ناجون يروون اللحظات الأخيرة لضحايا "مجزرة العيد" بآفلو عاشت بلدية افلو بعد صلاة الظهر أمس، جوا حزينا ميزه الحشود الكبيرة التي حضرت لتأدية صلاة الجنازة على ضحايا الحادث الأليم الذي خلف17 قتيلا و25 جريحا، أول أمس. زارت "الشروق" جرحى مجزرة عشية العيد بالمستشفى، الذين غادر أغلبهم المستشفى بعد أن تحسنت أوضاعهم الصحية، فيما تم تحويل 5 جرحى إلى مستشفى الأغواط، ولم يبق بمستشفى آفلو سوى 6 جرحى، التقت منهم "الشروق" السيدة مبارك ميمونة 77سنة، التي كانت على متن الحافلة القادمة من وهران، وقالت أنها لا تذكر شيئا عن الحادث، غير أنها أكدت أن سائق الحافلة التي كانت على متنها كان يسير ب"سرعة كبيرة"، وكان يرقد بجانبها حفيدها مبارك محمد عصام البالغ من العمر 11سنة، والذي كان تحت الصدمة بعد نزوله من الحافلة من هول ما رآى، "لقد رأيت أيادي مبتورة وأشلاء متناثرة في كل مكان". وفي مكان قريب كان يرقد أحد الجرحى وهو عسكري، وكانت ظاهرة عليه بعض الجروح على وجهه، وقال ل"الشروق":"أولا أحمد الله على نجاتي من هذه الكارثة.. لقد كنت جالسا خلف سائق الحافلة الصغيرة، ورأيت الحافلة الكبيرة قادمة من الاتجاه المعاكس بسرعة كبيرة بعد أن تجاوز سائقها جرارا دون أن يتبين الطريق، فحدث الاصطدام المروع.." بصوت فيه الكثير من الحسرة والحزن، مؤكدا أن مشاهد الموت التي رآها لن تبرح مخيلته أبدا. إلى ذلك استنكرت الحشود التي حضرت جنازة تشييع عدد من ضحايا الحادث المميت، بشدة الجرائم التي يتسبب فيها إرهاب الطرقات، والتي أدخلت الأسى على العائلات الجزائرية، خاصة في ظل تزامن حادث أول أمس مع عيد الأضحى، وطالب هؤلاء بإجراءات ردعية لوضع حد لهذه الكوارث والتي اصطبحت تهدد امن المواطن وسلامته، كما أبدى المشيعون تعاطفهم مع أهالي الضحايا في هبة تضامنية من خلال التقدم للمستشفى للتبرع بالدم للمصابين، وتسهيل عملية نقل الجثث وتغسيلها على مستوى المستشفى. من جهة أخرى وفي اتصال برئيس بلدية آفلو، ذكر أنه شرع في صرف مساعدات عينية إلى اسر الضحايا وأن نفس العملية جارية ببلدية قلتة سيدي سعد والبلديات الأخرى.