سكان العمارة لم يشملهم الترحيل بعد الزلزال.. توفيت، ليلة الجمعة إلى السبت، الطفلة "ريمة شكري بوزياني" البالغة من العمر 4 سنوات، متأثرة بإصابات بليغة تعرضت لها إثر انهيار أجزاء من شرفة عمارة هشة ببولوغين وقعت منذ قرابة الأسبوعين، بعدما رقدت مدة عشرة أيام كاملة بغرفة الإنعاش في مستشفى "محمد لمين دباغين" بباب الوادي. ووري، مساء أول أمس السبت، جثمان الطفلة "ريمة" البالغة من العمر 4 سنوات، الثرى بمقبرة باينام بالحمامات في العاصمة، بعد وفاتها نتيجة لإصابات بليغة على مستوى الخد والعنق، بعدما سقطت من شرفة علوها 6 أمتار، خلال تواجدها بمنزل خالتها الواقع بالعمارة الرقم 6 بشارع عثمان زرورو ببولوغين في العاصمة. وزارت "الخبر" مكان الحادثة التي خلفت حالة من الحزن والاستياء الشديدين وسط سكان وعائلات حي "سانت أوجان" إثر الفاجعة، وسرد لنا عدد من سكان العمارة تفاصيل الحادثة، حيث قالوا "إن الحادثة مرتبطة بالزلزال الذي ضرب العاصمة، حيث شهدت عمليات ترحيل استعجالية على مستوى بلدية بولوغين، دون العمارة رقم 6 بشارع عثمان زرورو لأسباب إدارية وأخرى تتعلق بالورثة وغيرها تطلبت بقاء العائلات بالعمارة وعدم إخلائها، بالرغم من تأثرها وهشاشتها". وأضاف محدثونا أنه أياما قبل الحادثة وتزامنا مع الوعود التي قدمتها السلطات والمتمثلة في تحويلهم إلى ملعب بولوغين مؤقتا، واستفادتهم من عملية الترحيل، استغل البعض الفرصة لخلع أنابيب الغاز والماء، من بينها أسطوانة نحاسية كانت موضوعة بشرفة منزل خالتها لتغطية ثقب متواجد بها، إلى أن وقعت الحادثة المؤلمة، حيث سقطت الطفلة مباشرة من شرفة منزل خالتها وتعرضت لإصابات بليغة، ما تطلب نقلها إلى المستشفى لتلقي الإسعافات. ووصف بعض شهود العيان الحادثة بالمؤلمة، حيث قالت لنا الحاجة "عيشة" البالغة من العمر 79 سنة، والتي تقطن بالطابق الأول: "ليلة الحادثة لاحظنا سقوط أجزاء من الحجارة الصغيرة والتراب من شرفة الطابق الثاني، أما في اليوم الموالي فكنا نجلس في الغرفة إلى أن سمعنا صوتا قويا وشاهدنا سقوط شيء، حيث ظننا في البداية أنها حجارة، إلى أن صدمنا بالفاجعة الأليمة". وانتقلنا بعدها إلى منزل الضحية الواقع بشارع المجاهدين بالحمامات غربي العاصمة، حيث طغى جو من الهدوء والسكينة المرفوق بملامح الحزن والأسى على ملامح والد الضحية، السيد عمر شكري بوزياني، الذي راح يروي لنا تفاصيل الحادثة، حيث قال إنه في يوم 12 أوت الماضي طلبت منه زوجته اصطحاب ريمة إلى منزل أختها الواقع ببولوغين لتقديم لها الفطور، وقد أبدى الوالد معارضته للفكرة ولم يكن مطمئننا على الإطلاق: "شعرت بشعور غريب في ذلك اليوم، كما أن ابنتي ريمة لم تكن صباح ذلك اليوم على أحسن ما يرام، فهي معروفة بالحيوية والنشاط وتحب اللعب والممازحة، ولكن كل تلك الصفات غابت يومها"، إلى أن وقعت الفاجعة". ويضيف المتحدث أنه في نفس اليوم كان مهيأ للسفر إلى بسكرة قبل أن يتلقى مكالمة هاتفية من أخيه لإطلاعه على الخبر. وأعرب أفراد العائلة، على غرار والد ريمة، عن استيائهم وسخطهم الشديدين من غياب السلطات المحلية، لاسيما مسؤولي بلدية بولوغين، الذين لم يحركوا ساكنا قبل الحادثة وبعدها: "صحيح أنه يجب علينا الإيمان بالقضاء والقدر، ولكن السلطات تتحمل جزءا من الحادثة بسبب الإهمال واللامبالاة وعدم قدرتها على إخلاء عمارة سكانها متضررون".