سقوط طائرة أوكرانية ومقتل كل طاقمها بصحراء تمنراست تحطمت أمس، طائرة نقل البضائع من نوع أتونوف 12، التابعة للشركة الأوكرانية للطيران "أوكراين آر أليانس" بمنطقة جبلية بالقرب من قرية "تاقرمبايت"، الواقعة على بعد 15 كلم من مطار تمنراست، حيث تسبب الحادث في مقتل طاقم الطائرة المتكون من 7 أشخاص، فيما نصبت وزارة النقل لجنة تحقيق في الحادث. الطائرة كانت في طريقها إلى غينيا الاستوائية، ومحملة بمواد بترولية، حيت توقفت اضطراريا بمطار مدينة غرداية، أين تم تصليح العطب، حسب ما توفر ل"الشروق" من معلومات، ثم أقلعت بعد ذلك باتجاه غينيا الاستوائية، ليجد الطاقم نفسه مرة أخرى مجبرا على النزول بمطار تمنراست، أين تم تصليح العطب مرة ثانية لتقلع في حدود الساعة الثانية و41 دقيقة بالضبط، باتجاه الوجهة المقصودة، لكن بعد 3 دقائق فقط من الإقلاع سقطت بمنطقة تيسناوين الواقعة جنوب المطار، وكان على متن الطائرة سبعة من أفراد طاقمها ستة من جنسية أوكرانية وواحد روسي، لقوا حتفهم جميعا. أفراد الجيش المتواجدون بالقرب من مكان الحادث لحراسة الجهة الجنوبية من المطار العسكري، أبلغوا القيادة العسكرية بنبأ السقوط، حيث تدخلت في بادئ الأمر بواسطة الطائرات المروحية التابعة لها والمرابطة بالمطار العسكري، بما أن المنطقة جبلية وصعبة المسالك، الشيء الذي صعب كثيرا وصول رجال الحماية المدنية إلى مكان سقوط الطائرة، وبعد عدة محاولات وسط الظلام الحالك، تمكنت الحماية المدنية من الوصول إلى عين المكان، في مدة فاقت 5 ساعات من وقت وقوع الحادث المأساوي. في هذا السياق، أكد عز الدين بن قدور مدير الحماية المدنية بولاية تمنراست، في تصريح ل"الشروق" بأن الجثث السبع تم العثور عليها متفحمة كليا، وسوف تنقل إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى تمنراست، فيما سارعت السلطات المحلية إلى تشكيل لجنة تحقيق محلية، لمعرفة أسباب الحادث والوقوف على كل تفاصيله. ومن جهتها، ذكرت وزارة النقل في بيان لها أمس، أن "الطائرة فقدت الاتصال مع برج المراقبة لمطار تمنراست بعد ثلاث دقائق من إقلاعها من نفس المطار، أي على الساعة 1:44 دقيقة بتوقيت غرينيتش، حيث تم إطلاق إشارة الخطر في اللحظة نفسها من قبل مركز الجزائر للمراقبة الإقليمية، فيما باشرت مصلحة البحث والإنقاذ الأبحاث".
القضاء بتمنراست يفتح تحقيقا في أسباب سقوط الطائرة فتحت الجهات القضائية بتمنراست أمس تحقيقا واسعا حول أسباب وظروف حادث تحطم طائرة نقل البضائع الأوكرانية ووفاة طاقمها السبعة. وحسب بيان صادر عن مجلس قضاء تمنراست، فقد تنقل وكيل الجمهورية لدى محكمة تمنراست إلى مكان سقوط طائرة نقل البضائع "أنتنوف 12"، التابعة لشركة الطيران الأوكرانية "أوكراين آر أليانس"، حيث أمر مصالح الشرطة القضائية على الفور بمباشرة التحريات الأولية وفقا للقانون لمعرفة "أسباب وظروف الحادث الذي أدى إلى وفاة أفراد طاقمها السبعة" كما ورد في ذات البيان.
