تزامنا مع الجدل حول ضريبة 10 آلاف دينار يسابق الجزائريون الزمن هذه الأيام، لإيداع ملفات الحصول على جوازات السفر البيومترية للتهرب من الضريبة الجديدة- محل الجدل- المقدرة ب10000 دينار، حيث وصل عدد المواطنين الذين أودعوا ملفاتهم 3 ملايين شخص، ما يعادل 150 طلب يوميا في كل دائرة. ووفقا لعملية حسابية بسيطة، فإن ما معدله 150 طلب يصل إلى كل دائرة من دوائر الوطن البالغ عددها 742، ويشير موظفون بمصالح جوازات السفر أن عدد الطلبات ارتفع بثلاثة أضعاف عما كانت عليه الحال في الأيام العادية. وشكل هذا الوضع ضغطا شديدا على موظفي مصالح جوازات السفر، حيث دخلوا منذ شهر تقريبا حالة هيستيريا لتلبية الطلبات المتزايدة للمواطنين، لإيداع ملفات الحصول على جوازات السفر ممن يودون التهرب من دفع الضريبة الجديدة التي أقرتها الحكومة للحصول على جواز السفر البيومتري، حيث تعرف مصلحة الحالة المدنية إنزالا منقطع النظير منذ إعداد مشروع قانون المالية لسنة 2015 المتواجد حاليا بالغرفة السفلى للبرلمان لمناقشته.
يوم كامل لإيداع ملف جواز سفر ويشكل المواطنون يوميا طوابير منذ الساعات الأولى أمام مقرات الدوائر على غرار الدائرة الإدارية لبوزريعة التي كانت محطتنا الأولى، حيث اكتسح العشرات من المواطنين مصلحة جواز السفر منذ الساعة السادسة- حسب بعضهم- لإيداع ملفاتهم في الساعات الأولى.. طوابير طويلة بمقر الدائرة وتذمر واسع باد على وجوه المواطنين القادمين إليها. يقول محمد: "قدمت منذ الساعة السادسة لأسجل اسمي ضمن الأوائل لإيداع ملفي للحصول على جواز السفر". ويضيف: "حين فتحت الدائرة أبوابها كان أكثر من 100 شخص ينتظرون أمامها، حيث- لحسن الحظ- إن القائمين عليها خصصوا سجلا لتجنيب التدافع والفوضى". وقال آخر: "جئت لليوم الرابع على التوالي قصد إيداع الملف بعدما تعذر علي ذلك في السابق"، بينما برر موطن سبب إيداعه لملف الحصول على الجواز قائلا: "منذ أن سمعت بخبر رفع قيمة الضربية سارعت إلى إيداع ملفي لدفع 2000 دينار بدلا من 10 آلاف دينار". اقتربنا من عمال الشبابيك للاستفسار عن سبب الطوابير الطويلة للحصول على جواز السفر فرد أحدهم: "لقد تضاعف عدد طالبي جواز السفر بشكل مفاجئ إلى ثلاث مرات منذ شهر تقريبا.. فقد كنا نحصي في الأيام العادية ما بين 80 إلى 100 طلب يوميا وأصبحنا نستلم منذ نهاية الشهر الماضي أزيد من 250 طلب يوميا". اكتساح المواطنين لمصلحة جوازات السفر يمس كذلك هذه الأيام الدائرة الإدارية لحسين داي، حيث وقفنا عن كثب على "الغزو" غير المسبوق للمواطنين إليها والسبب إيداع ملف جواز السفر قبل انقضاء السنة الحالية، وتجنبا للضريبة الجديدة. وفي هذا الصدد يقول سليم من القبة: "أنتظر دوري لإيداع ملفي منذ أربع ساعات بسبب كثرة القاصدين لذات الغاية"، ليردف قائلا: "غالبية المواطنين مثلي سارعوا إلى الحصول على جواز سفرهم تجنبا للضريبة الجديدة كونها جد مرتفعة ولا تتماشى مع القدرة الشرائية للمواطن". .. وعند استفسارنا لدى عمال وموظفي الشباك الخاص بجواز السفر قال أحدهم: "نعاني ضغطا شديدا من شهر ونصف كوننا نستقبل ما بين 300 و350 ملف بشكل يومي، وهي نسبة فاقت بثلاثة أضعاف المعدل في الأيام العادية حيث لم يكن يتجاوز 100 طلب، فقد استقبلنا خلال الشهر الأخير أكثر من 60 ألف طلب".