد أي هجمات محتملة على المصالح الأمريكية، أو مصالح حلفائها، وحصل سنودن "30 عاما" المتعامل السابق مع وكالة الأمن القومي على لجوء مؤقت في روسيا شهر أوت الماضي، بعدما قام بتسريب آلاف الوثائق التي كشفت قيام الاستخبارات الأمريكية بالتجسس على نطاق واسع في الداخل والخارج.