قدمت من بريطانيا باتجاه غينيا وحطت بتمنراست للتزود بالكيروزان غول: العلب السوداء ستحّدد أسباب السقوط أكد وزير النقل، عمار غول، أن الطائرة الأوكرانية كانت تمر عبر الإقليم الجوي الجزائري لحاجتها التقنية المعروفة، مشيرا إلى أنه فور بلوغ الخبر إليهم، في حدود الساعة الثانية صباحا تمت مباشرة العمل من خلال تنصيب خلية أزمة على المستوى المحلي يرأسها الوالي، وأخرى على المستوى المركزي. كما تم إنشاء لجنة تحقيق يرأسها مدير الطيران المدني. ولم يذكر الوزير أي فرضية بخصوص أسباب سقوط الطائرة. وقال إنه، وفي مثل هذه الحالات، لجنة التحقيق هي المخول الوحيد لتحديد الأسباب بعد المعاينة وقراءة محتويات العلب السوداء. وأشار غول، الذي عقد ندوة صحافية ببهو مطار هواري بومدين، أمس قبل التوجه إلى تمنراست رفقة وفد إعلامي وممثلين عن مختلف المصالح المعنية وعلى رأسهم عناصر الدرك الوطني، والقنصل العام الأوكراني، إلى أن الطائرة حطت بمطار تمنراست من أجل التزود بالكيروزين، قادمة من المملكة المتحدة البريطانية متوجهة نحو غينيا الاستوائية. وأبرز أن الطائرة كانت لها عدة محطات ضمنها الجزائر. وأضاف بأن المسار الذي أخذته الطائرة كان محددا سلفا، فيما أكد وفاة سبعة أفراد من عناصر الطاقم كانوا على متن الطائرة.
تعرّض الطائرة لمشكل تقني.. أوّل فرضية علمت "الشروق"، من مصادر تعمل على التحقيق، أن الفرضية الأولية الأكثر احتمالا أن ما أدى إلى سقوط الطائرة الأوكرانية كان تعرضها لمشكل تقني. وأشارت إلى أن الطائرة مرت عبر إسبانيا ثم غرداية وبعدها تمنراست متوجهة إلى مالي ومن ثمة إلى غينيا الاستوائية، غير أن مشكلا تقنيا حال دون مواصلتها الرحلة وسقوطها بعد ثلاث دقائق من مغادرة مطار تمنراست. وأوضحت المصادر ذاتها أن عناصر البحث والإنقاذ تمكنت من العثور على الطائرة بعد ساعة ونصف بالتحديد من تلقيها رسالة التنبيه، حيث سخرت كافة الإمكانات للبحث عنها، فيما كان الظلام الدامس وراء تأخر الوصول إلى مكان السقوط. وبوصول مصالح الإنقاذ لم يعثر على سوى ركام الطائرة، وجثث الضحايا السبعة، حيث وجدت أشلاء لأربعة ضحايا وجثث متفحمة لثلاثة آخرين تم نقلهم إلى المستشفى لتحديد هوياتهم.
مقدّم و10 ضباط من الدرك لتحديد هوية الضحايا سخرت قيادة الدرك الوطني فريقا مكونا من 10 ضباط من معهد علم الإجرام ببوشاوي، يقودهم مقدم تكفل بتحديد هوية جثث ضحايا الطائرة الإسبانية المؤجرة من قبل الجوية في 24 جويلية الماضي، كما تكفل رفقة الفريق بتحديد هوية ضحايا طائرة أم البواقي.
مثلث الموت عرف مطار تمنراست سلسلة من حوادث الطائرات، من أشهرها هبوط اضطراري لطائرة نيجيرية سنة 1996، كان على متنها فريق رياضي في رحلة بين العاصمة التونسية ومدينة لاغوس النيجيرية، ما تسبب في وفاة ثمانية لاعبين، أما الحادث المؤلم الثاني فهو تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية في مارس 2003، بعد لحظات قليلة من إقلاعها، ما أسفر عن مقتل 102 شخص.