أجمعت الصحافة الإيطالية مساء أمس على أن مباريات الجولة ال 33 من البطولة هناك، والتي أجري الجزء الأكبر منها تلك الأمسية، هي الأكثر إثارة على الأقل منذ بداية مرحلة الإياب.. خاصة تلك التي عاد فيها لازيو من هزيمته بثنائية إلى تقدّم بثلاثية أمام بولونيا، عودة ميلان وتعديله أمام ضيفه كاتانيا، وأخيرا مباراة سيينا التي استقبل فيها باري على ملعب “أرتيمو فرانشي”، هذه الأخيرة كانت فرجتها الكبيرة بصناعة من الجزائري العائد إلى مستواه عبد القادر غزال صاحب الثنائية في ذلك اللقاء والتي كادت تكون ثلاثية لولا سوء الحظ، لتضاف بذلك ثلاث نقاط مهمة للغاية إلى رصيد سيينا الذي أحيا أمله في البقاء مع الكبار لموسم آخر. “باري” يتقدّم في (د13) وغزال يفتح عدّاده بعدها ب6 دقائق قبل 6 جولات من ختام الموسم في إيطاليا، كانت كل آمال جماهير سيينا مرتبطة بمباراة أمس أمام الضيف باري، وهذا ليس للإبتعاد عن منطقة السقوط، بل للإبقاء على بصيص الأمل القليل لمواصلة المسيرة في الدرجة الأولى. وكعادة المدرب “ألبيرتو ماسيلاني” في اللقاءات الأخيرة، منح ثقته مجدّدا إلى الجزائري عبد القادر غزال كصانع لعب في خطة (4/5/1) الموظفة في آخر 3 لقاءات، وهذا إلى جانب الثنائي فيريرا- ماكاروني على الأطراف، وخلف المهاجم الصريح “لاروندو“. وقد كانت بداية المباراة سريعة من الجانبين، حيث وبعد محاولة خطيرة لأصحاب الأرض عبر الخطير “ماكاروني“، افتتح الأرجنتيني “ايمانويل ريفاس” مجال التهديف ل “باري” في (د13) بعد هجمة مرتدة، لكن تقدّم الزوار لم يدم طويلا، عندما سجل غزال هدفا رائعا بتسديدة من داخل المنطقة في (د19)، مستفيدا من عمل جماعي بدأه الظهير “دال غروسو“ إلى المهاجم “لاراندو“ الذي هيّأها ل غزال. الزوار يأخذون زمام الأمور من جديد وغزال يُواصل التألق الهجمات المرتدة والعودة البطيئة لدفاع سيينا كانت نقطة ضعفه مساء أمس، حيث لم تدم نتيجة التعادل الإيجابي (1-1) سوى دقيقتين، بعد تسجيل الأرجنتيني الآخر “خوزي أغناسيو كاستيلو“ هدفا ثانيا في نسخة مطابقة لهدف ناديه الأول، وابتداء من لحظة تقدّم “باري”، أصبحت السيطرة شبه كلية لنادي سيينا الذي أبقى على الكرة في منطقة دفاع منافسه، وبتألق كبير للدولي الجزائري غزال، سنحت الكثير من الفرص ل “لاروندو” و”ماكاروني” اللذين ضيّعا فرصتين لإدراك التعادل، قبل أن يُنهي غزال المرحة الأولى بإهداره فرصة أخرى. شوط ثانٍ رائع ل غزال، يُعادل النتيجة ويُجانب “الهاتريك” عودة رفقاء غزال من غرف تغيير الملابس كانت لهدف واحد لا غير، هو إدراك التعادل من جديد ثم البحث عن هدف الفوز كون الهزيمة في ذلك اللقاء كانت تعني حقيقة واحدة هي وضع الرجل الأولى في الدرجة الثانية، لذا تم إشراك المهاجم “إيمانويل كالاوي“ ليتحوّل الفريق إلى خطة (4-4-2)، وبعد 17 دقيقة من بداية الشوط، أتى الفرج بهدف رائع ل غزال الذي أسقط كرة فوق رأس الحارس باري “غيلييت” من على بعد 20 مترا، كان مذهلا للغاية حيث بقي حارس باري يشاهد الكرة وهي تسكن مرماه. رغبة سيينا وغزال لم تتوقف عند هذا الحدّ، بل تواصل الضغط الذي كاد عبره الجزائري إدراك الفوز والثلاثية الشخصية عبر رأسية جانبت المرمى، وهذا قبل أن يأتي الهدف الثالث ل “سيينا” بعد الثاني ب5 دقائق فقط، والغريب أنه كان بالإمكان أن يكون “هاتريك” (ثلاثية) غزال لو تركت الكرة ترتطم به فقط كونها مرتدة من الحارس، غير أن مدافع سيينا الشاب “الياندرو روسي” أراد غير ذلك حين حال بين غزال وبين الكرة مُسجّلا الهدف باسمه. لتنتهي المباراة المثيرة بنتيجة أسعدت أنصار “سيينا” ورسّمت غزال بطلا لها دون منازع. غزال أضاف الجمالية المفقودة على أهدافه المظهر الذي فاجأ به غزال المتتبعين يوم أمس يفوق بكثير البصمة