بين التهاب وانهيار بورصة الأسعار شهرا قبل عيد الأضحى رغم أن الحمى القلاعية، لا تصيب سوى الأبقار، وعلى ذمة وزارة الفلاحة، فإنه لا خوف من وصول الوباء إلى قطعان الأغنام، إلا أن انتشار "القلاعية" كانت له آثار متباينة على أسعار الأغنام، التي اضطربت عشية عيد ألضحى، بين سقوط حر في مناطق وارتفاع صاروخي في أخرى، وما أربك الوضع أكثر، هو قرار غلق أسواق المواشي، الذي جاء لمحاصرة الوباء ومنع انتشاره. وهو قرار، وإن تم التراجع عنه، إلا أن آثاره ستستمر لأسابيع أخرى، ويتوقع المختصون أن السوق لن تستقر في المدى القصير، وأن التنبؤ بأسعار أضاحي العيد أمر من الصعوبة بمكان.
موالون يبيعون جزءا من مواشيهم لاقتناء العلف للبقية هكذا تسببت الحمى القلاعية في إفلاس الموالين في سعيدة أخلط قرار بغلق أسواق المواشي، ومنع تنقل الأغنام عبر تراب ولاية سعيدة، بعد ظهور أولىأعراض مرض الحمى القلاعية، أوراق الموالين، الذين اعتبروه ضربة قاسية وموجعةلنشاطهم. وحسب ما صرّح به موالون ل"الشروق"، فإن قرار الغلق ومنع تنقل المواشي عبر ترابالولاية، اتخذ دون سابق انذار أو حملة تحسيسية، معتبرين أن غلق الفضاءات التجاريةالخاصة بالأغنام، في غياب سوق المواشي الجديد والواقع بالمخرج الشرقي لمدينة سعيدة،الذي تأخر فتحه من طرف السلطات.
إفلاس موالين.. وأسعار تحرق جيوب "الزوالية" واعتبر الموالون في حديثهم إلى "الشروق" أن استمرار هذا الوضع، هو بمثابة الحكمعليهم مسبقا بالإفلاس والقضاء على نشاط تربية المواشي، وما عمّق من معاناتهم هوهاجس الحمى القلاعية، مبرزين المشاكل التي تعترضهم مند سنوات طويلة لم يجدوا لها حلا،رغم شكاويهم لمصالح الفلاحة بالولاية، التي هي على علم بانشغالاتهم، حيث انحصرتحسبهم في الغلاء الفاحش لأسعار الأعلاف بعد أن بلغ سعر القنطار الواحد من الشعيروالنخالة إلى 3500 دج، وحزمة التبن ب500دج، في ظل ضعف الحصة المخصصة لهم،وكذا تردي أوضاع المساحات الرعوية جراء الجفاف لقلة تساقط الأمطار هذا الموسم، مماضاعف من معاناتهم في منطقة ذات طبيعة فلاحية ورعوية تمتاز بمؤهلات هامة مكنتها فيالسابق من الحصول على نتائج جيدة نوعية في جميع المنتوجات الزراعية. وهناك مصاعب أخرى تعترض ممتهني تربية المواشي، دفعت كثيرا منهم إلى تطليق "مهنةالآباء والأجداد"، حيث اضطر عدد من الموالين إلى بيع عدد من رؤوس الأغنام لمجابهةارتفاع أسعار الأعلاف والاعتناء بتربية البقية، مؤكدين أن استمرار هذا الوضع من شأنهأن يهدد تربية الماشية بالمنطقة في ظل افتقادهم للدعم اللازم الذي من شأنه تشجيعهم علىممارسة هذا النشاط المهدد بالتوقف، رغم كونه مصدر الدخل الأساسي لمئات العائلاتبالمنطقة على غرار قرى مثل أولاد خالد، مولاي العربي، والحساسنة وسيدي احمد التي تعدمصدر سلالة أغنام بوابة الصحراء. وقد حمّل العديد من الفلاحين المصالح المعنية مسؤولية الأوضاع التي يعيشها القطاع ككلوالتي لم تتدخل حسبهم من أجل وضع حد للمضاربة التي تشهدها سوق الأعلاف، خصوصافي مادة النخالة والموال التي يتحكم في تسويقها المضاربون والسماسرة ومن ليست لديهمأي علاقة بتربية المواشي سوى السيطرة على الأسواق. كما أرجع البعض الآخر من الموالين أسباب غلاء الأعلاف وعدم توفرها، إلى تراجع عددالمربين بالولاية مع تراجع كبير لعدد رؤوس الماشية نتيجة الضغوطات والعراقيل، التيحالت دون تطوير هذه الثروة، سيما مع تراجع مساحات الأراضي الرعوية، والتي تقلصتبشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بالإضافة إلى عصابات التهريب التي أصبحت تهددهم منأجل تطوير هذه الثروة الحيوانية في أكثر من ربع المساحة الإجمالية للولاية.
