جرب الناخب كريستيان غوركوف لأول مرة طريقته المفضلة (4/4/2) في الخرجة الأخيرة أمام مالاوي، لكن التقني الفرنسي وجد صعوبات في تطبيقها، بعدما اعتمد على إسحاق بلفوضيل كمهاجم رئيسي وفي مساعدته ياسين براهيمي، الذي أدى دور صانع ألعاب في اللقاءين الماضيين أمام إثيوبيا ومالي، أي أن غوركوف أجرى تغييرا بسيطا على نهجه التكتيكي، من خلال الطلب من نجم بورتو البرتغالي التقدم قليلا للأمام حتى يكون مهاجما ثانيا رفقة بلفوضيل، إلا أن هذه الطريقة لم تأت أكلها، ويبدو بأن غياب هلال العربي سوداني كان له أثر، باعتبار أن نجم دينامو زغرب الكرواتي هو الأنسب لتأدية دور مهاجم ثاني، عكس براهيمي الذي لم يبرز في هذا المركز. براهيمي يحبذ المساحات، العودة لجلب الكرة وصناعة اللعب لم يُظهر نجم بورتو الكثير خلال لقاء مالاوي الأخير، عكس اللقاءين الماضيين أمام إثيوبيا ومالي، وذلك راجع إلى توظيفه في الدور الجديد من طرف غوركوف، خاصة أن هذا الأخير فضل إضافة مهاجم آخر وهو براهيمي بعدما تأكدت مشاركة بلفوضيل الذي يعود كثيرا للوراء، لكن النجم السابق ل غرناطة الإسباني وجد نفسه تائها خلال الشوط الأول، قبل أن يستفيق نوعا ما في المرحلة الثانية إثر رجوعه لمنصبه الأصلي كصانع ألعاب، ما يكشف بأن صاحب 24 عاما بحاجة إلى المساحات حتى يظهر بمستواه المعهود، إذ يُفضل العودة كثيرا إلى الخلف وأحيانا إلى غاية الدفاع لجلب الكرات وبناء الهجمات وتقديم تمريرات جيدة للمهاجمين. حتى محرز وفغولي لا يجيدان القيام بهذا الدور تبادل براهيمي الأدوار في بعض الدقائق مع سفيان فغولي، قبل أن تعود الأمور إلى نصابها، مع ارتباط نجم فالنسيا الإسباني إلى جانب رياض محرز بمهام ليست هجومية فقط على مستوى الرواقين الأيمن والأيسر على التوالي، ويمتلك فغولي ومحرز نفس الخصائص تقريبا مع براهيمي ولهما أدوار في الرواقين أو في صناعة اللعب، إذ ليس بإمكانهما أن يجيدا القيام بدور المهاجم الإضافي، وهو ما أجبر غوركوف على الاستعانة ب براهيمي، في ظل غياب سوداني، لكن نجم بورتو لم يُقم بما أراده التقني الفرنسي، علما أن الناخب الوطني وظف لاعب رين السابق حتى يلعب بطريقته المفضلة (4/4/2) التي يريد فرضها على "الخضر" في المستقبل القريب. سوداني أفضل خيار والمنافسة ستشتد مستقبلا لن يكون بإمكان غوركوف تجريب خطته المفضلة مثلما يريد، سوى في حال استعادته سوداني في قادم المواعيد، لأن نجم دينامو زغرب الوحيد القادر على تأدية دور المهاجم الإضافي، كونه اعتاد على شغل جميع المناصب الهجومية منها اللعب على الرواقين، وإذا ما قرر التقني الفرنسي الزج ب سوداني إلى جانب مهاجم صريح يختاره بين سليماني وبلفوضيل، فإن المنافسة ستشتد كثيرا في الوسط الهجومي، لأن غوركوف سيضطر للتضحية بلاعب بين فغولي، براهيمي ومحرز، ولو أن هذا الأخير أقل الثلاثة حظوظا رغم ظهوره بمستويات جيدة في الآونة الأخيرة، ليصبح الخط الأمامي يتشكل من فغولي وبراهيمي في الرواقين إلى جانب سوداني وسليماني في الهجوم.