التي تركها قبل شهر، حين دكّ مرمى جوفنتوس بثنائية في معقله “ديلي ألبي” ب تورينو، فالانتقادات التي لاحقته يومها حين وصفت أهدافه بالخالية من أيّ طعم لم تجد مكانا لها إثر ثنائيته يوم أمس، حيث كان كل واحد منها يفوق الآخر في جماليته، سواء الأول الذي سدّد فيه كرة على الطائر من داخل منطقة الجزاء، أو الثاني الذي رفع فيه كرة رائعة من خارج المنطقة، وهو الثاني له هذا الموسم بتلك الطريقة بعد ذلك الذي أهدى به الفوز لفريقه أمام أودينيزي نهاية السنة الماضية. سجّل هدفه السادس، وموسمه الحالي أحسن من سابقه بدكّه مرمى باري بثنائية، يكون مجموع أهداف النجم الجزائري غزال مع سيينا هذا الموسم 6 أهداف، بدأها أمام ميلان في الجولة الأولى من الموسم، ثم أمام أودينيزي في الجولة ال 16، وختمها بثنائيتين أمام جوفنتوس قبل 5 جولات وباري يوم أمس، وهي حصيلة تتجاوز مجموع أهدافه الموسم الماضي التي كانت خمسة فقط، ومن مجموع لقاءات أكبر وصل حينها إلى 36 مشاركة (20 أساسيا و16 بديلا، وغاب عن لقاءين فقط في الموسم)، في حين مجموع ما شارك فيه هذا الموسم و25 لقاء فقط حتى الآن (21 أساسيا و4 بديلا)، مما يؤكد أن غزال “المونديالي” أحسن بكثير من أول مواسمه ب “الكالتشيو”، ولولا المشاركة في كأس إفريقيا التي غيّبته بأكثر من شهر عن ناديه لكانت حصيلته التهديفية أكبر. باقي لقاءات الجولة في صالح “سيينا” وأمل البقاء يعود ويبدو أن الحظ لعب لعبته مع سيينا إلى جانب التألق الكبير ل غزال، حيث سارت باقي لقاءات الجولة بما يحيي آمال الفريق في البقاء، باعتبار أن المنافسين المباشرين على الخروج من منطقة الخطر خسروا خلال هذه الجولة، حيث تقلص الفارق عن أتالانتا الذي يتجاوزه بمركز واحد في سلم الترتيب إلى نقطتين فقط، بعد خسارة الأخير أمام روما في ملعب الأولمبيكو، بينما كان فوز رفقاء الغائب مراد مغني نادي لازيو خارج أرضهم أمام بولونيا صاحب المركز ال 17 دعما آخر ل سيينا، باعتبار أن رصيد بولونيا تجمّد في حدود ال35 نقطة بفارق 6 نقاط عن رفقاء غزال. موقع محبي “باري”: “أردنا جلب غزال، فسجّل علينا ثنائية” مثلما أشرنا إليه في أعدادنا السابقة، كانت إدارة نادي باري أكدت أن ثلاثة لاعبين من صفوف نادي سيينا يهمّونها كثيرا لتدعيم الصفوف في الموسم القادم، يتقدمهم الدولي الجزائري عبد القادر غزال الذي يقف حسب ما نشر من أخبار على رأس قائمة رغبات باري، وكون الصدفة أتت بتألق لافت جدا للدولي الجزائري أمام أول الراغبين في استقدامه هذا الموسم، وبثنائية رائعة وأداء مذهل، أتت تعليقات الجماهير بعد المباراة ساخرة من هذه الصدفة، حتى أن أنصار نادي باري عبر موقع أخبار الأنصار، علقوا على الأمر ساخرين بعبارة “أردنا جلبه، فسجل علينا ثنائية”، كما أتت التعليقات المرافقة من قبل الجماهير مؤكدة أن اللاعب يستحق الاهتمام، بل هناك من وصف النتيجة أنها تفوّق ل غزال وليس ل سيينا. في عزّ أزمة الإصابات والتهميش، غزال يبعث رسالة أمل للجزائريين بالتأكيد، كان وقع ثنائية غزال على الجماهير الجزائرية إيجابيا للغاية، بداية من فك عقدة المعوّل عليه في “المونديال”، والذي لم يُبل بلاء حسنا في أمم إفريقيا، إضافة إلى غياب أخبار جيّدة عن تألق المحترفين منذ فترة، وهي الفترة التي شهدت كمّا معتبرا من أنباء التشاؤم، تلك المتعلقة بالإصابات والتهميش الذي طال ولا زال يطال كوادر المنتخب. لأجل هذا فإن ثنائية غزال ومستواه المذهل يوم أمس أتيا في وقتهما، حيث أراحا كثيرا الطاقم الفني الوطني ومن ورائه الجمهور الجزائري قبل شهرين بالتمام والكمال من افتتاح “المونديال” يوم 11 جوان. ----------------------------------------------- غزال: “كنت متأكدا أن الوقت الذي سأعود فيه إلى كامل إمكاناتي لن يتأخر” في البداية، هنيئا لك على الثنائية والمردود الرائع الذي أبنت عليه في مباراتكم أمس؟ أنا الذي أشكركم على اهتمام جريدتكم المحترمة بي كالعادة، وعلى ذكر الهدفين اللذين سجلتهما، يمكن القول إني لم أفقد الأمل إطلاقا أنه سيأتي اليوم الذي أعود فيه إلى التسجيل كما كنت عليه سابقا، كما أن مسألة عودتي إلى كامل لياقتي كانت مسألة وقت فقط، بما أن كل الظروف كانت مواتية حتى يعود لي حسّ التهديف الذي افتقدته في الجولات والمباريات الفارطة. لكن هل يمكن لنا أن نعرف سرّ هذه الثقة الكبيرة؟ لا يوجد أي سرّ في هذا الموضوع، لأن كرة القدم لا تعترف إلا بالعمل والجدية، لأنهما من بين العوامل التي تعتبر المقياس الحقيقي لتقييم أي لاعب. ومن جهتي أتمنى أن أواصل على هذا المنوال حتى نحقق الهدف المنشود وهو إنقاذ النادي من الوضعية التي يتواجد فيها حاليا والتي لا تعبّر بصدق عن مكانته الحقيقية. من خلال كلامك، هل يمكن القول إنكم أنقذتم سيينا من شبح السقوط بعد فوزكم أمس؟ لكي لا يتسرّب إلينا الغرور أقول إننا لم ننقذ الفريق بعد، ولكن حظوظنا في البقاء تزايدت بشكل كبير بعد الفوز الذي حققناه أمس، وبقي علينا أن نحارب فيما بقي لنا من جولات لنحقق هدفنا، لأني كما صرحت به سابقا يجب أن نكون أكثر واقعية حتى نضمن البقاء بشكل نهائي في الجولات القادمة. كيف كان ردّ مدربك على أدائك الجيّد والهدفين الحاسمين اللذين سجلتهما؟ لقد شجّعني كثيرا على غرار زملائي وكان سعيدا جدا بالفوز، وعبّر لي صراحة على أنه يجب التفكير في المقابلة القادمة ونسيان هذا الفوز في أقرب فرصة ممكنة، لأن الأهم لا يزال في انتظارنا ومن الضروري أن نضع أرجلنا على الأرض، لأن الباقي أصعب ويجب أن نتسلح بإرادة فولاذية حتى نريح بالنا وبال أنصارنا في نهاية الموسم. أتعلم أنك الوحيد الذي يلعب بانتظام ومردودك في تحسّن ملحوظ مع مرور الجولات؟ هذا من حسن حظي، وما يمكنني قوله هو أني في المستوى من الجانب البدني، بالإضافة إلى كل هذا فأنا أقوم بدوري فقط على أرضية الميدان وهو الدور الذي تعودت عليه في كل المواجهات، إلا أن الحظ في بعض الأحيان يفعل فعلته لأنه في بعض الأحيان تكون النتائج إيجابية وفي أخرى تكون سلبية. بصراحة، عندما تسجّل كل هدف، هل تفكر في المنتخب الوطني؟ ليكن في علمكم أن المنتخب الوطني هو الوحيد الذي لا أنساه، وتألقي يعني الكثير بالنسبة لي، فهذا الشيء أعتبره مؤشرا إيجابيا جدا في المواعيد القادمة، على أن كل شيء سيعود إلى نصابه وستعود الأمور إلى مجاريها الطبيعية، لأن فترة الفراغ أمر لا يمكن لأيّ لاعب أن يفرّ منه. ماذا عن “المونديال“؟ تريدون الصراحة، بالنسبة لي كل شيء في وقته، وتركيزي الآن منصب على فريقي الحالي سيينا والطريقة التي تكفل لنا إنقاذه من السقوط إلى القسم الثاني، كما أني أريد أن أشير إلى نقطة مهمة، وهي أن أدائي في حدّ ذاته استعداد ل “المونديال“ بطريقتي الخاصة.. وعلى العموم، أتمنى أن يتواصل هذا الأداء بالشكل الذي يتمناه الجميع. هل تتابع أخبار زملائك الآخرين؟ قدر المستطاع وكلما سنحت الفرصة، لأنكم تعرفون جيدا عالم الاحتراف وانشغالاتي الكثيرة مع نادي سيينا. ما رأيك في بعض لاعبي المنتخب الوطني الذين تعرّضوا لإصابات في الآونة الأخيرة، على غرار بوڤرة، يبدة، مغني وبلحاج؟ أرى أنها شيء عاد بالنظر للمشاركات الكثيرة التي كانت لنا، بين البطولات التي ينشط فيها هؤلاء بالإضافة إلى التصفيات المزدوجة دون نسيان مشاركتنا في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، وكلها معطيات تقول إن الإصابات لا مفرّ منها على الإطلاق بما أننا في نهاية الموسم، كما أطمئن أنصارنا أن كلّ شيء سيعود إلى نصابه في قبل موعد جنوب إفريقيا الصائفة القادمة.