هذه هي مقترحات الموالين لحل الأزمة المواطنون سيدفعون هم كذلك الثمن، بسبب الحمى القلاعية التي ستلهب أسعار المواشي لامحالة بحسب كثير من الموالين، حتى لو أن الأثمان معقولة حاليا، لكن محدودي الدخل منالمواطنين يتوجسون خيفة من عدم مقدرتهم على اقتناء أضحية العيد. وحصلت "الشروق" على أسعار المواشي بداية من الكبش "المقرون"، الذي تراوح سعرهمن 3 ملايين إلى 45 ألف دينار، الخروف ب23 ألف دينار، والخروفة ب 17 ألف دينار، أمّاالنعجة مابين 18 و20 ألف دينار، هذا وقد تباينت المواطنين بين من يراها معقولة وفيمتناول الجميع، في ما ذهب آخرون أنها مرتفعة. وكان عزاوي جيلالي، رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين وتربية المواشي خلال نزوله ضيفا على إذاعة سعيدة الجهوية، مؤخرا، قد طالب بإنجاز المذابح الصناعية في مختلف ولايات الوطن ومشاركة المربين والموالين الحقيقيين في تسيير هذه المذابح بأنفسهم، من أجل قطع الطريق أمام المضاربين الذين شوهوا مهنة تربية المواشي على حدّ قوله، وحماية رؤوس الأغنام من أي مرض، وأضاف رئيس الفيدرالية بأن وزارة لافلاحة مجبرة على تلقيح كل المواشي عبر الوطن لحمايتها من مرض الحمى القلاعية، داعيا في الوقت ذاته إلى استحداث مجلس استشاري وطني يجمع كل الموالين لاستشارتهم في كل ما يتعلّق بهذه المهنة، على أن ينظّموا أنفسهم ولا يتركوا المجال ل"الدخلاء على المهنة"، الذين تسبّبوا حسبه في انتشار الحمى القلاعية. تعرف أسعار المواشي على اختلافها بولاية الأغواط، انخفاضا محسوسا، في الأسواقالموازية، لم يرق الموالين الذين ذاقوا ذرعا بالقرار الحكومي القاضي بغلق الأسواقالأسبوعية الرسمية. تلافيا لما قد ينجر عن انتشار داء الحمى القلاعية التي تصيب الأبقار،والحاصل أن ولاية الأغواط، وعلى غرار ولايات أخرى لم يمتثل موالوها للقرار الحكوميسوى بنسب متفاوتة في الأسبوعين الأخيرين فقط. ذلك أنهم فتحوا أسواقا موازية على غرارسوق طريق الخنق ومدخل مدينة الأغواط، من الجهة الجنوبية، وبالقرب من سوق آفلوومدخل تاجموت من الجهة الشمالية، وبغيرها من الأماكن الأخرى. وتراوحت إذ ذاك، أسعارالشاة بهذه الأسواق العشوائية، بين 15 ألف و30 ألف دينار في أحسن الأحوال. بينما نزل سعر الخروف إلى نحو 15 ألف دج، بعدما كان يتراوح سعره بين 20 و35 ألفقبل قرار الغلق. ولم يعد الخروف الصغير يتعدى سعره 7000 دج، وأما أسعار الماعز علىقلتها في الأسواق المذكورة، وحسب محدثنا ، فإن العنزة التي كانت تباع بمبلغ 15 ألف دجقبل القرار، أصبح سعرها في الأيام الأخيرة لا يتعد 10 آلاف دج. ولعل غياب التجار الذينيتجولون بين الأسواق من منطقة إلى أخرى، بالموازاة مع غلاء أسعار الأعلاف التي بلغفيها الشعير 3400 دج للقنطار الواحد، والنخالة 3000 دج. وفي ظل ما هو حاصل يطالب موالوا ولاية الأغواط، الذين يزيد عددهم عن 11 ألف موالغالبيتهم جنوب الولاية. بمنحهم قروضا مالية، لتدبير أمورهم إلى حين فتح الأسواقالرسمية. حتى يتمكنوا من اقتناء مستلزماتهم العائلية وحاجيات مواشيهم. مع مضاعفةحصصهم من الشعير بكميات كافية. وتجميد عملية تزويد مطاحن الأغواط لولاية أخرى بكميةمعتبرة من النخالة، وتوجيهها للتسويق المحلي للتقليل ما أمكن من مشكل الندرة، وغلقالباب في وجوه رواد الأسواق الموازية الذين يستثمرون في الأزمة ويفرضون منطقهم.ومعلوم أن ولاية الأغواط، تحصي حاليا نحو مليوني رأس من الماشية. ومعلوم أن رئيسالغرفة الفلاحية بولاية الأغواط - في تصريح سابق للشروق - أبدى امتعاضا كبيرا منالوضعية غير السوية، مؤكدا أن القرار يضر بهم كثيرا، في ظل الجفاف الذي يضربالمنطقة، وحاجة الموالين الدائمة، إلى السيولة النقدية، لقضاء حاجياتهم الخاصة، بما فيذلك اقتناء الأعلاف لمواشيهم، متسائلا في ذات الوقت، عن أسباب عدم إشراك أهلالاختصاص، والمعنيين بالأمر، قبل اتخاذ القرار، خصوصا وأن المرحلة التي تسبق عيدالأضحى بفترة وجيزة، لا تسمح بمثل هذه القرارات، التي تكبد الموال خسائر جمة، كما أشرناإلى ذلك في إطلالة سابقة.
