يواجه المنتخب الوطني اليوم بداية من الثانية زوالا بالتوقيت الجزائري نظيره الإثيوبي في المباراة الأولى من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستحتضنها المغرب انطلاقا من شهر جانفي 2015... وتأتي هذه المباراة بعد حوالي شهرين بالضبط عن التألق الكبير ل "الخضر" في نهائيات كأس العالم التي جرت في البرازيل والتي حقق خلالها رفقاء الحارس مبولحي مشوارا تاريخيا أوصلهم إلى ثمن النهائي الذي أقصوا فيه من طرف المتوج بالدورة المنتخب الألماني بعد الوقت الإضافي في مباراة بطولية، ما يجعلها فرصة لتأكيد المستوى والسمعة التي وصلها المنتخب الجزائري الآن حيث أصبح غير مسموح له التعثر أو الانهزام أمام منتخبات إفريقية متواضعة أو متوسطة المستوى مثلما هو الحال عليه بالنسبة للمنتخب الإثيوبي. الحلم يجب أن يتواصل وروح، إرادة ومستوى المونديال مطلوبون وبعد أن عاش "الخضر" وكل الجزائريين حلما في مونديال البرازيل ترجمه أداء بطولي من قبل اللاعبين أبهروا به العالم بأكمله، فإنهم بداية من اليوم سيكونون أمام تحدّي جديد حتى إن كان ليس بنفس مستوى "المونديال" إلاّ أنه بنفس أهميته مادام أن "كان" المغرب هي أبرز هدف في السنتين الأولتين من عقد غوركوف. ولهذا فإن التأهل إليها قبل التفكير في بلوغ الدور نصف النهائي على الأقل منها مثلما يريد روراوة يستلزم أرادة ومستوى وروح مجموعة وهي العوامل التي اجتمعت في المونديال الأخير وجعلت الجيل الحالي من اللاعبين ينجح في ما أخفق فيه كل الأجيال الآخرين. أول اختبار أمام غوركوف ويبحث عن أفضل بداية ممكنة وسيخوض الناخب الوطني الجديد كريستيان غوركوف أول مباراة له على رأس العارضة الفنية ل "الخضر" وهذا في ظروف تبقى مماثلة لبداية موفقة بعد أن ترك حليلوزيتش المنتخب في وضعية مريحة جدا حيث كون أسس صحيحة يمكن أن يعمل التقني الفرنسي عليها الآن لمواصلة المسار في آمان. غوركوف يريد بداية قوية تساعده على تحقيق الأهداف التي سطرها مع "الفاف" وأولها التأهل إلى نهائيات "كان" المغرب قبل التنافس فيها على بلوغ المربع الذهبي والتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 وقبلها النجاح في رهان منح الجزائر تتويجا إفريقيا ثانيا في تاريخها إذا نجحت في استضافة "كان" 2017. الفوز سيجعل الطريق معبدا منذ البداية نحو "كان" المغرب وسيكون هدف غوركوف وأشباله في هذه المباراة واحد وهو الفوز الذي إن تحقق فإنه سيضع "الخضر" في رواق جيد من أجل اقتلاع تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة حتى إن كان الأمر يتعلق بأول مباراة في الدورة التصفوية وبعدها ينتظر "الخضر" 5 مباريات أخرى. لكن صيغة المنافسة التي تسمح لمنتخبين من كل مجموعة من التأهل ولعب المنتخب الوطني بعد مباراة اليوم 3 مباريات داخل الديار مقابل إثنين فقط في الخارج سيجعله يخطو خطوة عملاقة من الآن في اقتلاع واحدة من تأشيرتي التأهل في مجموعته. تركيز على الاسترجاع، الانضباط التكتيكي وعدم استصغار المنافس ومثلما هو معروف فإن مباراة إثيوبيا جاءت في وقت صعب جدا حيث أن الموسم الرياضي انطلق منذ أيام فقط واللاعبون لم يحضروا لهذه المباراة مع بعض سوى 5 أيام فقط، وهو ما جعل غوركوف في تحضيراته يركز جيدا على الاسترجاع خاصة مع الرطوبة المرتفعة التي تسود مدينة أديس آبابا من جهة ومع قرب موعد مباراة مالي التي ستأتي بعد 4 أيام من الآن. الناخب الوطني في اجتماعاته المتكررة مع اللاعبين ركز أيضا على ضرورة أن يكونوا في قمة الانضباط التكتيكي حتى يتسنى لهم خلق متاعب للمنافس وحرمان لاعبيه من الاستحواذ على الكرة مع ضرورة عدم استصغار المنافس الذي عاد إلى الواجهة بقوة في السنتين الأخيرتين. الحرارة لن تكون عائقا، الرطوبة مشكل لكنها ليس مبررا ومثلما ذكرناه في أعدادنا الفارطة فإن درجة الحرارة في العاصمة الإثيوبية ليست مرتفعة حسب ما وقفنا عليه في الأيام الأخيرة حيث أنها مثلا تراوحت في أخر يومين بين 17 و19 درجة مئوية وهي درجة معتدلة جدا ومن شأنها أن تسمح لفغولي وزملاءه باللعب بكامل مستواهم حتى إن كانت نسبة الرطوبة ينتظر أن تكون مرتفعة وقد تتعدى 70 بالمائة لكن لا يمكنها أن تكون مبررا لأي تعثر قد يسجله "الخضر" لا قدر الله اليوم ، لأن لاعبينا سبق لهم وأن خاضوا مباريات في ظروف أصعب بكثير في إفريقيا خلال السنتين الأخيرتين وعادوا بنتائج إيجابية مثلما كان الحال عليه في رواندا وغامبيا وحتى البنين. 40 مليون جزائري لا ينتظرون إلاّ الفوز فلا تخيبوهم رغم أن المنتخب الإثيوبي سيستفيد من دعم حوالي 35 ألف مناصر في مباراة اليوم مقابل عدد قليل جدا من الجماهير الجزائرية التي تنقلت إلى أديس أبابا، فإن رفقاء المتألق براهيمي يدركون جيدا أن 40 مليون جزائري سيكونون خلفهم بقلوبهم وسيتابعون 90 دقيقة من المباراة بأعصاب مشدودة على أمل أن تتواصل أفراحهم مثلما كان الحال عليه شهر جوان الفارط، ولهذا فهم مطلوبون أن لا يخيبوا أمال وظن كل الشعب الجزائري الذي كبر أمله في هذا المنتخب ولا يريد أن يتوقف حلمه مبكرا. ت. مهدي