مربو الماشية يتمردون ويفتحون أسواقا موازية بالجلفة التهاب أسعار المواشي.. والكبش يصل عتبة 9 ملايين تمرد مربو المواشي بولاية الجلفة على قرارات مصالح الولاية، والقاضية بغلق الأسواقالأسبوعية في إطار الإجراءات الوقائية التي باشرتها لتفادي انتشار وباء الحمى القلاعية،حيث استحدث مربو المواشي مؤخرا أسواقا موازية، ورفضوا الامتثال لمختلف التعليمات،بالتأكيد على أنهم لن يسمحوا بموت أطفالهم جوعا، وذلك لتأثيرات القرارات التي وصفوهاب"الظالمة" على واقعهم المعيشي. وعرفت الأسواق الموازية بكل من حاسي بحبح، دار الشيوخ، الجلفة، الإدريسية، البيرينصعودا صاروخيا للأسعار، بعد أن تأكد اقتصار الإصابة بداء الحمى القلاعية على الأبقارفقط، حيث تراوحت أسعار الكباش بين 4 و9 ملايين سنتيم، في حين وصل سعر الخروف"الثني" ذي العام الواحد 4 ملايين سنتيم، أما النعجة فتراوح سعرها بين 3 و4 ملايينسنتيم ونصف، حيث ربط مربو المواشي التهاب الأسعار بالطلب المتزايد مقابل قلة العرضمن جهة وجودة ونوعية المواشي من جهة أخرى، إضافة إلى غلاء الأعلاف، الذي يعدعاملا أساسيا في التحكم بالأسعار، إذ أثر ذلك بشكل كبير على ارتفاع أسعار الماشية. وقد بلغ سعر حزمة التبن 400 دج، أما الشعير فتراوح سعر القنطار بين 3000 و3400دج، في حين بلغ سعر النخالة 3000 دج، فيما تجاوز سعر الخرطال 700 دج للحزمةالواحدة. وأعرب مربو الماشية عن استنكارهم لقرار مصالح الولاية بغلق الأسواق الأسبوعية، وعدمتقديم بدائل، وأكدوا أنهم تضرروا كثيرا جراء هذا القرار، مما أجبرهم على فتح أسواقموازية غير بعيد عن الأسواق الرسمية. وباشرت مؤخرا مفتشية البيطرة بمديرية المصالح الفلاحية بالجلفة حملة تطهير لأسواقالماشية، وهو ما اعتبره مربو الماشية مؤشرا إيجابيا لقرب فتح أسواق الماشية المغلقة،خصوصا وأن هذه الفترة التي تسبق عيد الأضحى تعد جد مهمة للموالين والمختصين فيالتسمين، والذين شددوا على أنهم سيتعرضون لخسائر فادحة في حال استمرار قرار غلقأسواق بيع المواشي.
تبعا لغلق أسواق الماشية بمنطقة الأوراس بساتين ومساكن عائلية تتحول إلى أسواق للماشية في خنشلة تحوّلت العديد من المزارع، والبساتين الفلاحية في الأيام الأخيرة، ببلديات ولاية خنشلة،خصصها أصحابها، من الموالين ومربي الأغنام، لبيع المواشي أو أضاحي العيد، وذلك بعدأن أصدرت سلطات خنشلة، قرارات إدارية، أغلقت بموجبها كل الأسواق الخاصة بالماشية،بسبب اكتشاف حالات للحمى القلاعية بمنطقة بغاي، حيث عرفت هذه الأخيرة، إقبالا كبيرالمواطني خنشلة، خاصة وأن الأسعار عرفت استقرارا، ووصفها البعض بالمعقولة، ففضلالكثير من السكان شراء الأضحية ونقلها إلى بيته، خوفا من هاجس الحمى القلاعية، التي لمتجد مكانة ميدانيا مع هذه الأسواق الفوضوية الجديدة، المنتشرة عبر قرى ومشاتي الولاية. وتراوحت أسعار الأضاحي عند الفلاحين داخل مزارعهم، وبساتينهم، بين 35 ألف دج، و55ألف دج، وقد أعاد باعة المواشي، أسباب هذا الاستقرار، إلى أن عملية البيع تتم فردية، دوناللجوء إلى الأسواق، أين يتم تحديد عتبة الأسعار من قبل الموالين، بحيث يحاول أي مالكللماشية، سواء مربٍ، أو موال، بيع كل رؤوس الماشية التي بحوزته، بأسعار معقولة، بدلالإبقاء عليها، أمام خطورة داء الحمى القلاعية، الذي يهدد الأغنام حسب الموالين، بعدالإصابات المسجلة وسط الأبقار، وقد يلزم البائع، الشاري، نقل أضحيته فورا، حتى لا يتحملمسؤولية، ما يحدث لاحقا. وفي الاتجاه الآخر، شكل قرار غلق أسواق الماشية، ببلديات خنشلة، بسبب وباء الحمىالقلاعية، صدمة كبيرة للموالين، باعتباره قرارا وإجراء جاء في وقت حساس بالنسبة إليهم،وفي وضعية غير مدروسة، بالنظر إلى انعاكساته الكبيرة، بالنسبة لمربي الماشية والتيأضحى وجودها مهددا، لكون غالبية الموالين يلجأون إلى بيع المواشي من أجل توفيرالأعلاف، والتغذية لباقي المواشي، وإعالة عائلاتهم والاسترزاق من هذا النشاط، حيث ابدىممثلين عن الموالين، تائهين بأموالهم بجانب مواقع اسواق البلديات، التي تبدو خلال أيامالأسبوع مغلقة، وخاوية من حركة الماشية والموالين، ويسكنها الفراغ من جهة وفزعالحمى القلاعية من جهة أخرى. أين يتجمع الموالون، مع كل يوم سوق، حسب البلديات، يتجمعون في المدخل ولسان حالهم،لا بيع ولا شراء، على اعتبار أن بيع بعض المواشي يعني توفير العلف للبعض الآخر.
المكلف بالإعلام بوزارة الفلاحة ل"الشروق": جميع أغنام الجزائر سليمة ونقاط البيع ستكون تحت المراقبة كشف المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الفلاحة برشيش جمال في اتصال مع "الشروق"أن نقاط بيع الأضاحي ستكون تحت مراقبة مشددة حيث ستتولى لجنة مكونة من بياطرةومختصين في الوقاية وذلك لتفادي بيع مواش مريضة، وطالب المتحدث المواطنين التقربمن النقاط الشرعية لبيع المواشي وتجنبهم الباعة غير الشرعيين والموالين الذين يعرضونماشيتهم في أماكن غير مرخصة، كما أكد جمال برشي أن "جميع أغنام الجزائر سليمةوبصحة جيدة، ولم نسجل أي إصابة بالحمى القلاعية" وان "بعض الأغنام التي قمنا بذبحهالم تكن مصابة وإنما تواجدت في اسطبلات مع أبقار مصابة بالمرض لتجنب انتشار المرضوسط الأغنام". وفي هذا الإطار، أعرب برشيش عن وجوب الانضباط واحترام القرارات و توجيهات كلالمصالح المعنية سواء بيطرية كانت أو أمنية. وقد ارجع جمال برشيش الفضل الى الوزارة الوصية التي عملت على مكافحة المرضوالسيطرة عليه وكذا الحفاظ على عدم انتقاله من الأبقار إلى الأغنام بالرغم من انتشارهالسريع فضلا عن صرامة الدولة و بصلة الموالين الذين احترموا مخطط معالجة الحمىالقلاعية، ويعود كل هذا - حسب المتحدث - إلى المجهودات الجبارة والسهر على العمل الذيقام به وزير الفلاحة حيث كان يتابع خطوات المرض ولاية بولاية وأعطى تعليمات صارمة ماشجع المصالح البيطرية.